بين المقاومة والمقاومة…ما العمل يا نساء؟

نساء غزة تقاوم، وحكام العرب يغازلون رايس

بادية ربيع

(نشرة “كنعان” الالكترونية ـ السنة التاسعة ـ العدد 1777)

بربكم: من هو الملك؟؟؟

بعيداً “جدا” عن تناقض التقييمات لما حصل ضد غزة هاشم وفيها، فالمهزومون/ات لهم منظارهم والمنتصرون لهم منظارهم. لكن المهم أنه بعد وقف الكيان للعدوان، هو وقف مؤقت، أو باستعارة عنوان مقالة عادل سمارة “بين المجزرة والمجزرة …ما العمل”. أود القول بين المقاومة والمقاومة…أين المرأة.

ليست هذه فذلكة نسوية، ولا محاولة انتصار للمرأة، وإنما هي محاولة لرفع صورتنا للعالم في مشكلة المرأة إلى مستوى صورتنا في عملية المقاومة.

نحن الآن، في عين الزمن، بل في عين اللحظة، لذا: كيف نحافظ على لحظة سقوط العار الرسمي عن جسد المقاومة وكيف نطور لنفسنا ونطور موقف العالم منَّا تجاه تضحيات المرأة، ما قدمته من تضحيات.

تضحيات المرأة في غزة هاشم، والغريب أن قلة هم الذين اشاروا إلى هذا الإسم التاريخي لجد الرسول! ولهذا معناه في الاشتباك والمقاومة، أي حين تدافع المقاومة عن التراث العربي قبل الإسلام وبعد مجيئه.

لم يتمثل دور المرأة في المقاومة في عدد الشهيدات، وحسب، بل إن دور المرأة هو اساساً في الصمود تحت القصف. نعم، لم نشهد طوابير النساء يهربن مع أولادهن إلى رفح في القطر المصري الشقيق، ولم نسمع صوت امرأة واحدة تدين المقاومة. ومع ذلك قد يحصل هذا بين الفينة والفينة. لقد صمدت المرأة وهي تحمي اطفالها بجسدها.

قد تستغربون إذا قلت لكم، أن المرأة في غزة كانت تنتظر محاولات العدو دخول المدينة لتقاتل بالبندقية والتفخيخ الذاتي. ولكن العدو وهو ذكوري أبيض، حريص على أن لا تبدو المعركة مع المرأة ايضاً، لأنه رجعي في هذا المستوى بامتياز.

لست أدري بالطبع، في المقاومة السرية ما شكل خلايا النساء، ولكن بالتأكيد كانت هناك نساء مقاتلات حتى على أطراف المدن والبلدات. وهذا ما يجب أن يُكتب اليوم.

يغدو المطلوب من النساء، وربما ليس من النسويات، أن يتنبهن لهذا الأمر وأن يرفعنه في أعين العالم لتعرف المرأة في العالم كيف تقيم محكمة دولية:

الشاهد فيها شهيدات غزة وأمهات الشهدات والشهداء

والمتهم فيها كونداليزا رايس وتسيفي لفني.

لا بد من محكمة جديدة هذه المرة، محكمة نسوية لنساء قاتلات كهاتيك النسوة، ولدراسة ظاهرة خطيرة هي توريط المرأة في العدوان السياسي والعسكري.

في حقبة العولمة، وبدءاً من تاتشر، اصبحت المرأة مطية راس المال الذكوري السلطوي. فما معنى أن تكون وزيرة دفاع إسبانيا إمرأة، وإسبانيا تحتل سبتة ومليلية، وكان لها رابع جيش في العدوان على العراق 1991، وشاركت تدميره 2003، ووزيرة حرب الكيان إمرأة، ووزيرة خارجية أميركا امرأة سمراء، والقادمة مع أوباما بيضاء، لا فرق، وما معنى أن تكون رئيسة ألمانيا إمرأة، وهي أول من أيد ذبح غزة،. هل تريد غسل عار هتلر، وما ذنبنا يا هذه؟

لكن المسألة ابعد من هذا، فالرجل في السلطة لا يكتفي باعتقال المرأة في علاقات راس المال، بل يريدها جيشاً إضافيا لتثبيت راس المال كنظام استغلال وفتك من الفرد إلى الأمة إلى الطبقة!

لماذا لا تقوم النسويات الفلسطينيات اللائي ملأن آذاننا صراخا عن : “التمكين والمساواة وحقوق ما لا حقوق له”، لماذا لا يتصدرن دعوة دولية لمحكمة دولية لجرائم النساء “النس-ذكوريات”؟

ولماذا لا تقوم النسوة العربيات بفضح رجال أنظمة الكمبرادور العرب الذين جعلوا من كونداليزا رايس ملكة عليهم، فاقاموا أنفسهم “مقام البيدق وأقاموها مقام الرخ”!

