ثورة وثورات مضادة

تناقض الصحوات وتآلفها ضد العروبة!

(الجزء الثاني والأخير)

عادل سمارة

لكلٍّ إسلام صحوة إلا إسلام العرب!

استكمالاً لمخطط احتجاز البعد القومي العربي، والذي لا نقصد به العرق العربي قطعاً بل ونؤكد على المصلحة المشتركة للطبقات الشعبية في مجمل الوطن بقومياته وإثنياته  (ما عدا الاستعمار الاستيطاني الصهيوني) والدينين المسيحي والإسلامي، ، فإن من مظاهر أحداث وتطورات الوطن العربي أن كل شيءٍ يدور ويدار وبقصدية واضحة باسم الإسلام. لذا نشهد أنواعاً متعددة من الإسلام السياسي: الإسلام السياسي الوهابي/ النفطي  والإسلام السياسي الأميركي والإسلام السياسي التركي (الطوراني) والإسلام السياسي الإيراني،  الأمر الذي في تعدده يدفع للسؤال ايها هو الإسلام السياسي الأقرب إلى الإسلام لحقيقي، وليس ايها هو الإسلام الحقيقي. وماذا لو فوجئنا بصحوة مسيحية؟ وهي على ما يبدو تُستثار في مصر؟ كيف سوف تتلاقى الصحوتان أو الصحوات!!!! ألا نلاحظ أن هيلاري كلينتون بعد صحوة “اولاد هيلاري”، فهي تنتقل الآن إلى صحوة مسيحية حيث تتبنى المسيحيين العرب شاؤوا ام ابو!

صحيح أن الإسلام السياسي الإيراني هو أكثر راديكالية وأقرب إلى الإسلام السياسي المقاوم، ولكنه إسلام مأخوذ بالقومية الفارسية وهو موقف لا يحصره في إيران بل يحاول التاثير على بعض العرب بتطعيمهم بالطائفية. فهو يشارك الإسلامات الأخرى تجاهل البعد العربي في الحراك الذي يحصل وكأن الشعب الذي ينتفض ليس عرباً!

لقد اتضح موقف هذه الإسلامات من أحداث ليبيا. فلم يكن نظام القذافي ضد الإسلام، كما أنه كان قد ساوم المركز الإمبريالي كثيرا في العقدين الأخيرين. واتجه كثيراً إلى إفريقيا بعيدا عن الموقف القومي. ولكن يبدو أن الإسلامات المذكورة كانت تستهدفه لوجود البعدين القومي والإفريقي فيه وهما بعدان مضادان للإمبريالية بالفطرة والضرورة.لقد وقفت جميع قوى الإسلام السياسي عبر فضائياتها على الأقل ضد ليبيا رغم أن من سرقوا الثورة الشعبية الليبية منذ ايامها الأولى هم عملاء علانية للناتو الذي يقوم بحرق البلد بطائرات اربعين دولة. وقد استكملت المسألة بما ورد في مجلة سلاح الجو الصهيوني بأنه يشارك في “تطهير ليبيا من قوات القذافي” (فضائية فلسطين اليوم 6 أكتوبر 2011).

إذا كانت هذه الدلائل والحقائق  لم تكف الإسلاميين الجهاديين لرؤية الصورة بوضوح، فإن قادم الأيام سيكشف ذلك. فماذا هم فاعلون؟ هل لديهم مبدا نقد الذات؟ لا نتمتى أن تأخذهم العزة بالإثم!

لكن ما يمهنا في هذا السياق هو قناعتهم بالتناقض مع القومية العربية بخلاف كافة شعوب الدول المسلمة حيث لا يُقيم الإسلام السياسي فيها تناقضا مع قومياتها، وهذا يؤشر إلى دور موروث استعماري وغربي صهيوني غُرس لدى قوى في الوطن العربي. وحبذا لو كان الإسلام المقاوم  هدفه فقط تجريد العرب من شرف كونهم أمة الإسلام الرئيسية، بل نحن نعتقد ان الهدف هو تدمير القومية العربية للحيلولة دون النهضة العربية والوعد بنهضة إسلامية إذا اتفق عليها المسلمون لن يسمح بها المركز الرأسمالي الغربي الذي يدعم إسلاميين اليوم ويغذيهم بهذا الوهم. وربما كانت تجربة القاعدة شاهداً، ومع ذلك تتكرر في ليبيا. إن ما تسمى بالصحوة الإسلامية (بطبعاتها الشيعية والسنية والوهابية والتركية والأميركية وغيرها) في أشكال كثيرة منها هي حالة ردة عن الإسلام وعن المجتمع:

