البيان الثالث لاتحاد الكتاب العرب حول الأزمة الراھنة في سورية

انطلاقاً من المسؤولية التي تقع على عاتق اتحاد الكتاب العرب بوصفه معبراً عن ضمير الأمة؛

ونظراً لوضوح الرؤية بعد أربعة أشهر من الأزمة الراهنة في سورية التي تتلخص بوجود مشروعين:

أولهما: العودة إلى استهداف سورية بالتقسيم والتفتيت ضمن ما يسمى بمخطط الشرق الأوسط الجديد،

وثانيهما: مشروع وطني مخلص تلتقي على أهدافه الواحدة إرادة المعارضة الوطنية مع إرادة الكثير من الشرفاء والمخلصين في الوطن لتنفيذ ما يهدف إليه في مجمل الواقع السياسي والاجتماعي والاقتصادي الذي يعيشه بلدنا؛

واستناداً إلى المشروع الإصلاحي التغييري الذي أعلنه السيد رئيس الجمهورية، وأكده في الفترة القريبة الماضية وتبنى الإسراع بتنفيذه؛

يؤكد اتحادنا ما يلي:

ـ الالتزام بالوحدة الوطنية، وصيانة النسيج الاجتماعي الخلاَّق والجميل.

ـ تحريم الرصاص بين أبناء الوطن، والعمل الفوري على وقف نزيف الدم المؤلم الذي يهدد مصير الوطن، واعتماد الحل السياسي بدل أي حل آخر؛ والتصدي لكل من يمارس أي عمل أو قول تحريضي على الطائفية والمذهبية والإقليمية.

ـ التطبيق الفوري والفعلي لكل الإصلاحات التي جرى الإعلان عنها، والإسراع في تفعيل القرارات والمراسيم الصادرة في هذا الاتجاه، وإدانة كل ما يتعلق بتخريب الممتلكات الوطنية العامة.

ـ العمل على وضع دستور جديد لسورية يواكب التحولات الاجتماعية والفكرية والسياسية

والاقتصادية التي تمر بها سورية والعالم، دستور يضمن التركيز على قيم التعددية

والمساواة والديمقراطية والتحديث وسيادة القانون.

وفي هذا المقام فإن اتحاد الكتاب العرب يؤكد ضرورة إصدار:

(قانون الأحزاب  قانون الانتخابات  قانون الإدارة المحلية  قانون الإعلام ) لتجديد الحياة الديمقراطية في وطننا الحبيب.

ـ الالتزام بالثوابت الوطنية والقومية، ومواصلة التصدي للعدو الصهيوني والعمل على تحرير الجولان الغالي.

ـالاستمرار في نشر ثقافة الحوار، واعتماد ثقافة الاختلاف واحترامه، والخروج من مقولة .« من ليس معنا فهو ضدنا »

وهذا يقتضي من المعارضة عدم وضع شروط مسبقة للحوار، واعتماد طاولة الحوارحلاً وحيداً ومخرجاً مأموناً من الأزمة كيلا تدخل سورية في متاهات لا تحمد عقباهاومن هذا المنطلق فقد أقام اتحاد الكتاب العرب في سورية عدة ندوات حوارية شاركت فيها شخصيات معارضة معروفة، قبل أن يشارك في اللقاء التشاوري.

ـاحترام عقل المواطن الثقافي والسياسي والإعلامي وعدم اللجوء إلى التهييج الطائفي والمذهبي  والعرقي، وإلى كل ما من شأنه تدمير المواطنة وتشويش الرؤية إلى قضايا الوطن المصيرية، والكف عن الاتهامات الجزافية التي لا تستند إلى أدلة وقرائن، لأنها تسيء إلى الشعب العربي السوري ووحدته.

ـ مشاركة كل الشرفاء في هذا الوطن في التشخيص والتحليل وتقديم مقترحات الحلول للأزمة الراهنة ومواجهة كل حملات التضليل والتشويه والتحريض والتصدي للانتهازيين والمتاجرين بالدم السوري في الداخل والخارج؛ فالظروف الحالية الصعبة تتطلب مزيداً من الحكمة، والتعّقل ونكران الذَّات، والابتعاد عن المشاريع الضيقة طائفياً وعشائرياً وفئوياً، لأن الحريق سيشمل الجميع وسيهدد وجود الوطن، وهذا يستدعي استبعاداً نهائياً للحل الأمني.

ـ الإفراج عن المعتقلين السياسيين وموقوفي الرأي.

ـ العمل على حماية التظاهرات السلمية في حدود المسؤولية والقانون.

ـ محاكمة جميع من تسبب باندلاع شرارة الاحتجاجات وإعلان النتائج بشفافية.

ـ مواجهة الإعلام المعادي والمضلل بموضوعية وعلمية، بعيداً عن الهلوسة والحماسة التي

تؤذي سورية نفسها، وتسيء إلى قضاياها العادلة قبل الإساءة إلى الآخرين.

ـ الرفض القاطع لأي نوع من أنواع التدخلات الخارجية في الشأن السوري الداخلي، والتأكيد على أن الشعب السوري، بكل أطيافه وحدة وطنية قادرة على إيجاد الحلول الملائمة لواقعه ومشكلاته.

ـ القيام بحملة دبلوماسية وثقافية وإعلامية مكثفة تشمل كل دول العالم لتوضيح حقيقة الوضع في سورية، وإفشال محاولات فرض العزلة عليها أو التمهيد لأي تدخل خارجي، فسورية ما زالت تتعرض لعواصف عاتية تريد النيل من أمنها واستقرارها..

· وفي هذه اللحظة التاريخية يتعاظم دور الكتاب والأدباء في سورية، بوصفهم أمناء على الثقافة، وأمناء على المصلحة الوطنية، وكرامة المواطن، وصون حريته، وحرية الاعتقاد والتعبير والدفاع عن الحقوق الإنسانية ليكون المواطنون على قدم المساواة، في ظلِّ دستور ينسجم مع متطلبات التقدم والتطور، وتطلعات الشعب نحو مجتمع ديمقراطي تعددي، تسوده العدالة.

وبناءً على ذلك كله فإن اتحاد الكتاب العرب يهيب بكلِّ القوى الوطنية الفاعلة، في أي موقع كانت وبكل ما تتميز به من ثراء فكري وديني وتاريخي واجتماعي، أن تضع مصلحة الوطن فوق أي مصلحة.

المكتب التنفيذي

لاتحاد الكتاب العرب

دمشق 23 تموز 2011 م