دم في عمّان هذا المسااء

 

دم في عمّان هذا المسااء

د. هشام البستاني ـ الأردن

 

الأمن والبلطجية يعتدون علينا بالحجارة والعصي في عمّان.

شهيدٌ خمسينيّ (هو خيري سعد) شاهدته بعينيّ برأسٍ مفجوجة وأسنانٍ مكسّرة، ومئات الاصابات كنتُ أحدها. هنا: لا تسامح حتى مع سقف “إصلاح النظام” الذي تطرحه المعارضة في الأردن، وأجده ساذجاً ومجرّد تبادلٍ للكراسي.

هل ستظل “القيادات” السياسية على هذه الوتيرة، تخدع الناس بأجندات انتهازية ولجان حوار ولعب على وتر الإقليمية؟

هل كان من الحكمة ادارة اعتصام دوار الداخلية بأغاني عمر العبداللات وتصنيف الناس الى عشائر ومخيّمات؟

تسقط الهويات القطرية والعشائرية. لا أردني ولا فلسطيني. أنا أعلنها منذ أن بدأت أعي، وأعلنها اليوم لمن لم يفهم: لستُ منكم، لستُ أردنياً ولا فلسطينياً. من يقسم الناس مناطق وأصول وجهات وعشائر وعائلات هو على النقيض من مشروع التحرر، هو عقبةٌ في طريقها وينبغي تكنيسها.

من يريد التغيير، يطرح هوية للجميع بلا تمييز ولا تفكيك: هوية ما فوق قطرية، ولا تقولوا لنا كما تقول الانظمة ان الشعوب جاهلة والناس لا تفهم. من يريد التغيير يطرح ارضيات سياسية واضحة، لا مطالب غائمة ومشخصنة يستطيع كل طرف أن يديرها كما يريد، لا كما تتطلبه المصلحة العامة.

الآن، بيننا وبين السلطة السياسية، والانتهازيين الذين يلعبون على الاقليمية والعنصرية والغموض “الاصلاحي” (ومنهم من هو في “المعارضة”) دم. هل سيفهم أحد؟

:::::

نشرت في “الاردن العربي”، http://www.arabjo.net