فشل أهداف الحرب علي غزة :
ومتطلبات البناء علي انتصار للمقاومة
ومواجهة الضغوط والتهديدات الامريكية الأوربية لمصر
(نشرة “كنعان” الالكترونية ـ السنة التاسعة ـ العدد 1789)
اوقف العدو الصهيوني حرب الابادة الجماعية التي شنها علي قطاع غزة منذ 27 ديسمبر الماضي نتيجة لتحطم أهدافه علي صخرة صمود وبسالة المقاومة الفلسطينية وبعد أن بات استمرار مجزرته ضد الشعب الاعزل نذيرا بتكبيده المزيد من الخسائر العسكرية والسياسية.
لم يحقق جيش الكيان الصهيوني أي من أهدافه المعلنة وغير المعلنة سوي قتل واصابة الاطفال والنساء والسكان العزل وتدمير منازلهم فوق رؤرسهم، فلا توقفت الصواريخ علي المستوطنات وقطعان المستوطنين الصهاينة، ولا انهارت معنويات الشعب أو تم دفعه للتمرد علي منظمات المقاومة، ولا قبلت حماس أوغيرها من القوي المقاتلة للاحتلال شرطا واحدا من شروطه لوقف مذبحته للابرياء.
عسكريا، خسر العدو وانتصرت المقاومة بتصليبها إرادة القتال والتحرير وباحتفاظها يالقوام الرئيسي لبنيتها وقوتها القتالية وبحفاظها علي جاهزيتها لخوض حرب الشوارع مما أجبر جيش العدو علي التوقف عند حصار اطراف المدن وعدم تجروئه علي اقتحام قلبها خشية مواجهة المقاومة واصطيادها لجنوده وآلياته.
سياسيا، كسبت المقاومة علي ساحات متعددة :
* كشف هذه الحرب وفضحت علي نحولم يسبق له مثيل حقيقة الكيان الصهيوني الاحتلالي الاجلائي العنصري الارهابي وفقدانه لأي معايير اخلاقية وانسانية،
*كشفت وفضحت الأنظمةالعربية التابعة لأمريكا أوالسائرة في ركابها والمنتهجة لطريق التسوية السلمية وخيار السلام مع الكيان الصهيوني والاعتراف به كنظم تقف من الناحية الاساسية في معسكرالاستعمار والصهاينة رغم ما يحدث احيانا من خلافات ثانوية بينها وبينهما. إذ قدمت هذه النظم – مثلما فعلت سابقا في بداية الحرب علي لبنان سنة 2006 – تبريرا وغطاءا للعدو بتحميلها للمقاومة مسئولية قيام هذه الحرب لرفضها ترك طريق المقاومة المسلحة للاحتلال والقبول بتهدئة دائمة معه، كما امتنعت عن اتخاذ أي خطوة لاسناد المقاومة أو للضعط علي العدو أو أسياده الأمريكيين والأوربيين لوقف مذبحته لسكان غزة العزل إلي حد الامتناع عن عقد قمة طارئة للجامعة العربية لادانة العدوان والمطالبة بايقاف المجزرة والتهديد باتخاذ مواقف ساسية أو اقتصادية ضد الكيان الصهيوني وحاميه الامريكي ولو بالحد الادني.
*وكشفت الحرب أيضا حقيقة ما يسمي بالتسوية السلمية والاعتراف أوخيار السلام مع الكيان الصهيوني كتسليم بالاغتصاب الصهيوني لفلسطين وابادة شعبها واجلاء من يتبقي منه لخارج وطنه من جهة، وكتبعية وخضوعا للاستعمار الأمريكي والعالمي من جهة ثانية , وأكدت الحرب مجددا أن السير في طريق التسوية بكل صيغها وادواتها سيفضي باصحابها للاستسلام للعدو الصهيوني والأمريكي – مهما كانت نواياهم أو ممانعاتهم أو تحفاظاتهم علي بعض التفاصيل – ما لم بصححوا مواقفهم من حيث المبدأ قبل فوات الأوان، فلا اعتراف أو صلح أوقبول أو تعايش سلمي مع استعمار استيطاني وقاعدة للامبريالية الامريكية والعالمية ضد استقلال وأمن وحرية البلاد العربية بأسرها.
