” القنادر” العراقية في وداع الامبراطور الاخير !

جمال محمد تقي

هتف شعبنا ساخرا في وثبة كانون المجيدة عام 1948 ” نوري السعيد القندرة وصالح جبر قيطانها”، هتافا مازال صداه يدوي، وبما ان الشيء بالشيء يذكر فان الهتاف وموضوعه يلمعان الان، يتجليان الان، فهذه معاهدة الوصاية الامريكية على العراق قرينة معاهدة بورتسموث تمرر وهذا جورج بوش وتابعه نوري المالكي يوقعان بالاحرف النهائية على الاتفاقية كاقرانهم بيفن ـ صالح جبر ونوري، نعم الذاكرة الجمعية للعراقيين تعودت على الربط بين المعاهدات الاحتلالية وبين القنادر!

منتظر الزيدي بطل عراقي اخر يبادر بالهتاف نفسه قائلا لبوش : خذها هدية حفل وداعك الاخير من بلادنا، وكانت الهدية رشقتان حذائية لا يستحقها غير رأس بوش المليء بالاوبئة !

هذه المرة كان الهتاف منقولا بالصوت والصورة الى كل ارجاء الدنيا، هذه المرة كان الهتاف ليس صوتيا فقط وانما عمليا ايضا، لقد سمعته امريكا وحتما سمعه اوباما وربما شاهد القنادر وهي تنهال على راس سلفه، وحتما تمنى وسيتمنى ان لا يكون في مقامه مطلقا، لقد صورته كل كامرات العالم، نعم لا يليق بهذا الرأس وما يمثل من قيم غير ان يكلل بالقنادر، فالخراب الذي اشاعه والدمار الذي سببه والفوضى التي خلقها والرعونة التي وزعها على العالم اجمع وعلى العراق وشعبه تحديدا، تستدعي اعتباره مجرم حرب تنطبق عليه كل نصوص القانون الدولي التي تحاكم السفاكين والخارجين على القانون بجرائم ضد الانسانية!

التشفي غير محمود عندما يعترف الجاني بجريمته لكن بوش يكابر بل ويدعو للمزيد فالحرب عنده لم تنتهي بعد وانها لا يمكن ان تنتهي دون نصر مؤزرا له !

التشفي في حالات احتقاره ونبذه والسخرية منه امر مشروع ومحمود بل هو جزء من الجزاء الذي لا يتجزء من مسيرة مقاومة مشروعه والاجندة التي تقف خلفه !

سيبقى وعلى طول المدى ذكراه مقرونة بقنادر الثائر العراقي منتظر الزيدي هذا الاعلامي

والصحفي والمراسل الوطني الواعي والذكي والذي رأى قبل ان ترى كاميرته حقيقة هذا التيس الماثل امامه وحقيقة غزو جحافله لبلاده والعبث بمقدراتها!

كلما نسي بعضهم معاني ماحصل، الصوت والصورة والموقف كلها ستذكره بحقيقة ماجرى وتوابعه، هذا مصير العابثين بارواح البشر هذا جزاء الطواويس المتجبرة ـ القنادر ـ وربما تكون ضربة قندرة في العلن وفي مكانها المناسب خير من الف طلقة في الخفاء!

يا وطني انت بخير فالعراقيات ولادات ولن يعقرن ابدا بالامس كان قيصر الجبوري واليوم هذا المقدام منتظر الزيدي وحتما ستكون القائمة طويلة فما نعرفه ليس هو كل الذي يحصل!

اهل العراق الاصلاء يفخرون بفتى الفتيان منتظر، ويدعون للنهوض والتوثب للانقضاض على المحتلين واعوانهم سرا وعلانية وان عز السلاح فالتظاهر والعصيان والمقاطعة كلها اسلحة شعبية مؤثرة الى جانب المقاومة المسلحة الباسلة للقادرين عليها والى جانب التحريض ضد المحتلين واعوانهم في الداخل والخارج، ويبقى سلاح القنادر ايضا سلاحا فعالا عندما يكون في الوقت والمكان المناسبين !

ستبقى صورة المالكي وهو يحاول ان يحوش بيده القنادر المتساقطة على راس سيده مفعمة بالمعاني والتأويلات التي ستجعل منه حتما قرينا مناسبا للقياطين التي هتف بتمزيقها شعبنا ايام بورتسموث!

ان الجميع مطالبون بالتحرك لانقاذ حياة منتظر وبكل الوسائل المتاحة داخليا وخارجيا، مطالبون بتصعيد الحملة الوطنية التي بدأت في قناة البغدادية من اجل اطلاق سراحه وفورا!

كل قنوات الفضاء العراقية الوطنية كل الصحف والمواقع الشريفة كل المنظمات الدولية والعربية المختصة مطالبة بتحمل مسؤولياتها التضامنية لانقاذ حياة الانسان والصحفي والوطني العراقي المقدام منتظر الزيدي.