ندوة المنتدى الثقافي العربي
رام الله المحتلة
إستحقاق أيلول
ضمن نشاطاته عُقدت في المنتدى الثقافي العربي ندوة حول استحقاق ايلول كإحدى القضايا التي تشغل الشارع السياسي وليس الجماهيري الفلسطيني. وتحدث فيها بمداخلات ثلاث كل من سعادة إرشيد وعمر عساب وإحسان سالم ايوعرب. وتبع ذلك نقاش لما طُرح ولقضايا اخرى متعلقة.
* * *
(1)
استحقاق ايلول
سعادة إرشيد
تعود قصه خيار ايلول سبتمبر الى خطاب الرئيس اوباما في جامعه القاهرة حيث قدم رؤيته للعلاقات مع العالمين العربي و الاسلامي وسبل ترميمها باعتبار ذلك ركنا اساسيا من اركان سياسته و خاصه اثر ما لحق هذه العلاقه من اضرار ابان رئاسه بوش الثاني وسيطرة المحافظين الجدد و فلسفات صراع الحضارات و الحرب على الارهاب.
اقتنع السياسي الفلسطيني طيله هذه الفتره بامكان تحقيق وعود اوباما بالدوله و ساعده على ذلك النظام المصري السابق. ولكن مع سقوط مبارك و عمر سليمان و اقتراب لحظه الحقيقه ادرك السياسي الفلسطيني بؤس ايمانه و عدم قدره او رغبه اوباما بتحقيق وعوده فكانت المصالحه المهزوزه وكانت خطوه الذهاب الى الجمعيه العموميه وهو ما اصبح يعرف بخيار ايلول سبتمبر.
حتى اللحظه يبدو الرئيس عباس مصرا على رحله نيو يورك من اجل الحصول على اعتراف جديد من المنظمة الامميه و الحصول على عضويتها معتقدا ان هذا الخيار سيدفع بالكيان نحو العزله و الانكفاء و سيمعن في احراجه وهو امر لا يستقيم مع المنطق اذ اننا نعرف موقف الولايات المتحده المعلن من هذه الخطوه و نعرف ان أي عزل سياسي لا تشارك به الولايات المتحده و العالم الاول لن يؤتي ثمارا لا بل هو مرشح الى ان يتحول حصارا لا للسلطه فقط وانما للشعب الفلسطيني قهرا و تجويعا ومصادرة ارض و فرض حقائق عليها.اما الاعتقاد ان دولا اخرى ستقف الى جانبنا فلن يكون لذلك التأثير الكبير فهذه الدول و ان وقفت الى جانبنا فهي لن تعلن حربا على الكيان و لن توقف أي شكل من اشكال التعاون السياسي او الاقتصادي او الامني معه كرمى لعيوننا.ثم ان هذه الخطوه لن تكون لها مفاعيلها الحقوقيه والقانونيه التي تتطلب تقديم طلب خطي للامين العام الذي سيقوم بدراسته و التعليق عليه.
من هنا، فإن أمام هذا الاستحقاق عدة عقبات منها:
· اللامعنى لاعتراف دول حتى لو كثيرة بهذه الدولة بما هي ما تزال افتراضية مما يذكرنا بإعلان الاستقلال 1988 في الجزائر،
· ومنها كذلك بقاء الخيوط بيد الولايات المتحدة التي لا تخفي عدائها للشعب الفلسطيني،
· ومنها وهذا الأهم، وجود الاحتلال على الأرض المفترض أن تكون لهذه الدولة وإصرار الاحتلال على عدم الانسحاب حتى لو تمت تلبية شروطه التصفوية لحق العودة.
· هذا إضافة إلى أن الوضع العربي الرسمي ما زال سائلاً والوضع الشعبي الذي لم ينتقل لما هو خارج حدود القطر الواحد بعد، بل لم تنته الأمور في الأقطار التي شهدت ثورات وانتفاضات.