·       لا يمكن ان تكون هناك صحوة إسلامية تتحالف مع الولايات المتحدة[1] ضد دولة عربية مسلمة أو مع تركيا التي هي قاعدة متقدمة للأطلسي ضد العرب والمسلمين. أو تعادي أمريكا في إيران وتبارك الاحتلال الأميركي لليبيا.

·       إن الإسلام السياسي الذي يعادي الأمة العربية لن يكون حريصا على المجتمع العربي، بل سيقابل شعبنا بالانقسام والإرهاب[2].

·       إن التعصب الطائفي المتبادل في الإسلام السياسي بين سني وشيعي لن يتوقف وستشارك فيه الإسلامات الطورانية التركية المتراكبة مع كونها سنية ومع كونها أطلسية، ناهيك عن الإسلام الوهابي والأمريكي…الخ ولا ندري أية قوات ردع سوف تمنع تذابح هؤلاء؟

إن كافة أنواع التحركات في الوطن العربي اليوم هي عربية، سواء منها الثورية أو المأجورة، ولكن الحديث الإعلامي متجه وجهة واحدة هي وصف كل ما يحصل بالصحوات الإسلامية. هل إغفال البعد العربي وهو البعد المؤسس هو أمر مقصود؟

ما علاقة هذا باستهداف أنظمة ليبيا وسوريا؟ هل الإسلام صحيح في كل مكان ما خلا هذين البلدين؟ أم ان الثورة المضادة بقيادة الولايات المتحدة تستهدف البعد القومي العربي.

تجدر الإشارة إلى أن تحالف الإسلام السياسي غير المقاوم هو تبعية منه للمركز الإمبريالي، هو استخدام لهذا الإسلام طبقاً للموقف والظرف. فالمركز هو الذي يعطي المؤشرات لهذا النوع من الإسلام متى يتحرك ومتى يتوقف. لقد وقف المركز ضد إسلاميي الجزائر حينما كان وجودهم في السلطة في غير مصلحته. بينما نراه اليوم يعقد الصفقات مع الإخوان المسلمين في مصر ويؤاخي القاعدة  في ليبيا، ويتبنى الإخوان المسلمين في سوريا ويقيم لهم قاعدة في تركيا الأطلسية والمسلمة معاً!! هل الدرع الصاروخي في تركيا لحماية اقباط مصر؟ وكيف تقبل الصحوة افسلاميى لالتركية أن تكون فاعدة ضد مسلمي غيران وضد العرب كمسلمين في معظمهم؟

صحوة إسلامية أم صحوة  ضد عربية؟

إذا كان ما يجري صحوات إسلامية، كما يزعم إعلام المركز الإمبريالي وتزعم معه بنفس القدر، وهذا جد غريب، قيادات وإعلام قوى مقاومة، إذا كان الأمر هكذا، فما سر ومعنى توجيه هذه الصحوات باتجاهات التجزئة؟ في مصر يتم الدفع باتجاه انقسام ديني دولة لكل دين، ودولة لقبائل النوبة، وفي السودان يتم الدفع باتجاه تقسيم عرقي وديني ولوني وجهوي دولة لكل منها، وفي العراق يتم الدفع لثلاث دول، وفي اليمن لدولتين على الأقل؟ وفي ليبيا هناك الآن دولتين، والخطر يُرعب النظام الجزائري فيضيق بعائشة القذافي. من يضمن أن ليس هناك تجهيزاً لدولة أمازيغية في دول المغارب العربي، دون أن يتوحد عرب المغرب على الشريط الساحلي، أي مع الحفاظ على النزعة القُطرية لكمبرادور كل قطر على حدة حتى بعد تجزئته بين عرب وغير عرب؟ حزمة من الدول قيد الإعداد في وادي النيل دون أن تتمكن الخرطوم والقاهرة من الوحدة بمفردهما. لماذا لا ينتج عن هذه الصحوة موجة وحدوية لا موجة تعميق التجزية؟

