القضية الضائعة بين نصفي الكأس نزار بنات، فلسطين المحتلة

من الدارج في لغة الحوار السياسي الفلسطيني، استخدام عبارة، ” انظر إلى النصف الملآن من الكأس. وصارت هذه العبارة شائعة أكثر من أسماء الشهداء.

غالبا ما يستخدم السياسي الفلسطيني هذه العبارة الماكرة، حين يهرب من مواجهة محرجة لمواقفه أو تصريحاته، وتتضمن العبارة اتهاما مهذبا للطرف الآخر بأنه مزايد، ومشكك، ومتصيدي للأخطاء، ويتصرف بنفسية كيدية………. هكذا يريد المسئول تجريد المواطن بخبث من حقه في النقد.

هذه العبارة فيها على الأقل إقرار بأن نصف الكأس فارغة، ولكن هذا بعيد عن توصيف الحقيقة، فالكأس الفلسطينية الرسمية مليئة حتى تكاد تفيض ولا يوجد فيها نصف فارغ.واليكم قصة هذا الكأس.

كانت الكأس الفلسطينية مليئة بالماء العذب، وقد غلفتها وأظلتها زنود الفدائيين وحمتها من الرياح العاتية والشمس الحارقة، بعد أوسلو سقطت المظلة عن الكأس، فصار ماء الكأس عرضة للشمس الدولية الحارقة التي أخذت تبخر الماء وتبقي على الرواسب، كانت الرواسب قليلة وغير مرئية لكثرة الماء، لكنها صارت تكثر والماء يقل، حتى طغى لونها على شفافية الماء.

هذا الطين ملأ نصف الكأس الفلسطينية المكشوفة، أما النصف الثاني فقد ملأته الرياح الإقليمية العاتية بحبيبات الغبار، وكل غبيرة مرتبطة بأجندة، تراكمت حبيبات الغبار حتى ملأت النصف الآخر من الكأس.

والناظر إلى الكأس يحتار، كم من  الجهد يحتاج لتنظيفها، ومن أين له بالماء كي يشطف كل الوحل الذي فيها، أم إن أحسن الحلول وأكثرها حصافة أن يلقي بالكأس وطينها، ويستبدلها بكاس جديدة.

:::::

أبو كفاح- نزار بنات

تجمع التنوير الديمقراطي –الخليل