بقي أن نقول إن إشكالية مسألة الدولة ليست مسألة فنية أو مسألة توقيت، بل هي:
· مسألة العجز عن إنجاز المشروع الوطني/القومي
· والإصرار بالمقابل على الاستمرار في التسوية بما هي الخيار الوحيد للحركة الوطنية الفلسطينية في عجزها عن إنجاز المشروع من جهة
· وتمسكها بما حصلت عليه كحكم ذاتي من جهة ثانية،
· وانهيار سقفها إلى هذا المستوى من جهة ثالثة.
* * *
(2)
إستحقاق أيلول بين المناورة والمراجعة
عمر عساف
غدا موضوع التوجه إلى الأمم المتحدة أيلول القادم مثار حديث واهتمام أوساط واسعة من الشعب الفلسطيني سواء من زاوية الترحيب والدعم والحشد والإسناد للخطوة أو القلق والخوف من الأهداف والنتائج المترتبةعلى هذه الخطوة أو رفضها والإعتراض عليها باعتبار هذه الخطوة جزءاً من مسار أوسلو ووظيفتها تجيء في هذا السياق.
وقبل تناول محتوى هذه الخطوة ينبغي الإشارة إلى أن البعض -بمن فيهم كاتب هذه المداخلة- يرون أن هذه الخطوة متأخرة إثني عشر عاماً وكان بنبغي اتخاذها فور انهاء المرحلة الانتقالية لاتفاقات اوسلو أي في أيلول 1999 بإعلان بسط السيادة الفلسطينية على الأراضي المحتلة بعدوان 1967 دون أن يمس ذلك الحقوق الوطية التي تضمنتها قرارات الشرعية الدولية وبشكل خاص قرار 194 الذي يضمن عودة اللاجئين إلى ديارهم التي هجروا منها عام 1948 وقرار 181 الذي شكل الأساس القانوني الدولي لإعلان الاستقلال 1988، ومع أن هذه الخطوة تأخرت لأسباب مختلفة لا مجال لنقاشها هنا لكنها ترتبط بشكل أساسي في مراهنة فريق أوسلو على مزيد من المفاوضات وخضوعه للضغوط الخارجية التي أجلت عمليه عدم الإعلان عن تلك الخطوة وفتح باب التمديد غير المحدود للمرحلة الانتقالية.
ما ينبغي أن ننتبه له أولاً أن هناك فرقاً بين مسألتي الاعتراف بالدولة الفلسطينية وعضوية الأمم المتحدة إذ أن مسألة الاعتراف تتعلق بالعلاقة بين الدولة المعنية ودول العالم الأخرى وهذا أمر يرتبط عادةً بالمصالح والتوجهات السياسية لهذه الدول ويمكن أن تعترف دول العالم بدولة ما دون أن تكون عضواً في الأمم المتحدة وهذا ينطبق على جمهورية الصين الشعبية حتى أواسط السبعينيات وهو ينطبق اليوم على جمهورية الصين الوطنية (تايوان) وبالتالي فإن الواضح أننا كفلسطينيين نتوجه لطلب عضوية الأمم المتحدة لا بطلب اعتراف دول العالم بالدولة الفلسطينية سواء التي تضمنها إعلان الاستقلال أو تلك التي يتم الحديث عنها في أيلول القادم وما دام الأمر يتعلق بعضوية الأمم المتحدة فإن لهذا التوجه مساراً ينبغي على الدولة التي تريد عضوية الأمم المتحدة اتباعه وهو يمر أولاً عبر مجلس الأمن الدولي الذي بدوره يوصي الجمعية العامة بقبول عضوية هذه الدولة وهذا يعني أنه لا بد من موافقة تسع دول وعدم استخدام أي من الدول دائمة العضوية حق النقض الفيتو، وفي الحالة الفلسطينية ما زالت الأمور غير مضمونة إذ أن الفيتو الأمريكي ينتظر الفلسطينيين وفقط يحول دون استخدامه أن يدفع الفلسطينيون الثمن الذي تريده اسرائيل لهذا التوجه ويقف في مقدمة ذلك الاعتراف بيهودية الدولة والتخلي عن حق عودة اللاجئين إلى ديارهم، وهذه الاشتراطات لن يستطيع أي فلسطيني وخصوصاً فريق أوسلو القبول بها لأن الشعب الفلسطيني لن يسمح بذلك.
