د. عادل سمارة
(نشرة “كنعان” الالكترونية ـ السنة التاسعة ـ العدد 1944)
ملاحظة أولى
لو افترضنا أن النضال الفلسطيني بدأ عام 1948 لكان لنا تقسيم مراحل النضال إلى ثلاثة:
1) ما بين 1948-1973 هي حقبة انتقلت فيها الأنظمة القطرية الكمبرادورية من المشاركة الشكلية في النضال القومي إلى الخروج من النضال. طبعاً أنا قومي عروبي وماركسي معاً.
2) ما بين 1973 وحتى 1978 وأوسلو ووادي عربه خرجت حركات وأحزاب سياسية كثيرة من النضال القومي والوطني والطبقي بالطبع. وفي هذه الفترة سمح الاحتلال لمنظمة التحرير بالعودة (ليس لكل شخص) وليس للشعب الفلسطيني.
3) أما بعد أوسلو، فقد أصبح الاشتباك على ابواب الشعب العربي كي يُطبًّع ويستدخل الهزيمة. والمعركة دائرة مجسدة في هجمة من قوى العدو الخارجية والداخلية. واشتدت الهجمة بعد انتصارات المقاومة في لبنان وغزة والعراق والصومال حيث بدأ الشعبي يثبت قدرته على الانتصار بالاختلاف عن الرسمي الذي احترف الهزيمة هو ومثقفوه دون اشتباك. فالهجمة هي على وعي وثقافة الطبقات الشعبية كي يُنزع منها العمق القومي والاستعداد الكفاحي وعلى المقاومة كي تنتحر بسلاحها.
ملاحظة ثانية
من هنا اصبح تحديد التطبيع ومتابعة المطبعين واجبا وطنيا وقوميا وطبقياً. وإذا كان اشتباك التطبيع يدور الآن في رام الله بمفارز ثورية صغيرة، مقابل فيالق المال والفساد والتطبيع والتجارة والصحف الصفراء والفضائيات، فإن هذا الصدام بدأ في مصر منذ 1978 وما زال[1].
وأود التذكير بأن صدام لندن 1987، والذي شارك فيه محمود درويش، ورجاء النقاش وبلال الحسن (مع التاكيد أن السيد بلال تدارك الأمر لاحقا ومنْ منا لا يخطىء) وإميل حبيبي، ضد ناجي العلي ووقف محمد الأسعد وأنا مع ناجي. إن هذا النقاش انتهى باغتيال ناجي وتهديدي من أناس يُرزقون، ولا أعتبرهم احياءً. ونصحني من هو قريب منهم ومني أن أقطع الدراسة وأعود للأرض المحتلة، فربما أُقتل هناك أفضل، وفعلت. ولا أريد أن ازيد هنا!!!!! وما كتبته هناك ما زال معي. ولم يتغير موقفي من التطبيع وأهله، لذا هناك من لا يتابع التطبيع إلا إذا أصابه النقد! لا ايها السيد، نحن حراس البوابة الفقراء، ولكن حراساً على الوطن والفقراء ليس على المطبعين، ولا على أوسلو، ولا على وظائف بدون دوام، ولا على الشركات المختلطة مع العدو… ولا على عزف برنباوم حتى ولو لتجميل الدم الذي ينزف فقداسته تكفي!. ومن المحرج أن أمدح نفسي بانني دفعت ثمن مواقفي، وما زلت، ولكنني بذلك سعيد. لم أقبض، لم أفسد، لم أطأطىء لوظيفة، واقمت مزرعة دواجن لثلاثين عاماً وكنت أنا البناء والعامل والمسوق، لكنني بقيت أتابع التطبيع.
قد يوافقني البعض وقد يرفض، لكنني احدد التطبيع بما يلي:
□ أي اعتراف بالكيان الصهيوني الإشكنازي هو تطبيع سواء بالكتابة أو اللفظ أو التموُّل أو الاستضافة…الخ.
