إستشهاد القذافي:

هكذا رحل الرجل الذي حكم ليبيا ولم يخُنها

اسرة تحرير “كنعان”

وهكذا رحل الرجل الذي حكم ليبيا ولم يخُنها. كانت له رؤيته، وهي التي لم يتصالح معها الغرب الرأسمالي ولا مجتمعه المدني. كان قرارهم هدم ليبيا على راس القذافي وبايدي عملاء الهيمنة الثالثة، أي هدم ليبيا بايدي الليبيين.

لقد خانت معظم الأنظمة العربية ليبيا وليس، كما تزعم، القذافي. ووقفت معها ومع الناتو قوى كثيرة من الإسلام السياسي التي تزعم المقاومة. ومنها من قاوم ولكنها أثبتت أنها تُعيد الإسلام إلى حظيرة الاستعمار. كان القضاء على القذافي جزءأ من القضاء على القومية العربية التي لن تلخص في رجل أو تيار بعينه.

على أمتنا الانتباه أن تدمير ليبيا جرى وهي بين ما تسميان ثورتين في مصر وتونس! وهذا يثير تساؤلات مرعبة: هل حقا هناك انتصار ثوري في هذه القطريات؟ أم ان الثورة في لحظة المخاض. كنا نود للرجل ان يسقط شهيدا وها قد حصل، تجديداً لروح عمر المختار.

إنه عصر قرار الاستعمار ذبح العالم الثالث كي ينجو من أزمته المالية الاقتصادية. وها هو يفعل ويخدمه العملاء المحليون. وهذا يعيد إلى الأذهان والوعي مجدداً: هل الاستعمار الغربي الراسمالي هو فقط الطائرات والجنود والحكام؟ أم أيضا ما يسمى المجتمع المدني الذي لا يرفض هذا الذبح الجماعي؟

* * *

لقد كتب كثيرون في قتل القذافي بدم بارد، إلا ان هذا ليس سوى استمرار لنفس الخطاب المتمسح باكاذيب إنسانية الغرب. خطاب مضمَّخ بترجي الاستعمار أن يعترف بهم في صفوفه.

دع عنك الإسلام الحنيف والعروبة الشهمة…الخ كل هذا لغو.

ما حصل كان طبيعياً من بنية مأجورة. هي الغوغاء هكذا. لنتذكر مقتل الحلاج أو إعدامه! كان يجب محاكمة طويلة للقذافي كي تكون درساً في الحوار وقراءة التاريخ لمن سيأتون.

ولكن مَنْ يجرؤ على المحاكمة؟ السبب اساسي: جرائم القذافي معروفة للقاصي والداني، لكن خيانة هؤلاء يجب ان لا تُعرف! هو منع المواطنة وهم ضحوا بوطن. كانوا سيقولون له أنت قتلت الآلاف، وكان سيقول أنتم الذين نفذتم أوامري وفتيتم في ذلك.

لكن السؤال عن غدٍ!

فوراء كل هذا أن يعود الاستعمار عبر ما نسميه الهيمنة الثالثة، أي تهيئة الوطن العربي للاستعمار بايدي عربية. هنا المشكلة. كان طريفاً بل طبيعياً أن يكون نوري المالكي من اوائل المهنئين بمصرع القذافي فهو كالمجلس الانتقالي وليد نفس العدوان الخارجي.

السؤال الأهم: هذه الغوغاء والعامة والسوقة والعوام التي قتلت القذافي هكذا، كيف ستفعل ببقية الشعب وهناك الكثيرون الذين يقفون ضدهم الآن؟

اما السؤال الذي يجبن الناس عن إشهاره: لماذا يسمح المجتمع المدني الغربي لحكامه بفعل ما فعلوه في العراق وأفغانستان ويوغسلافيا وليبيا؟ هذا سؤال الثقافة والحضارة؟ أم سؤال حل الازمات المالية الاقتصادية لديهم على حسابنا؟؟

* * *

تسجيل سري ونادر للخيانة العربية (يوتيوب):

http://www.youtube.com/watch?v=6AGIgJPHh0w&feature=related