الحراك الشعبي العربي…. بين تدمير وإعادة تدوير النظم العربية
أبو خالد العملة
الدم العربي الذي قدمته الشعوب العربية رغبة في التحرر من الاستعمار، أهدرته الدولة القطرية بقبول منتجات سايكس بيكو.
الدم العربي الذي قدمته الشعوب العربية رغبة في وحدة الأمة أهدرته الدولة القطرية دفاعاً عن حدود سايكس بيكو.
الدم العربي الذي قدمته الشعوب العربية رغبة في الحرية والديمقراطية أهدرته نظم الفساد والاستبداد تحت عنوان الأمن الوطني ومواجهة العدو الإمبريالي الصهيوني.
الدم العربي الذي تقدمه الشعوب العربية اليوم رغبة في الانعتاق من هذه الدائرة الشيطانية تهدره النظم والنخب السياسية معاً، بدفع هذا الدم المقدس للانحشار قسرياً داخل مجاري الفوضى الخلاقة استعداداً للدخول مرة أخرى في أكثر دوائر الهزيمة شيطانية، تنحدر فيها الدولة القطرية بكل بؤسها إلى ولاية داخل الباب العالي الأمريكي، لتحصد الشعوب مرارة جديدة فوق مراراتها التاريخية.
يسفك الدم العربي بين مطرقة النظم وسندان النخب. نظم نخرها تحالف الاستبداد والفساد، الذي أنتجته معادلة سياسية داخلية استدعتها ضرورات التبعية داخل نظام الثنائية القطبية الدولي لنصف قرن، ولم تستطع هذه النظم أن تغادر مكانها لا باتجاه الوحدة القومية كأساس للنهوض الشامل، ولا باتجاه التنمية الوطنية والديمقراطية الشعبية كمحطة على طريق هذه الوحدة القومية، ولا باتجاه متطلبات التبعية بنسختها الجديدة دون أن تضطر الشعوب لدفع دمها ثمناً لإعادة تدوير خردة هذه النظم داخل فرن الصهر الغربي. نظم يعجزها هرمها وضخامتها البيروقراطية وفسادها القائم على الاستبداد من الانعطاف داخل التحولات الدولية.
ونخب السياسية التي لم تفلح في الخروج من معادلة توازناتها وتصالحاتها ومخرجات وعيها الزائف، لتمسح بشبه انتصار شعبي أخاديد هزيمتها التاريخية.
حين تتطابق رؤيتك مع رؤية عدوك فإما أن رؤيتك خاطئة، أو أن رؤية وموقف عدوك يكون غطاءاً لهدف خطير مضمر. وحين تتحول أميركا والاتحاد الأوربي وأشد النظم العربية تبعية لهما وللكيان الصهيوني “كدولة قطر” إلى أداة الإعلام الأولى وغرفة عمليات قوى الثورة بلا منازع!، فإن العقل السوي لابد وأن يسأل عن السبب الذي يدفع هذا التحالف ليجعل من نفسه محركاً وداعماً “للثورات العربية”. ولو كان الأمر كذلك، فهل من غزا ودمر وقتل الملايين في شتى أنحاء العالم في فيتنام ويوغسلافيا، وأفغانستان والعراق وفلسطين ولبنان ومصر وسورية والسودان والجزائر، وهل من تدخل لفرض أعتى الأنظمة دكتاتورية يمكن أن يكون مع ثورة لصالح الديمقراطية الشعبية في أي مكان في العالم؟ فما بالك في الوطن العربي الذي ابتلاه هذا التحالف بإنشاء كيان صهيوني عنصري إحلالي سلحه بأحدث الأسلحة التقليدية والإستراتيجية ليضمن تفوقه على العرب مجتمعين، وأفسح المجال أمامه لتهويد فلسطين ليضمن به أمنه الاستراتيجي، ووضعت له وظائف محددة جوهرها حماية التجزئة وإعاقة الوحدة والتنمية والتطور في الوطن العربي، وحماية المصالح الغربية في الشرق الأوسط، وبشكل خاص الثروة النفطية.
