قراءة عسكرية وقانونية لخطاب السيد نصرالله:

قدرات حزب الله من الدرجة الأولى وعلى المحكمة الأخذ بمعطيات حزب الله

بولا أسطيح

قد تكون القراءة العسكرية والقانونية لخطاب الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله أكثر فعالية هذه المرة لما حمله من جديد على الأصعدة كافة وخاصة على صعيدي التطور العسكري الملفت للحزب وتغيير مسار الاتهام بما نسبته 180 درجة بقضية اغتيال رئيس الحكومة الاسبق رفيق الحريري بعد كل ما كشفه من أدلة ومعطيات بالتواريخ والصور.
عسكريا، يشرح الخبير العسكري العميد المتقاعد أمين حطيط أن “التقييم العام لحديث السيد نصرالله يندرج تحت عنوانين: تقييم قدرات حزب الله التقنية والاستخباراتية والقيمة العسكرية للمعطيات التي تم عرضها للرأي العام”.

ويرى حطيط أنّه “في المجال الأول، فان خرق شبكة العدو الاستطلاعية قفزة نوعية غير مسبوقة تجعل من قدرات “حزب الله” قدرات من مصاف الدرجة الأولى في المنطقة والعالم. أما في الاطار الثاني فان استطلاع العدو لمكان ما يؤكّد أنّه يريد القيام بعملية عسكرية في هذا المكان وحين تندرج هذه الأمكنة في خانة مواقع المقاومة فهذا يمكنّها من أخذ احتياطاتها والاستغناء عنها وقد تمكّن حزب الله هنا من تفادي عدد كبير من اغتيالات كوادره بالانجاز التقني هذا”.

ويشير حطيط إلى أنّ “ما عرضه نصرالله يندرج ضمن العمليات التحضيرية لسلوك عملاني محدد أو عملية عسكرية محددة وهذه الأعمال لا تفسّر في هذه الحالة بحرب أو باجتياح عسكري انما بعملية أمنية او عملية اغتيال”.

ويوضح حطيط أن المحقق في أيّ عملية اغتيال يحاول الاجابة عن 4 أسئلة ليبني اتجاه التحقيق وهي:

1) المصلحة… هل لاسرائيل مصلحة باغتيال الحريري وهل كان لديها نية بالقيم بالعملية لالصاق التهمة بحزب الله؟

2) الامكانات… هل لدى اسرائيل الامكانات للقيام بعملية من هذا النوع وكلنا يعلم قدرات العدو الفائقة في هذا المجال؟

3) الأعمال التحضيرية ووضع النية في موقع التحضير… ألا يكفي خرق العدو من خلال عملائه لكل القطاعات لنؤكد أنّه وصل لهذه المرحلة؟

4) الأعمال التنفيذية… تواجد العميل غسان الجد في مسرح الجريمة قبل يوم من وقوعها الا يطرح اكثر من علامة استفهام؟

ويرى حطيط أن الاجابة على هذه الأسئلة ايجابية ما يؤكد على ضرورة سير التحقيق في هذا الاتجاه.

قانونيا، يوضح دكتور القانون الدولي في الجامعة اللبنانية حسن الجوني أن عمل المحكمة الدولية لا يزال في مرحلة التحقيق ما يحتم عليها الأخذ بعين الاعتبار كل خيط أو شبهة قد تقود الى من نفّذ عملية اغتيال الحريري.

ويشدّد الجوني على أنّه على المدعي العام الأخذ بما قاله السيد نصرالله من حيث أنّه لم يتهم فقط اسرائيل بل قدّم الأدلّة والبراهين ويوضح أن “حزب الله قدّم 3 قرائن في هذا الاطار، اعترافات العملاء، وجود جاسوس في موقع الجريمة والمسح الجوي الذي يؤكد تعقّب اسرائيل الحريري”.

ويلفت الجوني الى أن القرائن المقدّمة في هذه الحالة هي أدلة تدين اسرائيل داعيا القضاء اللبناني للتحرك فورا لأخذ تفاصيل هذه القرائن من حزب الله وحتى القرائن الأخرى التي لم يكشفها للرأي العام ليكون بعدها على المحكمة الدولية وضع يدها من خلال القضاء اللبناني عليها والتوجه الى اسرائيل لسؤالها عن هدف هذا المسح الجوي لتحركات الحريري.
ويناشد الجوني القضاء اللبناني محاكمة كل من رفض ما أدلى به السيد نصرالله بتهمة الخيانة العظمى والدفاع عن اسرائيل.

:::::

“النشرة”

http://www.elnashra.com/articles-1-22195.html