مفاوضات مباشرة أم غير مباشرة: ما الفرق؟

من مراسل كنعان في رام الله:

في دعم للمفاوضات غير المباشرة على حساب المفاوضات المباشرة، تجمع أعضاء لجنة تنفيذية لمنظمة التحرير، وقيادات تنظيمات، ونشطاء من الجنسين إلا أن سلطة الحكم الذاتي منعتهم من الحديث لأنهم ليسوا مع المفاوضات المباشرة ومع وقف الاستيطان كشرط للمفاوضات ومع مرجعية للتفاوض.

حُدِّد موعد المؤتمر عند الساعة الثانية عشرة والنصف في الكنيسة الإنجليلية برام الله (العاصمة). فإذا بأجهزة السلطة تصل باكرا وتملأ المقاعد.

أمر جميل، ابناء المؤتمرين هم أعضاء أمن حلوا ببساطة في مقاعد أمهاتهم وآبائهم. بل طردوهم ومنعوهم من التعبير عن موقف ذي سقف بسيط ومتواضع.

هل هي عناصر لوحة جديدة؟ كلا بعد. فالمؤتمرون جميعاً من المعترفين بإسرائيل.

أحزاب اعترفت بالكيان منذ 1948، وتنظيمات ماركسية فعلت ذلك قبل اوسلو بالتبرير الفكري/الإديولوجي المرتد عن الماركسية والقومية وحتى الدين، وبينهم منفاوض في أوسلو على اللاجئين والاقتصاد والماء والتراب…الخ. ايدوا اوسلو وشاركوا في الانتخابات المسماة تشريعية، وتنافسوا على الوظائف والتقاعد وايدوا المفاوضات غير المباشرة، ومع من؟ مع عدو يطالب بدولة يهودية خالصة؟

ويبقى السؤال عن ما بعد؟

هل سيفك هؤلاء تبعيتهم للسلطة؟ هل سيتوقفوا عن قبض الرواتب وطلب العلاوات، حتى علاوات التقاعد، وربما علاوات ما بعد الموت؟

لماذا استهانت السلطة بكل هؤلاء؟ أليس لأنها هي مرضعتهم. ما كان لأوسلو أن تقوم لو وقف كل هؤلاء ضدها؟ ليراجع كل ماضيه ويقرأ ما كتب، يقرأ ما كذب!

يقول رأي: هذا جيد؟ فلينفك هؤلاء من حول السلطة.
وهذا صحيح إذا انفك هؤلاء، فهل ينفك من عاش في رغدها عقوداً، ومن خان النظريات والعقائد مقابل التمول؟

هناك الكثيرون بينهم الذين يحاولون شطف أنفسهم اليوم، (بتعبير ناجي العلي)، ولكن المسألة ليست غبار حواكير هذه القرية او تلك، المسألة هي في الاعتراف بالكيان والتطبيع معه. وهذان جرمان لا يُنسيان حتى لو شطف هؤلاء أنفسهم بالماء والبّرّدْ.

قبل شهرين مارسوا نفس الموقف وفي نفس المكان ضد من خالفهم في الموقف من التطبيع. ما الفرق؟ كانوا ولا زالوا يريدون نصف تطبيع او ربع تطبيع أو رفض التطبيع داخل المباني التطبيعية فقط، وليس رفض التطبيع في العلن.