تدمير العراق بنصوص توراتية…!

نواف الزرو

(نشرة “كنعان” الالكترونية ـ السنة التاسعة ـ العدد 1915)

تنطوي الوثيقة التي كشفت النقاب عنها مجلة “جي كيو” الأميركية والمتعلقة بالنصوص التوراتية التي استخدمها وزير الدفاع الامريكي السابق رامسفيلد لتسويغ الحرب على العراق على اهمية تاريخية توثيقية استثنائية، فعندما تقول المجلة” أن وزير الدفاع الأميركي السابق دونالد رامسفيلد استخدم نصوصاً من الكتاب المقدس أشبه بشعارات “الحروب الصليبية” على أغلفة مذكرات استخباراتية عسكرية شديدة السرية كان يعدها لتقدم للرئيس الأميركي السابق جورج بوش أثناء حرب العراق/ الجزيرة- الاثنين 5/18/2009″؟،

و”إن هذه الأغلفة ذات طبيعة دينية ونصوص توراتية”، فان هذه تعتبر من اهم الاعترافات والشهادات التي تثبت ذلك الدور الصهيوني في العدوان على العراق.

ونقلت المجلة عدة أمثلة لتلك العبارات جاء في أحدها “أن غلافا لمذكرة مؤرخة بـ7 أبريل/نيسان 2003 كان يحمل صورة لصدام حسين يلقي خطابا أسفل عبارة مقتبسة من رسالة بطرس الأولى تقول “إنها إرادة الرب، أنه لتفعل الخير ينبغي أن تسكت الحديث الجاهل للرجال الأغبياء”، وقالت “إن غلاف مذكرة أخرى مؤرخة بـ8 أبريل/نيسان 2003 يظهر صورة لقوس نصر في العراق على شكل سيفين تستعد دبابة أميركية للمرور من تحته، وفوق الصورة عبارة من سفر أشعياء تقول “افتحوا الأبواب لتدخل الأمة البارة الحافظة الأمانة”.

نتوقف امام هذا الكشف عبر مجلة امريكية لنؤكد ثانية وثالثة باناجندة توراتية وسياسية -استراتيجية صهيونية كانت تقف وراء الحرب على العراق ووراء تدمير هذه الدولة العربية القوية”..!

وليس ادل على ذلك من حجم وهول التغلغل الاسرائيلي في مرافق ومفاصل العراق..!

فهاهوالأمين العام لهيئة علماء المسلمين في العراق الشيخ حارث الضاري يعلن في تصريحات للجزيرة نت/ الأحد 10/5/2008 عن وجود إسرائيلي كثيف في كافة المدن العراقية بعدما كان حضوره قبل الاحتلال ينحصر في مدن كردستان العراق”، مضيفا: إن الإسرائيليين كانوا موجودين في شمال العراق في كردستان العراق قبل الغزو الأنغلوأميركي عام 2003، ولكنهم الآن موجودون في كل مدن العراق في البصرة وبغداد والشمال، ويعلم بهم العراقيون ويعرفونهم من خلال ملابسهم ولهجتهم العبرية، مردفا: أن الإسرائيليين يعملون في الفرق الأمنية الأميركية وفي الجيش الأميركي وحماية المنشآت الأمنية الأميركية وأن الوجود الإسرائيلي في العراق ضارب بأطنابه.

وهاهي بعض الدراسات العراقية تشير إلى أن شركة بلاك ووتر الأمنية تُمول وتُدار من قبل الموساد، وقد أصدر مركز العراق للدراسات كتاباً بعنوان الدور الصهيوني في احتلال العراق كشف عن” 137 وثيقة أكدت التدخل الإسرائيلي في العراق/ فلسطين اليوم- السبت 16 / 08 / 2008 “، ويؤكد تقرير آخر أن جهاز الاستخبارات الإسرائيلي الموساد، تمكّن من قتل 350 عالمًا نوويًا عراقيًا، بالإضافة إلى أكثر من 300 أستاذ جامعي في كافة التخصصات العلمية المختلفة، بالاضافة الى دور الموساد والكوماندوز الإسرائيلي بتدريب قوات الاحتلال الأمريكية على أساليب تصفية نشطاء المقاومة.

