خاص ب” كنعان” ـ إعداد : الطّاهر المُعز
(نشرة “كنعان” الالكترونية ـ السنة التاسعة ـ العدد 2112 )
أوضاع عربيّة تعيسة: بمناسبة انعقاد مجلس وزراء التنمية والشؤون الإجتماعية العرب يوم 20/12/2009 (الدورة 29)، صدر تقرير”تحدٌيات التٌنمية في الدٌول العربية”، عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، بالتعاون مع جامعة الدُّول العربية. في التّقرير مسح للوضع العربي المُزري، علما وأن عديد الأرقام والنٌسب والإحصائيّات تعود لسنة 2003 : في الوطن العربي 140 مليون يعيشون تحت خط الفقر الأعلى (أقل من دولار واحد يوميا)، أي 40 بالمائة من المواطنين، ولم ينخفض هذا المعدّل خلال السنوات العشرين الماضية، وعلى سبيل المثال فإن 50 بالمائة من المصريين يعيشون تحت خط الفقر، منهم مليونا طفل يعيشون في الشّوارع، بينما تبيع مصر الغاز للكيان الصهيوني بسعرتفضيلي منخفض، يكبِّد الاقتصاد المصري خسارة يومية قدِّرت ب13,5 مليون دولار يوميّا…يمثِّل الشباب العربي 50 بالمائة من عدد العاطلين (25,7 بالمائة من مجموع الشّباب عاطلون عن العمل عام 2003) وهو أعلى معدّل في العالم. ولتفادي زيادة هذا المعدّل وجب خلق 51 مليون “فرصة عمل” جديدة للسّنوات العشر القادمة… لم تنجح سوى دولتان عربيتان في تحقيق الإكتفاء الذاتي من الحبوب، أحيانا، وليس كل سنة، وهما سوريا والسّودان… أما الأميّون العرب (أي من لا يعرفون الأبجدية، ممن زادت أعمارهم عن العاشرة) فهم 70 مليونا ( 45 مليوناً من الإناث و25 مليوناً من الذكور)…هناك تفاوت كبير بين الدول العربية، إذ تمثّل الدول النفطية 13 بالمائة من السكّان و 46 بالمائة من الناتج المحلّي الإجمالي العربي… في كافّة الدّول العربية، بقي أداء القطاعات المنتجة ضعيفا، لا يفي بتطوير اقتصادها، رغم تحسّن معدّلات النّمو…
لبنان، مملكة “سوليدار”: في العشرية التي قضاها رفيق الحريري رئيساً لحكومة لبنان، تضاعفت ديون البلاد، بقدر ما تضاعفت مرابح شركته الخاصة “سوليدار”، المكلّفة ب”إعادة إعمار البلاد”. يبلغ الدَّين حاليا أكثر من 50 مليار دولار( 152 بالمائة من النٌاتج المحلّي)، وتخطٌت خدمة الدين (الفوائد) عتبة 4 مليار دولار هذا العام، ويسدّد لبنان يوميّا ما قدره يُقدَّر ب11 مليون دولار(329 مليون دولار شهريا)، كأصل للدّيون مع فوائدها، أي نحو 46 بالمائة من إجمالي الإيرادات… رغم التّمويلات البالغة 8 مليار دولار في شكل مساعدات وهِبات وقروض ميسَّرة، من دول الخليج أساسا، أقرّها “مؤتمر باريس”، فإن الدين لن ينزل تحت نسبة 142 بالمائة من الناتج المحلّي عام 2010، وقرّرت الحكومة، بقيادة صاحب شركة “سوليدار”، سعد الحريري (الإبن)، خصخصة قطاعات حيوية مثل الإتصالات والكهرباء، وخفض النّفقات، وزيادة الإيرادات، تماشياً مع توصيات صندوق النّقد الدولي و”مؤتمرات باريس 2 و3 “…
