عادل سمارة
(نشرة “كنعان” الالكترونية ـ السنة التاسعة ـ العدد 2109 )
ملاحظة أمنية: بعد وجود محاكم ضد مناهضي التطبيع، كل ما نقوله أدناه منوط بمدى صدقية الخبر المنشور من قبل الصندوق القومي اليهودي. فإذا كان الخبر كاذباً، يكون ما كتبناه غير وارد وتكون المدينة وأهلها براء.
ورد في نشرة World News يوم 1-12-2009، ان الصندوق القومي اليهودي تبرع ب 3000 شجرة لمدينة الروابي التي ستقيمها شركة خاصة شمال رام الله (انظر النص أدناه.
مما يقوله الخبر:
“… في تحرك قد يؤجج حنق المانحين، لَيفتخر الصندوق القومي اليهودي بأحد أهم مشاريعه وهو زراعة 3000 شجرة في منطقة تطوير قرب رام الله…..لا يفصلنا وقت طويل عن الفترة التي كانت تتواجد الصناديق الزرقاء في كل بيت يهودي في أميركا الشمالية حيث كان اللاجئون اليهود في شمال اميركا الناجين من المحرقة النازية يجمعون مبالغ بالبنسات ويعملون لمساعدة دولة اليهود في سنواتها الأولى حيث كانت عرضة لتهديد مستمر من كل الجهات..
أما اليوم فقد تغير الوضع، لم تعد المساعدات تذهب إلى إسرائيل مع انها ما تزال تواجه تهديدات اساسية/وجودية، لكن الدعم يذهب لأعداء دولة إسرائيل، ليزرع اشجارا للسلطة الفلسطينية، وهي الأشجار التي سوف يستخدمها المقيمون الذين يبحثون عن ساتر بعد ان يرموا العربات الإسرائيلية المارة بالحجارة.
مشروع المدينة يكلف 800 مليون دولار معظمها من مصادر فلسطينية وقَطَرية.
لا شك ان المرء يمكن النظر باندهاش الى الموضوع لا سيما أن الفقر والبطالة هي مسائل اساسية في أرض إسرائيل، ومع ذلك فإن الصندوق القومي اليهودي ليفتخر بأن يسلِّم الأموال إلى أعدائنا.”
من يقرأ هذا الخبر يجد بأنه يقرأ إعلاناً سياسياً إيديولوجيا بامتياز.
أولاً:بادئاً ذي بدء، هل الطرف/الشركة الفلسطينية التي تلقت هذا التبرع “السخي” لا تعرف ما هو الصندوق القومي اليهودي حتى دون أن يتفاخر ويخلق لنفسه دعاية هائلة تكلفنا شرفنا القومي والوطني؟ أم أن الشركة تعتبر نفسها في حالة صلح نهائي مع الكيان الصهيوني، تماماً مثل مجلس الأعمال الإسرائيلي الفلسطيني الذي تكون منذ ثلاث سنوات والذي يؤكد أن رجال الأعمال سيعملون معا دون انتظار رجال السياسة[1]؟ هذا وكأن الوطن هو لهاتين الشريحيتين الصغيرتين من المجتمع الفلسطيني! لو أن الصندوق تحدث عن “الجمايل” التي قدمها لهذه الشركة، أو لأصحاب المنازل التي سوف تُشرى، لكان الأمر لا يمس الشعور العام والجمعي، ولا يكوي الذاكرة الشعبية، هذا رغم ان الصندوق المذكور خص شجرة واحدة لكل بيتين لأن البيوت التي ستبنى هي 6000 منزل، وفر تقشفاً في الظل!.
