د. ثائر دوري
(نشرة “كنعان” الالكترونية ـ السنة التاسعة ـ العدد 2026 )
لفرط ما فكرت بأحوال الثقافة والمثقفين في الوطن العربي تولدت لدي قناعة ثابتة مفادها أن هناك جهاز كبير في مكان سري يقع بين أمريكا الشمالية وأوربا الغربية، جهاز يشبه الريموت كونترول يحرك بكبسة زر كتل المثقفين، أو بالعكس يوقفهم مكانهم بكبسة من طبيعة أخرى، وبثالثة يحول مسارهم. وهكذا دواليك. ولفرط ما سيطرت عليّ هذه الفكرة بت أخشى أن أكون مصاباً بالفصام، وأن جهاز التحكم الضخم هذا، الذي يحرك كتلاً كبيرة من المثقفين تتوزع على مساحة جغرافية تمتد من المحيط إلى الخليج يضاف إليهم الموجودون في المنافي الأوربية والأمريكية. أن جهاز التحكم هذا غير موجود إلا في مخيلتي، لكنّي طبيب وأعرف أعراض الفصام الأخرى وأجزم بثقة أني لست مصابا منها شيئاً، وبالتالي ففكرة الريموت كونترول الضخم التي تحرك المثقفين ليست هلوسة، بل هي حقيقة واقعة، وقد وقعت أحداث كثيرة، وأخرى ستقع تثبت وجود هذا الجهاز، ولا بد أنه موجود في مكان ما من كوكب الأرض يقع بين أوربا الغربية وأمريكا الشمالية، وأجزم أيضاً أن علماء الآثار سيكتشفون بقاياه بعد خمسين أو مائة عام خاصة وذلك بعد أن تفرج استخبارات وحكومات الدول الغربية عن وثائقها الخاصة بهذه المنطقة، مثلما اكتشفت البريطانية فرانسيس ستونر سوندرز مؤلفة “كتاب الحرب الباردة الثقافية” أنه كان هناك جهاز آخر مكانه وكالة الاستخبارات الأمريكية يدير كتلاً كبيرة من المثقفين بطريقة معقدة ليلعبوا أدواراً مختلفة ضد الدول الاشتراكية والاتحاد السوفياتي!
ولمزيد من لتوضيح فأنا لا أعتبر الممارسات الفاسدة المنتشرة بين المثقفين العرب وفي الصحافة العربية من نمط أن ينشر شاعر يعمل في صحيفة “س” مدائح عن شاعر آخر يعمل في جريدة (ق )، فيرد له الأخير الجميل عبر نشر دراسات تمدحه تطبيقاً للمثل الشعبي “حكلي لحلك”، أو حسب ديدن مجموعة بشرية تدين بعضها شهادات الزور. كما أني لا أتكلم عن الصبية التي باعت جسدها كي ينشر لها الناشر روايتها، ثم أغوت مسؤول الصفحة الثقافية في إحدى الجرائد كي ينشر مقالاً عن روايتها كتبه معجب بجسدها ينتظر دوره. ولا أتكلم أيضاً عن دور النشر التي تفرغت لنشر روايات لنسوة، روايات تضم خلطة من الجنس والعنف بتمويل غربي بعضه معلن وبعضه سري. فكل تلك الممارسات الفاسدة وما شابهها وما دنا منها صارت بمقاييس هذه الأيام فساداً صغيراً لا قيمة له. صارت من الموبقات الصغيرة التي لم يعد أحد يأبه لها لفرط ما تكسرت النصال على النصال في جسد هذه الأمة.
