مراسلات أحمد حسين ود. عدنان الظاهر

(نشرة “كنعان” الالكترونية ـ السنة التاسعة ـ العدد 1976)

الأخ الكاتب الكبير والرجل الأكبر الأستاذ أحمد حُسين المحترم

مقالتكم في ” كنعان أونلاين ” في عدد يوم 29.07.2009

لا أُطريك رجلاً فذاً ولا أمدحك كاتباً كبير القدرة على الكتابة مالكاً لكافة أدواتها ووسائلها التعبيرية لا أطريك ولا أمدحك لأنك الأكبر من كل إطراء أو مديح وأنا المتابع لسجالاتك الرائعة مع الأستاذ عادل سمارة .

رأيت اليوم أنْ أكتب لك تعليقين أو خاطرتين وجدت نفسي أنْ لا مُناص من الكتابة إليك بشأنيهما تتعلقان بكلمتك المنشورة في عدد كنعان لهذا اليوم :

1ـ

بلقيس ! هل هي أم العرب ؟

لا يا عزيزي ، ما كانت ولن تكون . يسميها الأثيوبيون الأحباش [[ كنداكة ]] ويقولون عنها إنها حبشية حكمت بلاد سبأ يومَ أنْ كانت اليمن بعض ممتلكات الحبشة . ثم إنها تهوّدت وعاشرت سليمان وأنجبت منه ما يُسمى (( أسد يهوذا أو يهودا )) وهذا الأسد كان مرسوماً على عَلَم الحبشة الوطني أيام حكم الأمبراطور هيلاسيلاسي إذا تتذكر . قصة زيارتها لأورشليم معروفة ومفصّلة جيداً في قرآننا كما تعلمون جنابكم . كما تعرفون دور [[ السفير فخامة السيد الهدهد ]]

الذي قام بنقل الأخبار وسيطاً أو شرطيَ أمنٍ ومخابرات متنقلاً بين بلاد سبأ وأرض كنعان بفضل جناحيه .

2ـ

قلتَ في مقالتك إياها إنَّ {{ المستوطنات هي الإشكال التأريخي الوحيد بين الشعب الفلسطيني وإسرائيل }} !!فهل هذا صحيح أو يُمكن أن يَصُحَّ ؟

أرى أنَّ الإشكال التاريخي هو بين فلسطين وشعبها من جهة وإسرائيل الدولة من الجهة الأخرى … أما المستوطنات فإنها جزءٌ من المشكلة أو الإشكالية العامة الأكثر حساسية وخطورة : فلسطين الدولة ذات الحدود والسيادة والعلم الوطني وحرمة الأجواء والتراب والمياة الإقليمية . فما رأيكم أستاذنا العزيز الحبيب ؟

تحيتي لكنعان الذي أتابعه يوماً بيوم وأستمد منه العديد من عناصر ثقافتي ومعرفتي ومتابعاتي السياسية فإنه لنعم الموقع الهادف القوي بأقلام كتّابه المعروفين أخصُّ بالذكر منهم عادل سمارة وجمال محمد تقي وعبد اللطيف المهنا وآخرين يعرفهم قرّاء الموقع

أخيراً ، كتبتَ ، سهواً بالطبع ، كلمة التبرُء بشكل “” التبريء “” وهذا خطأ يا عزيزي كما قد تعلم .

دكتور عدنان الظاهر

المانيا

30 .07. 2009

(***)

أخي العزيز د. عدنان الضاهر

شرفتني رسالتك وأسعدتني كثيرا . وهي شهادة لك بالنبل وانشغالك بالهم الوطني وبالنزاهة وصدق الإلتزام .

أخي!

وردت ملاحظات في رسالتك أشكرك عليها من كل قلبي . فقد نبهتني إلى أهمية الوضوح في الأمور الحساسة . وهو ما افتقر إليه أحيانا وهو أحد عيوب الكتابة . بلقيس وزليخة وابنة شعيب هن في نظري رموز توراتية موظفة في تدنيء الآخر وإظهار تفوق العنصر اليهودي . وكل واحدة ممن ذكرت تمثل نقص الكرامة الإنسانية ورموزية الإستلاب في الإعجاب المجاني بالآخر . ولا أظن أن بلقيس تختلف تختلف في بنيتها الرمزية الرديئة عن أي حكم عربي . لذلك حملتهم على أمومتها الرمزية وليس السلالية.

أما بالنسبة للمستوطنات فأنا أسخر من الواقع الوطني الفلسطيني الذي جعل من قضية الوطن صراعا على مستوطنات ونسي حيفا ويافا والناصرة وقرى الروحة والجليل . انا ممن لا يؤمنون بفلسطين أو بأي وطن ينقص أصبعا . وهذا هو مصدر حزني وإحباطي الحالي وخلافي مع وعي الشعب الفلسطيني . أما بالنسبة للخطأ الكتابي فلعلك تغفر لي ذلك لأن السهو جزء من تجربة الكتابة . أكرر لك شكري واعتزازي وسعادتي برأيك .

واسلم لأخيك

أحمد حسين