هو ” العار “

” التحالف الديمقراطى ” يعترف بالمجلس السورى التابع للناتو!!

د. رفعت سيد أحمد

لقد انتظرنا عدة أيام بعد إعلان ما يسمى بالتحالف الديمقراطى فى مصر والمشكل من عدة قوى متنافرة لا قيمة لها إلا لقوتين رئيسيتين هما: الإخوان وحزب الوفد، انتظرنا أسبوعاً كاملاً آملين أن يعلن هذا التحالف، وبخاصة الأحزاب المحترمة – غير الورقية – بداخله أنها قد أخطأت حين اعترفت بما يسمى بالمجلس الوطنى السورى الانتقالى بقيادة برهان غليون، وأنها قد أساءت أولاً:للثورة المصرية حين ساوتها بعملاء لحلف الناتو، تماماً عندما ساوها عبر الاعتراف المهين بمجلس العملاء فى طرابلس، وثانية: للشعب السورى الذى يلفظ هذا المجلس وثالثاً: للمعارضة السورية الحقيقية والوطنية التى أعلنت براءتها منه وبأنه وفقاً للمعارض السورى الكبير قدرى جميل والمعارض البارز هيثم مناع أن ما يسمى بالمجلس الانتقالى هو مجلس يمول ويتبع نادى واشنطن التابع للمخابرات المركزية الأمريكية، انتظرنا ولكن قيادات هذا التحالف، لم تعتذر، ولم تصدر بياناً يوضح موقفها وهو الأمر الذى يجعلنا نؤكد أن ما فعله هذا التحالف وإصراره عليه يعد فى تقديرنا هو (العار) بعينه، العار الذى أصاب الثورة المصرية التى قطف هذا التحالف ثمرتها فى غيبة شبابها وقواها الحقيقية التى فجرتها، وها هو لا يكتف بذلك بل يبادر بالاعتراف بمجلس عميل لحلف الناتو وللمخابرات الأمريكية وصُنع فى أسطنبول لتقوده بعض القوى الإسلامية المتطرفة – ومعها الإخوان السوريين الأكلون على الموائد بما فيها مائدة برنار ليفى الصهيونى ومؤتمره الشهير فى باريس – بعيداً عن التمثيل الحقيقى للشعب السورى ولقواه المعارضة أو المؤيدة واسعة الأطياف.

دعونا نسجل ما يلى لعل من لا يزال شريفاً فى التحالف الوطنى فى مصر أن يعيد النظر، ويعتذر للشعبين السورى والمصرى عن هذا العار،عار الاعتراف بعملاء لحلف الناتو ممثلين للشعب السورى:

أولاً: ينبغى أن يعلم التحالف الديمقراطى المصرى أنه لا يمثل الشعب المصرى بل يمثل نفسه فقط، وأن الشعب المصرى وفقاً لما نتابع ونقرأ يعلم أن الشعب السورى يريد الإصلاح ولكنه لا يريده على الطريقة الأمريكية والفرنسية أو التركية التى تستدعى التدخل الأجنبى مثلما حدث فى ليبيا التى هلل أعضاء من هذا التحالف المصرى وتحديداً (الوفد) و(الإخوان) على ما جرى بها بل واستقبلوا نفس (العملاء) الذين سموا لاحقاً بنفس الاسم (المجلس الانتقالى) ثم على أيديهم تم ذبح الشعب الليبى، وتم احتلال دولتهم بالكامل وتم نهب بترولها وتقاسمه بين فرنسا (37%) وباقى شياطين حلف الناتو 57% وقطر (التى تسمى فى أدبيات الشارع العربى بـ إسرائيل العربية) 10%؛ الشعب السورى وقواه المعارضة لا يريد هذا الخيار الذى يحضر له الآن عملاء دول الخليج المسمون بوزراء خارجية مجلس التعاون الخليجى. إن الشعب السورى يريد الإصلاح من الداخل ويريدوه عبر قواه الوطنية وليس عبر مجلس برهان غليون التابع – كما قال هيثم مناع فى حديثه لصحيفة الأخبار اللبنانية الأسبوع الماضى – لنادى واشنطن التابع بدوره للـ C.I.A.

