(نشرة “كنعان” الالكترونية ـ السنة التاسعة ـ العدد 1877)
جورج جبور: مساواة أي نظام بالعنصرية تعني الحكم عليه بالزوال
لا مؤشرات على مشاركة أمريكا في مؤتمر ديربان 2
الحضور العربي في المؤتمر لا يقارن بالحضور المناهض للعرب فيه
عمان – أسعد العزوني: جريدة العرب اليوم
أكد رئيس اللجنة الدولية لاعادة الاعتبار للقرار 3397 المساوي بين العنصرية والصهيونية د. جورج جبور ان مساواة النظام بالعنصرية تعني الحكم عليه بالزوال. وقال في حوار في العاصمة الأردنية عمان انه لا توجد مؤشرات تفيد بتغيير الموقف الأمريكي من مؤتمر ديربان 2 لأمر يتعلق باسرائيل طبعا.
وأضاف ان الحضور العربي في المؤتمر لا يمكن مقارنته بالحضور المناهض للعرب فيه.
وفيما يلي نص الحوار:
* ما قراءتكم للظروف التي سيعقد فيها مؤتمر ديربان 2?
– لا ريب أن الظروف التي ستحيط بعقد هذا المؤتمر تجعله متميزا في بعض الأمور. فهو مؤتمر يعقد بعد انتخاب أول رئيس اسود لأمريكا، لذلك فان المواضيع الأساسية التي اثيرت في مؤتمر ديربان الأول لن يتم اثارتها في هذا المؤتمر، وخاصة الاعتذار عن الاستحقاق ودفع التعويضات عن الاسترقاق.وهذا ما سيميز ديربان الثاني عن ديربان الأول.
وهناك امر آخر يبعد ديربان الثاني عن الأول وهو يتعلق بمنظمات المجتمع المدني المناهضة للعنصرية والتي كان لها دور كبير بسبب دعم حكومة جنوب أفريقيا المميز لمثل هذه المنظمات.
وحاليا فان حكومة جنيف مقتصدة في هذا الدعم ولذلك فان عدد المنظمات غير الحكومية المناهضة للعنصرية والتي ستعقد اجتماعاتها أيام 17-18-19 من الشهر الجاري سيكون أقل بكثير من تلك التي شاركت في ديربان الأول بجنوب افريقيا.
وكذلك فان مؤتمر ديربان 2 سيعقد بالنسبة لنا كعرب في مكان شهد انتهاكا كبيرا للقانون الدولي حين أصدر صك الانتداب على فلسطين عام 1922 وكأن لدينا ثأرا مع المبنى بالذات الذي احتقر فيه الفلسطينيون وأصدر فيه صك الانتداب متضمنا وعد بلفور وهذا الوعد يشعر الفلسطينيين بحقهم في تقرير مصيرهم.
ولعل لهذا المؤتمر ميزة اخرى، وهي انه يعقد بالقرب من مدينة بازل السويسرية التي شهدت المؤتمر الصهيوني الأول عام.1897 لكن الخاصية الأكبر لهذا المؤتمر هي انه مؤتمر مراجعة لمقرارات اتخذت عام 2001 وليس مؤتمرا تأسيسيا كما كان مؤتمر ديربان الأول وسيركز على الأمور التي نفذت والأمور التي لم تنفذ في برنامج ديربان الأول.
* برأيك ما مدى الحضور والتأثير العربيين في هذا المؤتمر?
– لا أستطيع الحكم الآن على نشاط المنظمات غير الحكومية العربية، لكننا نتلقى بعض الاشارات التي تفيد بان هناك هيئات غير حكومية عربية ذات وضعية استشارية مع منظمة الأمم المتحدة تنشط تجاه دعم القضية الفلسطينية وحقوق الفلسطينيين ومنها المنظمة العالمية لمناهضة جميع انواع التمييز العنصري ورئيسها المحامي الليبي عبد الله شرف الدين، والذي أسسها المرحوم د. فايز الصايغ في ليبيا عام،1976 كما ان هناك اتحاد المحامين العرب الذي يمتاز باداء جيد، وكذلك صديقنا العزيز الياس خوري الذي تربطه صلة بشبيب المالكي في رابطة الحقوقيين العرب، مع الاشارة بأن عدد المنظمات غير الحكومية العربية المسجلة في جنيف بملفات الأمم المتحدة ليس كبيرا، ولا يمكن مقارنته بنظيراتها الأجنبية المناهضة للعرب.
أما ما يتعلق بدور الحكومات العربية فان الوزن الرسمي العربي في الأمم المتحدة هو نفسه في مؤتمر ديربان الحكومي.
