أوباما يريد ان يستر عرض المنتهكين العراقيين فمنع نشر الصور !!

جمال محمد تقي

(نشرة “كنعان” الالكترونية ـ السنة التاسعة ـ العدد 1920)

لانه شريف جدا ولانه متفهم جدا جدا لحساسية موضوع الانتهاكات الجنسية بالنسبة للعراقيين فقد اوقف نشر 400 صورة جديدة عن مشاهد التعذيب الجسدي والجنسي للمعتقلين والمعتقلات العراقيين والعراقيات في سجن ابو غريب وخمسة سجون اخرى منها سجن الكاظمية اخذت عام 2005 !

طبعا لم يكن بينها صور للضحية المغدورة عبير الجنابي، ولا لعملية قتل وحرق ابويها واختها الاصغر، ولم يكن بينها صورة لمجزرة حديثة، ولا مجزرة الفلوجة، ولا مجزرة ساحة النسور، ولا صور لنساء في سجن الكاظمية وهن يتوسلن بطارق الهاشمي نائب رئيس الجمهورية لانقاذهن من عمليات الاغتصاب المتكررة التي يمارسها معهن تلامذة الامريكان من محققي حكومات الاحتلال الاولى والثانية والثالثة والرابعة ولا من صور لاطفال قد ولدوا داخل السجن نتيجة لعمليات الاغتصاب المتكرر ومنذ اعتقالهن في 2005 وحتى 2007، ولا صور لنساء اخذن كرهائن حتى يسلم ازواجهن او اشقائهن انفسهم لوزارة الداخلية، ولا صور لمعتقلي سجن ديالى المحشو بالاحداث والشيوخ والشباب والمعوقين، والذين استنجدوا بطارق الهاشمي ايضا وبكل من يؤمن بالله ومحمد وعلي والحسن والحسين وفاطمة وزينب وسكينة وكل من ينتظر فرج المهدي المنتظر في العراق بان ينقذهم من هذا الجحيم الكافر، من الاغتصاب والتعذيب الوحشي ـ بالدريل والكهرباء وقلع الاظفار، وبوضع الخوازيق في الاشراج ـ رغم عدم ثبوت التهم ورغم اثبات ان اغلبها كيدي !

لم يكن الامر مفاجئا بالنسبة لاحزاب العملية السياسية فهي متعودة دايما ـ دائما ـ على الدورين دور الضحية والجلاد، دور المُغتصب والمغتَصب، وعلى طريقة يوم لكم ويوم عليكم، حتى ان بعضها كان ناصحا للمحققين الامريكان بتبني تلك الاساليب لانتزاع اكبر قدر من المعلومات وباسرع وقت ممكن توفيرا للجهود والخسائر، ونشرا للرعب بين صفوف كل من تسول له نفسه مقاومة النظام الجديد !

المفاجيء لهم هو عدم قدرة الاجهزة الامريكية المختصة على طمطمة الموضوع كله، وايضا رد الفعل الشعبي العراقي الذي تجاوز كل الموانع المفتونة بالطائفية والمناطقية والعنصرية بحيث راح يطالب بالانتقام، اضافة الى احتقاره للدور الدوني للمتعاونين مع الامريكان والذين ظهروا ضمن المشهد وهم يتصرفون تصرف القواد المحترف !

اوباما لا يريد استفزاز الحزب الجمهوري بمزيد من الادانات والانتقادات لادارته السابقة للبيت الابيض والتي راحت بدورها تشن هجوما استباقيا ليوقف اي محاولة لمحاكمتها او محاسبتها كما اعلن ذلك صراحة ديك شيني في بيانه الذي طالب فيه اوباما بعدم التسرع بغلق سجن غوانتنامو ونقل معتقليه الى داخل الحدود الامريكية لان ذلك سيعرض الامن القومي للخطر، واوباما ايضا لا يريد ان يزداد الحنق الشعبي العراقي على جنوده جنود الاحتلال الامريكي في العراق، لتخفيف حدة الخسائر بين صفوفهم، وعليه فان اوباما لا يفكر بغير مصلحته ومصلحة جنوده عندما اخفى الصور عن عيون القانونيين والاعلاميين والراي العام الامريكي والعالمي !

كل هذا بكفة والمدعون بانهم يبنون عراقا ديمقراطيا بكفة اخرى، فهؤلاء يضعون رؤوسهم بالرمال كانعام حتى لا يروا حقيقة ما يصنعون، انهم يكابرون حتى على الواقع، متناسين ان نهج الفساد الطائفي والعنصري الذي يتغذون عليه لا يمكن ان ينتج غير مجتمع معذب مقسم تسوده شريعة الغاب!

اتسائل هنا لو استطاع المنتقمون من ضحايا التعذيب في العراق اختطاف واحدة او واحد من ابناء او بنات زعامات احزاب العملية السياسية وصوروهم وهم يغتصبون، ثم يطالبون اولياء الامور بفدية لاطلاق سراحهم فماذا سيفعل او يقول زاعموا الزعامة هؤلاء، ماذا سيفعل هؤلاء لو اختطفوا هم انفسهم وعذبوا واغتصبوا وتم تصويرهم ثم اطلق سراحهم، وارسلت الصور الى كل وسائل الاعلام بما فيها الانترنيت ؟

نسأل احمد الجلبي ابو ابنته، نسأل ابو اسراء، وابو قباد، وعمار، وابو سرور وابو داوود ووو

ماذا سيفعلون لو جرى على بناتهم او اولادهم او عليهم انفسهم ما جرى على سجناء وسجينات ابو غريب والكاظمية ماذا سينادون على اطفال بناتهم من الاغتصاب ؟؟

ان الفضح وحده هو الكفيل القوي للدفع باتجاه القصاص العادل من المجرمين الامريكان وعملائهم من العراقيين، وهذا يتطلب من كل الضحايا رفع اصواتهم وتعرية الحقيقة مهما كانت مؤلمة، والعار كل العار سيلاحق الجلادين وليس الضحايا الذين يتوجب احتضانهم والتخفيف عنهم ومعالجتهم، وليس التنكر لهم، علينا ان ننصف الضحايا رجالا كانوا او نساء، فليس عليهم جميعا اي ذنب شرعي او اخلاقي او قانوني، ومهما كان نوع الهتك الذي اصابهم، علينا ان لا نجلدهم او ندعهم يجلدون ذواتهم ان كرامتهم المهدورة هي جريمة لا تغتفر بحق الانسانية ومن الشرف اعادة اعتبارهم بمحاسبة الجناة وقطع دابر التعذيب وكل اساليبه ومعالجة الضحايا وتوفير حياة كريمة لهم، لقد كانوا اسرى عزل قد اجرمت الوحوش بحقهم، وهم بلا حول ولا قوة !