ما أتكلم عنه شيء أكثر تعقيداً ويحتاج لشرح أكبر، فأنا أعتقد بوجود جهاز سيطرة وتحكم مع غرفة عمليات كما هو الحال عند الجيوش في المعارك، فجهاز السيطرة والتحكم هذا يسيطر على الحالة الثقافية العربية بشكل تام، فيفتح جبهة هنا ويغلق أخرى هناك، وينقل فيلقاً أو فرقة من المثقفين من إحدى الجبهات إلى الأخرى، وجهاز التحكم والسيطرة الخفي هذا هو من يحدد قيمة الأشياء، فيعلي من شأن روائي أو شاعر وبالعكس يخفض من شأن آخر، ويسلط الأضواء على تلك الزاوية أو بالعكس تحجبها، كما أنه يحدد المواضيع التي على الكتاب تناولها، والتي على الناشطين المجتمعيين والسياسيين الاهتمام بها، فالكتابة عن الجنس هذه الأيام مرغوبة وإذا كان جنساً شاذا فذلك أفضل ويجب على الكاتب أن يُظهر الجانب الإنساني من شخصية الشاذين والشاذات. كما يجب الحديث كل حين عن قضايا المرأة والاضطهاد التي تتعرض له معزولة عن قضايا الاحتلال في فلسطين ولبنان والعراق، فحرية المرأة يجب أن تقتصر على الحرية الجسدية مما دعا الكاتبة وفاء اسماعيل للتساؤل في إحدى مقالاتها عن المطلوب “جنس آمن أم وطن آمن؟”. وإذا كان الروائي يعيش في الغرب فبإمكانه أن يمشي خطوة إضافية ويضيف شخصية اليهودي الطيب الذي تتمحور حوله أحداث الرواية وقد فعل ذلك عدة كتاب عراقيين يحضرون أنفسهم لنيل الجوائز العالمية. وكل ما سبق يتم بمهارة فائقة وبسرعة وفعالية أكيدة.
قبل عام من الآن اغتيل عضو مكتب سياسي في الحزب الشيوعي العراقي كان يعمل في وزارة ثقافة في حكومة احتلال ضمن حصة الحزب الشيوعي العراقي، الذي قبل باحتلال بلده إذ عاد أفراده مع دبابات الاحتلال كما انخرط بالعملية السياسية الاحتلالية، وعين بول بريمر أمينَه العام عضواً في مجلس الحكم بصفته الطائفية، أي ممثلاً عن الشيعة لا عن الشيوعيين!
قبل مقتل هذا العضو لم أكن قد سمعت بشخصه رغم متابعتي الدقيقة للوضع العراقي (ربما بسبب هامشية موقعه مستشار في وزارة ثقافة وفي بلد محتل ويشهد حروباً متعددة في نفس الوقت، وربما لتقصير مني). ما إن قُتل هذا الشخص حتى انهمرت عشرات بل مئات المقالات التي تمجده وتسبغ عليه الألقاب ليس أقلها لقب مفكر، وخصصت بعض الصحف صفحة كاملة له، وأنتجت فرق مسرحية مسرحيات عنه، بحثت يومها عن نتاجات هذا المفكر فلم أعثر إلا على بضع مقالات لا يتجاوز عددها أصابع اليد الواحدة لا تقدم و لا تؤخر، ولا تفيده في الآخرة بشيء حين سيسأله رب العباد عن الجريمة التي ارتكبها بحق بلده وبحق شعبه بقبوله العودة على دبابات الاحتلال.