ثانياً: هل يدرى قادة التحالف الديمقراطى وتحديداً الوفد والإخوان والحزب الناصرى (الذى نحيه على خروجه من هذا التحالف المشبوه!!) أن فى سوريا عدة هيئات معارضة داخلية (مثل الجبهة الشعبية للتغيير بقيادة قدرى سعيد) – (هيئة التنسيق الوطنية بقيادة حسن عبد العظيم وحسين عويدات) – (المبادرة الوطنية) قيادات العشائر (ومنها الشيخ نواف البشير الذى أعلن يوم الأربعاء الماضى 12/10/2011) من على الفضائيات رفضه لمجلس برهان غليون التابع للـ C.I.A ورفضه للاستقواء بالخارج) وغيرها من الأحزاب والقوى، والتى اتفقت جميعاً على رفض التدخل الأجنبى الذى أعلن (برهان غليون) نصاً وفى حواره مع الإخوانى القطرى / أحمد منصور بقناة الجزيرة أنه يوافق عليه بهدف ما أسماه حماية المدنيين!!.

* والسؤال: ألا يعنى اعتراف التحالف الديمقراطى المصرى بما يسمى بالمجلس الانتقالى المذكور، يؤيد التدخل الأجنبى؟ وإذا كان الأمر غير ذلك فلماذا لم يستمع إلى القوى المعارضة الأخرى، بل وللشعب السورى فى مظاهراته المليونية والتى آخرها مظاهرة (السبع بحرات) يوم 12/10/2011 التى أذهلت المؤيد والمعارض معاً، ولم يخترعها أحد كما يشيع عملاء الناتو؟ وإذا كنتم يا قادة التحالف الديمقراطى المصرى لا تعرفون خريطة القوى السياسية المعارضة فى سوريا، والتى يعد أضعفها، وأكثرها مثاراً للشبهة هو (المجلس الانتقالى) والذى لم يعترف به إلا مجلس واحد عميل مثله لحلف الناتو هو المجلس الانتقالى الليبى (انظر تشابه المسميات وهل هو من قبيل المصادفة؟!) لماذا لم يسألوا أهل الذكر عن حقيقة خريطة تلك القوى؟ وإذا كان التحالف الديمقراطى المصرى يستقى معلوماته من قناة الجزيرة وقناة العربية المعاديتان بالنشأة والدور لوحدة البلاد العربية والتابعتان بالدور والوظيفة للمخابرات الغربية عبر مشيخيات الخليج المحتلة بالقواعد العسكرية الأمريكية كالعديد والظهران؟! فتلك مصيبة على من يدعى قيادة الثورة المصرية أو تمثيلها وتتحول المصيبة إلى إهانة عندما يلصق بهذه الثورة اعترافاً مشيناً مثل هذا الاعتراف بمجلس قال عنه أحد أبرز المعارضين السوريين هيثم مناع – كما قلنا آنفاً – أنه يتبع نادى واشنطن التابع للمخابرات الأمريكية وأنه تلقى 200 مليون دولار لكى يسقط الحكم فى سوريا لصالح واشنطن وباريس بهدف طرد المقاومة الفلسطينية فى دمشق وحصار المقاومتين العراقية واللبنانية لصالح إسرائيل؟! ثم سؤال أخير: رغم كل ملاحظاتنا على النظام السورى: هل نسى مرشد الإخوان أن ابنة الاخوان الجميلة (حماس) ومن قبلها حزب الله والجهاد لم تجد فى دول المنطقة من يحتضنها طيلة 25 عاماً ومدها بالسلاح والسياسية أو يحميها سوى هذا النظام الذى يطالب الآن باستبداله بعملاء للمخابرات الأمريكية؟ هل هذه هى الثورة وهل هذا هو (الإسلام) وهل هذه هى مروءة المقاومين؟ أجيبونا يا من ارتكبتم هذا العار فى حقنا جميعاً؟

:::::

Email:yafafr@hotmail.com