وعندما بدأت ملامح عجز هذا الكيان الصهيوني عن القيام بدوره ووظيفته حضر الغرب ليحمي مصالحه ويحمي أمن هذا الكيان ويساعده على تهويد فلسطين كشرط لاستمراره المهدد بالتمزق والتشرذم.
مشهد “الثورات” العربية:
بين الرغبة الجامحة والمشروعة في التغيير وبين امتلاك الأدوات اللازمة لهذا التغيير، هوة لا يجسرها شعار الحرية والديمقراطية بدون محتوى اجتماعي، وتلجمه الجغرافية القطرية عن النهوض إلى حد الغرق، فتحكم عليه بالموت قبل الانبثاق، ويجري تعميته عن الجغرافية القومية وانتمائه العربي بكل وسائل التضليل الإعلامية الحديثة وعلم النفس الاجتماعي، ويطوق بأوركسترا محللين عملاء لا تترك له لحظة تأمل واحدة: “المفكر” عزمي بشارة، و”الخبير الاستراتيجي” صفوت الزيات، و”شيخ الإسلام” القرضاوي نماذجاً، والقائمة تطول. فالدور المشبوه الذي يقوم به الشيخ القرضاوي باسم الإسلام بفتاوى للتدخل الاستعماري ضد ليبيا وقيادتها والتحريض الطائفي ضد سورية وقيادتها وفتاوى القتل لم تعد تخفى على أحد وظائفها، وكأنه قد وعد باعتماد جماعته في التغييرات القادمة في المنطقة؟! والدليل على ذلك ما صدر عن زوج ابنته الدكتور هشام مرسي من كتب “سلسلة حرب اللاعنف، الفلسفة والتكتيكات” والذي يدير ما يسمى أكاديمية التغيير من لندن وفرعها في قطر بالتعاون مع المخابرات البريطانية حول كل ما يجري الآن في المنطقة.
ولا يبرر تهافت هذا المشهد وجود كتلة شعبية شبابية تدفعها الرغبة في البحث عن المستقبل، وتفتقد للحد الأدنى من الخبرة السياسية والقدرة القيادية في معارك ذات طبيعة دولية، يحملها تخطيط استراتيجي ومراكز دراسات كبرى، وقوى استخبارية عاتية.
كتلة يغيب عنها الهدف المؤدي إلى مخرج حقيقي للمأزق التاريخي المتمثل في النظام القطري، كما تغيب عنها الاستراتيجية المتكاملة والواضحة لتحقيق هذا الهدف في الساحات العربية المختلفة، لتبرز على السطح معالم الحيرة الشبابية وضعف القدرة على تحديد الهدف اللاحق لإسقاط النظم، فيتسيد المشهد الهدف الأمريكي في تقديم بديل مصنع أمريكياً، من قيادات الجيش الذي أسبغت عليه ملائكية استثنائية بعد شيطنة النظام كله، كما حصل في تونس ومصر، ليقوم بالدور الموكل إليه والمنسجم مع التوجهات الغربية.
لقد شهدت صفحات التاريخ لشعوب العالم أجمع أنماطاً من الحراك الشعبي لم تصلح كلمة الثورة إلا للقليل منها، فبعضها كان ثورة وبعضها كان انتفاضة وآخر كان فوضى والكثير منها قارب التخريب والخيانة لصالح أعداء خارجيين. هذا من حيث التوصيف، أما من حيث الهوة بين النوايا والمنتجات، فقد لخصتها مقولة عن بعض الثورات التي فشلت في تحقيق أهدافها وهي: “الثورة يصنعها الثوار ويستولي عليها الانتهازيون ويقطف ثمارها الأعداء”. فنوايا الجماهير ورغبتها في التغيير للأفضل، وشراستها وتصميمها في لحظات محددة من أجل الوصول إلى أهدافها، ليست كافية للحكم على صحة الحراك الشعبي في لحظة تاريخية محددة، ليحدث التغيير المطلوب للشعب.