منذ اللحظة التي انهمرت فيها المقالات والصفحات والمسرحيات التي تشيد بالراحل وأغلب كتابها لا يعرفونه ولم يسمعوا به من قبل صرت مقتنعاً بوجود ذلك الجهاز الضخم الذي يسيطر على المثقفين وقد كنت قبلاً أشك مجرد شك، فلا بد أن أحدهم كبس على زر الأمر بالكتابة عن الراحل فاستجاب الأعضاء على الفور ودون نقاش لأن سلوك أعضاء هذه الشبكات المرتبطة مع بعضها بخيوط خفية وظاهرة يشبه سلوك شبكات المافيا، فالطاعة عمياء، كما أن بنيتها هرمية فكل طبقة من طبقات الهرم تتلقى الأوامر من الطبقة التي فوقها دون أن تعرف بوجود هذا الجهاز، وحده من يقف على رأس الهرم هو من يكبس الزر. لكن يبقى سؤال بلا إجابة أين يقع مركز التحكم، ومن هو الذي يكبس الأزرار!؟
ربما لم تقتنعوا بما أقول. طيب فسروا لي إذاً الحادثة التالية:
في 7-9 – 2009 كتب السيد بيار أبي صعب مسؤول الصفحة الثقافية في جريدة الأخبار مقالاً في صفحته يدعو السينمائيين العرب إلى مقاطعة مهرجان تورنتو السينمائي الكندي، دعوة لا تحتمل إلا معنى المقاطعة حتى أن عنوان المقال كان ((«مهرجان تورنتو» أيّها العرب انسحبوا!)). وسبب دعوة المقاطعة التي أطلقها السيد بيار تكمن أن هذا المهرجان يحتفي في دورته الراهنة بمدينة تل أبيب “المدينة الشابة، الديناميّة، التي تحتفي بالتنوّع” كما يصفها المهرجان. ويذكر السيد بيار في مقاله أن المخرج الكندي جون غريسون سحب فيلمه احتجاجاً، وكتب أنّه “من غير المقبول أن يستعمل المهرجان الدولي في الدعاية لنظام عنصري”. ثم فنّد بيار حجج السينمائيين العرب الذين لم يقاطعوا المهرجان. يقول:
“لكنّ يسري نصر الله وأحمد عبد الله أصدرا بياناً يعلن لن نترك الساحة لإسرائيل! الحجّة في الحقيقة غير مقنعة. قد يصلح هذا المنطق لتبرير المشاركة العربيّة في مهرجانات دوليّة تستضيف إسرائيليين. لكنّنا أمام حملة عالميّة ضدّ “مهرجان تورنتو” المتورّط في سياسة معادية للعرب، مجافية للعدالة. والشباب يقولون لنا: الاحتجاج يليق بالمثقفين والمبدعين الشجعان في الغرب، فبوسعهم تجشّم هذا العبء. ونحن نشكرهم وندعمهم طبعاً، لكنّنا سنتركهم يخوضون معاركنا، ونحاول الإفادة من فرصة ثمينة “قد لا تتكرّر”. هذه الثنائيّة غير مفهومة، رغم وعينا التام بالمصاعب التي يواجهها السينمائيّون العرب لإيجاد فرصهم في العالم وحتّى في بلادهم. في تورنتو، حيث الأضواء مسلّطة على تل أبيب، لن يقدّموا أنفسهم إلى العالم. إنّهم غطاء مهرجان منحاز لـ”السفّاح الطيّب”، كومبارس في كرنفال خطير، يروّج لإسرائيل معقل الحريّة والانفتاح والإنسانيّة والحضارة”.
إلى هنا والكلام معقول والدعوة يجزى عليها السيد بيار أبي صعب، ولو أن بعض سيئي النية الذين اعتادوا الشك بكل شيء (ونحمد الله أنّا لسنا منهم) يقولون إن اليساريين العرب يوقتون ساعاتهم على توقيت اليسار الغربي مع تأخير خمس أو عشر دقائق للأمان، بمعنى أنهم لا يقدمون على أمر ما ضد الكيان الصهيوني إلا إذا أقدم عليه اليسار الغربي. فلو لم توقع نعومي كلاين على دعوة المقاطعة، ولو لم يقاطع المخرج الكندي لما تبنى السيد بيار الدعوة، بالطبع أنا هنا مجرد ناقل لوجهة النظر هذه ولا أتبناها!
