بيان الحزب الشيوعي العراقي ـ اللجنة القيادية

الناتو يغتال الرئيس الليبي العقيد معمر ألقذافي

ملاحظة من “كنعان”

إذا حاولنا قراءة ما تتطلبه المرحلة فإن تحالفا تاريخيا هو الضرورة القصوى للطبقات الشعبية العربية بين: القوى القومية والشيوعية والمسلمة العربية لمواجهة الاستعمار المتجدد والمكون من الإسلام السياسي ممثلا في قيادات الإخوان المسامين خاصة والإسلام الطائفي وكمبرادور الخليج بإسلامييه الوهابيين والإسلام التركي والإسلام الفارسي هؤلاء جبهة الأعداء على الأرض، والإمبريالية والصهيونية جبهة الأعداء من الجو تجسيدا بما نسميه الهيمنة الثالثة.

إن مستقبل الأمة العربية مهدد من كل هؤلاء فلنتحد في وجههم.

* * *

يا أبناء شعبنا العربي المقاوم

يا أحرار العالم ِ

لقد اغتال حلف الناتو في حربه العدوانية الرئيس الثائر الليبي معمر القذافي للاستعادة الهيمنة الاستعمارية على ليبيا من جديد والاستحواذ على ثروات الشعب الليبي النفطية كخطوة مرحلية لمعالجة الأزمة الاقتصادية والمالية الخطيرة التي تعصف بالنظام الرأسمالي برمته.

لم يعد بعد الآن أمام القوى الثورية الوطنية والقومية والإسلامية ثمة أشياء غامضة وغير معروفة عن أهداف وتوجهات المستعمرين وكيفية استخدامهم الأساليب الجديدة لنشر فوضاهم الخلاقة في المنطقة العربية، فمن بين ابرز واهم تلك الأساليب هو ( إعادة توظيف حركة إخوان المسلمين المعروفة تاريخيا منذ أن أسس حسن ألبنا أولى خلاياه تحت اشرف المخابرات البريطانية وبفضل دعمها أخذت بالتوسع والانتشار لتصبح واجهة سياسية عميلة بغطاء ديني قدمت خدمات كثيرة عجزت المخابرات البريطانية على تحقيقها .

وفي هذا الظرف الذي تشتد فيه المواجهة والصراع ضد القوى الاستعمارية وخاصة على الساحة العربية جعل دوائر المخابرات الغربية بإحياء وتنشيط دور هياكل وتجمعات ذات طبيعة سياسية ومدنية وإعلامية وميليشاوية مسلحة والاهتمام بعنونة شعاراتها ورمزها القيادية لتكون الواجهة التنفيذية لحلقات المشروع الاستراتيجي الامبريالي الهادف إلى تغيير كامل وشامل لخريطة منطقتنا العربية بشكل خاص.

إن التوجهات الظاهرة والواضحة على مسرح الصراع، تكمن في إعطاء دور كبير جدا إلى التيار الديني وقواه التي توزعت في خنادق الطائفية الدينية وأبرزها(شيعية وسنية ومسيحية) في كل ذلك تظهر لنا حقيقة أساليب الكذب والنفاق والتضليل في مواقف هذه التيارات سواء مع بعضها البعض أو مع غيرها والأمثلة كثيرة على ذلك قد يكون خير مثال هو ( شيعة الخميني في إيران وسنة اوردغان في تركيا ) فكلاهما حليفان ويتعاونان مع الشيطان الأكبر، فإيران تعاونت بكل ثقلها للمشاركة في احتلال العراق وتدميره من خلال نفوذ مخابراتها وكياناتها العميلة، وتركيا اوردغان الاخواني المنافق ونفوذها ودورها في حلف الناتو ومشاركاتها في الحرب على أفغانستان الإسلامية ومشاركتها الواسعة في حرب الناتو العدوانية على ليبيا الدولة العربية الإسلامية وما يطلقه اوردغان ووزير خارجيته من تهديدات عسكرية وقحة ضد سوريا .

إن العدوان الغاشم على ليبيا وما لحقه من خراب ودمار واسع حطم البنية التحتية وقتل الآلاف من أبناء شعبنا الليبي الشقيق وصولا إلى اغتيال الرئيس الليبي الشهيد العقيد معمر ألقذافي، يشكل جريمة حرب كبرى على سيادة واستقلال الجماهيرية الليبية وانتهاك صارخ لميثاق هيئة الأمم المتحدة والقانون الدولي .