فالسؤال البديهي يفرض البحث عن الأفق الثوري لأي حراك يمكن تسميته ثورة، الأفق الذي يتحدد في ضوء استراتيجية واضحة ومدروسة بعمق، ويجري تطبيقها بشكل منظم وتحميها غالبية شعبية، وتقودها نخبة قادرة على نظم وتفعيل هذه الغالبية في الخطة الاستراتيجية بشكل صارم، وتفرض أجندتها على خارطة القوى الاجتماعية كأمر واقع وواضح لا يمكن تجاوزه ويقود بالضرورة إلى نجاح جزئي على طريق الهدف أو تحقيق كلي لهذا الهدف.
النظم العربية: من التدمير إلى التدوير
ما نشاهده اليوم من أحداث وحراك شعبي يعلن عن نفسه في شعاراته، ويعلن عن نفسه على الأرض وعلى كل المشهد والمساحة والساحات، أنه غير متشكل ولا منبثق من قوى سياسية، ويحال إلى تجمعات الشباب في الميادين بتخاذل مشهود من النخب، وينحصر في شعار تغيير النظام، أو يستهدف الحرية، كشعار فضفاض وغير محدد الأهداف السياسية والاجتماعية. ويمكن تلخيص ملامح هذا الحراك الشعبي في التالي:
1- عدم امتلاك أي من مقومات وشروط الثورة، وعدم تحديد برنامج وطني موحد لقواه، بأبعاده السياسية والاقتصادية والفكرية، عدا هدف جزئي داخله يتلخص في إسقاط النظام، وهذا ما يشي باتجاه الفعل نحو فشله المحتوم بعد رحيل النظام، تحت وطأة التناحر عند هذه اللحظة.
2- عفوية الشباب وافتقاره للخبرة والتجربة في العمل السياسي والقيادي، الذي يجعله قادراً على البناء داخل استراتيجية واضحة وتحمل عبء معركة بهذا الحجم.
3- غياب ثقة الشباب في معظم الأحزاب القائمة، بل يرون فيها وجهاً آخر لتحالف الفساد والاستبداد وأحد أسباب فشل المجتمع والدولة. وهذة حقيقة، فطالما لم تستطع هذه الأحزاب تغيير الأنظمة طوال الفترة السابقة، فهي بالضرورة عاجزة عن فرض النظام البديل، ما يعني غياب القيادة الناظمة لهذا الحراك الشعبي بالمطلق. رغم معرفتنا بكل الظروف الذاتية والموضوعية لهذه الأحزاب والتيارات المختلفة ومواقعها في عملية الصراع في العقود الماضية وقربها وبعدها عن نظم الفساد والاستبداد.
4- وقوف قوى وقدرات مخابراتية متقدمه لدى القوى المعادية لأمتنا تلعب أخطر الأدوار في التضليل والحرف والتدمير لمقدرات الحراك.
من تونس إلى مصر وما بعدهما
هل يمكننا تسمية ما جرى في مصر وتونس بالثورة رغم ما رافقه من غياب للأفق الاستراتيجي نتيجة غياب القوة المنظمة القادرة على فرض تحقيق أهداف ثورية وطنية وقومية، ونظام بديل في علاقات داخلية وخارجية وتوازن قوى اجتماعية محدد؟. وهل عملية إسقاط النظام هدف في حد ذاته؟ أليس من الضرورة أن نحدد سلفاً نوع النظام الذي نسعى إليه، ومن هي القوى الاجتماعية والسياسية الحاملة لهذا النظام الجديد؟ هل هو نظام ديمقراطي (مجازاً) مكان نظام دكتاتوري فقط؟ وهل هو نظام مستقل مكان نظام تابع، وضد أي نوع من التبعية؟
حسناً اذا اكتفينا باسقاط النظام وبقي الوضع الاجتماعي والسياسي كما هو فما معنى التغيير؟ وما فائدته؟ وهل يمكن ان يكون التغيير حينها مجرد خطة إنجلو أمريكية وتطبيق واضح لاستراتيجية معلنة، هي الفوضى الخلاقة التي تفتقر ويجب أن تفتقر لأي نظام أو أدوات لإنتاج أي مصلحة وطنية، بقدر ما تحتوي على عناصر مفككة قابلة للتحكم والتشكيل السهل وفق احتياجات مشاريع القوى القادرة على التحكم في الحراك؟ ما ينتج تغييراً لغير صالح الشعوب. وينحصر حصاد الشعوب والشباب في مزيد من الاحباط وخيبة الأمل واستنزاف الوقت والجهد والغضب الذي تحتاجه أي ثورة حقيقية تحتاجها الأمة. ويتحقق بهذا للفاعلين الدوليين وأدواتهم المحلية في هذا الحراك حرية التشكيل وقطف الثمار.
