في الذكري السادسة لاحتلال العراق: تحية اجلال للمقاومة ودعوة للوحدة

اللجنة المصرية لمناهضة الاستعمار والصهيونية

في الذكري السادسة لاحتلال العراق: تحية اجلال وفخار للمقاومة ودعوة للوحدة واليقظة والحذر

(نشرة “كنعان” الالكترونية ـ السنة التاسعة ـ العدد 1841)

ستة أعوام مرت علىاحتلال العراق الذي خلف ملايين الشهداء والجرحى والمشردين والمعتقلين والمعذبين من أبناء الشعب العراقى، ودمر الدولة العراقية التى ناضل أبناؤها قرابة القرن لبناءمقوماتها،وأتلف نسيجها الاجتماعى مؤسسا للتقسيم المذهبى والعرقى والقبلى، ونهب متاحفها وكنوزها التاريخية علاوة علي ثرواتها وخيراتها.وتهاوت مع نتائجه الكارثية ذرائعه التي مررها علي الغافلين والمستغفلين من مثقفى بلداننا والعالم واحدة تلو الاخرى، من الخلاص من أسلحة الدمار العراقيةالي القضاء علي استبداد النظام العراقى وعلاقته بتنظيم القاعدة إلى نشر الحرية والديمقراطية !!.

ستة أعوام شهدت تخبط العدو الامريكى وتعثره فى تنفيذ مشروعه الاستعمارى الذى اتخذ من احتلال العراق مرتكزا لاجتياح المنطقة و” اعادة رسم خرائطها السياسية الجديدة “. ولم يكن لهذا التعثر أن يحدث ويتأكد ويتواتر بفعل مجهول أو من تلقاء نفسه كما يطنطن بذلك السياسيونوالمثقفون الذين روعوا من هول الاجتياح وفقدوا إيمانهم بقدرة الشعوب على تحريرأوطانها أوأؤلئك الذين باعوا ذممهم للمحتل العاتى خدما أذلاء.

لقد ذهب العدو، يعاونه حلفاؤه وخدمه والغافلون، كل مذهب لتشويه وتجهيل المقاومة الوطنية العراقية وطمس دورها فى كبحجموحه الامبراطورى، ودورها فى إطلاق وتأكيد خط المقاومةوالتحريرنهجا ناجزا للشعوب فىنضالها للتخلص من الاحتلال والعدوانالاستعماري.

انطلقت المقاومة الوطنية العراقية منذ اليوم الاول لسقوط بغداد لتزلزل الارض تحت أقدام الغزاة المتجبرين وتحرمهم رغد الاستقرار المنشود وتكبدهم من الخسائر البشرية والمادية ما فاق قدرة مؤسسات العدو على الاستمرار بنفس الخطط والاهداف المعلنة السابقة وأجبره علي تعديلها واعادة تعديل التعديل في محاولة لحصار وتصفية المقاومة العراقية ولاجهاض مشروعها للتحرير التام وغير المشروط ولانقاذ ما يمكن انقاذه من مشروعه الأصلي وهو وضع مستعمرة يحكمها حاكم عام امريكي.

فمن حاكم عام امريكي عسكري، إلي حاكم عام امريكي مدني، إلي حكومة عراقبة من جواسيس وعملاء الاحتلال تحت مسمي “تسليم السلطة للعراقيين” لعرقنة الحرب وتوفير دماء الامريكيين وخسائرهم،إلى خطة بوش المبنية علي تقربر ” بيكر – هاملتون “.وهي خطة لإنقاذ أمريكا من الهزيمة فى العراق باحتواء قوى مناهضة للاحتلال ورشوتهابالمحاصصة وتكوين ميلشيا الصحوات المساندة للاحتلال بحجة محاربة القاعدة مستثمرة الاخطاء التي ارتكبها هذا التنظيم المتعصب فاقد البصيرة السياسية، وباغراء حلفاءها الاستعماريين بكعكة الاعمار(النهب ) لزيادة دعمهم، وبتجييش الدول العربية السائرة فى ركابها لدعم الحكومة العراقية العميلة ومساومة ايران بالتهدئة معها وتهديد سوريا مقابل حصار المقاومة العراقية. وقد اضعف كل ذلك نسبيا ومؤقتاعمليات المقاومة العراقية، إلا أن هذا النجاح الجزئي والهش (باعتراف القادة الامريكيين أنفسهم) لخطة بوش المذكورة المطبقة منذ فبرير 2007 أعطي أمريكا قدرا من الأمل في ايجاد مخرج من مأزق الحرب الطويلة التي تورطت فيه علي غير انتظار الادارةالامريكية وعلي غيرقبول الرأي العام الامريكي.