“واحد كألف وألف كألف”، كلب (أوروبي) كألف (بشر أفريقي): قام باحثون من “نيوزيلاندا” بدراسة حول علاقة الكلاب والقطط الأوروبية بالتلوُّث، جاء فيها أن كلباً أو قطّاً واحداً يلوِّث المحيط أكثر من سيارة 4×4 تقطع مسافة تزيد عن 20 ألف كلومتر سنويّاً، ويستهلك كلب متوسّط الحجم 165 كلغ من اللحم و 100 كلغ من مشتقّات الحبوب سنويّا، ومتوسّط كلفة الكلب أو القط في أوروبا تعادل 4 آلاف دولارا سنويا، أي أكثر من الدّخل السّنوي لعشر فقراء من أفريقيا أو آسيا يعيشون بدولار واحد يوميّا… في فرنسا وحدها 20 مليون كلب وقط، تفوق مصاريفهم 80 مليار دولار سنويّا، دون احتساب تكاليف تنظيف الشوارع والحدائق والسّاحات العمومية من فضلاتها…
احتفالات آخر السّنة، فوائد تجارية جمّة: رغم الأزمة والبطالة، يبلغ معدّل مصاريف المواطن في الإتحاد الأوروبي لهذه الفترة من السّنة أكثر من 600 أورو (820 دولار)، ويؤم “غالري لافيّات” (محل تجاري في باريس) 260 ألف مُشتري يوم السّبت الذي يسبق “كريستمس” (عيد الميلاد)، عوضا عن 100 ألف في الأيام العادية، يشترون بقيمة 6 مليون أورو (8,2 مليون دولار) عوضا عن 4 مليون أورو في الأيام العادية…. يفوق رقم المعاملات لهذا المحل مليار أورو سنويا (1,430 مليار دولار)، 53 بالمائة منه متأتّية من المشترين الأجانب، ويشكّل الصينيون غالبيتهم…
أمريكا تستدين والعالم يدفع: بلغ الدَّين العمومي الأمريكي 12000 مليار دولار عام 2009، في قالب سندات وودائع الخزينة التي يحتفظ بها أجانب كالحكومة الصّينية مثلا، لكنّ استثمارات أمريكا في الخارج، وقيمتها 7000 مليار، تدرّ أرباحا أكثر من ما(مِمّا) تدفعه أمريكا للدائنين الأجانب، أي رغم العجز الكبير فإن الحكومة الأمريكة تجني أرباحا طائلة، تفوق ما تدفعه، ممّا يمكّنها من إعلان ميزانية حرب بلغت 626 مليار دولار، منها 128 مليار مخصّصة للعمليات العسكرية في العراق وأفغانستان المحتلَّين. يعمل في وزارة الحرب الأمريكية 700 ألف مدني و1,4 مليون جندي (2,3 مليون جندي احتياطي)، ولأمريكا 770 قاعدة (معلنة) خارج أراضي الولايات المتحدة ومستعمراتها(هاواي وسان دييغو…)
كوريا الجنوبية، مثابرة العمّال تثمر مكاسب مالية: شركة “هيونداي موتورز” هي أكبر منتج للسيارات في كوريا الجنوبية، ويشترك في نقابة عمّالها 45 ألف عامل. دأبت النقابة منذ 1994 على تنظيم إضراب سنوي أثناء التفاوض على مراجعة العقد الجماعي، يكلّف المؤسّسة خسائر بلغت في مجملها حوالي 10 مليار دولار… أما هذه السّنة، وبعد 7 أشهر من التفاوض فقد قبلت إدارة المؤسسة صرفَ مكافآت سنوية للعمال بحوالي 12700 دولار للعامل، أي ما يعادل 3 أضعاف الراتب الشهري، وتجنّبت الإضراب الذي عادة ما يشارك فيه 95 بالمائة من العمّال.