إننا لسنا بحاجة إلى كثير من التحليلات والاستنتاجات بعد أن شاهدنا والعالم كله تلك الصور المفزعة التي أظهرتها القنوات الفضائية عن حالة الرئيس الليبي معمر ألقذافي بعد أسره حياً وكيف تم قتله بطريقة بربرية وحشية من قبل ثوار الناتو، فهي ليس فقط صور عكست مدى خسة ونذالة هؤلاء الوحوش القتلة لا بل خسة وحقارة ووحشية كل الذين شاركوا ووقفوا إلى جانب الحرب ودعموا وأيدوا وباركوا انتصار ( مجلس الناتو العميل ) معربين عن فرحتهم وابتهاجهم بما اسمه تحرير ليبيا.

ليس هناك مهزلة في التاريخ مثل تلك المهزلة التي أطلق عليها ( تحرير ليبيا ) من قبل حلف الناتو الامبريالي، فمنذ متى أصبح الناتو قوة عسكرية لتحرير الشعوب ؟ هل حرروها من استعمار القذاقي القائد العربي الشجاع الذي طرد المستعمر الايطالي وقام ببناء ليبيا ووزع الثروات النفطية على أبنائها الذين انتقلوا نقلة نوعية في حياتهم الاجتماعية والاقتصادية والعلمية ؟؟. تباً لهذا التحرير والخزي والعار لكل من يقتنع بهذه الأكذوبة التاريخية التي نطق بها المنافقون ومزورو حقائق التاريخ.

إن أسوأ منطق وتصريح من الذين أعربوا عن مشاعر التأييد للانتصار ثوار الناتو هو ما جاء على لسان الأمين العام لهيئة الأمم المتحدة (بان كي مون ) فهل أدرك مون أبعاد وتداعيات تصريحاته التي تتنافى كليا مع ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي وان ما حصل هو حرب عدوانية انتهت بجريمة قتل رئيس دولة عضو في هيئة الأمم المتحدة.إن بان كي مون ليس جديرا بان يمثل الأمم المتحدة فقد اظهر انحيازه الواضح لدول بعينها شاركت بالحرب العدوانية .

في بياننا هذا نريد أن نضع إمام الرأي العالمي ومنظمات حقوق الإنسان المدنية والقانونية والأحزاب السياسية، السؤال الهام والجوهري هو :

(من يتحمل جريمة قتل الرئيس العقيد معمر ألقذافي وقتل أكثر من 60 إلف مواطن ليبي وإضعاف هذا العدد من الجرحى والمصابين فضلا عن تدمير واسع للممتلكات العامة والخاصة في ليبيا ؟؟؟ ).

إن مجلس الأمن الدولي… مطالب بالإجابة أولا عن هذا السؤال لأنه هو الذي شرع القرار المرقم – 1973 – القاضي بفرض الحضر الجوي وحماية المدنيين.

إن القرار رقم – 1973 – الذي بموجبه تم تفويض الناتو تطبيقه هو ما يجب أن تنصب عليه الدعوة والمطالبة من قبل كل القوى الثورية والأحرار في العالم وفي مقدمتهم الشعب العربي من اجل كشف جوهر وإبعاد المخطط الاستعماري للاحتلال ليبيا وقتل رئيسها بالطريقة الوحشية وتشكيل مجلس شكلي عميل يمثل واجهة لسلطة مستقبلية خاضعة لقوى الناتو الاستعمارية،إن كل الدلائل والوقائع والإحداث على الأرض أكدت وسوف تأكد أكثر على هذه الحقيقة التي أصبح عنوانها وهدفها السياسي إسقاط نظام الوطني في ليبيا تحت شعار كاذب ومفضوح هو تحرير ليبيا .

