سوريا العنيدة/ سوريا غير القابلة للمصالحة

برونو غيغ

ترجمة آسية السخيري

تونس

المقالة للكاتب برونو غيغ من كتابه: في الصراع العربي الإسرائيلي (شهادات من الضفة الخرى) لم يجد طريقه للنشر.

الخبر فعلاً شائن. إذن عزل برونو غيغ / Bruno Guigue مدير ناحية سانت (شارنت ماريتيم)/ Saintes (Charente-Maritime) من مهامه بعد نشره لمقال يفضح فيه جور الكيان الصهيوني. مقيلوه ينكرون عليه رسميًا الإخلال بمهمته، وذلك بخرق واجبه وإفشاء معلومات كان يجب التحفظ عليها. “هو حتى وإن كان يرغب في نشر مؤلف عن مزهريات سلالة الـ مينغ* فإنَّه مطالب بأنْ يستشير الآخرين… ذاك هو القانون الوحيد.” هذا ما صرح به المضحك حد البكاء رئيس مديرية سانت شارنت ماريتيم جاك رييه على أعمدة جريدة لومند. نفس التقريع صدر عن وزيرة الداخلية ميشال ألليوت ماري التي ترى هي الأخرى أنَّ برونو غيغ أخلَّ بواجب التحفظ وتجاوز صلاحياته. أما بالنسبة للمتحدث الرسمي لـ لا بلاس بوفو/ La Place Beauvau الذي استجوبته قناة I-Télé فقد أرعد مُصَرِّحًا بأنَّه ليس هناك أية خلفيات في المسألة. تجدر الإشارة إلى أن أكثر من هاجم مواقف الكاتب كان برنار هنري ليفي الذي برز في محرقة ليبيا أستاذا لثوار الناتو. والمفارقة الاشد أن كثيرا من العرب والمسلمين أدعياء المقاومة يباركون دولة ثوار الناتو والناتو هناك!!!

* * *

سوريا العنيدة/ سوريا غير القابلة للمصالحة

برونو غيغ /Bruno Guigue : الاثنين 11 كانون الأول / ديسمبر 2006

في إجماع مؤثر، توعز وسائل الإعلام الرئيسة بلا هوادة إلى محاكمة سوريا. كمتهم مثالي، هي تجمع في نظر ما لا يحصى من منتقديها كلَّ العيوب التي يمكن تخيلها. رغمًا عنها تحتل مكانًا جيدًا في علم دراسة الشياطين بالغرب. كيف يمكن إذن أنْ لا يولي هذا النظام الاستبدادي تلك النوايا المظلمة القاتمة؟ لا يهم إنْ كانت سوريا لا تظهر أبدًا تبنيها لنظرية ترويج “الفاشية الإسلامية”: طالما أنَّها في قبضة العداء الأميركي، أليست سوريا في طليعة “الدول المارقة”؟

بما أنَّه مشتبه بإمبرياليتها من خلال ما تقوم به إزاء جارها الهش، فهي منعوتة بالإصبع عند كل عملية قتل/ اغتيال مقترفة في لبنان. كقرحة هينة للفشل الأمريكي التام، هي متهمة بتأجيج الفوضى في العراق للحساسية المحسوبة لحدودها. هم في نهاية الأمر يتنافسون على استنكار ألفتها الآثمة ذنب لنظام الملالي الذي يغازل القيامة/ نهاية العالم علنًا. تمارين القوة العالمية العظمى تمارس هيمنة مدمرة في الشرق الأوسط، لكنها تكُنْ لهذا البلد الصغير بالذات أذى وضررًا لا يمكن أنْ يضاهيهما مثيل. لأتفه الأسباب، هم ينسبون إليها جميع أوجاع المنطقة التي تجعل روحها ملعونة.

بل لقد عُقِدَ تحالف بين فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية ضد سوريا هو رغم ذلك يعتبر إلى حد الآن غير راجح. هذا التقارب في وجهات النظر بشأن مسألة لبنان لم يسهم قليلاً في تشويه صورة النظام في دمشق. ولكنه يكشف خاصة عن اللاوعي المستعمر لفرنسا. من خلال مطالبتها باستعادة وصايتها السابقة فقد جعلت هذه الأخيرة من نشأة لبنان الغامضة موضوعًا قابلاً للخوض فيه. وبالتالي، فإنها قد أحيت ذكرى قصة تاريخية مؤلمة، كان المذهب الديغولي قد ساعد على دفنها الملائم.