*كما أكدت هذه الحرب مثلما أكدت الحرب علي لبنان من قبل ومثلما أكدت كل حروب التحرر الوطني الظافرة أن هزيمة المستعمرين الاستيطانيين أو غير الاستيطانيين ممكنة بل وحتمية في اطار استراتيجية حرب شعبية بداية بحركات المقاومة الشعبية وصولا لحرب تحرير وطنية شاملة تخوضها الشعوب المسلحة والجيوش الوطنية المنبثقة منها أو المرتبطة بها ارتباطا لا تنفصم عراه.
*وقد أكسبت هذه الحرب القضية الفلسطينية، وبما ارتكبة العدو الصهيوني المدعوم والمدفوع من الاستعماريين الأمريكيين والأوربيين وبالصمود الاسطوري للشعب الفلسطيني، نصرا سياسيا هائلا بانتفاضة الشعوب العربية والكثير من شعوب العالم لنصرة الشعب الفلسطيني وادانة الكيان الصهيوني ووحشيته وعنصريته وارهابه الذي فاق كل ارهاب.
ألآن اعلنت المقاومة وقف اطلاق النار مؤقنا وانسحب العدو من داخل قطاع غزة وبقي اصل القضية وهي احتلال فلسطين وتفريعاتها كسلاح الحصار المشهرعلي غزة وغلق معابرها والانقسام الفلسطيني بين أغلبية مقاومة للاحتلال متمسكة بمشروع التحرير وأقلية مساومة واستسلامية ومن ورائها تيار الاستسلام العربي بأنظمته الحاكمة وبقوي اخري معارضة لهذه النظم من منطلق مصالح أو آفاق سياسية وفكرية خاصة انعزالية وضيقة لكنها تقبل باستسلامها.
ومثلما كان الصراع محتدما من قبل الحرب واثنائها فسيستمر بل سيتصاعد وسيمتد لقضايا و ابعاد أكثر شمولا وجذرية وذلك بالدروس التي اعطتها للشعوب العربية اوأكدتها هذه الملحمةالجديدة للمقاومةالفلسطينية من جهة، وبمقدار الذعر الذي أصاب قوي التبعية والاستسلام جراء فشل رهاناتها ودعاويها المضللة عن عجز الشعب الفلسطيني والشعوب العربية أمام بطش قوة الجيش الصهيوني من جهة أخري.
وها هي القوي الانهزامية تبادر للعمل علي اجهاض انجازات المقاومة وفي مقدمتها التأييد السسياسي لخط المقاومة ونبذ طريق المفاوضات العبثية والمطالب الشعبية المتصاعدة بتطوير الصراع وتصحيح مساره والاتجاه للوسائل الفعالة لحسمه ضد الامبريالية وصنيعتها الصهيونية :
*إذ بدأت هذه القوي عملها التخريبي ضد انجازات المقاومة منذ اللحظة التي عرفت فيها أن العدو مضطر لوقف اطلاق النار من جانب واحد وقبل حدوثه.
*النظام المصري الحاكم عراب الاعتراف والصلح والاستسلام للكيان الصهيوني والداعية والممارس النشط لخط تصفية المقاومة الفلسطينية المسلحة سارع لاستضافة قمة تشاورية أوربية شرق أوسطية قبل ساعات من توقف القتال لتؤكد علي مطالب الكيان الصهبوني التي عجزت مجزرته عن اجبار الشعب الفلسكيني علي قبولها كوقف اطلاق الصواريح ومنع السلاح عن الفلسطينيين وما يسمي حق الاحتلال الصهيوني في الدفاع عن احتلاله واغتصابة لارض وحقوق الفلسطينيين وتأييد المبادرة المصرية المعلنة منذ بدأت الحرب والداعية لنفس المطالب في جوهرها. وقد حاولت هذه القمة تخفيف الوقع السئ المشين لدعواتها الوقحة علي مستمعيها بالحديث المعسول عن اعمار غزة ومؤتمر المانحين للمساعدات وشروطهم الاجرامية في حق الشعب الفلسطيني والشعوب العربية.