سيتحقق للفاعلين الدوليين تدمير النظم العربية وإدخال المجتمعات سوق الفوضى من خلال خطوتين:
1- تدمير وإسقاط نظم غير قابلة للتكيف مع متطلبات المشاريع الإمبريالية لأسباب مختلفة ليس بالضرورة أن كلها وطنية، وتتبنى سياسات مناهضة لهذه المشاريع، وفشلت الاساليب التقليدية في اسقاطها، أو نظم غير قادرة على التكيف مع المشاريع الإمبريالية بسبب فسادها واستبدادها وتبعيتها، فتكون الفوضى الخلاقة المسيطر عليها هي الوسيلة الأنجع لعملية الإسقاط وبغطاء فعال من قوى سياسية مناهضة للنظم بشتى تنوعاتها.
2- إعادة تدوير هذه النظم بعد أن تمنح للقوى الشعبية، المفتقدة للقيادة والبرنامج والتنظيم، فرصة إسقاطها،بعدها يقوم التحالف الإنجلوأمريكي بضربة استباقية لإجهاض أي إمكانية للتغيير الجدي وإعادة تدوير أدوات الإمبريالية في نظام جديد يحقق المتطلبات المستهدفة.
وبنظرة فاحصة على الانتفاضات العربية وما حصل فيها، يشير بشكل جلي وواضح على أن معظم النظم العربية تتجه للسقوط تحت ضربات هذه الانتفاضات. ولأن أغلب هذه النظم إن لم تكن كلها ليست في واقع القدرة على مجابهة التحولات الدولية والإقليمية بقدر ما هي معاقة ومثقلة بفسادها وبيروقراطيتها ومعادلات تشكلها وديناميات استمراريتها السابقة عن الانعطاف الذي تتطلبه المراكز الإمبريالية. فلمصلحة من سيتم تغيير هذه النظم إذا لم تكن القوى التي تقف خلف الفعل تقف بالضرورة على النقيض من رغبات هذه المراكز. نظم فاسدة انتهت صلاحيتها، ونظم تابعة للغرب بغالبيتها، وبقيت على مدى وجودها أداوت امريكا والكيان الصهيوني وتمتعت بحمايتهما طوال عقود من الزمن.
الحراك الشعبي والإعلام المشبوه:
من الملاحظ أنه قد تم تحضير البيئة الإعلامية المسيطرة كأهم أدوات التحكم بمعطيات الحراكات الشعبية العربية، فرأينا السيطرة الإعلامية في هذه الأزمة تبدأ من رسم الصورة وغسيل الأدمغة وتوجيهها وتعبئتها من خلال المحللين بألوانهم المختلفة “قومجيين وإسلامويين ويساريين، ومحللين عسكريين، ونشطاء حقوق إنسان، يعسكرون في قطر ويشكلون رئاسة هيئة أركان للحراكات الشعبية العربية، يصنعون لها الشعار ويحاورون النظم نيابة عنها، ويحرضون، وينحازون ويشكرون الجزيرة ومحلليها وقائد قطر” العظمى”. ويجرد أي شخص مخالف من القدرة على ايضاح رأيه في جو من الاكاذيب و القصص وخلط الحابل بالنابل، وشيطنة من يشاؤون له الشيطنة، ليصبح الرأي العام في صف الملائكة التي رسمها الإعلام وأسبغ عليها ما شاء من الأسماء.
