موفق محادين
(نشرة “كنعان” الالكترونية ـ السنة التاسعة ـ العدد 1985)
قال السيد محمود عباس رئيس الحكم الذاتي في رام الله “حسب اتفاقية أسلو” والسلطة الوطنية الفلسطينية “حسب الخطاب الرسمي”، قال أشياء كثيرة وكذلك أكثر من متحدث وصولا إلى الوثيقة السياسية خلال مؤتمر بيت لحم الأخير مما اقتضى هذا التوضيح الذي سبق ونشرت محطات عديدة منه في كتاب صادر عن مركز الدراسات الفلسطينية في دمشق التابع لحركة فتح، وكان بعنوان “العلاقات الأردنية – الفلسطينية من كونفدرالية بيل 1937 إلى كونفدرالية بيريز المقترحة” ومن هذه التوضيحات: 1- ليس صحيحا انه لا حركة فتح ولا منظمة التحرير الفلسطينية قد تأسستا خارج العواصم العربية وكذلك اعتبار المنظمة ممثلا شرعيا وحيدا للفلسطينيين.
فكما تأسست المنظمة بقرار من الرئيس جمال عبد الناصر 1964 فقد حظيت فتح بدعم سوري – سعودي منذ اليوم الأول حيث سعت دمشق والرياض – إلى استخدامها كورقة فلسطينية ضد ورقة عبد الناصر في القاهرة. فقد كان البعث في تنافس مع عبد الناصر وخاصة بعد الانفصال والصراع معه على سورية والعراق في انقلابات 1963 كما كانت الرياض في صراع مع عبد الناصر على المنطقة عموما واليمن خصوصا..
وليس بلا معنى أن حلقات فتح الأولى تأسست في السعودية والكويت وقطر كما ان العملية الأولى تمت بالتنسيق مع الأجهزة السورية.. وليس بلا معنى انه بعد حزيران 1967 والمصالحة العربية وخاصة مصر والسعودية تم اختيار ياسر عرفات رئيس فتح رئيسا للمنظمة.
2- يعرف القاصي والداني انه كما أن العرب هم الذين وقفوا وراء تأسيس منظمة التحرير وليس الفلسطينيين فهم الذين وقفوا وراء قرار اعتبار المنظمة ممثلا شرعيا وحيدا للشعب الفلسطيني، وكان ذلك في قمة الرباط 1974 والتي أعقبت حرب تشرين العربية – الإسرائيلية 1973 ولم يكن صاحب هذا الاقتراح لا الرئيس السوري ولا المصري بل ملك المغرب، الحسن الثاني والذي تنسب له أول اللقاءات العربية- الإسرائيلية.
3- إذا كانت محاولة اغتيال الدبلوماسي الصهيوني في لندن على أيدي جماعات صبري البنا “فتح – المجلس الثوري” هي الذريعة التي استخدمها العدو لشن عدوانه على لبنان والمقاومة الفلسطينية 1982 فقد تم ذلك في إطار أوسع وهو الرفض الشعبي والعربي وتيار المعارضة في حركة فتح لمبادرة قمة فاس الأولى التي طرحها الأمير فهد قبل أن يصبح ملكا، والتي قبلت بعد العدوان في قمة فاس الثانية وشكلت الإطار العام لسياسات ما عرف بالمعتدين في حركة فتح والذين كانوا مقربين من خط القاهرة بعد كامب ديفيد والتي انتهت عمليا في اتفاقيات أسلو..
4- قد لا يعرف البعض أيضا أن الكادر الرئيسي الذي أسس حركة فتح كان من جماعة الإخوان المسلمين كما هو حال حماس اليوم.
5- إضافة إلى أن قضية فلسطين هي قضية عربية بامتياز فان العرب الذين أسسوا المنظمة وعرفوها على العالم عن طريق علاقة عبد الناصر مع موسكو قدموا عشرات الآلاف من الشهداء في حروبهم المختلفة مع العدو.. إضافة لخمسين ألف شهيد وجريح وأسير فلسطيني على الأقل فقد قدم العرب أيضا ما لا يقل عن نصف مليون شهيد وجريح وأسير في هذه الحروب.
6- إن فلسطين قضية تحرر وطني وقومي وليس قضية سلطة سياسية وبالتالي فان المقاومة المسلحة ليست خيارا ثانويا بل الخيار الأساسي بل الوحيد.