اندماج في قطاع السّيارات: ستبيع الشركة الأمريكية “فورد” أغلبية أسهم فرعها السّويدي “فولفو” الذي تملكه منذ 10 سنوات، إلى الشّركة الصّينية لصناعة السيارات “جيلي”، بمبلغ يعادل ملياري دولار… تنتج “فولفو” 325 ألف سيارة سنويا وتشغّل 22 ألف عامل، وبلغت خسائرها 621 مليون دولار. أما “جيلي” فتنتج 300 ألف سيارة ويعمل فيها 11 ألف عامل فقط، وتريد الصين امتلاك التكنولوجيا والسيطرة على السوق الداخلية لشراء السيارات أما فورد والشركات الأوروبية فإنها تريد المحافظة على أسواقها وتملّك جزء من السّوق الصينية والآسيوية، باحتفاظها بأقلية الأسهم… أمّا شركة “فيات” الإيطالية فإنّها اتفقت مع الشركة الصينية “غانغ زهو أوتوموبيل غروب” لصنع 140 ألف سيارة سنويا في هذه المقاطعة (غانغ زهو)، في نفس الوقت الذي أعلنت فيه “فيات” عن قرب غلق مصنعها في جزيرة صقلّية، الذي افتتح منذ 40 سنة ويشغّل 1400 عامل… أعلنت “فيات” عن استثمار 8 مليار أورو (حوالي 11 مليار دولار) في إيطاليا، في غضون السّنتين المقبلتين، ليبلغ إنتاجها المحلّي مليون سيّارة سنويا، عوض 650 ألف حاليا، كما ستنقل مصنع سيارات “باندا” (فرع فيات) من بولندا إلى إيطاليا… تشغّل “فيات” 82 ألف عامل في إيطاليا، وثلث السيارات المباعة من صنعها.
روسيا – أوروبا، مشروع استراتيجي: تفاديا لعبور الغاز الروسي لأراضي أوكرانا، نحو أوروبا الغربية، اتفقت ألمانيا وروسيا على تمرير أنابيب بطول 1200 كلم وبكلفة 10,5 مليار دولار، وتزويد أوروبا الشمالية بالغاز الروسي بداية من 2011 حتى عام 2043… أما أوروبا الجنوبية فستتزود بخط أنابيب آخر قادم من روسيا، عبر البحر الأسود، بإشراف “غازبروم” الرٌوسية ومشاركة شركة الكهرباء الفرنسية “أو دي أف” والإيطالية “إيني”… 80 بالمائة من صادرات الغاز الروسي تتجه نحو أوروبا، ولذا فإن روسيا (وذراعها غازبروم) تحاول، وبسرعة، إحباط المشروع المنافس لتمرير غاز الجمهوريات السوفياتية السابقة في آسيا الوسطى، عبر تركيا وفلسطين المحتلّة، مع تفادي طريق أوكرانيا في نفس الوقت.
الصحّة.. تجارة مربحة: تمكّنت شركة “سانوفي أفنتيس” للمخابر والأدوية (فرنسية المنشأ، مختصّة في اللقاح) من الإستحواذ على 20 بالمائة من رأس مال الشركة الدنماركية “زيلاند فارما” المختصّة في صناعة أدوية لعلاج السكّري وكذلك التقنيات البيولوجية، وتقدّر قيمتها ب500 مليون أورو (720 مليون دولار)… يقدَّر عدد مرضى السكّري ب230 مليون في العالم (350 مليون بعد 20 سنة)، وتقدَّر مداخيل بيع أدوية علاج السكّري ب230 مليار دولار سنويا، وستصل 300 مليار دولار في السنوات القادمة… استحوذت “سانوفي أفنتيس” أيضا على الشّركة الأمريكية “شاتّام”، المختصّة في بيع الأدوية للعموم دون الحاجة إلى وصفة طبّية (25 بالمائة من سوق الأدوية العالمية)، بمبلغ 1,9 مليار دولار… كما استحوذت كذلك في المدّة القصيرة الماضية على “وال ستات تيرابوتيكس” و”بيبار ساينس” (أمريكا)، “ميدلي” (البرازيل)، “هندريك” (المكسيك) الخ، بغرض السّيطرة على سوق الأدوية المستنسخة عن الأصل، التي تباع بثمن أقل بعد انقضاء مدّة على إنتاجها، وسقوط حقوق الملكيّة… أمّا مجموعة “نوفارتيس”، السويسرية المنشأ فإنها استحوذت على شركة “كورثيرا” الأمريكية (بمبلغ يقارب 625 مليون دولار) التي أعلنت عن قرب إنتاج دواء “رولاكسين”، لمعالجة بعض أمراض القلب الحادة…