مصر: استهداف متعدد

لقد سارعت الثورة المضادة لتفجير ليبيا قبل أن تستكمل مصر حتى ثورتها الأولى لتصبح مصر بين الكيان من جهة وبين ليبيا الناتو/القاعدة من جهة ثانية. كما تم تحريك قيادات الجيش لتعبىء الفراغ الذي خلفه تنحي مبارك وليس طرده أو تصفيته. إن الرشادة الظاهرية التي تمارسها قيادة الجيش المصري هي لتمرير دوره وتبريره من جهة، وهي كذلك لإعفاء هذا النظام الجديد من دور قومي في ليبيا. ليس المطلوب، ربما، من مصر أن تدخل في الصراع في ليبيا، ولكن كلمة واحدة لم تُقل من قبل القيادة العسكرية للبلد!  وحتى من قبيل الدبلوماسية كان يمكن ان يقول وزير خارجية مصر كلمة تعبر عن القلق مما يحدث في ليبيا.

والذي يبدو أن النظام المصري ما زال هو نفسه وأن القيادة العسكرية لم تختلف في موقفها عن نظام مبارك لا تجاه البلدان العربية ولا تجاه جامعة الدول العربية التي لعبت دور “القِوادة” ضد ليبيا ثم خسئت وصمتت، كي تنتقل للعب نفس الدور ضد سوريا. كما لا يختلف دوره تجاه القوى التي تؤجج الصراعات المذهبية عن ما كان عليه دور نظام مبارك! هل له دور أم ان من جانبه الصمت؟ هذا ما ستبديه قادم الأيام.

مواجهة الأحزاب بالشباب

من غير الواضح كيف تنبه هذا العالم فجأة للشباب وكأنهم هبطوا فجأة من السماء. صحيح أن للشباب دورهم في الحراك الثوري وخاصة في جرأة الصدام مع قوى الأمن. إلا أن هناك سرٌ غير مفهوم بعد أو لا يُعلن عن نفسه يكمن في تضخيم دور الشباب دون سؤالهم السؤالين الحارقين:

·       لماذا لستم مؤطرين بما يتجاوز مجرد التدفق إلى الميادين

·       وما هي رؤيتكم؟

قد يفسر هذين السؤالين تلك الهجمة المبالغ فيها ضد الحزبية، والتي ليست مجرد هجمة ضد الأحزاب ولا سيما تلك التي تخلفت وراء الحركة الشعبية

ما تقوم به الثورة المضادة اليوم هو مواصلة التجويف والتجريف الذي كان يقوم به نظام مبارك في مصر. وإذا كان نظام مبارك قد قام بتجويف وعي القوى السياسية عبر القمع، فإن الولايات المتحدة  والغرب عامة قد مارسوا ذلك عبر احتواء الشباب في ظاهرة أولاد هيلاري، اي التجويف بالاحتواء ووهم اللبرالية وسراب الديمقراطية. وما يثير القلق الأشد أن يتم استقطاب قطاعات من الشباب من قبل رجال العصبية الدينية التي بدأت تذرُّ قرنها في مصر أكثر من اي قطر عربي آخر.

هشاشة مثقفي المعارضة المعولمة

منذ أن انكشف دور ما اسميت المعارضة العراقية (هي اليوم في السلطة في العراق) التي ورَّثها الاحتلال الغربي أرض العراق، اتضح أن العولمة اكتنفت معظم مرافق حياة هذا الكوكب ومن ضمنها المعارضة. فالإمبريالية ، وخاصة البريطانية، من خلال فتح مجال اللجوء السياسي تمكنت من احتواء وخصاء الكثير من المعارضات إلى درجة صار من الصعب وجود معارضة خارج بلدانها وفي المركز تحديداً لم ترتبط بدرجة أو أخرى بالبلد الإمبريالي أو الغربي الذي تعيش فيه[3].  وحتى الهاربين دون أن يطلبوا لجوءاً سياسياً تحولوا مع تطبيع أذهانهم واقلامهم إلى معارضة معولمة بالثقافة والطروحات فتخصصوا في الهجوم الأعمى على الأنظمة التي اضطهدتهم لينتهوا إلى هاجمين على أوطانهم.  إن الخلط بين النظام والبلد والخلط بين النظام القومي والقومية العربية نفسها، والخلط بين مواقف وخطايا نظام قومي والتي اتخذت حالات وجرائم ضد القومية نفسها ، قد جر كثيرا من المثقفين العرب في التخارج إلى لُحاق أعمى بخطاب المؤسسات السياسية وال (ثنك تانك) الغربية ليتحولوا إلى جيش من مبرري تصفية الأقطار العربية نفسها[4].