وفي ضوء عدم إمكانية تمرير الموضوع كان الخيار الآخر هو التوجه للجمعية العامة من خلال التحالف من أجل السلام وهذا المسار أيضاً غير مضمون النتائج مع أنه قد يوفر مجالاً للدولة الفلسطينية لتكون عضواً في بعض المنظمات الدولية كاليونسكو واليونيسيف ومحكمة لاهاي.
ولعل السؤال الذي يطرح نفسه ما الثمن المطلوب إقليمياً لهذه الخطوة إلى جانب المطلوب فلسطينياً وهل يراد منها اعتراف عربي بالدولة العبرية وفق مضمونها وفتح الآفاق العربية أمامها في ظل ما تشهده المنطقة العربية من تحولات لا بد أن تكون في صالح نضال الشعب الفلسطيني خصوصاً ما وقع في تونس ومصر وهل تسعى الدول المهيمنة في العالم استباق أية نتائج لصالح القضية الفلسطينية، وحتى لا تظل الأمور حبيسة التقييمات لا بد من الإجابة عن السؤال التالي هل هذه الخطوة تجيء في سياق السياسة التفاوضية التي بدأها فريق أوسلو منذ عشرين عاماً أم تشكل محاولة للخروج من هذا المسار بعد أن وصل إلى طريق مسدود؟
واضح أن قرار التوجه للأمم المتحدة جاء في سياق ذات السياسة التي يقودها فريق اوسلو منذ أكثر من عقدين من الزمن فرئيس اللجنة التنفيذية الرئيس محمود عباس ما زال يرى أن بديل التفاوض هو التفاوض وبديل فشل التفاوض هو مزيد من التفاوض وحتى عندما “صعد إلى الشجرة” بتشجيع من اوباما بوقف المفاوضات في ظل استمرار الاستيطان فإنه يبحث عن سلم ينزل من خلاله عن تلك الشجرة بعد أن سحب أوباما ذلك السلم وهو لا يريد إحراج اسرائيل ولا عزلها على الصعيد الدولي.
وربما جاءت مبادرة آلان جوبيه بعقد مهرجان دولي في محاولة لإنقاذ ماء الوجه وثني الجانب الفلسطيني عن الذهاب للأمم المتحدة وفي هذا السياق يجيء اجتماع الرباعية الدولية يوم الاثنين 11/7 والذي ستكون إحدى وظائفه تيسير تراجع الجانب الفلسطيني عن الذهاب للأمم المتحدة بل وممارسة مزيد من الضغط على الجانب الفلسطيني حتى لا يذهب للأمم المتحدة في أيلول القادم وليس بعيداً عن هذا أيضاً الحديث عن الأزمة المالية وممارسة الضغط المالي على السلطة الفلسطينية من خلال الكونغرس أو عدم وفاء بعض الأطراف العربية بالتزاماتها المالية وإلا ما معنى بروز هذه الأزمة خلال هذه الأشهر بعد استقرار مالي لسنوات وبعد شهادات البنك الدولي وبعد الحديث عن الجاهزية لإعلان الدولة خلال الأشهر القادمة وفي وقت يتم التلويح بعدم قدرة السلطة على الوفاء بالتزماتها نحو مستخدميها، وماذا يعني التلكؤ في تطبيق اتفاق المصالحة بعد توقيعه في القاهرة قبل شهرين بل ماذا يعني تصريح رئيس الوزراء الدكتور سلام فياض بأن اعتراف 191 دولة بالدولة الفلسطينية في وقت لا تعترف اسرائيل بهذه الدولة لا يعني أن شيئا قد يتغير؟ إذن لماذا كل هذا الحديث عن الدولة وأيلول والذهاب للأمم المتحدة على مدى سنتين والاستعدادات لاستحقاق أيلول؟ لماذا نطعم جمهورنا جوزاً فارغاً ونعبئ بهدف معين ثم نتراجع عنه؟ أليس في هذا مزيد من الإحباط للشارع الفلسطيني؟ كي يغدو مشروع البحث عن أي حل وبأي ثمن أمراً مقبولاً يشق طريقه في أوساط معينة في الحركة الوطنية؟
