اليمني العائد علي سالم البيض
عبدالباسط الحبيشي
(نشرة “كنعان” الالكترونية ـ السنة التاسعة ـ العدد 1905)
إن ما يحدث في اليمن اليوم من أعاصير شديدة في كل مجالات الحياة قد جعلت الأئمة الذين حكموا اليمن قبل الثورة اليمنية في 1962 يحي وأحمد والبدر الذي مات في الغربه مكموداً على ما يحدث في بلده جعلتهم يقوموا من مراقدهم يندبون ويتحسرون على اليمن الذي حرصوا وحافظوا عليه بطريقتهم وفي زمنهم طيلة سنين حكمم من الثلاثينات حتى الستينات بل أن ما يحدث اليوم جعل بريطانيا العظمى تتحسر على ما آل إليه الوضع في مستعمراتها ومحمياتها وأتت مستنجدة ومناشدة السلطة تطلب الرحمة لمواطنيها وأحفادهم من هول ما يعانون. بل أن النعمان والزبيري ولبوزة وبن حسينون وماجد مرشد وعبدالمغني وكل الشهداء الأبرار الذين نضالوا وقدموا حياتهم ودمائهم رخيصة في سبيل هذا الوطن قد نهضوا من قبورهم في إعتصامات ومظاهرات عارمة تقض مضاجع الشعب اليمني قاطبة ليل نهار تحثه في منامه ويقضته أن ينهض للذود وللحفاظ على إرث تضحياتهم ودمائهم وارواحهم الطاهرة.
وإننا إذ نشكر الله ونحمده على بقاء أحد هؤلاء الأبرارعلى قيد الحياة بعد معركة دامية كاد أن يقضي نحبه فيها كما قضي على بعض زملائه في 1994. لذلك آثر الصمت بعد ذلك لمدة خمسة عشر عاماً تعبداً وتشكراً وتيمناً لله على نجاته. لكنه ربما لم يدرك في حينها أن مشيئة الله أرادت بقائه ليكمل المشوار الذي بدأه ولو بعد حين “وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم” حتى يظهر ألله لعباده الخبيث من الطيب والطيب من الخبيث. بعد خمسة عشر عاماً مسوداً بالألم والتشرد والغربة والمعاناه والكمد على ما أصاب بلاده وشعبه صابراً صبر أيوب وصامتاً صمت الملائكة وصامداً صمود الجبال الرواسي التي لا يحس بمثل هذه المشاعر إلا من سلك نفس الدروب وتقفى نفس ألأثر. لكنه مع ذلك لم يرى إلا المزيد من معاناة بلاده وتشريد أهله وتجويع وقتل وسحل مواطنيه بسبب تغليبه في عهد مضى مصلحة أمته ونهضتها وإزدهارها ورقيها ووحدتها عندما قدم للوحدة اليمنية دولة بإرضها وشعبها وحكومتها.
إذاُ ينبغي أن نقول له بعد ذلك: لا تثريب عليك اليوم في مطالبتك تحرير أرضك من محتل مغتصب لم يرعوي طيلة عقدين من الزمان من بث سموم الفساد في الارض وسفك الدماء وإزهاق الأرواح وإنتهاك الحرمات ونهب الثروات ، ولا تكترث بمن يرفعون الشعارات الجوفاء ويتطاولون على صانع الوحدة الأول.
أين كان هؤلاء منذ ال22 من مايو 1990 وحتى اليوم بل أين كان هؤلأ منذ ال27 يوليو 94 وهم ينظرون حولهم من عبث في إنسانية الانسان وسيادة الاوطان . نسألهم لماذا لم يقدروا على صناعة شئ ليعفوك من القيام اليوم بمهمتك الإلهية لإكمال دورك الوطني والإنساني والوحدوي الذي عجزوا جميعاً عن القيام به خلال عمر جيل كامل ، ولو عملوا لكانوا ألزموك صمتك وهجعتك ، ولأصبحنا منحازين جميعاً إلى صفوفهم في إنتقادك لو قمت ببس شفة بعد معاصرة منجزاتهم الوحدوية ونهضتهم الانسانية والسياسية والامنية والاقتصادية ونشرهم للعدل والمساواة والديمقراطية وحقوق الانسان وبث روح الإخاء والمحبة بين المواطنين ونظام التبادل السلمي للسلطة ، كل هذه الشروط الاساسية التي دشنتها بيدك وأتفقت على تنفيذها معهم فتنكروا لها وأنكروك ليقوموا بإنجاز عكسها من إنفصام وتشرذم وتخلف في كافة المجالات ونشر الرذيلة والتشبث بالسلطة ومحاولة توريثها. أبعد هذا يمتلكون الجرأه للتطاول عليك وعلى الامة والتاريخ.
تباً لهم ؛ لو أن اليمن لا تعاني من وضع كارثي وليس على حافة إنهيار شامل ستهوي به إلى قعر سحيق تنادت من هوله وفاجعته المرتقبة كل دول العالم العدوة قبل الصديقة ربما لأستطعنا أن نقدم لهم العذر والذرائع لمزيد من الصبر والوقت ، لكن أن تبلغ بهم الصفاقة بالتقول عليك وقد سرقوا كل أحلام اليمانيين؛ من وحدتهم وعزتهم وسيادتهم وحياتهم وكرامتهم وأرضهم وثراوتهم حتى منزلك لم يسلم منهم فلا يمكن السكوت على ذلك ولابد من قول الحقيقة بإن كل من يتجراء عليك الان ، وقد حصحص الحق ، لابد أن يكون شريكاُ في الجريمة أو مخبولاً في أوهام الشعارات البليدة.