لعله اليأس وفساد وعمالة وديكتاتورية أغلب الأنظمة العربية، هو ما أعطى لهذا التحالف ولهذا الإعلام المادة الدسمة للترويج للفوضى الخلاّقة وفق خططهم المعدة سلفاً، وما يمكن أن تحمله من بوادر حروب أهلية” وإن كانت محدودة”، وما يمكن أن تنتجه من إحباط لأي ثورة حقيقية ممكنة بعد موجة الإحباط التي ستعاني منها الجماهير العربية كمحصلة لمنتج “الثورة البائس”والذي يعين هذا التحالف الشيطاني في ذلك طبيعة النظم المستهدفة وقصورها الإعلامي وفساد أدوتها.
وإذا انطلقنا بأن الشباب يفتقرون للخبرة السياسية والقدرات القيادية التي تحتاجها أي ثورة حتى تنتصر في أي بلد من البلدان العربية التي تشهد هذه ” الثورات “، فهل يعقل التصديق بأن أي تغيير يمكن أن يحصل لو لم يكن هذا الزخم الإعلامي مسلطاً على هذا الحراك أو ذاك؟.
والمسبوق بالضرورة بالإعداد والتحضير والتأهيل والدعم الامبريالي لهذه الفوضى الخلاّقة، أو الانتفاضات العفوية.
إن من يدعم هذه “الانتفاضات العفوية” هو بالفعل من يصنعها أو شريك أساسي في صنعها، وما طلب المنتفضين وشكرهم الدائم للجزيرة إلا تعبير عن إدراك بنفس العفوية لدور الجزيرة والغرب الاستعماري الذي يجري التوسل إليه من قبل بعض العملاء للتدخل ضد شعبهم ووطنهم، كما يجري في ليبيا واليمن حتى الآن.
إنها الإستراتيجية الامبريالية القديمة الجديدة نحو بلادنا والعالم، في ظل التحولات الدولية والإقليمية قيد التشكل، ظناً منها أنها قادرة على الخروج من مأزقها الاقتصادي وقيادة العالم إن تمكنت من وضع يدها عل الحوض العربي الإسلامي في أسيا وإفريقيا، بما يعنيه من موقع استراتيجي وثروات هائلة، وما يمكنها من إعادة إنتاج الشرق الأوسط الجديد إذا نجح في احتواء مراكزه الإقليمية لمصلحة إستراتيجيتها الكونية، والتي تتكثف في اللحظة الراهنة بمحاولة إسقاط النظام السوري كعقوبة على دوره القومي ودعمه للمقاومة ورفضه الخضوع لاملاءات الولايات المتحدة الأمريكية، كما هو الحال مع الجماهيرية الليبية وبقية دول المغرب العربي.
إن المعسكر الامبريالي بقيادة الولايات المتحدة لم يقر بعد بنظام عالمي جديد متعدد الأقطاب، نظام متوازن لمصلحة كل شعوب العالم.
إن النضال من اجل بناء مركز عربي مستقل وغير تابع قادر على حماية أمنه القومي وثرواته وبتعاونه مع المراكز الإقليمية والدولية الصديقة يمكن للأمة العربية من الإسهام الفعّال في إنتاج نظام عالمي جديد لانفتاحها على فضائي أسيا وإفريقيا الذي يجري الصراع عليهما في المراكز الدولية، كما يتم توطيد العلاقة مع روسيا ودول أمريكا اللاتينية، نظام عالمي متوازن بعيداً عن الحروب والاستغلال والهيمنة.
هكذا نفهم ما يجري من أحداث في بلادنا ومخاطرها علينا وعلى العالم في إطار الإستراتيجية الكونية للامبريالية العالمية والتي قد تقود الى حروب “البقاء” من وجهة النظر الامبريالية لأن ملامح التحولات الدولية والإقليمية ليست لمصلحتها، على المدى المتوسط، بما يفقدها تحقيق أحلامها في قيادة العالم في القرن الحادي والعشرين.