*وهو ذات الموقف والسلوك الذي اتبعته القمة العربية الاقتصادية التي عقدت في الكويت في اليوم التالي لوقف النارعندما ناقشت علي هامش جدول اعمالها العدوان علي غزة، ورفض النظامين المصري والسعودي وغيرهما مما يسمي دول ” الاعتدال ” الموافقة علي مقررات وسطية وغير كافية لكنها تغضب الامريكان والصهاينة اتخدتها قمة الدوحة كتجميد المبادرة العربية ووقف التطبيع مع الكيان الصهيوني، ونتيجة لذلك صدور بيان لا يغني ولا يسمن من جوع يتسم بلغة بلاغية جوفاء ونبرة تصالحية معسولة من قبيل امتصاص الغضب الشعبي علي الدول التي مالأت العدو وفي مقدمتها النظامين السعودي والمصري، وكذلك علي محمودعباس وجماعته في فلسطين الذي لم يخجل من مهاجمة المقاومة وهي في ذروة المحرقة الصهيونية علي مواطنيه في غزة.
وفي اطار نفس الهدف استبقت أمريكا والكيان الصهبوني وقف العدوان بيوم واحد وعقدتا اتفاقية تفاهم التزمت فيها امريكا بالعمل معه من خلال القيادة العسكرية الامريكية المركزية ( والتي تقع مصر والمشرق العربي في نطاق منطقة عملها) والقيادة العسكرية الامريكيةالمختصة بأوربا والقيادة العسكرية الامريكية الافريقية وبالتعاون مع قوات دول حلف الناتو وفي مقدمتها فرنسا وبريطانيا والمانيا ودول اقليمية ( عربية)، لفرض مراقبة وحصار بحري وجوي وبري في المنطقة الممتدة من المغرب ومضبق جبل طارق إلي مضيق هرمز مدخل الخليج علي توريد أو تهريب أية أسلحة للشعب الفلسطيني في غزة والضفةالغربية حتي يبقي الشعب الفلسطين أعزلا أمام الاحتلال الصهيوني المدجج بأحدث واكثف الأسلحة بما فيها المحرمة دوليا.
هذه الاتفاقية عدوان أمريكي صارخ وفج واشتراك أمريكي فعلي ومباشرفي العدوان الصهيوني الدائم علي الشعب الفلسطيني وحقه في التسلح ومقاومة الاحتلال والعدوان الصهيوني، كما أنها عدوان علي مصر وانتهاك لسيادتها حيث تنص علي قيام وحدات بحرية أمريكية ومن حلف الناتو بالتحرك شمال سيناء ومراقبين أجانب علي أراضي سيناء لمتع التهريب إلي قطاع غزة. وقد سارعت بريطانيا وفرنسا والمانيا لارسال مذكرة للحكومةالمصرية تخطرها بأنها ساترسل سفن حربية لشرق المتوسط لمراقبة حدود مصر مع قطاع غزة واستعدادها للاشتراك في قوة المراقبين الدوليين علي أرض سبناء.
وتعد مشاركة الدول الأوربية في هذا الاتفاق انضماما سافرا للحلف الأمريكي الصهيوني المعادي للشعوب العربية، وبجب ألا تمر هذه الاتفاقية الاستعمارية السافرة دون الرد المناسب من قبل الشعوب العربية علي أمريكا وهذه الدول. أما مشاركة أي دولة عربية فيها فليس اشتراك في العدوان علي الشعب الفلسطيني وتحالف مباشر مع الاحتلال الصهيوني فقط وإنما أيضا تفريط في السيادة الوطنية والاستقلال لهذه الدولة التي ستصبح اجوائها ومياهها الاقليمية وأرضها ساحة مستباحة للقوات الامريكية والأطلسية.
