جمال محمد تقي
(نشرة “كنعان” الالكترونية ـ السنة الثامنة ـ العدد1748)
محرقة غزة المتواصلة تفضح معدن النازية الاسرائيلية ذات الجذر الصهيوني المتآخي مع نازية الريخشتاغ والذي دبر معها محارق اليهود لتحقيق اهدافها الجهنمية في تهجيرهم من المانيا واوروبا الى فلسطين، فبضربة واحدة ثمنها حرق مئات الالاف من فقراء يهود اوروبا قبضت الصهيونية وبمباركة من الامبريالية العالمية الثمن بقيام دولة اسرائيل مع تعهد بحمياتها وتمويلها باموال الابتزاز والتعويضات من عرق دافعي الضرائب الاوروبيين ومن مقاولات دور الحراسة للمصالح الحيوية الغربية في الشرق الاوسط، وعليه فان من يحرق ابناء جلدته لتحقيق اهداف سياسية شيطانية مستعد لابادة شعوب باكملها للحفاظ على مكاسبه!
تتواصل حلقات المسلسل النازي بصورته الصهيونية منذ عام 1948 وحتى الان، وبعد ان انهار الرايخشتاغ الهتلري كان الرهان الصهيوني يتعاظم على ريخشتاغ جديد هو البيت الابيض، وكان الرهان في محله، لقد سعى البيت الابيض لجعل اسرائيل اقوى قوة طاغية بين ضلوع الشرق الاوسط المتكسرة بالتبعية وسياسة النهب الامبريالي المستندة على انظمة خانعة خائفة ارتبطت مصالحها ومصائرها بامريكا ومن ثم حليفتها المستهترة اسرائيل!
اليوم يرسل بوش بابا نوئيل ليقدم هداياه الى اطفال غزة بمناسبة اعياد الميلاد وبمناسبة راس السنة الجديدة، بوش يعطي الضوء الاخضر لنازيي اسرائيل كي يعلموا غزة واهلها بان امريكا لن تسمح لهم بالحياة دون ان يستجيبوا لشروطها، الترويع والصدمة، الضرب على الرأس، اما معنا او ضدنا!
حسني مبارك المتكلس على كرسي السلطة بشفاعة امريكية هو ورغم حراجة موقفه مع وليس ضد، انه مع منذ ان كان نائبا للسادات المقبور، بطل الرقم القياسي في وضع كل اوراق اللعبة بيد امريكا ـ 99 % من اوراق اللعبة بيد امريكا ـ!
عباس مع وليس ضد والا ما معنى ان، يكون هو معتدلا، ومؤدبا، ومتفهما، ومتحضرا، ومتمدنا، ومسالما، وشرعيا، ولم يحقق اي شيء من الوعود التي وعد بها ووعد بها، الاستيطان مستمر ولا احد يجرأ على محاسبة اسرائيل لان الجميع يخشون امريكا، ناهيك عن وضعها تحت طائلة البند السابع لانها دولة تهدد السلم والامن الدوليين، من يستطيع ان يصف اسرائيل بدولة ارهابية سيكون مصيره مصير غزة؟
ما معنى ان يسجن عرفات في المقاطعة بقرار امريكي، ويقتل بقرار امريكي؟ ما معنى ان تستولي اسرائيل على الارض وتقطعها وتجعل من اقتصادها مستحيلا ثم تدعي انها موافقة على حل الدولتين؟
ما معنى ان تكون امريكا واسرائيل فوق القانون وفوق مباديء حقوق الانسان ولا احد يقول لهما أف؟
ما معنى ان يعمل ـ المعتدلون العرب ـ على التحالف مع اسرائيل المحتلة والقاتلة والنازية، لدرجة ان بعضهم يعزي ضعف العمل العربي المشترك والجامعة العربية لعدم قبول عضوية اسرائيل في الجامعة العربية؟
ما معنى ان يصدر الرايخ الامريكي فرمانا لاقامة حلف عربي اسرائيلي لمواجهة ايران، ويتحرك المعتدلون المتحضرون المتعفنون في مصر والسعودية ومستعمرات الخليج وغيرها لتنفيذ القرار بعد ترجمته للعربية بتقنية خلط المعاني بالاغاني والاماني على طريقة “شكسبير، شيخ ازبير”؟
لقد اعلن بوش وهو بكامل قواه العقلية وامام ممثلي الدول المهمة بالعالم وامام اللجنة الدولية التي تمشي على اربعة في متابعة ما يقرر بشأن الوجود الفلسطيني المؤذي لاسرائيل وديمقراطيتها النازية اعلن في مؤتمراته العقيمة ـ انا بوليس وانا شرطي ـ وارسل وزيرته باربي السمراء لتزف البشرى الى كل المنتظرين بان نهاية هذا ستشهد قيام دولة فلسطينية قابلة للحياة!!
انتهى العام ونام عباس، وتثائب مبارك، وذهب خادم الحرمين الى مؤتمر حوار الاديان وتبادل الابتسامات المستترة مع شمعون بيرس ورجع الى موسم الحجيج وكان كل شيء على مايرام!
لم ياتي الحل، لم تاتي بنت السلطان، لقد عفى بوش عن الديك الرومي في عيد الشكر، وعفى الله عما سلف، وعفى الله عن وعده الموثق، حتى انه نسي كل شيء، واعاد تكرار سؤاله الغبي في زيارته الاخيرة لبغداد حين همس باذن السفير كريكور متسائلا : لماذا يكرهوننا؟ لماذا يتمنون ان يضربونا بالاحذية ـ عفوا بالقنادر ـ؟
حصار شامل وقتل شامل في غزة، يشبه حصار العراق وقتله، قبل اجتياحه واحتلاله!
في يوم واحد مئات من القتلى والاف من الجرحى وامريكا وعربها يبحثون عن الاعذار لاسرائيل، تبا للقوة الغاشمة والاستباحة المنفلتة، اطفال ونساء وشيوخ وشباب، حصار حصار، لا ماء ولا دواء ولا كهرباء ولا غذاء، تبا لكل الرايات التافهة بزيفها، تبا لحقوق الانسان، تبا لديمقراطيتكم، تبا لتمدنكم، تبا لارهابكم، تبا لنازيتكم، تبا لبربريتكم!
اقرأ باسم الفدائي الذي خلق من جزمة افقا،
…
وحاصر حصارك لا مفر
وان سقطت فالتقطني وقذف عدوك بي فانت الان حر
حر وحر!