الثورات التي تأكل نفسها بنفسها!

جمال محمد تقي

(نشرة “كنعان” الالكترونية ـ السنة التاسعة ـ العدد 1888)

عندما قامت الثورة الايرانية قبل ثلاثين عاما، كانت فعلا قد هزت العالم، كما فعلت قبلها وكما ستفعل حتما بعدها الثورات الكبرى في مشارق الارض ومغاربها، فلكل ثورة كبيرة هزة على مقياس زمنها وبوصلته، وكلما ازدادات ارتداداتها كانت تأثيراتها اكبر واعظم، ويتوقف على مدى قوتها الذاتية في مركزها اتجاهات التفاعلات التي تترتب عليها النتائج داخليا وخارجيا!

ثورة اكتوبر في روسيا عام 1917 والتي وصفها الصحفي الامريكي جون ريد وقتها في كتابه ” عشرة ايام هزت العالم ” بانها : مارد خرج من رحم الهزائم المتراكمة باتجاه نصر يصنع تراكمه، وبما ان خروجه كان كامل النمو، فان مواجهته للثورة المضادة لم تكن بالمترددة والقاصرة.

مشتركات الثورة الايرانية والروسية كثيرة، رغم الفوارق الزمنية والايديولوجية والمكانة العالمية، اهمها ان قدح شرارة الثورة لم يتم باعتماد اسلوب الانقلاب او الحركة العسكرية النخبوية التي تلهب حماسة الشعب للوقوف الى جانبها باتخاذ قرارات جذرية غيرت من وضع الدولة والمجتمع راسيا وافقيا، كما حصل في امثلة الثورتين العراقية 14 تموز والمصرية 23 تموز وانما جاء كنتيجة لتناقضات نظام الدولة مع نمو القوى الاجتماعية الفاعلة، التي تجسدت بتنظيمات مدنية مؤثرة براية ايديولوجية راديكالية تحمل مشروعا يستنهض الفئات والطبقات الدنيا والمتوسطة في المجتمع، نعم استجابت القطعات العسكرية لنداءات الثورتين، خاصة وان الجيش الروسي كان في حالة هزيمة عسكرية ملموسة، اما في حالة القوات المسلحة الايرانية فانها كانت بحالة هزيمة سياسية امام الصدور العارية للثوار في شوارع طهران!

كان الحزب البلشفي هو الداينمو المحرك للثورة الحمراء وبقيادة عنيدة عركتها التجارب ـ فلاديمير إليتيش لينين ـ كان منفيا يتنقل بين البلدان الاوروبية حتى حط رحاله في المانيا، اما الخميني المنفي الى العراق ثم الجزائر واخيرا فرنسا، فكان الامام الثائر بايديولوجية باطنية تدعو لساعة الفرج التي وجدها قد حانت ولا تنازل عن موعدها. وعندما عاد وجد نفسه قائدا لهيجان متعدد المشارب، شكل خلطة اجتماعية سياسية فاعلة امتزج فيها تيار اليسار ـ مجاهدي خلق وفدائيي خلق وتودة ـ مع تيار المرجعيات الدينية التي كانت قد انتجت فقها يؤهلها للثورة وانتزاع السلطة بعد سلسلة طويلة من التجاذبات في نسق العلاقة بينها وبين نظام الشاه المستبد، وبين التيارين كانت هناك تشابكات وتغذيات متبادلة. فالطالقاني، وشريعة مداري، وبهشتي، قد ادلجوا لطروحات فكرية تنفتح على افاق التلاقح مع مسارات التيار اليساري، وبذلك وجد تيارا ثوريا في المرجعيات الدينية التي وجدت نفسها بخندق واحد مع تيار اليسار المتمرس خبرة في تنظيم صفوف المستائين والمضطهدين طبقيا او قوميا، وخاصة في مجالات الحكم، واعادة توزيع الثروة، والموقف من الهيمنة الاجنبية سياسيا واقتصاديا، وهذا ما شجع الطبقات الميسورة ـ البازار ـ على رمي ثقلها في كفة الثورة والتغيير الذي تريده رخصة لانطلاقة محلية تمنحها الحماية بوجه غول الراسمال الاجنبي وهيمنته على السوق لايرانية في مجالي الاستثمار والتجارة غير المتكافئة، وكانت طبقة البازار تمول الثورة وهي على دراية مزدوجة نظريا وحركيا بان الحلف مع اليسار سيكون عتبة لابد منها في بداية الثورة ثم تجري تصفيته واحتواءه، اوسحب البساط من تحته، وهنا لم تكن القضية تأمرية بالمعنى المألوف، لان هناك شبكة معقدة ومتعددة من القيادات الدينية في الداخل الايراني كانت تحشد للثورة ايضا ولكن بفهم وتصور مختلف عن الخمينية التي سادت فيما بعد وتحديدا عندما تم عزل تلك القيادات عن مركز القرار في السلطة الجديدة وتفرد الخميني واتباعه بها!

