كاتب تقرير بعثة الأمم المتحدة إلى سورية:

إن شاء الله لن يبقى فيها حجرعلى حجر

نضال حمادة

في موقف الجمعة الماضية ذكرت محمد الحارثي في آخر المقالة التي تحدثت فيها عن التغيير في الإستراتيجية الأميركية، ما جعل حكام قطر يقررون تغيير إستراتيجية التغطية التي تقوم بها قناة الجزيرة لبعض البلدان العربية التي سقط بعضها تحت ضربات الناتو ويتعرض بعضها الآخر لمشاكل واضطرابات خصوصا سورية، وأن هذا ما أدى إلى الإطاحة بمدير القناة وضاح خنفر.

وكنت عند كتابة المقالة السابقة، أعتزم عدم نشر شيء عن الرجل، حتى يأتي الوقت المناسب، وكان تقديري أن الغرب الساعي لإسقاط سوريا والمسيطر على مجمل مؤسسات الأمم المتحدة بكل مللها ونحلها وألوانها، هذا الغرب لا بد من أنه سيعود إلى استخدام ورقة وفود الأمم المتحدة لتقصّي الحقائق في حربه الباردة ضد نظام الرئيس بشار الأسد في سورية. وكان أيضا تقديري، وما زال، أن الكشف عن ما ذكره محمد الحارثي عضو اللجنة الأممية لتقصي الحقائق سوف يكون له تأثير  كبير عند الإعلان عن نية الأمم المتحدة إرسال بعثة تقصّي حقائق جديدة إلى سورية، ويمكن أن يؤثر هذا في تشكيلة أية لجان مقبلة قد  تقوم الأمم المتحدة بإرسالها إلى هذا البلد العربي العزيز. غير أن معلومة حصلت عليها تفيد عن حصول مدعي عام المحكمة الجنائية (لويس أوكامبو) على نسخة من التقرير غيرت التوجه الأساس بعدم نشر أي شيء إلى نشر البعض اليسير مما قاله محمد الحارثي في جلساته الباريسية، وقد يأتي الوقت الذي يتم فيه نشر القصة الكاملة.

بتاريخ ؟؟؟ أرسلت الأمم المتحدة بعثة أممية إلى سورية لتقصي الحقائق بعد الحصول على موافقة دمشق بإرسال فريق مؤلف من أحد عشر خبير دولي في مجال حقوق الإنسان، ولم يتوانى أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون عن الإشارة إلى أن هذا الفريق يتمتع بالحرفية التامة والحيادية الكاملة في عمله، غير أن المهنية والحيادية ليس لها وجود في صراعات الدول هذه الأيام خصوصا في  كل ما يتعلق بالأمم المتحدة التي تسيطر عليها الدول الغربية وخصوصا الولايات المتحدة. وقد ازداد النفوذ الأميركي قوة خلال فترتي بان كي مون الأولى والثانية التي مر أكثر من نصفها، كان خلالها ناطقا رسميا مدافعا عن المواقف الأميركية والغربية بانحياز لم تشهد له الأمم المتحدة مثيلا حتى في أيام كوفي عنان الآتي من غانا الدولة الأفريقية الفقيرة والصغيرة.

ما رواه وما قاله محمد الحارثي فضيحة مدوية على مستوى الإنحياز الكامل للمؤسسات الدولية في الأزمة السورية بينما تغيب كليا في البحرين على سبيل المثال أو في فلسطين كما هي الحال منذ سبعين عاما. وهنا أنقل بعضاً مما قاله الحارثي وأحتفظ بالأكثر أهمية للوقت المناسب.

أتحدث محمد الحارثي بفخر عن أنه وفتاة تركية من أصل أرمني عضو في لجنة تقصي الحقائق التابعة للأمم صاغا نص التقرير باسم كامل الفريق حيث لم يتدخل التسعة الباقون في عمل التقرير وكان ذهابهم إلى دمشق للتغطية فقط لا غير.

ب – قال محمد الحارثي أن الأمم المتحدة اتفقت مع اوكامبو على تقرير يدين سورية ويحول المسؤولين السوريين إلى المحكمة الجنائية الدولية وأنه صاغ التقرير ليخدم هذا الاتجاه.

ج – سأل محمد الحارثي عن الطريقة التي يمكن بها سحب تأييد شريحة واسعة من السوريين للرئيس السوري بشار الأسد.

د – قال محمد الحارثي لشخص انتقده على انحيازه: (إنشاء الله ما بضل فيها حجر على حجر..) وهو يقصد بذلك سورية.

هذا غيض من فيض الكلام

::::

المصدر: موقع “المنار”

http://www.almanar.com.lb/adetails.php?eid=113456&frid=51&seccatid=161&cid=51&fromval=1