ندوة في رام الله المحتلة:
إشكالية العلاقة بين الشباب وبين الجيل/الأجيال الأخرى
المنتدى الثقافي العربي
نقاش السبت 9 نيسان،
أديرت حلقة نقاش كمتابعة لنقاش السبت السابق قدمها عدنان شعراوي. أدار النقاش د. زهير الصباغ،
تركزت المتابعة على العلاقة بين الشباب وبين الجيل/الأجيال الأخرى من حيث طبيعة التفاعل بل وحتى مدى التفاعل بينهم. اشار المتحدث إلى التجربة المصرية حيث انفتح الشباب على المفكرين والمثقفين المصريين من مختلف الاتجاهات، مشيراً إلى أن إغناء التجربة مسألة هامة لتوضيح الرؤية في السير إلى الأمام.
واضاف أن المسألة المركزية هي أن يعرف الشباب ماذا يريدون بمعنى ان الاحتجاج على اهميته لا يكفي ما لم تكن الطريق مضاءة بمعرفة سياسية او برنامج ما. وللمقارنة، فإن الشباب في الأراضي المحتلة لم يحاولوا الاستنارة بالتجربة الشبابية المصرية.
تطرق النقاش لعدة قضايا منها وضع وفعالية وفئات المثقفين في الأرض المحتلة بين مثقفين يمثلون وجهة نظر سلطة الحكم الذاتي بما هم مثقفوي سلطة وبالتالي فهم خارج التفاعل مع الشباب المعترضين على الوضع الراهن سواء من حيث إشكالية الانقسام السياسي او إشكالية الديمقراطية. وهناك فئة المثقفين النقديين الذين يرفضون الوضع السائد ويقدمون أطروحات للخروج منه إلى بدائل أخرى، وهناك المثقفون الصاموين الذين لا يشاركون في النشاط الكتابي أو السياسي نظراً لقلقهم على موارد عيشهم بمعنى أن الاعتراض قد يكلفهم ثمناً معيشياً.
وتعرض النقاش إلى مؤسسات الأنجزة التي تحاول في هذه الفترة استقطاب الشباب/ات كي توجههم باتجاه الديمقراطية بالمفهوم اللبرالي الغربي الذي لا يذهب ولا ينتقل إلى التحديات السياسية والقومية التي تعيشها اللأراضي المحتلة خاصة والوطن العربي عامة، وتستخدم هذه المنظمات ما لديها من تمويل وإمكانات مريحة لاستقطاب الشباب وخاصة الذين من اصول طبقية ثرية. وبالتالي فإن هذه المنظمات (الأنجزة) تلعب وتنشط هذه الفترة ضمن الثورة المضادة تحت غطاء التفاعل مع الشباب. وهو الأمر الذي أوصل بعض الشباب/ات في نقاشاتهم في دوائر الأنجزة إلى الاستنتاج بأن تجاوز والاستغناء عن التمويل الأجنبي اصبح امنية بالنسبة لهم، وهذا مؤشر على درجة متقدمة من الوعي النقدي.
تضمن النقاش حوارا حول منظمة التحرير الفلسطينية وهل ما زالت الرافعة المحتملة للنضال الوطني الفلسطيني، وتعددت الآراء بين من يعتبر المنظمة بنية مقدسة يجب عدم المساس بها وبين من رآها هيكلا تقادم عليه الزمن ولا بد إما من إصلاحه أو تجاوزه، هذا النقاش هو نموذج على ما يدور في أوساط الشعب الفلسطيني حول المنظمة وسبل الخروج من المأزق الوطني الداخلي.
تشير هذه الحوارات والأطروحات إلى أن المطلوب وطنياً أن يتجنب الجيل الأكبر خطأ العلاقة الأبوية (البطريركية)على الشباب، وكذلك ان يتجنب العلاقة أو دور القيادة بمعنى أن يكون هدفه ودوره هو حواري واستشاري متجاوزاً الدور الأبوي أو الدور الأمري، بمعنى أن هذا هو المدخل الحضاري للعلاقة وهو الدور المرتكز على حرية التفكير والاختيار والانتماء.
ملاحظة: سيكون السبت القادم وفي نفس الساعة (الخامسة) استكمالاً للنقاش مع ما يتسائل عليه الشباب وما الذي يريدونه؟