لقد كانت قيادة الخميني المتميزة بطول النفس وبالقدرة على هندسة التحريض وابتزاز مواطن الضعف في النظام القائم والضرب على اضعف حلقاته المشخصة بعزلته عن القاعدة الاجتماعية، ثم طروحاته التي تعاملت ببرغماتية مع تنازلات سلطة الشاه وحققت نجاحا مذهلا في تطبيق تكتيك، خذ وطالب، والتي جعلت كل التيارات الشعبية والسياسية المناوئة للسلطة تنزل للشوارع وكانها مقادة بخيوط فعلية من قبل الخميني وبواسطة مساعديه وهو في منفاه الباريسي!

كتاب محمد حسنين هيكل ” مدافع آية الله ” الذي تناول خلفيات الثورة وظروف تفجرها ثم نجاحها اسهامة متقدمة في التجسيرالعربي لمعرفة حقيقة الثورة ومكنوناتها بموضوعية حاضرة وموثقة، جعلته سبق متفوق في مضماير سير الثورات المتفجرة او الهزات الكبرى، ومقارنة تقييمية مثلا بكتاب جون ريد الشهير عشرة ايام هزت العالم ستكون حتما لصالح مدافع آية الله لهيكل الذي استعرنا منه عنوان مقالتنا هذه!

وصف هيكل سر قدرة الخميني على تحريك وتوجيه الشارع الايراني بانها فتاواه وخطبه التي تترجم بين ايادي الوكلاء الى مهام عملية وفعاليات واسعة تنتشر كالاشاعة في كل مكان من منصاتها الطبيعية في الجوامع والحوزات والجامعات والحسينيات والتجمعات العمالية، وكان كل “كاسيت” من خطب الامام بمثابة قذيفة مدفع من العيار الثقيل تدك اسوار النظام القائم!