شراء الصمت بالرِشى

ما لم يُكشف للمواطن العربي عن انظمة النفط العربية خلال زمن التبعية والردة، كُشف له في عام الثورات والحراك والثورة المضادة. لا بل أُعلن. قام مجلس التعاون الخليجي باحتلال البحرين لتثبيت اسرة حاكمة في بلد يحتضن الأسطول الخامس الأميركي. وقامت جامعة الدول العربية باستجداء الاحتلال الجوي الغربي للقطر الليبي وحصل. وقامت قطر والإمارات برأس الحربة في تدمير ليبيا. غدت قطر والإمارات غُزاة ضد ليبيا في لحظة فوضى عربية تم فيها تمرير الخيانة بأسهل من مرور النضال.

دفعة واحدة إذن  أعلن النفط العربي الخليجي حرباً على الأمة العربية باسم الإسلام! من اين اتت قوة الدفع هذه. ومن تحت الطاولة تقوم السعودية بخصي القيادة العسكرية لمصر بعرض الدعم المالي. وتقوم منذ فترة صناديق الدعم الخليجية برشوة أنظمة عربية ومؤسسات خيرية وجمعيات وقوى سياسية…الخ كي تضمن صمت المجتمع العربي عن الدور الخطر الذي تلعبه أنظمة النفط هذه سواء:

·       تقويض الأنظمة التي يستهدفها المركز أو

·       تغطية علاقتها بالمركز سواء في الغزو المباشر حالة ليبيا أو الغزو السري والتجهيز للعدوان المباشر ، حالة سوريا.

·       تحويل صناديقها السيادية لصالح اقتصاد الولايات المتحدة المترنح بالأزمة الاقتصادية المالية

·       تعميق العلاقات مع الكيان الصهيوني تمهيداً لإعلانها

لعلها حالة خاصة أن تقوم أنظمة تابعة بتغطية تبعيتها اولاً بافسلام، وثانياً بالظهور بمظهر “محسن كريم” يتصدق بمال الأمة على الأمة فيتم السكوت عليه. وهو الصمت الذي يساهم في التحليل الأخير في تقوية مركز هذه الأنظمة في داخل قطرياتها، اي يساهم في تجويف وعي الشعب.

ليس المقصود أن يجري تصدير الوعي والثورة من عرب الفقر إلى عرب النفط، ولكن على عرب الفقر أن يربأوا بأنفسهم كشعب فيقولوا كلمتهم ضد عرب المال. عليهم أن  يحطموا المعادلة القروسطية القائمة هناك والتي تتكون من:

·       سيطرة المركز من الأعلى

·       قبول الأنظمة الحاكمة بذلك لأن المركز مُوجدها وحاميها

·       قبول الجمهور هناك بالإثنين اعتقاداً ب:

o أن الغرب هو الذي خلق النفط فشكراً له

o وأن الأنظمة هي التي تستجدي من الغرب بعض ريع النفط كي ترشه عليهم فشكراً لهذه الأنظمة.

إن تحرك الشارع العربي بوضوح ضد هذه الأنظمة وطرد سفاراتها وجمعياتها الخيرية المزورة هو تماماً كطرد المؤسسات الأجنبية الغربية  لا بد سيكشف للشارع العربي في القطريات النفطية بعض الحكاية.

يقود تحويل الأموال مع الزمن إلى وهم اعتقاد المتلقي بأنه عاجز عن العيش بدون التحويلات. وربما يسود هذا الاعتقاد في الأرض المحتلة. وهذا وهم يخالف الوعي. فكيف كانت تعيش هذه الأرض المحتلة قبل الرشى النفطية؟

لا بد من القطع النهائي

أما وهذا الوطن يتغير حقاً، فليس شأن كاتب محدد أن يرسم معالم ما يجب أن يكون عليه الحال. ولكن هناك مسلَّمات لا بد التنبه لها وتجذيرها في الوعي الشعبي.