□ أي قدوم على الجسور بخاتم سلطات الاحتلال هو اعتراف بالكيان، وقد كتبتها مرات، والقدوم بتصريح زيارة هو من قوات الاحتلال ايضاً وبخاتمهم. ومن لديه في هذا جدالاً، فليرينا تصريح واحد أتى بقرار فلسطيني لأقيم له تمثالاً! لم يأت بلا تصريح سوى الدوريات الفدائية فمنهم من استشهد ومنهم من يقضي أحكاماً أطول من عمر نوح ومن أنهى حكمه، وأُبعد. وليقل لي التطبيعيون لماذا لم يعطه الاحتلال هوية!!!. باختصار، الاحتلال هو الذي يسمح لمن يحضر ويمنع من لا يحضر، ولذا فقبول شرط الاحتلال هو تطبيع.
ولكن هناك فئتان من الناس:
□ المواطن العادي الذي لو عاد لا يشكل ضربة معنوية للثقافة والوطنية الفسطينية.
□ وهناك من يُعتبر بدرجة أو أخرى “رمزا” هذا يجب أن لا ياتي لأن مجيئه يشكل طعنة لوعي الجيل الشاب.
هذا في حالة الفلسطيني، أما العربي فلا معنى لمجيئه، وهذا ما حدده الإخوة والرفاق في مصر وبقي ثابتاً، توافق عليه الماركسيون سمير امين مثلا وصولا إلى البابا شنوده. وهذان مثالان لبطل في الفكر وآخر في الدين. أليس البابا شنودة عملاقا مقارنة مع طنطاوي الذي صافح بيرس وزعم أنه لا يعرفه…الله يخرب بيتك فضحتنا! وما بالك بمفتي السعودية الذي حلل قتل الشيعة. تصوروا، أن يقوم غبي بقتل سيد المقاومة حسن نصر الله!!!
يزعم البعض أن سماح الاحتلال لعشرات الآلاف بدخول الضفة والقطاع هو مكسب وطني. لا، هو مكسب إنساني لأفراد عاديين. مثل جمع الشمل وغيره، لأن الاحتلال هو “عبقري” الخطر الديمغرافي (أنظر كتابي الاقتصاد السياسي للصهيونية، فصل : استجلاب شراء المستعمِرين ، مستوطنة لا تمتلىء 2008)، وانظر كتابات أرنون سوفير العنصري الذي يحصي كل صباح كم مولود فلسطيني قدم إلى الحياة. فعشرات الآلاف لا يغيرون في الميزان.
هناك من يزعم أنه يأتي ليرى فلسطين. شكراً، نحن فيها وممنوعون من رؤيتها.
أحرام على بلابله الدوح حلال للطير من كل جنسِ
(شوقي)
تُرى اليس من حق اي عربي أن يشتاق إلى فلسطين؟ إذن فليأت كل العرب إلى هنا ليزورا ويصبح الكيان قطرا عربياً وتنتهي القضية.
وحتى على الصعيد العالمي، فالتطبيع مع الأنظمة الرسمية للمركز هو تطبيع وعمالة ايضاً. فالأنظمة التي تعترف بالكيان من بنائه وحتى حمايته والحرب نيابة عنه، يجب اعتبار شراء منتجاتها، أو العمل في مؤسساتها، أو حضور حفلاتها (الثقافية أو السياسية) هو تطبيع. ما الفرق بين تعاطي الكوكا كولا وبين شراء حلوى “عيليت” الصهيونية؟
ملاحظة ثالثة
تتزاحم هذه الأيام قضايا كثيرة في الأرض المحتلة. الأرض التي يختلط فيها العديد من الأمور، إلى درجة اختلاط الألوان، وفوضى المواقف والأفكار مما يقود إلى تجهيل شامل، وبالتالي إبدال الوجوه بالأقنعة، لدرجة أن البعض يرسم وجهه على قفاه ولا يحجل. على أن ما يجعل كل هذا ممكناً هو انهيار السقف النضالي ووصول الحال الفلسطينية إلى “عبقرية” التشكي والتموُّل والتي تنتهي بناقلة للتطبيع. أما والحال هكذا، فلا غرابة أن تختلط المرجعيات فتضيع المرجعية الوطنية والعقيدية بين مرجعيات عديدة ومعادية، لدرجة تصبح معها سهرة فنية أجمل من وطن، وقراءة قصيدة أغلى من أمة.