وليس ذلك فحسب، فقد كان المفكر الأمريكي مايكل كولينزبايبر اعلن في محاضرة له أمام مركز زايد في أبو ظبي مؤكداً :أن خطة شن الحرب على العراق تتصل بأرض إسرائيل الكبرى، ولا غرابة اذن في أن يهدي الرئيس بوش لشارون-في حينه- خارطة قديمة للأراضي المقدسة تضم العراق عن يديعوت أحرونوت 30/7/2003 .

وما عزز المعلومة أعلاه – على سبيل المثال – قيام يهود أمريكان (1500-2000 جندي يهودي ) باحياء عيد الفصيح في القصر الجمهوري في بغداد .

فيما أن تلك الفتوى التي أطلقها كبار حاخامات اليهود حول الوضع في العراق والتي جاء فيها : أن العراق جزء من أرض إسرائيل الكبرى ، إنما تأتي صريحة علنية وقحة تفضح تلك الأطماع والأهداف الصهيونية في العراق، وتفتح من جديد ملف أرض إسرائيل الكبرى المزعومة .

فعلى الرغم من البنية العلمانية التي أقامتها الحركة الصهيونية لنفسها، إلا أنها في الجوهر استندت في بنائها وعملها إلى تلك الأساطير اليهودية المزعومة وهي : الشعب المختار و الأرض الموعودة والوعد أو العهد أو الميثاق الالهي الذي يربط ما بين الشعب المختار والأرض الموعودة .

وربط حاخامات اليهود بين شعب الله المختار و الأرض الموعودة بالنص التوراتي الميثاقي الوارد في سفر التكوين الذي قيل أن الله قد قطعة لابراهيم حيث جاء فيه : لنسلك أعطي هذه الأرض، من نهر مصر إلى النهر الكبير – نهر الفرات، وهناك وعد يبدو أكثر تفصيلاً في تحديد مدى الأرض الموعودة، وفي تقسيمها بين اسباط إسرائيل ، جاء فيه :هذه الأرض التي أقسمت لابراهيم واسحق ويعقوب ..قائلاً لنسلك أعطيها ….

ولذلك أيضاً دعا الجنرال احتياط آفي ايتام رئيس الحزب الوطني الديني – المفدال – سابقاً والوزير السابق في حكومة شارون في اوضح الدعوات الإسرائيلية إلى إقامة أرض إسرائيل الكاملة بحدودها التوراتية، وانتهاج القبضة الحديدية مع الفلسطينيين، وإلى ضرب إيران وسوريا قبل أن تطورا ترسانتيهما العسكريتيين،

ولذلك فهم – أي أقطاب الصهيونية والدولة العبرية – يعتبرون أن الصهيونية لم تنه مهمتها بعد ، كما أعلن اسحق شامير أحد أهم أقطاب المؤسسة الصهيونية على مدى تاريخها.

ولذلك يمكن أن نثبت في الخلاصة المكثفة المفيدة أن النوايا والمخططات والأهداف والأطماع الصهيونية التوسعية ما تزال قائمة بقوة ومفتوحة على أوسع نطاق، وإن الصراع بالتالي ما زال مفتوحاً .

ما يفرش الأرضية لمواصلة قراءة ذلك الدور والحضور الصهيوني – الإسرائيلي في مقدمات وتطبيقات وتداعيات العدوان على العراق، وفي الحصاد الإجمالي لهذا العدوان على وجه الأهمية .

فـ”العراق جزء من أرض إسرائيل الكاملة “، كما جاء في أخر فتوى يهودية – حتى كتابة هذه السطور، و”مبارك أنت ربنا ملك العالم لأنك دمرت بابل المجرمة” كما أفتى عدد من الحاخامات اليهود.

nawafzaru@yahoo.com