إن مصر هي وعلي ما اوضحنا أول الدول العربية التي تهدف الاتفاقية اشراكها في هذه الجريمة وذلك بحكم جوارها وامتلاكها للمنفذ العربي الوحيد مع قطاع غزة علاوة علي ارتباطها باتفاقيات كامب ديفيد التي الزمتها بالعمل علي التعاون مع الكيان الصهيوني وأمريكا لتحقيق تسوية استسلامية للقضية الفلسطينية علي انقاض المقاومة الفلسطينية ومشروع التحرر الوطني الفلسطيني. ولقد سارع وزير الخارجية المصري فور اعلان توقيع الاتفاقية إلي القول أننا غير ملزمين بها وأن علي أمريكا واسرائيل أن يفعلا ما يريدان لكن بعيدا عن أرضنا كما اعلن الرئيس مبارك أن وجود قوات أجنبية علي أرضنا خط احمر( بقصد قوات جديدة بخلاف ما نصت عليه اتفاقية كامب ديفيد). لكن من يضمن ألا تكون هذه التصريحات موجهة للاستهلاك الجماهيري في وقت تصاعد فيه السخط علي موقف النظام مما جري في غزة وتأكد فيه فشل العدو وبقاء المقاومة ارادة وبنية وسلاحا، وحتي علي فرض أن الرئيس ووزير خارجيته يعنيان ما يقولان فعلا، فمن يضمن ألا تستجيب الحكومة للضغط الكثيف الذي ستتعرض له بالضرورة للمشاركة في هذه الترتيبات ولوبصورةغير معلنة أوغير معترف بها علنا شأنها في ذلك شأن التعاون الأمني مع أمريكا فيما يسمي الحرب علي الارهاب( أي المقاومة) أو التسهيلات والقواعد العسكرية الامريكية في مصر التي شاركت في عملية غزو العراق واحتلاله التي نشرت عددها ونوعها ومواقعها مجلة نيوزويك الامريكية الطبعة العربية في أول ابريل سنة 2003؟ أو عدم موافقتها علي قوات المراقبة والحصار علي الارض مع السماح بها من الجو وسواحل سيناء؟ وماذا ستفعل الحكومة لو تدخلت القوات الأمريكية والاطلسية في سيناء دون اذن او موافقة مصرية؟ وماذا ستفعل القوي الوطنية لو وافقت الحكومة المصرية – تحت الضعط الامريكي – علي الاتفاقية؟
إن القوي الانهزامية ستواصل وتصعد حملة التباكي علي ضحايا المحرقة الصهيونية في غزة وستذرف الغزير من دموع التماسيح كمحاولة للنيل من معنويات الشعب الفلسطيني والشعوب العربية باخافتها من تكرار المحرقة في اطار الضغط علي قوي المقاومة للقبول بالوقف التام والدائم لمقاومة الاحتلال والقبول بمفاوضات تحدد لها مسبقا السقف الذي تدور تحته بنتف من الحق الفلسطيني وجرد المفاوض الفلسطيني فيها من أي سلاح أو ورقة يعزز بها مطلبه علي تهافته وتفريطه.
أما قوي المقاومة التحرير فإن نجاحها – برغم الدماء الذكية الغزيرة التي سالت وبفضلها – في افشال أهداف العدو في أول حرب شاملة يخوضها الشعب الفلسطيني من داخل أرضه – وتحت قيادة منظمات مقاومة منغرسة في هذه الأرض – بعد الاحتلال الكامل لارض فلسطبن التاريخية وضد كل ثقل الجيش الصهيوني ومن فطاع غزة المحدود المساحة والعمق المحاصر من جميع الجهات برا وبحرا وجوا، هذا النجاح يمثل حدثا فريدا وواقعا جديدا في تاريخ حركة التحررالوطني الفلسطيني والعالمي :
*وقد أسقط هذا الواقع الفريد الجديد، وأكثر مما فعلته المقاومة اللبنانية البطلة، كل مبرر أو حجة وبأي درجة كانت للقبول بكيان ذاتي فلسطيني في الضفة والقطاع منزوع السلاح محاصر برا وبحرا وجوا فاقد لأي شرط للسيادة أو الاستقلال أو أمن الوطن والمواطن ومأخوذا منه القدس الشرقية أوجزءا كبيرا منها في أفضل الافتراضات ( وهي احتمالات باتت شبة منعدمة في ظل التهويد الواسع المتسارع للمدينة) وكتل المستوطنات الصهيونية في الضفة التي تمزقه هي والطرق الالتفافية والجدارالعازل إلي اشلاء، هذا الجدار الذي يضم – علاوة علي ذلك – جزءا من أراضي الضفة إلي الارض المحتلة سنة 1948، ويسمون هذا الكيان المسخ تزويرا وبهتانا دولة فلسطينية لتضليل الشعوب العربية وشعوب العالم الأخري، هذا بالاضافة الي ارتباط اقامة هذا المسخ الخاضع للكيان الصهيوني ارتياطا لا ينفصم في سياسة هذا الكيان الأخير بتخلي الفلسطينيين عن حق عودة اللاجئين إلي ديارهم التي طردوا منها.