إن تسمية تطبيع لما يدور لا تؤدي المعنى الفكري والسياسي لما يحدث، حين نجد أن التمويل الأجنبي (من تمويل آت من الدول إلى تمويل من منظمات الأنجزة، إلى تمويلات فردية!!![2]) مخصص للاعتراف بالكيان الصهيوني الإشكنازي، اي هو ثمن وطن. وأعتقد أن “استدخال الهزيمة Internalization of Defeat“ هو تعبير أكثر عمقاً من التطبيع. لكن ما درج درج.
واستدخال الهزيمة يبدأ بالمداورة وينتهي بالمفاخرة. والمداورة تبدأ سياسياً بجدل مثل “حين نحرر الوطن لهم حق في دولة، هم قومية، هم أمة، لهم حق تقرير المصير”. ومعظم هذه الشعارات آتية من قراءات جاهلة للنظريات الماركسية. وهي مداورات تنتهي إلى، رمينا نحن في الصحراء. أما ثمن هذه المداورات فيكون إدارة مكتب أنجزة هنا أو هناك، وافتتاح مؤسسة ثقافية أو فنية أو منتدى أو مؤسسة مسرحية، أو كتابة مقال أو بحث، ناهيك عن التقارير السرية التي تدر “لبناً وعسلاً” أو إقامة دار نشر باموال الشعب تملك قرابة المليار من الدولارات. وتلحق بهذا تقديم فروض العرفان للممولين بحضور الاحتفال بيوم “الاستقلال الأميركي” أو “جلوس ملكة بريطانيا”…الخ. ويتم إنتاج تبريرات لهذه ولغيرها بأن علينا أن نبدو أمام العالم “حضاريين، وإنسانيين” كي نكسب الرأي العام العالمي! وذلك في عجز عن فهم الفارق المتسع بين الرأي العام الرسمي الذي هو عدو معلن، والشعبي الذي بدأ يتطور ولكن دونما فعالية بعد.
ويؤدي هبوط السقف النضالي، وتزايد الاعتماد على الدعم الأجنبي، وهو في غالبيته الساحقة معادٍ، إلى انتقال استدخال الهزيمة إلى المفاخرة، فتخرج اصوات تشجب العمليات الاستشهادية، وتنادي بالاعتراف بالكيان علانية وتعترف به، ويصبح العمل في مؤسسات الأنجزة حالة تقدمية في التعاطي مع روح العصر، وتقديم التقارير البحثية/الإخبارية للقنصليات الأجنبية إبداعاً أكاديمياً. وضمن هذا كله يتم الحوار والتنسيق والعمل المشترك مع مؤسسات وشخوص يهود صهاينة أمراً عادياً.
هل نسمي المرور بهذه السلسلة من المظاهر، تطبيعاً أم استدخال هزيمة، أم نعطيها اسماً مركَّباً؟
ليس هذا مقام البحث المعمق تاريخياً، ولكن المداورة للاعتراف بالكيان بدأت من اليسار، حتى قبل أنظمة الكمبرادور العربي، وكان شعار “السلطة الوطنية” منذ أوائل السبعينات هو حصان طروادة، (وهنا اشهد: لقد خُدعت أنا بالجبهة الديمقراطية التي طرحت ذلك، ولذا خرجت منها وطاردتني تهم وشتائم اقذع مما كتبه الشاعر نصرالله زائر رام الله، وكم ضحكت حين عيَّرني أحد المحققين أثناء الاعتقال في مخابرات الكيان برام الله 1978 -1979 حيث ذكر لي ذلك، إن كل المنظمات الفلسطينية لا تحبك! قلت غير صحيح، القيادات لا تحبني أما المواطنين فيعشقونني رجال ونساء. ما اجمل أن تضحك وأنت بين مخالبهم. وتتالت التخريجات والفتاوى إلى أن اصبح الاعتراف مفخرة وإبداعاً فلسطينياً[3]. أما العدو فلم يتزحزح قيد أُنملة، بل زاد بالمطالبة بدولة يهودية خالصة، وقد يصل الأمر إلى كنس العرب من الوطن الكبير نفسه!
