عاشت الذكرى الـ 29 لانطلاقة

جبهـــــــــة المقــــــــــاومة الــــــــوطنية اللبنــــــــانية

في 16 أيلول من العام 1982 دوّت رصاصات المقاتلين الوطنيين معلنة ولادة جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية، كرد شعبي ثوري على الغزو الصهيوني للبنان الذي أرادته الإمبريالية الأميركية الحجَر الأساس لـ “الشرق الأوسط الجديد”.

… وانتصرت المقاومة وفرضت على العدو الإندحار التدريجي عن الأراضي اللبنانية، وأسقطت اتفاق 17 أيار، وردّت المارينز والقوات المتعددة الجنسيات بالنعوش، وصولا إلى التحرير الكامل في العام 2000 باستثناء مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وقرية الغجر، وسجلت الإنتصار التاريخي في العام 2006، وأكد دم الشهداء وتضحياتهم أن الإستراتيجية المثلى لحماية لبنان هي المقاومة.

إن هذه الإنجازات العظيمة ما كانت لتتحقق لولا التلاحم الكفاحي بين القوى الوطنية اللبنانية وبين الثورة الفلسطينية التي يتكالب عليها المجتمع الدولي، وبين سوريا الممانِعة التي تشتد عليها المؤامرة الدولية اليوم بسبب دعمها لقوى المقاومة في لبنان وفلسطين والعراق.

اليوم وبعد 29 عاماً على انطلاقة الجبهة يؤكد التاريخ ضرورة المقاومة فكراً ونهجاً وسلاحاً، كخيار أوحد لتحرير الأرض وردع العدو وصد عدوانه، وما الأصوات المنادية بنزع سلاح المقاومة إلا صدى لأسيادها الأميركيين والصهاينة، لتجريد لبنان من قوته الرادعة تمهيداً لاجتياحه من جديد إما بالحرب العسكرية أو بمؤامرة “المحكمة الدولية” أو بإشعال الفتن المذهبية للإتيان بالعملاء والخونة مرة أخرى الى سدة الحكم على متن الدبابة الإسرائيلية.

لكن تحرير الأرض من الإحتلال لا يكتمل إلا بتحرير الإنسان من الإستغلال والقهر الطبقي، ولئن كانت الأولوية اليوم هي استمرار المقاومة، إلا أن تخليص شعبنا من الطغمة المالية الحاكمة المسؤولة عن نهب المال العام والمديونية الهائلة وتحديدا منذ العام 1992 يجب أن يستكمل بنضال شعبي يفرض على السلطة تلبية المطالب المعيشية والإجتماعية.

وفي وطننا العربي وبعد سلسلة الإنتفاضات الشعبية، أطلقت الإمبريالية الأميركية “ثورتها المضادة” لشعوبنا العربية التواقة للتخلص من أنظمتها العميلة والتابعة لها، وها هي تحاول أن تفرض علينا نماذج من “الثورات” المعلّبة، إما “ثورة الناتو” كما في ليبيا، وإما “ثورة الحماية الدولية” كما في سوريا، مستخدمة المطالب الشعبية المحقة في الحرية ولقمة العيش كذريعة لإدخال وطننا العربي في أتون حرب أهلية، طائفية هنا ومذهبية هناك وقبلية هنالك. لكن الرد الثوري جاء من ثورة مصر العربية التي رفعت راية فلسطين واسقاط كمب ديفيد وإقفال سفارة العدو الصهيوني في القاهرة وطرد سفيرها المجرم، وفي ظل هذا المناخ الثوري اقتحم المقاومون الأبطال مدينة إيلات الفلسطينية.

تحية للشهداء الأبطال، وعهداً أن تستمر المقاومة حتى تحرير لبنان، والعراق وفلسطين من البحر الى النهر، وباقي أرضنا العربية المحتلة.

الحزب الديمقراطي الشعبي

جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية

16 أيلول 2011