* كما اسقطت نتيجة هذه الحرب كل حجة يتذرع بها البعض للتخلي عن تحرير فلسطبن طالما أن الشعب الفلسطيني والشعوب العربية مستعدة لدفع ثمن تحررها وليست الحرية في أي مكان أو زمان بلا ثمن.
*لقد خلق الواقع الجديد الناجم عن الحرب أساسا طال انتظاره لخروج المقاومة الفلسطينية من منعطف تطورها الذي رواحت مكانها فيه منذ سنة 2005(انسحاب العدو من داخل قطاع غزة) وعام 2006 ( فقدجماعة أوسلو الآغلبية في المجلس التشريعي ) ولدخولها مرحلة جديدة تستعيد فيها المشروع الوطني الفلسطيني كاملا كما كان عليه عندما انطلقت المقاومة في ستينيات القرن الماضي، بداية بمنظمة فتح ثم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين التي سرعان ما لحقت بها، وكما صيغ في الميثاق الوطني الفلسطيني سنة 1968 وتعيد بناء وحدة الشعب الفلسطيني حوله بناءا شاملا.وبتطلب تثبيت الدخول الحاسم للمرحلة الجديدة إلي جوار الواقع الجديد بعض الشروط السياسية الهامةالأخري علي الساحة الفلسطينية في مقدمتها قبول حماس – باعتبارها منظمة المقاومة الرئيسية حاليا – أوسع وأمتن وحدة وطنية فلسطبنية والتحالف بين جميع القوي الوطنية لمقاومة الاحتلال وتحرير الوطن دون استبعاد أو اقصاء لأي قوة أو فصيل مقاوم بدوافع ايديولوجبة دينية انعزالية ومتعصبة ضارة بالصراع الفلسطيني العربي ضد الكيان الصهيوني الحريص علي والمستفيد الأول من تديين الصراع ضده والذي هو بالاساس صراع وطني وفومي.
وتري اللجنة المصرية لمناهضة الاستعمار والصهيونية أن المهام المباشرة والعاجلة التي يتطلبها البناء علي الانجاز التاريخي للمقاومة الفلسطينية يتعين أن تنطلق من واجب رئيسي للقوي الوطنية والعربية مجتمعة وهوالتركيز، فورا وفي المرحلة القادمة بعد ملحمة غزة، علي عزل خط التسوية السلمية والاعتراف والصلح مع الكيان الصهيوني عزلا واسعا وعميقا بين جماهير الشعب، وكشف حقيقة دعاته وانصاره كانهزاميين ومستسلمين إما نتيجة لاحباطهم وفقدانهم الثقة بقدرة الشعوب علي تحدي اعدائها الاقوياء وانزال الهزيمة بهم من جانب،وإما لكون بعضهم تابعا لهؤلاء الاعداء ومرتبطا بهم برباط المصلحة الخاصة المتعارضة مع مصلحة الوطن والشعب من جانب اخر، وكشف الحقيقة كاملة أمام شعوبنا عن حقيقة المفاوشات العبثية مع الكيان الصهيوني برعاية راعيه الامريكي والتي تدور في اطر وعلي أسس لا تكفل تحريرا او استقلالا لأي بقعه من أرض فلسطبن وتتعارض تعارضا تاما مع أمن الفلسطينيين وطنا ومواطنا ومع الهوية الفلسطينية العربية لفلسطين