المنتدى الثقافي العربي في رام الله
ندوة لمناقشة رواية “سما، ساما، سامية”
ملخص الندوة
أقام المنتدى الثقافي العربي في رام الله ندوة ناقش خلالها رواية “سما، ساما، سامية” للروائي الفلسطيني صافي صافي، والصادرة عن دار الآداب اللبنانية عام 2010.
وقدّمت سوسن مروّة كلمة رئيسية تناولت حيثيات الرواية ومستويات قراءتها كعمل إبداعي مقتبسةً عن مقالةٍ للأستاذ علي الخليلي قوله أن الرواية “ترصد أزمة المثقف الفلسطيني عبر التغيرات التي عصفت بالمجتمع الفلسطيني كله، على مختلف مستوياته السياسية والاقتصادية والاجتماعية ما بين الانتفاضة الأولى ونشوء السلطة الوطنية على أكتافها، بعد توقيع اتفاقية أوسلو والانتفاضة الثانية التي تفجّرت تحت سقف هذه السلطة…” . واعتبرت مروّة أن هذا التناول هو أحد مستويات الرواية، وليس المستوى الوحيد. فشخصيّاتها لا تلعب أدواراً بالمعنى التقليدي، وإنما تكشف عن دواخلها وانفعالاتها ووجهات نظرها من خلال “لوحات حوارية متتالية”، مناكفة ومشاكسة، فيها قُدْرٌ عالٍ من الشعرية في كثيرٍ من المواقع. وأضافت قائلةً أن القارئ يستشفّ من اللوحات الحوارية ملامح تلك المرحلة والعلاقات التي تسودها، ومن ضمنها ذلك الانقلاب في الأدوار بين الجنسين، المتفق عليها ضمنيا في مجتمعاتنا الشرقية. فالمرأة في الرواية مثقفة وناشطة سياسياً.. هي التي تفرض الخيارات، وهي المبادِرة في العلاقة، وهي التي تلاحق الرجل وتفصح عن حبّها له. أما الرجل (في شخصية بلال) فهو سلبيٌّ مغلوبٌ على أمره، متردّدٌ وغير قادرٍ على حسم أموره؛ فأفكاره مشوّشة، سواء على صعيد علاقات الحب والصداقة أم في ما يتعلّق بالمشهد الثقافي والسياسي. واعتبرت مروّة أن الرواية تحتفل بالحب الذي يشكّل جوهر الرواية من حيث هو مفهوم لا يقتصر على علاقة الرجل بالمرأة وإنما يتعداها ليطال علاقة الإنسان بمن حوله، فيكون الجنونُ الوجهَ الآخر للحب.
واعتبر د.علي خواجا أن الرواية، وعلى المستوى الأيديولوجي، تدعو إلى تشكيل ثقافة جديدة تقود المجتمع بعد فترة أوسلو إلى بداية جديدة حيث تموج شخصيات الرواية بثنائية العام والخاص، كما تجاوزت شخصيات الرواية الأنثوية المألوف الصامت والمقيِّد لحركة الأنثى في معتقدات المجتمع عبر خلق وعي ثقافي جديد. أما د. أحمد حرب فاعتبر الرواية تمثل مرحلة النضج الفني للكاتب من حيث الموضوع ومن حيث التقنية الفنية؛ فهي محاولة لخلق متوازيات تمثل الأنا والآخر- الأنا بمعنى الروائي والآخر وهو الظل على مستوى علم النفس. وأضاف حرب قائلاً أن الرواية هي تقريعٌ لِذاتِ المثقف لعجزه عن التغيير حتى في أسمى العلاقات الإنسانية. ورأى الدكتور زياد سعيد أن صافي كاتبٌ يغلي كالمرجل وهو مشغول بثلاثية السياسة والقضايا الاجتماعية والثقافة، وهو كالماء بحالاتها الثلاث الصلبة والغازية والسائلة، كما تنعكس هذه الصفات على الرواية موضوع النقاش من حيث موضوعها ومن خلال أسماء بطلاتها، ليشمل ذلك أيضا المشهد الروائي أو اللوحة الحوارية التي كانت في الغالب تشمل عدة جوانب وأحداث وحوارات في ذات الوقت. كما ناقش الحضور العديد من الأسئلة المتعلّقة بالرواية والنقد وأهدافه.
دعوة الى الندوة القادمة:
نحيطكم علماً أن نشاط المنتدى القادم سيكون يوم السبت ما بعد الآتي- أي في 4 حزيران 2011 الساعة الخامسة
الموضوع: عرب 1948 بين الحل القومي والتبادل السكاني
المتحدثون: واكيم واكيم وسلمان ناطور (من الداخل)
إدارة: خليل نخلة