وثانياً: فإن الصندوق القومي اليهودي قد استخدم هذا العمل (الإنساني شكلاً، أو التسامحي او “الفروساتي” بمعنى أن البطل اليهودي شمشون مثلا، عفا عن القزم الفلسطيني وأعطاه هدية علبة حلوى بعد أن تغلب عليه)، إستخدم الصندوق القومي اليهودي هذا المظهر الفروسي من النمط الإقطاعي ليغطي على أكبر جريمة في تاريخ الإنسانية وهي اقتلاع الشعب الفلسطيني. اقتلاع هذا الشعب ليزرع له اشجاراً في وطن هذا الشعب نفسه. أما الكذب فهو واضح من الجملة التي تقول (عملوا على مساعدة دولة اليهود خلال سنيها الأولى). هنا فرض الغموض والمنطقة الرمادية بل الداكنة قصدا، وهو: لماذا اقيمت هذه الدولة متأخرة هكذا؟ طالما أن هناك شعبا يهودياً؟ أليس لأنها اغتصبت الأرض الفلسطينية وجمعت شتات أكثر من مئة امة لتزعم أنهم الشعب اليهودي..
إن افضل آلية لإخفاء الولادة السفاح لهذه الدولة هي تغليف الحديث عنها من المهد إلى اللحد بكرم مالي يُغدق على عدو هذه الدولة (لنلاحظ عدوها وليس ضحيتها)، أنظروا الكرم والبطولة؟ إن ما يُغدَق ليس إلا إنشاً من كفن القتيل،.
ثالثاً: كما تفعل الصهيونية دوماً تنسب الصراع في المنطقة إلى عدوان عربي على الدولة “البريئة”، لذا يعتبرها الصندوق مهددة من مختلف الجهات وذلك لإخفاء اغتصابها لأرض الشعب الفلسطيني. هذا الادعاء مألوف بالطبع، وليس من الجديد الحديث عنه اليوم، إنما الجديد والمثير للحنق، أن يقدم فلسطينيون فرصة سانحة وذهبية للصندوق القومي اليهودي لينشر دعاية خطرة لعدوهم من خلالهم هم أنفسهم.
رابعاً: لو تقدم هذا الصندوق بعد التبرع بطلب شراء منزل في هذه المدينة، هل سيُرفض طلبه؟ وبناء على اي استناد؟ فهو متبرع، ويريد ان يشتري. فهل البيع له حلال! ولو اشترى شقة وحولها إلى مكتب عقاري، مثلا لشركة همنوتا الصهيونية الضالعة في شراء أراضي في فلسطين، من المُلام في هذا؟ أهو البائع الجديد أم مؤسسي المدينة؟ وإذا كان هناك مشرِّعاً فلسطينياً شرَّع البيع لمن طلب لإهل قام بهذا، لأننا في “سلام”، فهل هو المُلام؟
خامساً: لقد كرر الإعلان كلمة الأعداء والتبرع للأعداء، وحتى حرمان فقراء الكيان من المساعدات وتحويلها للفلسطينيين الأعداء. فهل هناك أكثر استغلالاً للموقف على صعيد عالمي؟
لماذا يقدم فلسطينيون فرصاً من هذا القبيل لعدو الشعب؟
سادسا: لم يتوانى صائغ الخبر عن التأكيد أكثر من مرة بأن إسرائيل تتعرض لتهديد وجودها من العرب، ومع ذلك تتبرع للفلسطينيين! فهل هناك أكثر من هذا خطورة؟ نعم الأخطر من هذا أنه بغياب الدعاية من جانبنا، وبوجود تسوية استسلامية، تصبح الأكاذيب الصهيونية دعاية ناجحة ومنطقية.
سابعاً: وتصل الدراما سقفها حين يؤكد الخبر، أن هذه الأشجار التي يتبرع بها الصندوق، سوف تشكل سواتر تحمي الفلسطينيين الذين سيرمون السيارات الإسرائيلية المارة بالحجارة. وبهذا يبدو الفلسطيني كمن كسر اليد التي ساعدته! أو أن الفلسطيني جار لكيان شرعي يستفيد من هذا الكيان ومع ذلك يرميه بالحجارة. فكم هو بدائي هذا الفلسطيني!
يعيد هذا إلى الأذهان مقابلة مع اسحق رابين عام 1988 في بدايات الانتفاضة الأولى حيث كان يعبر عن استغراب واستهجان كيف يقوم الفلسطينيون برمي اليهود بالحجار’ رغم أن اليهود يوفرون شغلاً للفلسطينيين!
