مراسل “كنعان” ـ رام الله
(نشرة “كنعان” الالكترونية ـ السنة العاشرة ـ العدد 2144 )
عقدت في مقر العمل الصحي بالبيرة في الضفة الغربية المحتلة يوم 23 الجاري ورشة محدودة لمناقشة موقف وطني وأسلامي موحد من التطبيع. شاركت معظم القوى الوطنية وتغيبت حماس وفتح. يمعنى أن أكثرالقوى التي حضرت هي من اليسار. كما حضر مندوبين عن الجولان المحتل، وعدد من المعنيين بمناهضة التطبيع.
ويمكن تلخيص ما قيل في الورشة على النحو التالي:
1) كان موقف الجميع ضد التطبيع بعموميته.
2) تركز معظم الحديث على نقد مواقف الأنظمة العربية من التطبيع والاعتراف بالكيان.
3) وجه الجميع نقداً لأداء سلطة الحكم الذاتي من التطبيع بمعنى أنها تمارس ذلك علانية.
4) ريما كان أوضح نقد لمشروع أوسلو كمشروع هو من ممثل حزب البعث.
5) يمكننا القول أن المسافة بين المواقف كانت واسعة بمعنى ان البعض ركز على التطبيع الثقافي والبعض على السياسي والبعض على الاقتصادي…الخ والبعض ركز على الحوار مع إسرائيليين ضد الصهيونية.
6) كان الحديث دبلوماسياً، بمعنى أن أحداً لم يرد ضد أحد، ولكن كان واضحاً أنه لا يوجد موقف حدي وواضح ومشترك من التطبيع، مع ان الورشة هي من أجل عقد مؤتمر وطني ضد التطبيع في الشهر القادم.
7) تطرق البعض إلى التطبيع داخل الأرض المحتلة وإلى الحديث عن أمور جرت على الأرض في الأراضي المحتلة، لكن الغريب في الأمر أن كثيرا ممن تحدثوا عن التطبيع على الأرض يمارسون ذلك بطرق عديدة. فأكثر الفصائل التي تنتقد اداء السلطة كآلية للتطبيع هو ممن يؤيدونها في سياستها العامة.
8) تعرض أحد المتحدثين لمشكلة جزء من مجلس بلدية رام الله الذي وافق على إعطاء مؤسسة برينباوم فرصة العرض في القصر الثقافي في رام الله، واكد أن الموقف الوحيد الذي وقف ضد ذلك كان عادل سمارة والذي كان سيُحاكم على ذلك. ومع ذلك حصل ما أراده بيرنباوم، لأن معظم القوى الوطنية وافقت على منحه القصر الثقافي، ومع ذلك يقول هؤلاء أنهم ضد التطبيع!
9) لم يكن الحديث متماسكا عن مجيء عرب إلى الأرض المحتلة بل تركز، في الشأن العربي، على نقد الأنظمة!
10) تحدث ربما الجميع عن أهمية المقاطعة وتفعيل موقف رسمي عربي
موقف كنعان
فيما يخص موقف كنعان من المسألة، فإن موضوعة مناهضة التطبيع في الأرض المحتلة تتصف بما يلي:
1) اختلاط المفاهيم نظرا لاختلاط المواقف، بمعنى أن منطلق مناهضة التطبيع يبدأ من: “هل هناك جنود للاحتلال على التراب أم لا”؟
2) مناهضة التطبيع هي شغل ميداني على الأرض، أي حرب موقعية من هذا الموقع إلى ذاك.
3) مناهضة التطبيع في أوساط القوى الوطنية ما زال وليداً يحبو، وعليه، فإن تفريغه من محتواه في منتهى السهولة.
4) لا بد من تصنيف الموقف من التطبيع إلى ثلاثة مواقف:
أ- موقف سلطة الحكم الذاتي ك بلدوزر التطبيع المنهجي.
ب- مواقف القوى السياسية وهو وسطي بلا موارية.
ج- موقف الطبقات الشعبية وهو بسيط، نظيف لكنه غير مبلور ويحتاج إلى شغل ميداني.
5) بقي وجوب التركيز على أن قوة مناهضة التطبيع هي الناسن التي تحتاج إلى التواجد بينها من أجل فصل موقفها عن موقف السلطة وأحزاب التطبيع، وهذا يتطلب استخدام الإعلام الشعبي، طالما الرسمي مضاد والخاص متذبذب، والإعلام الشعبي هو انتشار مناهضي التطبيع في كل مكان سواء بمناهضته، وصفه شرحه تعريته…الخ.
هي معركة طويلة، وبدون الحركة على الأرض، لن ننقل للشارع العربي مخاطر التطبيع، ولن نتمكن من إفهام التضامن الشعبي الدولي ما هي مخاطر التطبيع كذلك.
ولكن، إن مجرد اضطرار القوى لعقد لورشة كهذه يؤكد أن موضوعة مناهضة التطبيع بدأت تفرض نفسها بعد يبات اربعة عقود وقليل ايضاً