اللجنة المصرية لمناهضة الاستعمار والصهيونية:
تصدوا بقوة لمحاولة إجهاض انتفاضة الشعب
وتمسكوا بالتغيير التام للنظام السياسي
تقوم السلطة الاستبدادية المجرمة بقيادة رئيسها مبارك ، منذ الليلة الماضية ، بمحاولة جديدة لإجهاض انتفاضة الشعب ومطالبه بتغيير النظام السياسي شكلا وموضوعا نظام الحكم وسياسات داخلية وخارجية . وقد اتخذت هذه المحاولة وسيلتين أساسيتين ، الأولي خطاب مبارك الذي ألقاه قرب منتصف الليل ووعد فيه بألا يرشح نفسه بعد انتهاء ولايته وأنه يريد فقط الاستمرار حتى نهاية فترته بعد ثمانية أشهر ضمانا لاتخاذ تدابير انتقالا للسلطة يحقق مطالب الشعب .
وليس ذلك إلا محاولة مفضوحة للالتفاف حول مطلب تغيير النظام السياسي وإن كان ثمنها الإطاحة برأسه الحالي في سبيل الحفاظ علي جوهر النظام برأس جديد وبعد تغيرات محدودة تبقي علي الاستبداد وتحافظ علي سيطرة نفس الطبقة التي يمثلها النظام والتي تقهر وتستغل جماهير شعبنا الكادحة .
إن التدابير التي طرحها بعيدة كل البعد عن ما يطالب به الشعب وهو دستور جديد وليس تعديل مادتين فيه 76 ، 77 الخاصة بانتخاب الرئيس ومدد ولايته . الشعب يريد دستورا جديدا لـ ( جمهورية ديمقراطية برلمانية تستكمل أسس الدولة المدنية ، وتستعيد وتعزز الاستقلال والكرامة الوطنيين ، وتحرر اقتصادنا من قواعد وإملاءات العولمة الاستعمارية التي كرست تخلفه وأفقرت شعبنا ، وتتبع سياسة اقتصادية اجتماعية توفر الحياة الكريمة للشعب ، وتبني أسس اقتصاد حديث متطور معتمد أساسا علي الذات ) . أما البرلمان الحالي الذي تمت انتخاباته بالتزوير الفاضح وفي ظل ترسانة من القوانين والإجراءات المعادية للحريات فلا يمكن قبوله لا لوضع دستور جديد ولا لتغيير مادة واحدة فيه . إنه برلمان المفضوحين المزورين المعادين للشعب وناهبي ثمرة كده وكدحه . وعلاوة علي ذلك ليست رغبة مبارك في الاستمرار هذه الفترة المحدودة إلا للحفاظ علي الدستور الحالي في جوهره والإبقاء علي جوهر النظام السياسي وجوهر سياساته المعادية للشعب ومصالح الوطن العليا .
أما الوسيلة الثانية هي الجريمة الكبرى التي دبرها النظام بليل لحث المجرمين والبلطجية المأجورين ورجال الأمن بملابس مدنية وتسليحهم للعدوان علي المتظاهرين المسالمين في ميدان التحرير والشوارع المحيطة به وبمختلف أنحاء الجمهورية .
يا أبطال شعبنا في ميدان التحرير ويا جماهير شعبنا العظيم :
لقد ضربتم بالأمس أروع الأمثلة علي الانضباط وحسن التنظيم والحرص علي سلمية التظاهر والحيلولة دون وقوع حادثة واحدة في هذا الحشد التاريخي العظيم . وسلطات الدولة ترتكب جريمة نكراء ومؤامرة دنيئة تقدمان سببا جديدا للمطالبة بالتنحي الفوري للرئيس وعدم انتظاره ثمانية أشهر أخرى ، وللإصرار علي تحقيق كامل مشروع التغيير السياسي المنشود .
تصدوا بكل قوة لمحاولة إفشال ثورتكم المجيدة برفض خطاب مبارك المشئوم ، واتحدوا لمقاومة أذناب السلطة والمجرمين ، وواصلوا التظاهر والاعتصام ، واحذروا المتسلقين ومن يحاولون ركوب الموجة ليخدعونا ويواصلوا نفس السياسة المحققة لمصالح ناهبي قوت وثمرة كدح شعبنا والموالية لأعداء بلادنا الاستعماريين الأمريكيين والصهاينة .
والنصر لكم مهما غلت التضحيات .
2 فبراير 2011 اللجنة المصرية لمناهضة الاستعمار والصهيونية