وشعبها. ويشمل هذاالواجب وبالضرورة تقديم وايضاح البديل الضروري وهو خط واستراتيجية المقاومة والتحرير من الاحتلال الصهيوني لفلسطين لابوصفها الطريق الوحيد للخلاص من الكيان الصهيوني وتحرير الشعب الفلسطيني فقط وإنما باعتبارها شرطا أساسيا ومدخلا ضروريا في هذه المرحلة من تاريخنا العربي لأمن واستقلال جميع البلاد العربية خاصة دول الجوارالفلسطيني ولتقدمها الاقتصادي والسياسي ولاقرار وتوفير الحقوق الاقتصادية والاجتماعية لطبقاتها الشعبية توفيرا حقيقيا. وعلاوة علي ذلك فإن المقاومة والتحرير هي الاطار العام لاستراتيجية جميع البلادالعربية والمدخل الرئيسي لتقدمها لا بسبب التهديد الذي يمثله الكيان الصهيوني كقاعدة للاستعمارالامريكي والعالمي فقط وإنما أيضا لوقوعها جميعا إما تحت حكم الاستعمار المباشر أو التبعية له أوالتهديد به. فلا حرية ولا تقدم ولا ديمقراطية تحت حكم الاستعمار أو التبعية له.
في اطار هذا التقدير والتوجة المبني عليه تري اللجنة أن مهمات القوي الوطنية المصرية والعربية التالية لملحمةغزة والمتعلقة والمرتبطة بالقضية الفلسطينية وبمواجهة الضغوط والتهديدات الأمريكية الاطلسية لمصر وكل الدول العربية في الفترة الحالية هي التالية :
1 – مواصلة وتصعيد تعبئة وحشد الجماهير الفلسطينية والعربية حول التأييد السياسي غيرالمشروط للمقاومة الفلسطينية بكل أشكالها وعلي رأسها الكفاح المسلح مابقي الاحتلال وإلي أن يزول.
2 – رفض الموافقة علي هدنة أوتهدئة داتمة أوطويلة مع العدو الصهيوني.
3- تطويرتسليج المقاومة الفلسطينية وفي مقدمتها قدراتها الصاروخية والمضادة للدروع والدفاع الحازم عن حق الشعب الفلسطيني في التسلح حماية لأمن أبنائه وتحريرا لأرضه.
4 – انهاء الحصار وفتح المعابر وخاصة معبر رفح أمام الفلسطينببن واحتياجانهم من الخارج بصفة دائمة.
5 – رفض وادانة الاتفاقية الأمريكية الاسرائلبية لفرض حصار علي توريد السلاح للشعب الفلسطيني والمذكرة البريطانية الفرنسية الالمانية، واللتان تنتهكان سيادة واستقلال مصر، وتعتديان علي حق الشعب الفلسطيني في الأمن والتحرير من الاحتلال، وادانة ومناهضة أية دولةعربية تشترك في تنفيذها أو توافق عليها أوتتعاون معها بأي صورة كانت. وندعوجميع القوي الوطنية المصرية والنواب الوطنيين في مجلس الشعب المصري لمساءلة ومطالبة الحكومة المصرية لتأكيد رفضها التام لهذه الاتفاقية والمذكرة الاوربية المبنية عليها والتعهد أمام الشعب بعدم الخضوع لأي ضغوط أمريكية أو اطلسية أوصهيونية في هذا الشأن.