إن خروج حلف الناتو عن نص القرار – 1973 – وتحريف مضامينه الأساسية وتحويله إلى قرار حرب ضد النظام الوطني الليبي كان واضح جدا وانعكس ذلك من خلال تصريحات ومواقف أمريكا ودول الاتحاد الأوربي بالإضافة إلى قطر والإمارات وتركيا ومن أنهم يعملون على إسقاط النظام الوطني الليبي وهم أول من طالب بتنحي ألقذافي عن السلطة مثلما يجاهرون الآن بتنحي عبد الله صالح وبشار الأسد، أليس في ذلك تدخلا وقحاً وسافرا في الشؤون الداخلية للدول المستقلة؟؟

إن محكمة العدل الدولية هي الأخرى مطالبة بأهمية وضع ملف الحرب العدوانية على ليبيا وجريمة قتل الرئيس معمر ألقذافي إمام عدالتها لتؤكد للعالم أنها محكمة عادلة وبعيدة عن ازدواجية المعايير ولابد من الإسراع بتشكيل لجنة تحقيق دولية غير منحازة للكشف عن ما حدث وتقديم الجناة إلى العدالة الدولية لمحاكمتهم واخذ جزائهم .

إن الرئيس ألقذافي هو أسير حرب ومشاهد الصور التي أظهرتها القنوات الفضائية تؤكد ذلك من انه كان جريحا وحياً قبل قتله وكذلك حالة نجل ألقذافي المعتصم بالله هو الآخر كان حياً ويشرب الماء وتم قتله أيضا.

إن الشهيد معمر ألقذافي وأبنائه ورفاقه ومواطنيه الذين واجهوا العدوان الامبريالي، هم شهداء أبرار دافعوا ببطولة وشجاعة عن وطنهم وشعبهم ولم يساوموا على كرامة وعزة وحرية واستقلال ليبيا .

يا أبناء شعبنا العربي

إننا نواجهه هجمة استعمارية واسعة وشرسة تتطلب منا جميعا مواجهتها والتصدي لها بكافة الوسائل، فلا ينفعنا بعد الآن خطابات الاستنكار والتنديد والشجب فهؤلاء الأوباش انفتحت شهيتهم بعد احتلال العراق وليبيا وهم يستعدون الآن للإجهاز على سوريا واليمن بعد انتهاء عمليات الناتو في ليبيا، فعلينا أن نوحد صفوف مقاومتنا العربية ونتسلح بالوعي الثوري ونبتعد عن الخلافات الثانوية والجزئية لنغلق الثغرات والفجوات التي استغلها أعدائنا للإضعاف وحدتنا وتشتيت طاقاتنا .

وفي هذا الظرف العصيب، فلابد لنا من الوقوف على حقيقة بعض الهياكل والعناوين التي كثيرا ما نظر البعض إليها وللأسف الشديد من أنها ذات مصداقية في مناهجها وأهدافها المعلنة بين الأوساط الاجتماعية وإذا بها تكشف عن زيفها وخبثها ونفاقها، وإذ يأتي في مقدمة تلك الهياكل ( جامعة الدول العربية التي أصبحت هيئة مشلولة وخاوية ويهيمن عليها حكام الخليج التابعين لمشيئة القوى الاستعمارية ) وكذلك مؤتمر التعاون الإسلامي واتحاد علماء القرضاوي الإسلامي فهذان كلاهما من الهياكل التابعة لسلاطين المال الخليجي، فهذه الكيانات انفضحت وتكشفت عورتها المغطاة بجلابيب الدين الإسلامي والإسلام منهم براء، بعد أن أعلنوا عن تأيدهم ومباركتهم إلى مجلس الناتو الانتقالي الوليد الشرعي لتنظيم القاعدة الإرهابي.

سيكتشف الليبيون في المرحلة القريبة القادمة الكذبة التاريخية عن تحرير ليبيا وثوارها قادة وقواعد، وسيترحمون حتما على الشهيد معمر ألقذافي ونظامه الوطني.

وسيبقى معمر ألقذافي قائد ثوري عظيم يخلده التاريخ، فالذين حاولوا دفن جثمانه ونجله ووزير دفاعه بمكان مجهول في صحراء ليبيا، فيعلموا إن ألقذافي يبقى حياً في ذاكرة وقلوب كل الأحرار والثوار في هذا العالم، وستكون صحراء ليبيا جحيما على كل أعداء الشعب الليبي والشعب العربي من محيطه إلى خليجه .

الحزب الشيوعي العراقي ـ اللجنة القيادية

هيئة النشر والاعلام، بغـــــداد بتاريخ ‏27‏-تشرين الأول‏-11