أنظروا بربكم هذا المشهد:

كتبت الآسوشيتدبرس ما يلي:

“عرب ينثرون الجواهر على وزيرة الخارجية[1]

والصورة هنا هي في 15 كانون ثاني 2007، اي قبل عام.

يقول المقال:

“ربما ليست سياسة جورج بوش مستحبة في الشرق الأوسط، ولكن الحكام العرب أمطروا وزيرة حارجيته بالجواهر في العام الماضي بما يزيد على ربع مليون دولار.

لاحظوا أيها السيدات والسادة. الشعب العربي امطر بوش بالأحذية، هكذا فعل النبي المنتظر الزيدي. والزيدي ربما تيمنا بأبي زيد الهلالي الشخصية الأسطورية العربية من بني هلال. لذا تقول العرب: “عامل حاله ابو زيد”. بينما الحكام يتزلفون لمصاصة الدماء بالجواهر؟

هذا ما يجب أن يعرفه العالم عنا ومنا. كيف يتصرف الشعبي وكيف الرسمي.

يقول المصدر: “حصلت وزيرة الخارجية على هدايا من ملكي السعودية والأردن ب 316,000 دولار وهو ما وضعها في أعلى مرتبة بين الرسميين الأميركيين تحصل على هدايا من رؤساء حكومات ومساعديهم عام 2007”

ويقول المصدر ان بوش حصل على هدايا ب 100,000 دولار عام 2007. كما حصلت السيدة “الأولى” لورا بوش على هدية مصنوعة من الذهب كعمل فني تصور منظراً لبدو، وجِمال، وخيمة من الملك عبد الله”

فالملك يصر على أن يُبقي في عيني لورا صورة العربي الذي يرعى الجمال Camel Jack! .

وتضيف الوكالة:

” انه لسوء الحظ لن يتمتع بوش وحرمه بالهدايا لأن القانون ينص على أن توضع في ارشيف الحكومة[2]

ليس هذا كل ما في الخبر، ولكن ما يهنا هنا، أن هؤلاء الملوك العؤرب وأقرانهم من العرب رفضوا حضور مؤتمر قمة من أجل غزة.

وربما من ناحية نسوية، ما دافع هذا التقرب من هذه السيدة القاتلة؟ أليس الشعور بالضعف أمامها؟ ولا أود التفصيل هنا ولكن بالتأكيد كانت هي الرخ.

ما الذي كان يدور بخلد بوش ولورا، وهؤلاء يتقربون إليهم هكذا، بينما هم يذبحون الأمة من الوريد إلى الوريد؟

وماذا ستقول نساء غزة لو قرأن هذا المقال؟

ولكي لا يتهمني بعض الإشراكيين أنني نسوية فوق العادة، أو أعاني من قصور في الاقتصاد السياسي، وأنا أعاني لا شك، فأود التأكيد ان خطورة هذه الهدايا هي في الجانب المعنوي والنفسي والتبعوي. أما الخطر الحقيقي فهو إهدار ثروات الوطن العربي للإمبريالية، وآخرها إهداء الصناديق السيادية إلى الخزيمة الأميركية، لا بل إهدار الأرض العربية. وإلا فما معنى ترجي الكيان بأن يدمر حزب الله، وحركة حماس.

أعدكم جميعاً، أن التاريخ القريب سوف يكشف عن هدايا لا تقدر “بثمن” أهداها الحكام الفلسطينيون والعرب إلى تسيفي لفني، ومن يدري فقد تكون الشيخة موزة، في لحظة تطبيع “نسوي” “وجد صوفي نسوي” قد أهدت لفني مصاغها. بل لقد ذكر الإعلام الصهيوني مؤخراً عن الهدايا التي قدمها الحكام العرب لأولمرت. أما الهدية الكبرى فهي الدعاء له، بل ومساعدته لاحتلال غزة.

بقيت كلمة صغيرة لقيادات حماس: خاطبوا العالم بصوت يُعطي المرأة حقها كي يعطينا العالم حقنا أيضاً.


[1] By MATTHEW LEE, Associated Press Writer Matthew Lee, Associated Press Writer – Dec 22, 2008

[2] من الطريف ان الخبر يشير إلى أن زوجة رئيس الوزراء الياباني السابق شينزو ابي وهي محبة للحيوانات، قد أهدت لورا بوش مخدتين بالأحمر والأبيض والأزرق مطرز عليهما العلم الأميركي وأسماء وصور لأول كلاب بارني و مِسْ بيازلي وذلك بقيمة 100 دولار.”. وبالطبع، تعرف سيدة اليابان هذه أن الجنود الأميركيين يحتلون بلادها ويغتصبون النساء كلما سنحت الفرصة!