ملاحظة رابعة ب: برنباوم وإبراهيم وحوارييهما هذا ليس ردَّاً
ربما هذه المرة الأولى التي يُثار فيها موضوع التطبيع في الأرض المحتلة بهذا الاتساع. كانت البداية خلافاً داخل مجلس بلدية رام الله حول سماح مجلس بلدية رام الله لفرقة فنية تطبيعية (يهود وعرب) اسسها برنباوم باستخدام (لم يُبتُّ فيه بعد) للقصر الثقافي برام الله بالتعاون مع مؤسسة قطان. والخلاف قام على حقيقة تأييد برنباوم للمذبحة الصهيونية على أهلنا في غزة. وبرنباوم هو عازف يهودي من اصل أرجنتيني وحامل الجنسية الإسرائيلية، وجواز سفر فخري من سلطة الحكم الذاتي الفلسطينية.
وقد انتقل الخلاف إلى الشارع الفلسطيني ودخلت فيه جبهة المثقفين والقوى الوطنية ولم يتوقف تفاعل الأمر.
كما كتبت حول هذا الأمر إضافة إلى مقال نقدي ضد الشاعر إبراهيم نصر الله الذي جاء لزيارة الأرض المحتلة من خلال مؤسسات الاحتلال. (هناك فلسطينيون خارج الأرض المحتلة لهم وظائف ورواتب من سلطة الحكم الذاتي، ويُقال، ولسنا متأكدين، أن الشاعر إبراهيم نصر الله من بينهم محسوب على وزارة الثقافة. إن صح هذا أليس هذا فساداً!). المهم أن نصر الله غطس في شتائم أضحكتني ومنها شتائم بليغة حيث وصفني ب “القناص” وأنا اقول له أليس خسارة أن يوظف هذا المستوى الفني في التطبيع[4]؟
وقد رد بعضهم من وزارة الثقافة على مقالتي، وبدوري لن أرد. فالأمر واضح وليس مجال “حوار” ولأن “كنعان” حريصة على أن يطَّلع قرائها ومختلف القراء على الحقائق، ولكي تنقل الخلاف حول التطبيع إلى الناس، (كي لا يظل دُوْلةً بين المثقفين- مع الاعتذار لتحريف الآية الكريمة)، حرصت على إعادة نشر المقالين المضادين لي ومقال نصر الله. والتي بقدر ما دفعتني للضحك، أوصلتني لقناعة كيف أن كثيرين يرون أنفسهم القاعدة ليس الوطن. لذا، سأواصل تعرية هؤلاء ولكن بالتقسيط. لماذا؟ لكي يتذكرهم الناس دوماً، وليظلوا طرداء للفقراء واللاجئين. لست في موقع دفاع، أنا أدافع عن شعبي، ربما أُخطىء، ولكن يغفر لي أنني للناس. ودفاعي وطني قومي طبقي. نعم بالتقسيط ليبقى المطبعون والتطبيع مصلوبين ولن يترجلوا (رحم الله اسماء ابنة ابي بكر فالقول لها)، لأنهم ليسوا فرساناً، فالمطبع مأجور أو مرتزق. وإذا كنت مخطئاً فليتذكرني الفقراء دوماً ويلعنونني.
كما أن غرض “كنعان” هو ايضاً إعطاء القارىء فرصة ليرى كيف يتم لوي أعناق الحقائق بحيث يبدو التطبيع “نضالاً”. ألم يعرضوا لنا اوسلو كحدث تاريخي! فاين نحن الآن؟ لن نزيد أو ننقص من المقالات، لكن كان على الصحف المحلية وشبكات الانترنيت التي نشرت المقالات المشار إليها اعلاه أن تقدم تعريفاً بمن كتبوها كي لا يبدو أن الإثنين الآخرين استخدما اسماء مستعارة: فعمر الغول هو كما نعلم يساري سابق في الجبهة الشعبية، (إلا إذا نفى ذلك)، وأصبح موظفاً في وزارة الثقافة وكان حتى قبل اشهر مستشاراً سياسياً لرئيس وزراء الحكم الذاتي سلام فياض برتبة وزير. ومهند عبد الحميد يساري سابق من حزب العمال الشيوعي ولاحقاً في حركة فدا (إلا إذا ما زال)، وهو مدير عام في وزارة الثقافة الفلسطينية، ويعمل مع عدد من منظمات الأنجزة.
