ندوة في المركز الثقافي العربي في رام الله المحتلة:
الانقسام، الشباب، سوريا والميثاق القومي
في لقاء يوم السبت 2 نيسان الجاري في المنتدى الثقافي العربي برام الله، تحدث الباحث والمحاضر الجامعي أ. ناجح شاهين عن الانقسام الفصائلي في الأرض المحتلة، ولا سيما عن الشعارات الجديدة والتي يتمحور قسم منها حول: “الشعب يريد إنهاء الانقسام”. وأشار المتحدث إلى أن الشعب بالتأكيد ليس مع الانقسام، ولكنه في الوقت نفسه ليس شديد الاهتمام بهذه المشكلة لأن الشعب ليس سببها وقد لا يكون بوسعه حلها. وأن الانقسام وإنهائه هما غالباً قرار المنقسمين أنفسهم.
وتحدث عن أهمية دور الشباب في مختلف التطورات الجارية في الوطن العربي وفي الأرض المحتلة، وركز على أن حراك الشباب أمر مفصلي مضيفاً أن هذا الحراك لا بد ان يكون بهدف واضح ورؤية وليس بحماسة وحسب.
وتطرق المتحدث إلى بعض الأقطار العربية ومنها الثورة في تونس وفي مصر مؤكداً أن الأمور ما تزال سائلة هناك، وأن ما حصل كان جيداً ولكن لا بد من نظرة دقيقة ومتحفظة، حتى لو تم اتهام من يؤكدون على ضرورة الحذر ويُطالبون بتعميق الثورات، لو أتهموا بالسوداوية.
وتطرق كذلك إلى ما جرى في سوريا وأن على النظام في سوريا القيام بإصلاحات في مستويات عدة، مشيرا إلى أن من يهاجمون النظام بعنف لا يقدمون في العادة دلائل محددة على مبررات الهجوم. وركز على ان سوريا اليوم هي المعقل الرئيسي للموقف القومي وخاصة من القضية الفلسطينية وبالتالي فإنها مستهدفة لتصفية هذا الموقف، وأن الغرب وإسرائيل ليسا معنيين بغير تصفية المقاومة والعمق القومي.
ودار نقاش موسع وخاصة من الجيل الشاب، من الجنسين، حيث تحدثوا عن ضرورة أن يتفهم الجيل الأكبر مطالب وطموحات الشباب، وأن لا يتصرف الجيل الأكبر كما لو كان متاستذاً وخبيراً وقائداً يوجه الشباب كيف أراد.
وضمن المشاركة في الحوار تطرق كثيرون للعلاقة بين الأجيال، واشار البعض إلى أن من الخلل أن يتصرف الكبار كقادة للجيل الشاب، وأن على هذا الجيل رفض الأبوَّة فكريا وسياسيا وميدانياً. وبأنها مسؤولية الشباب في رفض الهيمنة. كما أشار متحدثون بأن على الشباب أن تكون لهم رؤية وبرامج ووضوحاً كي لا يكون الحراك مجرد طفرة لا تتبلور في التحليل الأخير عن نجاحات معينة مما قد يقود إلى الإحباط. وللشباب الخيار في الاسترشاد بخبرة الآخرين.
تحدث بعض الشباب في معرض نقدهم للكبار متسائلاً: اين أولادكم من اعتصام الشباب؟
ولكن هذا السؤال هو نفسه تجسيداً للهيمنة التي يرفضها الشباب ويجب أن يرفضوها. فليس شرطاً أن يأتمر الشاب بما يراه والداه! كما ليس شرطاً أن يكون الإبن كأبيه أو أمه. بمعنى أن مطالبة الأب بأن ينضم ابنه لهذا النشاط او ذاك هو تجسيد للبطريركية التي يشتكي منها الشباب أنفسهم. وإذا كان لكل إنسان طريقة عمله الوطني، فليس الطريق الوحيد ما يقوم به هذا الفريق أو ذاك من الشباب.
كما نوقشت بعض الشعارات مثل “شباب ضد الاستيطان”، وتوسع الحديث حول هذا الشعار بمعنى الحذر من ان يُفهم وكأن الاستيطان هو في الضفة الغربية فقط وليس في كل الوطن الفلسطيني. كما نوقشت مسألة إعادة الاعتبار للميثاق القومي كما طرح المتحدث ناجح شاهين، حيث اشار إلى لامشروعية التغييرات التي جرت عليه، وأن الميثاق هو المدخل لتجاوز الانقسام والتوصل إلى عمل وطني حقيقي وليس الانحصار في الشعار المموه والسائل: “الوحدة الوطنية” التي ليست سوى شعار سياسي يُضفي صفة الوطنية على مردديه دون جوهر حقيقي.
كما نوقشت مسألة إنتخاب مجلس وطني فلسطيني وطرح البعض وجوب الحذر بأن من يتم انتخابهم في الخارج يجب أن لا يأتوا إلى الأرض المحتلة وإلا فإنهم كممثلين للناخبين إذا ما دخلوا من بوابة اوسلو فإن المجلس نفسه يصبح تحت جناح أوسلو والتسوية اي الاعتراف بإسرائيل. اي أن انتخاب المجلس الوطني يجب أن يعني رفض اوسلو وإعادة بناء منظمة التحرير مقاوماتياً في الخارج.
وتتم متابعة النقاش لهذه الأمور وغيرها في ايام السبوت التالية كايام نشاط ثقافي في المنتدى.