مر يوم 8 أيلول بدون مشاكل ولم يتطرق أحد للأمر. لكن الأمر العجيب، ومن يعش رجباً يرى عجباً (رغم أننا كنا في رمضان). الأمر العجيب أن السيد بيار نفسه كتب مقالا جديداً يلحس به دعوته السابق وذلك في يوم 9 أيلول أي بعد يومين فقط من مقاله الناري السابق، وعنوان المقال الجديد يشي بمضمونه “السينمائيّون العرب في «تورنتو»: “مطلوب الاحتجاج لا المقاطعة” ليقلب بمقاله الجديد موقفه السابق، ولا يكتفي بقلب موقفه بل يفعل ذلك بمواقف نفس الأشخاص الذين استشهد بهم في مقاله الأول قبل يومين، فالمخرج الكندي الذي انسحب واستشهد به في المقال السابق نجده بعد يومين في المقال الجديد لم يدع للمقاطعة (رغم أنه قاطع) ، وكذلك نعومي كلاين، وهنا أشير إلى أن نعومي كلاين صحيح أنها لم تتبن دعوة المقاطعة لكنها كتبت تدين هذا الاحتفاء بتل أبيب وشرحت أن سياسة إسرائيل الجديدة بعد تلطخ سمعتها بالوحل وتزايد الغضب العالمي ضدها بسبب مجازرها في غزة ترتكز على ذكر مستعمرة “سديروت” كلما تكلم أحدهم عن غزة، وعلى التركيز على القواسم المشتركة مع باريس ولندن ونيويورك و تورنتو مثل السينما، والفنون، وحقوق مثليي الجنس، وتنقل عن أرييه ميكيل Arye Mekel نائب المدير العام للشؤون الثقافية لوزارة الخارجية الإسرائيلية قوله لصحيفة نيويورك تايمز “سنرسل الروائيين والكتاب للخارج، وكذلك الفرق المسرحية، والمعارض الفنية والفنانين وبهذه الطريقة يمكننا إظهار إسرائيل بأحسن وجه. وتؤكد الكاتبة استناداً لتصريحات القنصل الإسرائيلي في تورنتو أمير جيسين Amir Gissin أن التواجد “الإسرائيلي الكبير في تورنتو يندرج ضمن هذا السياق”.
الظريف في الأمر أن انقلاب المواقف هذا انتقل إلى أحد القراء الذين يعلقون على المقالات على الشبكة العنكبوتية واسمه مروان عازار، فقد علّق مشيداً بمقال بيار أبي صعب الأول الداعي للمقاطعة، وأدان السينمائيين العرب الذين لم يقاطعوا في حين أن الكندي قاطع. لكنه عاد بعد يومين ليدافع بتعليقاته عن موقف بيار الجديد ويتصدى للذين رصدوا هذا التناقض الصارخ وطلبوا تفسيراً له متهماً إياهم بالغوغائية!!
تفسير هذا الانقلاب قدمه بيار أبي صعب في رده على مقال نجوان درويش المنتقد تبدل المواقف هذا وخضوع بيار “لابتزاز انتهازيي تورنتو من العرب”، وهو بعنوان (( بين “ناطور” تورنتو و”عنب” نجوان درويش ما جدوى المزايدة على السينمائيّين العرب؟)). قال بيار مفسراً:
“نعم، تطوّر موقفي من قضيّة “تورنتو”! انتقلت من قناعة حاسمة بضرورة الانسحاب العربي من المهرجان الكندي، رفضاً لـ«النجوميّة» المشبوهة التي أسبغها على تل أبيب، إلى تفهّم أكبر لخيار السينمائيّين الذين اختاروا البقاء. لقد أخذت بالاعتبار وجهة نظر المعنيين، والتموقع عند الخط الذي رسمه مطلقو “إعلان تورنتو” أنفسهم، أي الاحتجاج من داخل. هؤلاء هم، في نهاية الأمر، مَن يخوض المعركة على الساحة الدوليّة، بفاعليّة يشهد لهم بها..”.