لم يكن تاريخ الشعب الايراني المعاصر متصحر التربة والمناخ ولم يكن مشلولا بوجه حكامه المستبدين كغيره من شعوب الارض، فالمحاولات كانت تتراكم من النخب والبازار لجعل الملكية دستورية مقيدة فعليا، والطبقات المسحوقة والمتوسطة كانت تناضل في سبيل تغيير جذري بمضامين اجتماعية ديمقراطية، اضرابات عمال النفط، وثورات الاقليات القومية، واضرابات الطلبة، كلها كانت نواتات للثورة الكبرى، تنظيمات اليسار وتحريض الجمعيات الايرانية في الخارج ورجال الدين المتضررين من تمادي نظام الشاه ببذخه وفساده وبفتح البلاد على مصراعيها للمصالح الغربية كانت كلها تنسج على منوال واحد هو التغيير. فالفقر مدقع والفساد يضرب اطنابه بكل مفاصل الدولة والنظام يحمي نفسه بكبح جماح الناس بالاضطهاد والسجون والنفي. كانت ثورة الدكتور مصدق 1953 والانقضاض عليها بمساعدة المخابرات البريطانية والامريكية بروفة ثورية وتجربة غنية، ولم تضعف ارادة الشعب وتطلعها للانعتاق رغم تحول الدولة الى جهاز قمع بوليسي وامني تسيره تقارير جهاز السافاك بالاعتماد على دعم وحماية امريكا وحلف الناتو واسرائيل، حتى كان الموساد والسي اي اية يعتبران الساحة الايرانية احد نقاطها المركزية في المنطقة لمواجهة السوفيات وتخريب التحركات المعادية لها في الخليج والعراق، فقد اصر الايرانيون على التعبير عن نفسهم، ولم يكن الايرانيون ينتظرون إماما ليقودهم، او مهديا منتظرا، بل انهم لم يكونوا منتظرين ابدا، كانوا يواصلون جولات الصراع ودون انقطاع، لقد تكالبت العوامل لقيامتهم الكبرى فقاموا، وتلقفها من احسن اوقات الصيام وفطر بموائد السلطة حتى شبع وصار لا يريد الانصياع لفطام او يَعتبر من ما حل بسلفه في سالف الايام!

المزاوجة بين الدولة والثورة

استطاع جناح خميني التفرد بالسلطة وتقليم اظفار الاجهزة القمعية واقام نموذجه السياسي للحكم وباليات مشتقة من مباديء النيابة والتمثيل المنتخب بالاقتراع المباشر والسري بالنسبة للبرلمان ورئاسة الجمهورية، ونظريا يكون مبدأ تكافوء الفرص قد تحقق للجميع ولكن عمليا النظام نفسه قد امسك بعصى الممارسة الانتخابية ومعطياتها من الراسين، فوضع فلترا عصي الاختراق على المناوئين من خلال لجان تفتيش وفحص خاصة خاضعة لهيمنة مؤسسات ولاية الفقيه ذاته وكذلك لجنة تشخيص مصلحة النظام ومجلس الخبراء، حيث تستطيع عمليا اقتراح توصيات العزل التي تقدم للمرشد الاعلى، وكل اعضاء هذه اللجان يختارون من قبل مجالس الايات المقلدة للطريقة الخمينية التي تختار بدورها من بينها مرشدا للثورة في حالة غيابه، وبالتالي فان عزل اي نائب منتخب او رئيس منتخب بقرار من مرشد الثورة ذا الصلاحيات النافذة فوق كل مؤسسات السلطة المنتخبة وغير المنتخبة او من ينوب عنه، نعم هناك فصل بين السلطات التشريعية والقضائية والتنفيذية ولكن هذا الفصل محصور في وسط العلاقة وليس في منطلقها ومحصلة عملها، تجربة ابو الحسن بني صدر كأول رئيس ايراني منتخب وبشكل مباشر من قبل الشعب الايراني ثم هروبه بعد ان اكتشف بانه مجرد صورة لها اطار محدد لما يمكن ان يقوم به وبما لا يخالف نهج المرشد الاعلى وتوصياته واي قرار او خطوات مهمة لا يجري العمل بها حتى لو وافق عليها البرلمان اذا اعترض عليها المرشد ومن ينوب عنه!

لقد تم تحريم عمل الاحزاب اليسارية مجاهدي خلق وفدئيي خلق وتودة، وحصر العمل السياسي دستوريا بالجهات التي تقر بان الرئيس يجب ان يكون شيعيا جعفريا، وتقر بسلطة ولاية الفقيه على النظام بشموليته وذلك بعد الاقرار بالنظام الاسلامي بهيكليته القائمة، وخارج هذا الاطار لا رخصة لاي عمل سياسي.

