استحقاق أيلول؟؟

إحسان سالم ” أبو عرب “

رام الله المحتلة

ما هو استحقاق أيلول؟

ولماذا تُثار هذه الضجة الاعلامية المضللة وكأننا ذاهبون الى انتزاع وتحرير الأراضي الفلسطينية المحتلة؟

هل هناك فعلاً أية نتائج من الممكن تحقيقها على الأرض؟

من يقرأ أو يسمع هذا الاعلام الأصفر الموجه يظن أننا قد استكملنا مشروع التحرير ولم يبق سوى الاعتراف بما تم تحريره!!!

إذا كنا قد استيقظنا الاَن، وسمعنا بأن هناك مجلس أمن وجمعية عامة للأمم المتحدة، وأنها سوف تنصفنا، فلماذا ركنا كل ذلك جانباً ولم نفطن الى أن هناك مرجعيات وقرارات ثابتة أجمع عليها العالم إبتداءً من قرار 181 الذي أعطانا 44% من مساحة فلسطين ورفضناه أصلاً والاَن نطالب العالم بالاعتراف بحدود 20% اعترافاً نهائياً ناجزاً على دولة افتراضية على الورق وليس على الارض، هل هذا ما يريده شعبنا بعد هذا الكم الهائل من التضحيات والمحن..؟

لقد تقلصت أهدافنا الحقيقية وتم الغاء المرجعيات الاساسية لقضيتنا العادلة وهي الحق بالمقاومة بموجب ميثاق منظمة التحرير ” الزمن الغابر ” ثم نحينا جانباً المرجعيات وقرارات الأمم المتحدة ثم ذهبنا الى قرار 242 ثم ذهبنا الى اوسلو المشؤوم واعترفنا بالكيان الصهيوني مقابل سجادة حمراء وتم التنازل عن فلسطين حينما أصبحت الرباعية وأمريكا هي مرجعيتنا الأساسية، والاَن نرجع الى الأمم المتحدة نطالبها بالاعتراف بحدود 20% من أرض فلسطين العربية.

ما هذا العبث والمجون؟

هل هكذا تتحرر الأوطان؟

إن السلطة الوطنية اليوم لا تعرف ماذا تريد ولا الى أين هي ذاهبة، وما زالت ترتكب الإنحراف السياسي بكل أوجهه فهي من عطل عمل المجلس التشريعي وهي من قام بإلغاء دور منظمة التحرير برضى وبطواعية أركانها، وهي تلغي ثم تعود لإحياء دور هذه المنظمة كلما دعت الحاجة الى تمرير موقف ما.

لقد ذهبنا الى مفاوضات كارثية طوال السنوات الماضية دون مرجعيات أو مبادىء عبر مفاوضين ليس لديهم أهداف أو ماهيات بعد أن جردنا أنفسنا من كل نقاط القوة، أقصينا جانباً العمق العربي والقومي لقضيتنا التي هي أساساً قضية قومية، مزقنا الوحدة الوطنية عبر عدم الاعتراف بنتائج الانتخابات الأخيرة وها نحن الاَن نحاول أن نحل قضية الانتخابات بانتخابات جديدة تنتظم فيها وتدعو إليها قوى منظمة التحرير، تنصلنا من البرنامج الوطني الذي يحكم الصراع وأخذنا نساوم على حق العودة والقدس واعتبرنا خيار المقاومة خياراً عدمياً إرهابياً، فماذا بقى لنا؟ سوى أننا نقف الاَن عراة من كل نقاط القوة التي ذكرتها أمام عدو يعلن مشروعه كل يوم ويعلن أنه لن يحيد عنه ونحن نفاوضه حول ثوابتنا وهل هي شرعية أم لا!!!.

لذلك أقول أن من أدان خيار المقاومة ومن سفه هذا الخيار ووضع نصب عينيه المفاوضات كخيار استراتيجي وحيد، ومن وضع جميع أوراقه بالسلة الأمريكية والرباعية ولا ندري بعد ذلك من سيكون المرجعية، ومن رهن شعبه للدعم المالي الذي تقدمه الدول المعادية التي أنشأت وساعدت الكيان الصهيوني على اقتلاع شعبنا وتشريده وما زالت تسانده بكل السبل ومن يصرخ ليلاً نهاراً بأنه استكمل مشروع الدولة العتيد وهو لا يعدو أن يكون في خانة الكيان كحل أخير للصراع.

أقول من فعل كل ذلك ماذا أبقى في جعبته شيئاً يذكر أمام ما يُحاك ويُدبر في تل أبيب وواشنطن من انقضاض كاسح على كل مقومات وجودنا كشعب وقضية وهل يمكن أن يكون أيلول واستحقاقه سوى المرحلة الأخيرة لهذه المهزلة مهزلة الركوع بالأيدي والأرجل!!!

::::

abuarabihsan@gmail.com