واعتمدت ادراة بوش قبل رحيلها خطة جديدة تعتبرها أمريكا وعملاؤها سحبا للبساط من تحت اقدام المقاومة العراقية، والحفاظ في نفس الوقت علي جوهر المشروع الاستعماري الامريكي داخل العراق وهوالفوز بنفط العراق الذي تم بالفعل توزيعه علي الشركات الامريكية والاحتفاظ بالسيطرة السياسية والعسكرية علي العراق من خلال افرازات العمليةالسياسية التي وضعها الاحتلال وانشأت نظاما عراقيا عميلا يقبل، بل يطلب، استمرارالاحتلال ولو في شكل وجود عسكري تعاقدي حماية له من الشعب العراقي. هذةالخطة قامت علي عقد اتفاقية أمنية بين المحتل والحكومة التي نصبها في بغداد يتم بموجبها انسحاب القوات المقاتلة الأمريكة من المدن ومواقع القتال الي قواعد بعيدة عن السكان ثم الي خارج العراق سنة 2011 إلي القواعد المحيطة بالعراق أوإلي أمريكا وأوربا – بعد أن تتسلم القوات العميلة المسئولية الأمنية في انحاء العراق المختلفة – مع جوازبقاء قوات أمريكية “مقاتلة” إذا لزم الامرأو تحت إسم التدريب والاسناد وطلبت الحكومةالعراقية ذلك بعد سنة 2011، حسبما تم نشره وحيث يتم التعتيم الشديد حول القواعد الامريكية الدائمة في العراق.

وأخيراجاء أوباما ليلتزم بخطة سلفه، ومن الأصل لا يخرج برنامجه الانتخابي بالنسبة للعراق عن اطار اتفاقية بوش فقد قال إن نحو 35 – 50 الف مقاتل سيستمرون في العراق حتي 2011.والاتفاقية الأمنية العراقية- الامريكية تقنن الاحتلال مع تغير صورته ليكون أقل اثارة لنفوس العراقيين واعتمادا علي القوات العميلة، وستظل القوات الامريكية وفقا للاتفاقية متحكمةبأجواء العراق وبحرهوبره مع اعادة انتشار القوات المحتلة وتغيير مسمياتها من قوات محاربة إلى قوات دعم واسناد وتدريب !! وتحتفظ بحق شن العمليات العسكرية فى اطار” الحرب على الارهاب” وحماية المصالح الامريكية سواء من قواعدها خارج العراق أوقواعدها داخله، والاتفاقية ربطت سحب قواتها ” المقاتلة ” بقدرة الحكومة العميلة علي اخضاع الشعب لأمريكا.

واللجنة المصرية لمناهضة الاستعمار والصهيونية اذ تتوجه في الذكري السادسة للاحتلال الامريكي بتحياتها الحارة وبكل الاعتزاز والفخر الي المقاومة الوطنيةالعراقية علي انجازتها التي اجبرت أمريكا علي اعلان موافقتها علي سحب أغلب قوانها المقاتلة من العراق قبل نهاية اغسطس 2010 والباقي في 2011 (ما لم يتطلب استقرار حكم عملائها وحماية مصالحها الاستعماريةغير ذلك) تدعو جميع القوي الوطنية العراقية إلي التمسك بالمهام والمطالب التالية :

1 – رفض الاتفاقية الامنية رفضا تاما.

2 – رفض أي صورة أخري للارتباط أو التحالف أو التعاون العسكري مع أمريكا.

3 – الانسحاب الفوري الكامل وغير المشروط.

4 – مواصلة وتصعيد المقاومة حتي رحيل آخر جندي أمريكي وأجنبي من العراق.

5 – اليقظة لمناورات الاحتلال لشقالصف الوطني وللتنازل عن الثوابتالوطنية حول رفض ومقاومة الاحتلال وافرازاته ورفض التفاوض قبل موافقته علي الانسحاب التام غير المشروط.

6 – مقاومة كل أشكال الطائفية والمذهبية والعرقية.

7 – المطالبة بالتعويض الكامل عن كل الاضرار التي لحقت بالعراق والشعب العراقي.

8 – الافراج عن جميع المعتقلين والسجناء السياسين وحمايتهم من التعذيب والقتل.

9 – مناهضة أي تقارب أو اتفاق أمريكي ايراني علي حساب العراق ووحدة وسيادة اراضيه.

10 – الاطاحة بالنظام العميل حتي لا يهدر نصر المقاومة ويستمر حكم الاستعمار بالوكالة.

عاشت المقاومة العراقية حتي النصر.

23 مارس 2009

اللجنة المصرية لمناهضة الاستعمار والصهيونية