عباس يقول: “إسرائيل” ستزيل المستوطنات

علي حتر

في حين يتحدى نتنياهو أوباما ويمارس عليه الضغوط اليهودية الأمريكية وضغوط الصهاينة في الكونجرس..

وفي حين يتحدى الصهاينة حتى سفن المساعدات الإنسانية لغزة؛ لأنها تحتوي الغذاء والدواء لأهل غزة؛ ولأنها تتحدى إرادة الصهاينة.. وفي حين تتهاوى مواقف الحكام العرب يأسا، بسبب رفض الصهاينة للخضوع العربي المقدم لهم في مبادرة الاستسلام القممية البيروتية..

وفي حين يلغى وقف الاستيطان كشرط لعودة عباس وعريقات إلى المفاوضات بأشكالها وما أكثر أشكالها!! ويعود الصهاينة إلى بث الروح في عملية إنشاء المستوطنات لجذب مزيد من اليهود.. ولتثبيت الاستيلاء على مزيد من الأرض..

وفي حين يهدد الصهاينة بضرب مواقع لحزب الله، ويستبيحون مياه لبنان الإقليمية؛ لأنها مياه مفيدة لـ”إسرائيل”..

في حين يحدث كل هذا.. وغيره مما يبرهن إصرار الصهاينة على التوسع والقضم ومزيد من الهيمنة والاحتلال.. قال محمود عباس في أخبار الجزيرة يوم الأحد الماضي، وسمعته بأذني: يقول إنه ينظر إلى الاستيطان على أنه غير قانوني.. وأن سلطته تعتبر هذا الاستيطان جريمة، والأهم من كل ذلك أنه قال: “إن اتفاقات الوضع النهائي ستنتهي بهدم كل المستوطنات التي بنتها إسرائيل”.
نعم، هذا ما قاله عباس.. “إسرائيل” ستزيل المستوطنات التي بنتها.. يعني “إسرائيل” ستزيل نفسها..!

وعلى حماس وحزب الله وكل المقاومين أن يأخذوا إجازة مفتوحة.. بلا برنامج زمني، تماما مثل مفاوضات السلطة المفتوحة، فالبرنامج الزمني ليس هاما.. المهم النوايا والتصريحات من طرف واحد.. ويجب على المقاومين أن يسلموا أسلحتهم لأوباما أو جعجع أو اليونيفيل أو السلطة نفسها.. فالمسألة بالنسبة لعباس منتهية ومضمونة.. فقط بعض الوقت..

نسي عباس أن يقول كيف، ومتى، وبأي قوة ستزيل “إسرائيل” المستوطنات.. وفي أي فنادق سينزل المستوطنون الجدد الذين تسعى لإحضارهم إلى البلاد..

كما لم يقل عباس طبعا.. إذا كانت “إسرائيل” ستزيل مدينة معاليه أدوميم وبقية المستوطنات، بقدرة قوات دايتون.. المؤهلة فقط لقمع أهلنا في الأرض المحتلة لإرغامهم على قبول المحتلين، وقتل من يرفض المحتلين منهم..

وهل سيجبرها على ذلك بمسدسات وهراوات حرسه الرئاسي “المستوردة بواسطة الأجهزة الأمنية الصهيونية والمختومة بإجازة المرور منها على كل قطعة من هذه الأسلحة”؟

أم بطريقة ودية بواسطة من دايتون نفسه لدى نتنياهو، وكثير من الأشياء تجري في عهد السلطة بالواسطة..

أم بمفاوضات صائب عريقات الذي يؤمن بالزمن المفتوح، والذي لم يكن صائبا حتى الآن في شيء.. والمتخصص بإضاعة الوقت لضمان استمرار صرف الرواتب والعلاوات.. أم بمحادثات قريع مع ليفني قبل يومين.. غير المعلنة..

أم بشتائم عزام الأحمد وياسر عبد ربه وغيرهما من متقني الشتائم البذيئة في الفضائيات

أم بذياب العلي قائد أمن السلطة الذي كان يعرف موعد هجوم “إسرائيل” على غزة قبل ثلاثة شهور من حدوثه.. واعترف بأنه سيكون عملا مشتركا، وأعلن ذلك من وليمة عشاء مع قائد الجيش الصهيوني في الضفة..

أم بقدرات الفاسدين من حوله الذين ملأت فضائحهم المالية والأخلاقية شاشات الفضائيات..