لماذا أذكر مصادر دخل نصر الله كمدير عام بالمراسلة (لست متأكداً) وأتمنى أن لا يكون كذلك[5]، والآخرين، لأنني أؤمن بمبدأ: قل لي كيف تعيش أفهم ما هي قناعاتك واسباب انتمائك! وسر غضبتك المضرية!
سأتابع في حلقة الغد ملاحظاتي في التطبيع وفي موضوع متصل، توحيد “اليسار” .
_
[1] احتجت سيدة فلسطينية محترمة ، تعارضني دوماً، وأُكن لها الود، على ما كتبته عن إدوارد سعيد واساتذة في جامعة بيرزيت، فكتبت لها مقارنة في التطبيع بين الأرض المحتلة ومصر، بأن مصر تشكيلة اجتماعية اقتصادية مكتملة، انتاجيا وثقافيا واجتماعيا وطبقياً وسياسياً ولذا، فإن هذا التماسك وتلك الأصالة جعلتها صامدة ضد التطبيع لأن معظمها فقراء، أما نحن فلسنا سوى “شُقف” مجتمع، شقف تشكيلة، لذا مخترقين بالأنجزة والتطبيع ونفتخر.
[2] أثناء اعتصام قبل عدة سنوات أمام “قاعدة” تطبيعية قال لنا أحد أعضاء مجلس أمنائها ، إن تمويل هذه المؤسسة هو من أرملة مليونيرة فرنسية لكنها اشترطت أن تضم إسرائيلييين ومحليين!!! بديع كم هي طيبة هذه السيدة!
[3] لو يسأل الذين يُحاضرون ويقرؤون الشعر في مؤسسات ثقافية محلية كم مرة دخلها الساسة والمثقفون الصهاينة وحظوا بضيافة هائلة ما بين 1994-2000، وحتى قبل 1994، ومن أراد فليرجع لكتابي مثقفون في خدمة الآخر! وكتابي منظمات غير حكومية أم قواعد للآخر. لم يبق بين الطرفين إلا المصاهرة. إن الذين استضافوا شمعون بيرس ويوسي بيلين و أ.ب يهوشع وغيرهم هم الذين باسم الوطن استضافوا ابراهيم نصر الله. المشكلة في أن من يقول الحق ويصدق قلة نادرة. هناك مؤسسات قص هؤلاء الصهاينة شريط افتتاحها.
[4] أحضرت لي صديقة محترمة مقالة ابراهيم نصر الله صباح يوم 2 تموز 2009، وبعد ساعة سألتني هل قرأتها؟ قلت لا. كانت هي منفعلة ومستتاءة. قالت لماذا، قلت لست في عجلة من أمري، وأنا أعرف ماذا سيكتب هؤلاء. أنا ادافع عن وطن وأمة وطبقة وهم عن شخوصهم ورواتبهم وأملاكهم ومكتبتهم ومطابعهم ومطابخهم بالطبع، قلت لها حتى الآن لم أقرأ المقالتين اللتين كتبهما آخران ضدي. تذكرت ما كتبه المرحوم محمود درويش ضدي اثناء الهجوم على الرفيق الشهيد الحقيقي ناجي العلي. كان محمود مستاءاً من وقوفي إلى جانب ناجي. كتب محمود في الاتحاد الطبيانية والأهرام المصرية: “من يحسدون المبدعين كمن يستمني أمام امه”!!
[5] لا أتمنى ذلك، لأنني لا أكرهه، أنا أكتب ضد هؤلاء كحالات وليس كافراد. لذا، لم أتردد في نقد سلوكه التطبيعي رغم أنه كان أهداني روايته الأخيرة، زمن الخيول البيضاء. ايها السيد، إن التطبيع هو “زمن الرايات البيضاء”.