6 – العمل الدؤوب وعلي وجة السرعة لاثارة اهتمام ورفع يقظة جماهير الشعب المصري بالضرورة الأساسية والعاجلة لاعداد بلادنا شعبا ودولة وجيشا للدفاع عن استقلال وسيادة بلادنا ضد أي عدوان أو تدخل أوضغط سياسي أو عسكري أجنبي اسرائيلي أو أمريكي أو اوربي، وأيضا لامكان انهاء القيود والترتيبات العسكرية المفروضة بموجب اتفاقيات كامب ديفيد والتي تركت وسط سيناء وشرقها خالية من القوات المصرية اللازمة للدفاع عنها ضد أي غزو أو عدوان، اضافة الي القيود المفروضة علي وجود الجيش المصري في غربها. وندعو جميع القوي الوطنية لمواجهة الحكومة المصرية بهذه الضرورة ومطالبتها باتخاذ الاجراءات واتباع السياسات المطلوبة لاعداد الدولة ومؤسساتها وسياساتها لهذه المهام وتحميلها أمام الشعب المسئولية عن رفضها أوالتقاعس أو التأخير في تنفيذها. فخطر انتهاك السيادة والعدوان الجديدعلي الاستقلال ماثل وعاجل كما توضحه الاتفاقية الامريكيةالاسرائيلية والمذكرة الأوربية علاوة علي الانتهاك والعدوان القائمين في شروط اتفاقية كامب ديفيد.
7 – انهاء الاعتماد في توفير الاحتياجات الاقتصادية والمالية للشعب الفلسطيني علي المعونات الأمريكية والأوربية والتي تستهدف تخريب الكفاح الوطني الفلسطيني وكسر ارادة المقاومة والتحريروالاعتماد بدلا من ذلك علي معونات الدول والشعوب العربية والدول الصديقة وحدها.
8 – استخدام الاموال التي خصصتها الدول العربية النفطية أوغيرها من أجل اعمار غزة واعانة الشعب الفلسطيني دون ابتزازسياسي للقوي الفلسطينية التي لا تتفق مع توجهاتها السياسية، ونري مثلما رأت حماس أن قيام الدول العربية المانحة لهذه الاموال بعملية الاعمار التي ستمولها بنفسها قديكون حلا مناسبا في ظل الانقسام الحالي بين حكومة رام اللة وحكومة حماس في غزة والي أن يزول.
9 – تحقيق الوحدة الوطنية الفسطينية علي أساس استراتيجية المقاومة ووقف التعاون الأمني من جانب سلطة رام الله مع الكيان الصهيوني وهو ليس الا تعاونا مع العدو ضد أبطال الشعب وخيانة للقضيةالوطنية الفلسطينية.
10 – العمل علي وجه السرعة لاقامة قيادة سياسية وطنية موحدة علي أسس جبهوية لاستعادة المشروع الوطني الفلسطيني كاملا من خلال اعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية، أو بتجاوزها – إذا تعذر اشفائها – إلي اطار جديد يمثل كل الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج ويطور ويصعد كل أشكال النضال من أجل التحرير والعودة وفي مقدمتها المقاومة المسلحة، وتخفيض اختصاص الحكومة أو الادارة الفلسطينية في الضفة والقطاع إلي مستوي المسئولية فقط عن ادارة ورعاية الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية للشعب لتجنيب أبناء الشعب النتائج السلبية للخلافات السياسية بين الاطراف الفلسطينية علي حياتهم العادية، وللحد من تدخلات العدو للانتقام من السكان كمحاولة لدفعهم لعصيان حكومتهم أو ادارتهم الذاتية طالما ظلت مسئولة سياسيا عن المشروع الوطني الفلسطيني وقرارات المقاومة والحرب والتهدنة ومدها أو عدم مدها، وعلي أن تعيش القيادة السياسية العليا وأبرز رموزها أو أغلبهم خارج الاراضي الفلسطيني حاليا حماية لهم.
11- تصعيدالنضال للضعط علي الانظمة العربية لسحب المبادرة السعودية التي صارت عربية في مؤتمر القمة العربية في بيروت عام 2002 لقيامها علي مرجعيات وأسس استسلامية مفرطة في الحقوق التاريخية والسياسية والانسانية للشعب الفلسطيني بما فيها حق العودة ومناهضتها للمقاومة.
12 – مواصلة وتصعيد حركة مقاومة التطبيع والمقاطعة للكيان الصهيوني.
وعاشت المقاومة الفلسطينية حتي النصر.
22 يناير 2009
اللجنة المصرية لمناهضة الاستعمار والصهيونية