أم بتنازل عباس نفسه واعترافه مع سلام فياض بحق اليهود التاريخي في فلسطين، والوعد بمحاربة المقاومة، واستجداء المفاوضات من الصهاينة،

أم بضغوط من الأيباك والقيادات اليهودية التي اجتمع معها في نيويورك قبل أسبوعين.. وأقنعها بعدالة قضيته الشخصية في مقاومة المقاومة والإرهاب.. والاعتراف بحقهم في فلسطين.. حتى لو كانوا في نيويورك..

أم بضغط من الكونجرس الذي يضغط اليوم على أوباما لتخفيف حدة معاتباته لـ”إسرائيل”..

أم بإشارات من أوباما نفسه الذي يؤكد أنه حتى لو غضب من “إسرائيل” فإنه لن يرغمها على شيء، ولن يطبق عليها أي عقوبات.. تماما مثل ما تفعل وزيرة خارجيته..

أم باجتماعات مدراء المخابرات العرب والصهاينة والأمريكان الذين لا يعرفون إلا الجوانب الأمنية الخاصة بأنظمتهم وحكوماتهم، وتجريم المقاومة والرافضين للمشروع الأمريكوصهيوني..

أم بمبادرات القمميين العرب الذين يستجدون قبول الخضوع ولا أحد يستجيب..

أم بتهديدات عمرو موسى المسلية لـ”إسرائيل” بألا تكون سبب التوتر في المنطقة.. وإلا فإنه لن يفعل شيئا..

أم بالحصار الرسمي المصري لقطاع غزة.. الذي يوافق عليه عباس تماما..

أم بموافقته على أن مياه غزة مياه إسرائيلية، كما قال المتحدث باسم نتنياهو قبل يومين فقط في رد له على سؤال في إذاعة البي بي سي، حيث أكد أن “إسرائيل” متفقة مع سلطة عباس.. على أن مياه غزة إسرائيلية حتى إنشاء دولة فلسطينية.. يوما ما!! ولم نسمع نفيا من عباس أو أحد رجاله لهذا..

أم بقرارات القمم العربية الواضحة في المبادرة القممية العربية للخضوع والاستلام..

ولم يحدد عباس كيف سيمول عمليات إجبار “إسرائيل” على إزالة المستوطنات هذه:

هل من أموال المساعدات التي تصادرها السلطة من المساعدات القادمة إلى غزة،

أم بملايينه الشخصية التي لا تعرف مصادرها، أم من الأموال التي تدفع هنا وهناك لرجاله وأولاده وعائلات المحيطين به؟؟

وكيف سيرد عليهم إذا قالوا له: أنت تنازلت عن حق العودة واعترفت بحقوقنا في فلسطين، فلماذا ما زلت تتكلم؟

أم يعتقد عباس أنهم سيجاملون رئيس وزرائه سلام فياض الذي يعترف بحق اليهود التاريخي في فلسطين، ويحارب المقاومة، ويؤمن أن المفاوضات هي الطريق الوحيد للتعامل معهم.. دون اهتمام بالنتائج؟

كيف ستزيل “إسرائيل” المستوطنات.. وتزيل نفسها.. يا أبا مازن.. هل يمكن أن نسمع الجواب..

:::::

المصدر: “السبيل” الاردنية

http://www.assabeel.net

<!– /* Font Definitions */ @font-face {font-family:”Traditional Arabic”; panose-1:2 1 0 0 0 0 0 0 0 0; mso-font-charset:178; mso-generic-font-family:auto; mso-font-pitch:variable; mso-font-signature:24577 0 0 0 64 0;} /* Style Definitions */ p.MsoNormal, li.MsoNormal, div.MsoNormal {mso-style-parent:””; margin:0in; margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:12.0pt; font-family:”Times New Roman”; mso-fareast-font-family:”Times New Roman”;} @page Section1 {size:8.5in 11.0in; margin:1.0in 1.25in 1.0in 1.25in; mso-header-margin:.5in; mso-footer-margin:.5in; mso-paper-source:0;} div.Section1 {page:Section1;} –>
/* Style Definitions */
table.MsoNormalTable
{mso-style-name:”Table Normal”;
mso-tstyle-rowband-size:0;
mso-tstyle-colband-size:0;
mso-style-noshow:yes;
mso-style-parent:””;
mso-padding-alt:0in 5.4pt 0in 5.4pt;
mso-para-margin:0in;
mso-para-margin-bottom:.0001pt;
mso-pagination:widow-orphan;
font-size:10.0pt;
font-family:”Times New Roman”;
mso-ansi-language:#0400;
mso-fareast-language:#0400;
mso-bidi-language:#0400;}