هذه في الحقيقة قدرة الصهيونية على الكذب، وبشكل اساس، البدء دوما من اللحظة دون رجعة للوراء، لأن هذه الرجعة تكشف أن الكيان غاصب وبالتالي طارىء. ولكن من الذي سيحاول الشغل على توضيح طارئية هذا الكيان!
ثامناً: لا يعدم الخبر ذكر كلمة “دولة اليهود” عدة مرات. وهذا ليس صدفة بالطبع. فالكيان الصهيوني والحركة الصهيونية بكل تمفصلاتها تشتغل على موجة سياسية إيديولوجية واحدة وبتنسيق واضح، اي من نتنياهو وحتى الصندوق المذكور. فعلى اية موجة يشتغل أهل التطبيع!
تاسعاً: يسمي الصندوق القومي اليهودي سكان هذه المدينة ب “المقيمين”! هل المقصود أن هؤلاء مجرد مقيمين في المكان وليسوا مواطنين؟ ولماذا لا يقصد ذلك، لأن الصهيونية تعتبر كامل فلسطين هي أرض إسرائيل.
عاشراً: كان ورود عبارة “أرض إسرائيل” في نهاية الخبر وروداً خبيثاً، بمعنى أن المقصود هو كل فلسطين المحتلة وليس مناطق الاحتلال الأول، هذا وكأن الصندوق القومي اليهودي يقول لليهود: لا تقلقوا فنحن نزرع هذه الشجار لنا، أما هم “فراحلون”!
ملاحظة:عزيزي الأديب العربي الخالد والوحدوي الاشتراكي عبد الرحمن منيف، تنبه قبل ان يصل التطبيع رفاتك، فها هي مدن الملح توصلنا مدن التطبيع.
* * *
Support JNF & Plant Trees for the PA (Palestinian Authority)
December 1, 2009
In a move that should promote donor outrage, the Jewish National Fund (JNF) is boasting one of its latest projects, the planting of 3,000 trees in a new development area near Ramallah.
It was not too long ago that the famous blue JNF tzedaka boxes were seen in every Jewish home in North America, as Jewish refugees of the Nazi atrocities saved pennies, literally, working towards assisting the Jewish state during its early years while under constant threat from all sides.
Today, some things have changed. The money now given to JNF does not go to assist the Jewish state, which is still facing existential threats, but the funds go to Israel’s enemies, to plant trees for the PA, trees that will be used by PA residents who seek cover after throwing rocks and firebombs at passing Israeli vehicles.
According to JNF officials, the trees are planted on the site of the new PA city, Ruwabi (City of Hills) which is being constructed north of Ramallah. Right-wing activist Yekutiel Ben-Yaakov reports that Michael Weinberg of the JNF acknowledges that there is a great deal of “professional pride in the project. We are helping in any way we can.”
He adds the ambitious project of building a city from scratch has drawn an estimated investment of $800 million, mostly from Palestinian and Qatari sources. The plan is for 6,000 housing units over a 6,300 dunam area that is supposed to provide housing for nearly 40,000 people and employ some 10,000 Palestinian workers. The project is aimed at the Palestinian middle class.
One can only read in amazement as poverty and unemployment are significant issues in Eretz Yisrael, yet JNF money is “proudly” handed over to our enemies.
(Yechiel Spira – YWN Israel)
* * *
Comment by tostien – December 1, 2009 @ 1:12 pm
The money is still going to plant trees in Eretz Yisroel… whether an Arab or a Jew is living on a particular parcel of land.
Further, while I’d rather Ruwabi were built in Jordan and not in Eretz Yisroel, the Arabs are not idolaters, the trees won’t be used for idolatrous purposes, and allowing the Arabs to have a better life in Israel is a good thing.
Economic cooperation is also a good thing. The Arab financeer of Ruwabi, as reported yesterday, is willing to work with Israel.
If both the Jews and Arabs are economically prosperous, there will be much less desire to have another intafada, where they destroy themselves economically again, and a much greater chance of living in peace.
:::::
Source: Yeshiva World
[1] انظر مقالة عادل سمارة: “ليس اقتصادهم بمعجزة وليس اقتصادنا بعاجز”، في مجلة “كنعان”، العدد 130، تموز 2007 ص ص 42-56.