موفق محادين
ليس حزب الله وأمينه العام السيد حسن نصر الله وحده من يتعرض لما يمكن اعتباره هجوما مضادا على المقاومة، فالمقاومة العراقية والفلسطينية وخط وخيار المقاومة عموما في مرمى هذه الحملة التي تغطي كل المنطقة، والتي تشمل الاحتلال الأمريكي والعدو الصهيوني والنظام الرسمي العربي، فيما يبدو كـفوبيا جماعية (خوف جماعي) فإذا كان حزب الله في تموز 2006 قد أطلق بداية العد العكسي للانهيار الصهيوني، وإذا كان الصمود الأسطوري لأهل غزة ومقاومتها خاصة حماس والجهاد والجبهة الشعبية قد عزز هذا السيناريو الذي يناقش بجدية بالغة في الاوساط الصهيونية والأمريكية التي راحت تتحدث لاول مرة عن احتمالات زوال الكيان الصهيوني في غضون عشرين عاما، فان المقاومة العراقية أطلقت العد العكسي لبداية انهيار أمريكا كقوة امبريالية متغطرسة وفتحت باب التغيير للعالم كله.
في ضوء هذا المشهد الجديد الذي صاغه ورسمه المقاومون العرب في العراق ولبنان وفلسطين يمكن قراءة وتفسير كل ما تتعرض له المقاومة تحت عناوين وذرائع شتى من خلط المقاومة العراقية والفلسطينية بالإرهاب إلى اتهام حزب الله بالتآمر على اكبر دولة عربية، فيما الأهداف الحقيقية وراء كل هذه الحملة على المقاومة، أهداف جلية واضحة لا تخطئوها العين.
فمن محاولة الاحتلال الأمريكي تصفية الحساب مع المقاومة العراقية إلى محاولة العدو الصهيوني اولا، تصفية الحساب مع حزب الله والثأر من هزيمته أمام هذا الحزب في تموز ،2006 وثانيا، تصفية الحساب مع غزة ومقاومتها الباسلة، إلى الحسابات الخاصة بالنظام الرسمي العربي ومنها.
1- إن النظام الرسمي العربي اليوم يرى في ثقافة المقاومة بديلا تاريخيا صاعدا.
2- إدراك هذا النظام إن ثمن محاولته تجديد نفسه في المطابخ الدولية التي تعود عليها، تستدعي ابتداءً العمل على أجندتها وفي مقدمتها تصفية المقاومة.
3- الهروب من أزماته الداخلية الناجمة عن تزوير الإرادة العامة والفساد باختراع او تهويل ملفات صغيرة وصرف انتباه الرأي العام نحوها، ومحاولة دمج الطبقات الشعبية بالخطاب الرسمي عبر تسعير الهويات الجهوية والطائفية التي تغطي على القمع والفساد الداخلي والتبعية الخارجية.