وتم اعتقال كيانوري سكرتير حزب تودة الايراني ـ الشيوعي الايراني ـ وتعرض للتعذيب والاهانة ثم جعلوه يخرج على شاشات التلفزيون ليعلن عمالة حزبه لموسكو وانه ينصح كل منتسبي حزبه باعلان التوبة والخضوع لتعاليم النظام الجديد، وجرت حملة مشابهة ضد منتسبي الجماعات اليسارية الاخرى وكان اقواها شعبية وانتشارا وتاثيرا هم جماعة مجاهدي خلق الذين اعلنوا الكفاح المسلح ضد نظام الملالي في ايران!

لم تقتصر عمليات تصفية مراكز القوى الاخرى على التيار اليساري فقط بل ترافق مع عزل وتهميش ومحاصرة بل وتصفية بعض المعارضين من بين القوى الدينية التي كانت لها رؤيا مختلفة عن رؤية الخميني واتباعه للثورة والنظام الجديد بعدها، وهذا ما حصل لاسماء كبيرة منها مثلا آية الله الطالقاني ومنتظري وشريعة مداري، الى جانب تواصل عمليات القمع البوليسي لتطلعات الحركات القومية المكونة للشعب الايراني كالعرب والاكراد والبلوش والاذر!

حول القائمون على النظام في ايران مناخ الوضع الجديد للدولة الى حالة دائمة الانشداد للثورة، وان مالت الامور نحو السكينة يستفزوها ويستنفروها باتجاه اسفار لا مراسي لها، وكانهم يبررون الاخفاق في تحقيق ما يصبو اليه الناس بشوط الثورة المستمر والذي لم يحقق ذاته بعد، بحيث اصبحت فكرة تصدير الثورة وتدويرها بجعلها مستمرة تصب بهذا الاتجاه الذي يريد احتواء الداخل قبل الخارج!

ان مثيولوجيا المذهب تقتضي تمهيد الارض والناس لساعة ظهور المهدي المنتظر وهذا التمهيد كان يستبعد انتزاع السلطة بايدي المريدين ووكلاء الامام الذي لم يعجل الله فرجه بعد، لان هذا الانتزاع هو جزء مهم من مهام المهدي المنتظر نفسه، وبالتالي اقامة دولة العدل هو في صلب اسباب الظهورز وعليه فان الاجتهاد الخميني باقامة دولة ولاية الفقيه هو نوع من الخروج التجريبي على الفكرة الاولى فكرة اشتداد الشدائد والانخساف المريع بالاجتماع الانساني كعلامة من علامة الظهور، وبالتالي فان هناك صراع مذهبي اجتهادي دفين يغذي حالة الاستنفار الدائم في راس الدولة الاسلامية دولة ولاية الفقيه التي تؤمن بظهور المهدي!

هنا يمكننا اجراء مقاربة بين اجتهاد الامام الخميني واجتهاد صاحب ثورة اكتوبر الاشتراكية العظمى لينين الذي خرج ايضا على الفكرة الماركسية القائلة بان الراسمالية المتطورة هي عتبة الاشتراكية، فاجتهد ارادويا حتى خرج نظريا وعمليا على الماركسية باعتقاد جازم وحازم يؤكد نجاح الثورة الاشتراكية في اضعف حلقات الراسمالية، اي اكثرها تخلفا ـ روسيا.

ان التأصيل الايديولوجي عندما يبتعد عن جوهر الفكرة المتسقة مثيولوجيا او علميا نتيجة ابتذال الواقع في لحظة حرجة من لحظاته المتحركة والتي تغري المتوثبين فيه، فانه سيتحول الى مجرد احتمال قابل لربح اللحظة وخسارة نفسه مهما كانت مردودات تلك اللحظة التاريخية من طول لسنين الحكم وتعدد للانجازات التي يفرضها واقع التحدي والبحث عن المخارج، لكن اللحظة المعاكسة قادمة لامحال وسيكون وقتها الانسداد هو السمة العامة التي لا تزول الا بزوال نتائج حكم اللحظة الحرجة!