إذن هل يعني هذا أن ننادي بعدم التوجه للأمم المتحدة وعدم طلب عضوية الأمم المتحدة أو اعتراف دول العالم بالدولة الفلسطينية؟ أم أن هناك خياراً آخر يتمثل في الإجابة عن السؤال كيف نجعل الذهاب للأمم المتحدة موضوع إجماع فلسطيني وكيف نوظفه في خدمة الأهداف الوطنية وفي مقدمتها حق العودة للديار وفق قرار 194 وكيف تكون إقامة الدولة جزءاً من مسار تحقيق الأهداف الوطنية للشعب الفلسطيني؟ وكيف نجعل من الذهاب للأمم المتحدة بديلاً لمسار أوسلو سيء الصيت والنتائج؟ وكيف نكون مستعدين لدفع ثمن خطوة كهذه؟
آن الأوان أولا لاستخلاص العبر بالاتفاق على ما يلي:
– ينبغي إنجاز وتطبيق وحدة وطنية على قاعدة برنامج وطني فلسطيني، العودة للديار، دولة مستقلة كاملة السيادة وفق قرارات الشرعية الدولية وعاصمتها القدس
– الإقرار بفشل المفاوضات التي بدأت قبل عقدين من الزمن ووصولها إلى طريق مسدود
– الاتفاق على أن العدو الصهيوني لا يريد سلاماً ولا يسعى إلا لمزيد من الاستيطان وتهويد القدس وبناء جدار الفصل العنصري ورفض حق العودة وتكريس الدولة اليهودية
– مغادرة المراهنة على الدور الأمريكي كوسيط باعتبار الدور الدور الأمريكي منحازاً وراعياً وداعماً للعدوان الصهيوني ضد شعبنا
– إعادة البعد العربي للقضية الفلسطينية من خلال إقامة علاقات مؤازرة مع الدول العربية وإقامة العلاقة معها وفق موقفها من الحقوق الوطنية الفلسطينية
وأخيراً حتى لا يكون استحقاق أيلول في مسلسل التنازلات في المسيرة التي ابتدأت من مدريد وحتى لا تكون هذه الخطوة شكلية خالية من أي مضمون وحتى لا ندفع ثمنها كفلسطينيين غالياً , على القيادة الفلسطينية الـتمسك بالذهاب إلى الأمم المتحدة وكسر احتكار الأدارة الأمريكية لإدارة الصراع الفلسطيني الصهيوني بما يضمن مصالح اسرائيل والعمل على مغادرة مسار اوسلو الذي جلب نتائج كارثية على الحقوق الوطنية واعتبار الذهاب إلى الأمم المتحدة خطوة في اتجاه إعادة الملف كله للأمم المتحدة والتمسك بقرارات الشرعية الدولية أساساً للحل وبشكل خاص القرار 181 أساساً قانونياً دولياً للدولة الفلسطينية وقرار 194 أساساً لضمان حق اللاجئين في العودة إلى ديارهم التي هجروا منها وهذا يتطلب حسماً وحركة جماهيرية تحول دون تراجع القيادة الفلسطينية وخضوعها للإملاءات الأمريكية والمسارعة في إنجاز اتفاق.
* * *
(3) استحقاق أيلول؟؟
إحسان سالم ” أبو عرب “
ما هو استحقاق أيلول؟
ولماذا تُثار هذه الضجة الاعلامية المضللة وكأننا ذاهبون الى انتزاع وتحرير الأراضي الفلسطينية المحتلة؟
هل هناك فعلاً أية نتائج من الممكن تحقيقها على الأرض؟
من يقرأ أو يسمع هذا الاعلام الأصفر الموجه يظن أننا قد استكملنا مشروع التحرير ولم يبق سوى الاعتراف بما تم تحريره!!!