وكما هو معروف فان مؤتمرات الأمم المتحدة تعقد على مرحلتين، مرحلة المنظمات غير الحكومية التي تسبق المؤتمر الحكومي الذي يبدأ أعماله في العشرين من هذا الشهر ولمدة خمسة أيام بينما تعقد المنظمات غير الحكومية مؤتمرها في السابع عشر منه ولمدة ثلاثة أيام.
* ما توقعاتكم عربيا من هذا المؤتمر ?
– ستكون هناك اشارات الى انتهاكات قامت بها اسرائيل ازاء الحقوق الفلسطينية لكن لن تكون هناك اشارة الى أي دولة بالاسم، وهذا ناجم عن الاصرار الأمريكي الذي يهدف الى حماية اسرائيل من الاشارة اليها بالاسم.
* لماذا رفضت أمريكا المشاركة في مؤتمر ديربان 2?
– احبت أمريكا أن يكون لها حضورها في هذا المؤتمر بعد أن كانت قد اعلنت عن نيتها مقاطعته في عهد الرئيس بوش، كما ان هيئات حقوق انسان في أمريكا قالت انه لا يجوز لرئيس أسود مقاطعة مؤتمر يناهض العنصرية وربما ان الرئيس اوباما شعر بنوع من الخجل فقرر أن يمد يده لهذا المؤتمر فأوفد من دبلوماسيي أمريكا من شارك في الأعمال التحضيرية، ويبدو أنه حين اكتشف أن الجو مشحون بمشروعات قرارات عن ضرورة ادانة بعض الممارسات الاسرائيلية، وكما قلت لن يذكر اسمها، رأى أنه من المناسب الاحتفاظ بتوازنه السياسي علما ان مثل هذا الأمر صعب جدا في أمريكا بمعنى وجود رئيس لا يؤيد اسرائيل. وعليه قرر تعليق اسهامه في المؤتمر. لكن البعض يامل في مراجعة هذا القرار بعد تخفيف القرارات.
وقد ابلغني احد الناشطين في حركة 12 كانون اول وهي حركة للسود في أمريكا، أنهم ما يزالون يأملون باقناع الرئيس أوباما بتغيير موقفه من المشاركة في المؤتمر. الا أن الواقع يفيد أن القرار الأمريكي نهائي في هذا الموضوع.
* ما مغزى مساواة الصهيونية بالعنصرية?
– حين تقول عن حركة ما بانها عنصرية فمعنى ذلك أنها مناهضة للمثل الانسانية العليا، وهكذا فانني أستطيع القول وبثقة تامة، أن الأمم المتحدة حين قررت عام 1966 أن مجزرة شارفيل وهي مجزرة في جنوب أفريقيا قتل فيها 69 أفريقيا ينبغي أن تخلد باعتبارها يوما لمناهضة العنصرية، لكأنها بذلك حكمت على ذلك النظام بالزوال، وبالطبع فان هذا الحكم الذي صدر عام 1966 نفذ عام،1994 حين زال النظام العنصري في جنوب أفريقيا.
ومن هذا المنطلق فان النظام السياسي الصهيوني ينبغي ان يوصم بانه عنصري ويجب ان يزال، وهذا ما يقوله الميثاق العربي لحقوق الانسان، وهو امر صادق عليه كل ملوك ورؤساء الدول العربية في قمة تونس، لكن اسرائيل لم تنتبه جديا لذلك النص، فلم تحتج على مصر والأردن وتونس، الا انه أثير مجددا حين دخل الميثاق العربي حيز التنفيذ، وعند ذلك احتجت اسرائيل على ترحيب الأمم المتحدة بدخول الميثاق العربي حيز التنفيذ، ما اضطر المفوضة السامية السابقة الى اصدار تحفظ على الترحيب الذي تقدمت به ازاء الميثاق.
* لماذا فشلت الأمم المتحدة في معالجة ملف حقوق الانسان على الأقل في العالم ?
– لأن السياسة تتدخل في موضوع حقوق الانسان وهناك من يتحكم بالأمم المتحدة ويحكم العالم بقواه، وهو مجلس الأمن، الذي لا يراعي حقوق المساواة في السيادة، وأعني بذلك حق النقض (الفيتو) لخمس دول هي التي تتحكم بالمجلس وهو بدوره يتحكم باستعمال القوة.
اذا فان الظلم في الأمم المتحدة موجود بدءا بالميثاق، وهذا سبب فشل الأمم المتحدة في هذه المهمة بالذات.
* ما الذي لم يتحقق من توصيات ديربان الأول ولماذا ?
– توصيات ديربان الأول طموحة جدا، وكان من الطبيعي عدم تحقيق الكثير منها لكن مؤتمر المراجعة سيركز على ما تحقق وعلى ما لم يتحقق ولماذا?