“سبعة عقود من دولة السوفيات”

ثلاثة عقود من دولة ولاية الفقيه

لم تحقق الثورة متغيرات حقيقية في المستوى المعيشي والاقتصادي لابناء الطبقات الفقيرة والمسحوقة كما وعدت، ولم تنجز تحولا يذكر في مجال الحريات العامة، رغم وفرة الثروات الطبيعية وتنوعها، ووجود بنى تحتية لتحولات صناعية وزراعية كبيرة ووجود طاقة بشرية هائلة، ورغم الوفرة الطافحة لشعارات الحرية ومعاداة الظلم والظلمة!

نعم هناك شيء من الاستقرار يغذيه نوع من الامل بالانفتاح والابتعاد عن التشدد والتفرد في تقرير مصير البلاد والعباد!

هناك تضييق واضح على مظاهر الفساد الحكومي وبذخ النخب الحاكمة، وهناك خطوات منجزة لاقصاء كل اشكال التبعية السياسية والاقتصادية للمصالح الغربية عموما والامريكية تحديدا، وهناك انفتاح على حركات المقاومة في المنطقة وتقديم الدعم لها والنظر لها كحليف في خندق واحد حتى تطور الامر الى سعي حثيث لدولة ولاية الفقيه في جعل هذه الحركات مدمنة على التنسيق معها!

نعم حققت الثورة الايرانية الانقلاب المطلوب على مجمل مفردات النهج السياسي للنظام الشاهنشاهي المقبور. فتم تقطيع اغلب وشائج التبعية السياسية لامريكا والدول الغربية الاخرى، وتم تصفية التغلغل الاسرائيلي داخل ايران، وجرى بناء علاقات متوازنة مع مختلف دول العالم. لكن النظام يتخبط بين برغماتية تستعير ذات النفس الشاهنشاهي الطامع بدول الجوار وهذه المرة باستخدام العامل الطائفي لفرض النفوذ كبديل لطابع الوكالة للغرب في حماية الاتباع، وعلى حساب مستقبل الشعب الايراني وقوته يتم عسكرة المجتمع وتخصيص نسب عالية من الميزانية العامة للتسليح!

لقد ذكرني اطلاق صاروخ ايران الجديد والبعيد المدى والذي حمل قمرا صناعيا للاغراض السلمية ـ سفير اسلامي ـ بصاروخ عابد العراقي الذي اطلق عام 89 ولنفس الاغراض، مع الفارق طبعا في التوقيت والظروف المحيطة، ذكرني بان الحصانة الداخلية المعمدة بالحريات العامة والاخلاص لحاجات المواطنين واشاعة تكافوء الفرص بينهم هي الضمانة التي لا تعلوها ضمانة لقوة الدولة ومنعتها بوجه المؤامرات والحصارات، وان بناء علاقات ثقة متبادلة مع الجوار يساعد على تحييده كحد ادنى في حالة حصول عدوان خارجي شامل ومن دول كبرى مهيمنة، وللاسف فان ايران تسيرعكس اتجاه دروس الذاكرة!

لقد انهار النظام السوفياتي بجبروته وصواريخه وقنابله الذرية لانه لم يعد قادرا على تبرير نفسه امام نفسه اولا وامام شعبه ثانيا، ولان سحر التسيير قد توقف حيث ذهب الناس للبحث عن بديل يحلمون به بعد فساد الحلم الاول!

سينهار نظام الايات من داخله بعد ان يكون قد استهلك نفسه بالتحصين الخارجي، وستعود الثورة المنتظرة من جديد، لكن هذه المرة بدون امام مرشد او وكيل للمهدي المنتظر!

واذا كانت مدافع اية الله من النوع الذي لا يطلق القذائف، وانما يطلق القناعات والحجج المغرية والتي تعبيء الجمهور اليائس باتجاه التغيير، فان صواريخه لا تفعل ذلك!