تخيلوا تطور “انقلب” موقفه خلال يوم ونصف في مسألة خطيرة كهذه “المشاركة في نشاط لا يشارك به صهاينة فقط وإنما يحتفي بهم، ويدخل حسب الكاتبة نعومي كلاين ضمن سياسة الصهاينة لغسل أيديهم من دماء أهل غزة، فانتقل من دعوة المقاطعة إلى الاحتجاج فقط خلال يوم ونصف، لكنه لم يفسر لنا كيف تغير موقف السينمائي الكندي (الذي لم يتغير) وموقف نعومي كلاين فقد استشهد بهم كدعاة للمقاطعة، ثم استشهد بهم كدعاة للمشاركة مع الاحتجاج، ولم يشرح لنا كيف تغير أيضاً موقف القاريء مروان عازار خلال يوم و نصف!
في الحقيقة إن ما جرى هو أن بيار أعاد ضبط ساعته على توقيت اليسار الغربي مع ترك مسافة أمان، كما يشرح في بقية مقاله:
“أذكّرك أنّك من طرح السؤال في مقالتك التي فجّرت القضيّة عربيّاً (٣١/ ٨): “هل يستجيب إيليا سليمان ويسري نصر الله لنداء المقاطعة الذي دعت إليه “حملة مقاطعة إسرائيل..”؟ ذهبنا إلى “الحملة” واكتشفنا أنّها لم تدعُ أحداً إلى الانسحاب، ما يغيّر بعض الشيء معطيات الموضوع….”.
فهو إذا يرفض المقاطعة لأن نعومي كلاين لم تقل بها، و كأن نعومي كلاين الكندية هي صاحبة القضية الفلسطينية، انقلاب غريب للأدوار فلو كان الوضع سليماً لكان على نعومي كلاين أن تضبط ساعتها على توقيت بيار أبي صعب لأنه هو صاحب القضية، لا أن يحدث العكس. يبدو أن الخبثاء الذين يقولون بأن اليسار العربي يضبط ساعته على توقيت اليسار الغربي محقون!
وينتقل بيار خطوة إضافية في مهاجمة دعاة المقاطعة، فيُخرج من جعبته التعابير التي كان يستخدمها الليبراليون الجدد بعد احتلال بغداد ولم نعد نسمعها اليوم، فيصف خطاب المقاطعة ودعوة عدم مد اليد للعدو بالديماغوجية، والغوغائية، والعنترية. محتكراً أوصاف الديمقراطية والعقلانية والحوار لنفسه. لنكتشف أن ديمقراطيته المزعومة غلاف سلوفان رقيق جداً، فهذه الديمقراطية تريد أن تحتكر المشهد برمته فلم يكتف السيد بيار بعرض مواقفه (لأنها بالفعل مواقف و ليست موقفاً واحداً، فمن دعوة المقاطعة 7 – 9 إلى دعوة المشاركة والاحتجاج في 9-9، إلى شتم دعاة المقاطعة واتهام خطابهم بالديماغوجيا والعنتريات الفارغة في 14 – 9 ). لم يكتف السيد بييار بعرض مواقفه في متن الصفحة التي يملكها إنما زاحم القراء على الهامش الصغير المخصص لنشر تعليقاتهم، فاحتل هذا الهامش ليتهكم على من انتقدوه وخاصة من وصف خطابه “بالدايت لايت”. و ذاك الذي شكك بأن هذا النقاش برمته مفتعل متهماً إياه بأنه مرتبط بنظام شمولي!
بربكم هل هناك من يغير موقفه إذا كان له موقف بهذه الطريقة من النقيض إلى النقيض خلال أيام، هل يتغير موقف الإنسان من النقيض إلى النقيض في قضايا خطيرة مثل هذه خلال يوم ونصف. أنا لا أملك إلا تفسيراً واحداً يعيدنا إلى حكاية جهاز الريموت الكونترول الذي يدير كل شيء من مكان يقع بين أوربا الغربية وأمريكا الشمالية، فلا بد أن هناك من كبس زراً فسرت السيالة الكهربائية، فانقلب كل شيء. وهذا دليل إضافي على وجود هذه اللوحة التي لابد لعلماء الآثار أن يكتشفوا مكانها بعد خمسين أو مائة عام في مكان ما بين أوربا الغربية وأمريكا الشمالية.