ندوة

ندوة المنتدى الثقافي العربي في رام الله المحتلة:

العنصريون في الغرب واستثناء الآخر مدخلاً:

حوار بين ارنست رينان وجمال الدين الأفغاني مثالاً”

المتحدث أحمد ابو عوض

ندوة المنتدى الثقافي العربي يوم 11 حزيران، حديث أحمد ابو عوض، محاضر في دراسات المرأة ب جامعة بير زيت عن:

العنصريون في الغرب واستثناء الآخر مدخلاً

حوار بين ارنست رينان وجمال الدين الأفغاني مثالاً

تناول أحمد ابو عوض العلاقة الضدية بين المستعمِر وهو الأبيض أو الغرب…الخ وبين غيره من الثقافات بمعنى ذلك التاريخ الطويل من رفض الغرب قبول الثقافات الأخرى وإصراره على إلحاقها بثقافته وصولا إلى وحدانية ثقافية على صعيد عالمي تختصر مختلف الثقافات الأخرى وتلحقها بثقافة الغرب نفسه. وبالمقابل يصبح السؤال من قبل الثقافات الأخرى هو:

إما التكيف بالانطلاق من خطاب ومقولات ومصطلحات ولغة أي من الحقل الاستعماري لهذا الغرب وبالتالي بناء العلاقة على ارضية التساوق، أو التضاد من أجل أو بهدف وجوب الاعتراف من قبل الغرب بهذه الثقافة أو تلك. فإما أن تختار أمة التساوق أو الفرض على الغرب بأن يعترف بها كما هي، وليس كما يريدها أن تكون. وبين كلتي الحالتين مدى واسعا يؤكد تناقضهما.

ومن اجل السيطرة على الثقافات الأخرى لا بد للدولة اللبرالية في الغرب أن تسيطر أولا على مجتمعها، أن تبني تلك الدولة  أو تنشىء المؤسسات التي تشكل قيدا احتوائيا للمجتمع نفسه بحيث يدور ضمن ما تفرضه الدولة نفسها.

على الصعيد الخارجي تستثني الدولة الاستعمارية نفسها من اية جريمة تلحقها بالأمم الأخرى سواء الجريمة الثقافية أو الجسدية، فهي فوق المحاسبة أو المسائلة وليس شرطاً أن يكون هناك نصا قانونيا بإعفائها من المسائلة!

هذا المناخ الذي عاشه إرنست رينان ذلك المستشرق الذي حاول بناء منظومة معرفية مكرسة ضد العرب كعرق وليس حتى كثقافة مستخدما المسيحية كدين يراه قابلا لاحتواء العلم ناسبا إياه إلى الآريو، بينما يرى الإسلام غير قادر على ذلك بل معاد للعلم. وفي تركيزه ضد العرب يصل إلى القول أن هناك مسلمين غير عرب قابلين للتطور والتطوير العلمي مما يبين أن هجومه على الإسلام كان باستهداف العرب خاصة. فالاستشنائية هنا ليست ضد الإسلام بقدر ما هي ضد العرب.

ويربط رينان الأعراق باللغات وبأن لغاة الأمم خلقت ثقافات، وفي هذا السياق يعتبر ان العرب خلقوا ثقافة متخلفة غير قابلة للتطور .

وعرض أبو عوض جوهر الخلاف الذي دار بين رينان وجمال الدين الأفغاني حيث دافع الإغاني بقوله ان مختلف الأديان مضادة أو غير متسقة مع العلم وليس السلام وحده، وإن إمكانية الخروج من هذه الدائرة أمراً ممكنا لمختلف اتباع الديانات. إلا أن رينان قال أن العرق هو الأساس ورأى أن الأفغاني قادر على هذا لأنه ليس من اصول عربية.

وانتقل المتحدث إلى الهدف المركزي من حديثه وهو: ماذا علي أن أفعل؟ هل استرضي هذا الغرب ليتعرف بي؟ أم أواجهه بالضدية بمعنى أن هذا هو الخيار ذي المعنى.

النقاش: أثار الحديث نقاشات متعدددة من الحضور منها عدم الاتفاق على رمي الذنب على الاستعمار بقدر وجوب نقد واقعنا نحن كي نفهم هذا الواقع. كما دار نقاش حول الدين بمعنى هل الدين آلية للتخلف  أم أن المشكلة كيف نفهم الدين وهل مرجعية ذلك الفقه أم الفهم الموضوعي لواقع الحياة.

من جهة أخرى هل نفهم الدين ضمن الحقل الاستعماري الذي كان رينان ممن كرسوه أم أن أن نغادر هذا الحقل تماماً وننطلق من الحقل الثقافي والفكري والتراثي العربي في تضاد مع الحقل الاستعماري حتى بصيغته اللبرالية التي هي أكثر خبثاً مهما أحاطت نفسها برشاقة مصطنعة.