إذا كنا قد استيقظنا الاَن، وسمعنا بأن هناك مجلس أمن وجمعية عامة للأمم المتحدة، وأنها سوف تنصفنا، فلماذا ركنا كل ذلك جانباً ولم نفطن الى أن هناك مرجعيات وقرارات ثابتة أجمع عليها العالم إبتداءً من قرار 181 الذي أعطانا 44% من مساحة فلسطين ورفضناه أصلاً والاَن نطالب العالم بالاعتراف بحدود 20% اعترافاً نهائياً ناجزاً على دولة افتراضية على الورق وليس على الارض، هل هذا ما يريده شعبنا بعد هذا الكم الهائل من التضحيات والمحن..؟
لقد تقلصت أهدافنا الحقيقية وتم الغاء المرجعيات الاساسية لقضيتنا العادلة وهي الحق بالمقاومة بموجب ميثاق منظمة التحرير ” الزمن الغابر ” ثم نحينا جانباً المرجعيات وقرارات الأمم المتحدة ثم ذهبنا الى قرار 242 ثم ذهبنا الى اوسلو المشؤوم واعترفنا بالكيان الصهيوني مقابل سجادة حمراء وتم التنازل عن فلسطين حينما أصبحت الرباعية وأمريكا هي مرجعيتنا الأساسية، والاَن نرجع الى الأمم المتحدة نطالبها بالاعتراف بحدود 20% من أرض فلسطين العربية.
ما هذا العبث والمجون؟
هل هكذا تتحرر الأوطان؟
إن السلطة الوطنية اليوم لا تعرف ماذا تريد ولا الى أين هي ذاهبة، وما زالت ترتكب الإنحراف السياسي بكل أوجهه فهي من عطل عمل المجلس التشريعي وهي من قام بإلغاء دور منظمة التحرير برضى وبطواعية أركانها، وهي تلغي ثم تعود لإحياء دور هذه المنظمة كلما دعت الحاجة الى تمرير موقف ما.
لقد ذهبنا الى مفاوضات كارثية طوال السنوات الماضية دون مرجعيات أو مبادىء عبر مفاوضين ليس لديهم أهداف أو ماهيات بعد أن جردنا أنفسنا من كل نقاط القوة، أقصينا جانباً العمق العربي والقومي لقضيتنا التي هي أساساً قضية قومية، مزقنا الوحدة الوطنية عبر عدم الاعتراف بنتائج الانتخابات الأخيرة وها نحن الاَن نحاول أن نحل قضية الانتخابات بانتخابات جديدة تنتظم فيها وتدعو إليها قوى منظمة التحرير، تنصلنا من البرنامج الوطني الذي يحكم الصراع وأخذنا نساوم على حق العودة والقدس واعتبرنا خيار المقاومة خياراً عدمياً إرهابياً، فماذا بقى لنا؟ سوى أننا نقف الاَن عراة من كل نقاط القوة التي ذكرتها أمام عدو يعلن مشروعه كل يوم ويعلن أنه لن يحيد عنه ونحن نفاوضه حول ثوابتنا وهل هي شرعية أم لا!!!.
لذلك أقول أن من أدان خيار المقاومة ومن سفه هذا الخيار ووضع نصب عينيه المفاوضات كخيار استراتيجي وحيد، ومن وضع جميع أوراقه بالسلة الأمريكية والرباعية ولا ندري بعد ذلك من سيكون المرجعية، ومن رهن شعبه للدعم المالي الذي تقدمه الدول المعادية التي أنشأت وساعدت الكيان الصهيوني على اقتلاع شعبنا وتشريده وما زالت تسانده بكل السبل ومن يصرخ ليلاً نهاراً بأنه استكمل مشروع الدولة العتيد وهو لا يعدو أن يكون في خانة الكيان كحل أخير للصراع.
أقول من فعل كل ذلك ماذا أبقى جعبته شيئاً يذكر أمام ما يُحاك ويُدبر في تل أبيب وواشنطن من انقضاض كاسح على كل مقومات وجودنا كشعب وقضية وهل يمكن أن يكون أيلول واستحقاقه سوى المرحلة الأخيرة لهذه المهزلة مهزلة الركوع بالأيدي والأرجل!!!