من بينها وضع الغرب في موقعه الصحيح، اي الوصول بقناعة وتوثيق بأن تاريخ العلاقة مع الغرب الراسمالي هو تاريخ صراع، عدوان من جانبه ودفاع من جانبنا. لا بد من القطع النهائي مع هذا الغرب أي اعتبار كل ما يتعلق بمؤسساته الرسمية خطراً محدقا، سواء المؤسسات العسكرية أو السياسية أو الاقتصادية أو الثقافية. نحن في حالة حرب مع عدو يقوم بالحرب بتنوعاتها.

وعليه، فإن المثقفين أو الساسة العرب الذين يثرثرون  بسطحية عن إزدواجية المعايير عند الغرب إنما يحومون داخل إطار رسمه الغرب لهم ليس أكثر. فالحديث عن ازدواجية معاير الغرب هو ضمناً اعتبار الغرب طيبا وبريئاً ومستقيماً وأن الاستثناء هو سقوطه في ازدواجية المعايير! وبالتالي فتصحيح مساره ممكناً! فالعلاقة مع الغرب الراسمالي علاقة تناحرية بنفس مستواها مع الصهيونية. وعليه، فإن الفكاك مع هذا الغرب لن يكون اقتصادياً وحسب بل فكاك مع الخطاب كذلك.

إن استشارة المتعصبين دينياً تحت غطاء الصحوات على تنوعها وتناقضها وتربصها ببعضها البعض هو في حقيقة الأمر جزء من الهيمنة الإمبريالية الثالثة بأن تعم الفوضى الوطن العربي، ويجري اقتتالاً داخلياً لا ينتهي ويصب لصالح الإمبريالية وأدواتها في المنطقة التي تأكلها شهوة السلطان. وهي التي تفجر الصراع الديني كجزء من مهمتها كي يكون إحراق الناتو لمصر اسهل منه في ليبيا وأسوا مما كان في العراق.


[1] كيف نقرأ تحالف الولايات المتحدة مع الصحوة الوهابية وعدائها للصحوة اإيرانية ودعمها للصحوة الإخوانية في سوريا وليبيا، وتعهدها “بحماية” أقباط مصر. ألا يستدعي هذا تفكيراً في الدور الذي يقوم بها دُغاة الصحوات بل التعصب مسلمين ومسيحيين! هل ما زال البعض ينكر أن كثيرا من رجال الدين يعتاشون من تأجيج النعرات الدينية؟ لا شغل لهم غيرها، بل لا مبرر لوجودهم دونها!

[2] في حديث للسيد اسماعيل هنية في منتصف شهر ايلول 2011 أمام ؤتمر العلماء  والذي بتثه قنوات القدس وفلسطين اليوم بالصوت والصورة، قال عدة مرات وهو في معرض الحديث عن العلماء والأمراء: “إن أعدائنا هم أميركا والعلمانية”. غذا كان هذا حديثه وهو في مقاطعة صغيرة وتحت الحصار وهوبحاجة لتعاطف حتى اشد الناس علمانية، فماذا سيفعل غذا ما جرت حلحلة للأمور؟ نأمل أن لا يكون في هذا رسائل أخطر من القول نفسه؟

[3] ربما من المناسب قراءة ظاهرة هروب المعارضة من المحيط إلى المركز كجزء من ظاهرة “ما بعد الاستعمار”! ونقصد هنا المعارضة السياسية  بشكل خاص وغ، كانت المعارضة في الأدب هي ضمن هذه الظاهرة.

[4] يظهر هؤلاء ولنقل يسطعون لفترة ما إلى أن تطويهم دوائر الإمبريالية بعد انتهاء الدور، فلكل أداة دور في زمن ما، ثم تُرمى حتى لو لم يتهي عمرها الافتراضي. لم نعد نسمع مثلا عن كنعان مكية بعد أن كان على الورق والشاشات خلال عهد صدام وخلال تدمير العراق؟ هل يفهم غليون ذلك؟؟؟