فمثلا هناك موضوع الهجرة من الجنوب الى الشمال وقد فجعنا بغرق 300 افريقيا ومعظمهم من العرب، وذلك ابان ابتهاجنا بنجاح قمة الدوحة لذلك اقول أن ثمة اشكالات كبيرة تحيط بموضوع المهاجرين، وهذا الموضوع حيوي بالنسبة لأولئك الفقراء المغامرين الذين لا يجدون عملا في بلدانهم، كما انه موضوع حيوي بالنسبة للدول الغنية التي ترى ان اقتصادها يعاني من هؤلاء الذين يأتون فيستفيدون من المكاسب الصحية والخدمات الاجتماعية التي يقدمها لهم نظام اجتماعي أرقى.
رسالة جبور الى بان غي مون
بعث رئيس اللجنة الدولية لاعادة الاعتبار إلى القرار 3379 المساوي بين الصهيونية والعنصرية د.جورج جبور تتعلق بتداعيات هذا القرار وضرورة تنفيذه على أبواب مؤتمر ديربان 2 الذي سيعقد في جنيف في العشرين من هذا الشهر.
وفيما يلي نص الرسالة:
حضرة الأمين العام للأمم المتحة المحترم
الموضوع: اعادة الاعتبار للقرار 3379
كان قد صدر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 1975 القرار 3379 الذي اعتبر الصهيونية شكلا من أشكال العنصرية وبما أن القرار المذكور قد استند في حيثياته الى القرارات الدولية الآتية:
— القرار 1904 في عام 1963 الذي يحرم التمييز العنصري.
— القرار 1351 في عام 1973 الذي يدين التحالف بين الصهيونية والنظام العنصري في جنوب أفريقيا.
— اعلان مكسيكو لعام 1975 الذي أدان الصهيونية كشكل من أشكال العنصرية.
— القرار 77 لعام 1975 الذي اعتبر النظام العنصري في فلسطين المحتلة والأنظمة العنصرية في أفريقيا من منبت واحد.
— اعلان ليما لعام 1975 الذي أدان الصهيونية بشدة، واعتبرها تهديدا للسلم والأمن الدوليين.
وبما انه تم الغاء القرار المذكور بعد ستة عشر عاما أي في عام،1991 بقرار من سطر واحد من دون تعليل….
نضيف الى ما سبق القوانين العنصرية التى سنتها السلطات الصهيونية ( الاسرائيلية) منذ نشوئها وحتى اليوم، بدءا بقانون العودة لعام 1950 الذي لا يستفيد منه الا اليهود مهما كانت جنسيتهم، مرورا بقانون الجنسية لعام 1952 الذي يمنح الجنسية الاسرائيلية اما تلقائيا عن طريق الهجرة الى فلسطين، أو بالاقامة في فلسطين. وهذا القانون يستبعد العرب.ولا يستفيد منه الا اليهود وكذلك القانون المتعلق (باملاك الأشخاص الغائبين) لعام،1950 حيث يتم الاستيلاء على أراضي وأملاك الفلسطينيين الغائبين، و(القانون الاداري) الذي يسمح لوزير الدفاع بالحد من حركة الأقلية العربية.
وبما أن الممارسات الصهيونية العنصرية ما تزال مستمرة، وتتمثل حاليا ببناء جدار الفصل العنصري الذي ادانته محكمة العدل الدولية، واعلان يهودية الدولة، والتصريح بتهجير الفلسطينيين المقيمين في ارضهم، ضمن حدود الكيان الاسرائيلي الذي أنشىء عام،1948 وما قامت به اسرائيل من تصفيات خلال حرب غزة الأخيرة، وكان هدف تصفية الشعب الفلسطيني واضحا.
بناء على كل ما تقدم، وعلى تتالي الادانات العالمية للمارسات العنصرية للكيان الصهيوني، وبصفتكم الأمين العام للأمم المتحدة المؤتمنة على السلم والأمن الدوليين، وعلى حماية حقوق الانسان والشعوب ن وبمناسبة انعقاد مؤتمر ديربان الثاني بين 20-24 نيسان،2009 فاننا نتقدم اليكم طالبين العمل على تطبيق الميثاق المعاهدات الدولية ومعاهدات حقوق الانسان كافة والقانون الانساني الذي يرفض تماما اشكال العنصرية والتمييز العنصري كافة، وبالتالي اعادة الاعتبار للقرار 3379 واعادة الاعتبار لقرارات الأمم المتحدة لردع أي شكل من أشكال العنصرية.
ودمتم ذخرا ونصرا للانسان أينما كان..
دمشق 2/4/2009
اللجنة الدولية لاعادة الاعتبار للقرار 3379 المساوي بين الصهيونية والعنصرية عنها
الدكتور جورج جبور، الرئيس.