هي سلطة الوكيل التي خلقت لبنان من العدم سنة 1920، في إطار ميثاق دولي ذي عطن استعماري. وبالإضافة إلى لبنان “الصغير” في سهل البقاع (على وجه الخصوص)، وسَّعت فرنسا الأرض لقيام دولة جديدة مستقلة في عام 1943. بتأسيسها لـ “لبنان الكبير”، خلقت سياسة الجنرال غورو/Gouraud في نفس الوقت إحباطًا هائلاً بين السوريين الوطنيين. وبالإضافة إلى ذلك فقد سحق الجيش الفرنسي نفسه قواتها العسكرية بقيادة فيصل، ابن الشريف حسين والرمز للثورة العربية ضد الأتراك قرب دمشق.

وأخيرًا لضمان سيطرتهم على بلاد الشام، قسَّم الفرنسيون كذلك الأراضي السورية إلى أربع دول أخرى بالإضافة إلى لبنان. هدفهم من ذلك إشباع التعطش إلى الحكم الذاتي الشاسع الخيال: دولة دمشق، دولة حلب، وجبل الدروز والدولة العلوية. تطبيقًا للوصفة القديمة “فرق تسد”، قدم المحتل للبلاد بهذا بُعدًا طائفيًّا يهدف إلى إضعاف معسكر المعارضة. وأخيرا تنازلت السلطة المفوضة في 1939 عن شمال غرب سوريا إلى تركيا الكمالية مقابل حيادها خلال الحرب العالمية الثانية. ظلت المعارضة الوطنية محتفظة بذكريات مريرة عن خضوع هذه الأراضي السورية أو العربية لهذه المناورات الاستعمارية التي رفعتها فرنسا “العلمانية والجمهورية”.

إثر الميثاق الوطني لعام 1943، تمكنت القوى السياسية اللبنانية من تحقيق استقرار بلدها الصغير على رفض مزدوج: الولاء لفرنسا بالنسبة للمسيحيين، والاندماج مع عموم العرب بالنسبة للمسلمين. هذا الرفض المزدوج كان سندًا كما الخيط الرقيق بالنسبة للسيادة اللبنانية. كيف يمكننا أنْ لا نرى اليوم أنَّ الضغوط التي تمارسها فرنسا، عن طريق الأمم المتحدة وبواسطة الدعم الأميركي تقوض ذاك التوازن الهش؟ وهكذا صدر القرار رقم 1559 مرفقًا بابتهاج مختلط الأنواع إثر الاقتراع بشأن المبادرة الفرنسية في أيلول/ سبتمبر 2004 والذي يقتضي : انسحاب كل القوات السورية من لبنان، ونزع سلاح حزب الله… وعدم تجديد ولاية الرئيس إميل لحود الذي اعتبر قريبًا جدًّا من دمشق في نظر القوى الغربية.

بيد أنَّ النتيجة الوحيدة لهذا التدخل في الشؤون الداخلية للبنان، كانت كارثة تدويل الأزمة. بزعم ضمان سيادة لبنان، لم يدفع تحيز البلدان الغربية بهذا البلد الصغير سوى إلى شياطينه القديمة. أما بالنسبة لسوريا، فإنَّ الذريعة التي أوجدها اغتيال رفيق الحريري قد عجلت في انهيار وصايتها على جارتها. سحبت دمشق على الفور 14000 من الجنود المرابطين على التراب اللبناني، مطبقة بالحرف قرارات الأمم المتحدة. أي بلد في المنطقة يمكنه أنْ يتباهي باحترام أكثر دقة للقانون الدولي؟

افتتح في عام 1976 بمباركة الغرب من أجل إنقاذ الوضع في “المعسكر المسيحي. وقد كانت الوصاية السورية قد جددت ضمنيًّا سنة 1990. مع مرور الوقت، زاد ثقلها على البلد، ما أدى إلى غضب شعبي في جزء كبير من لبنان. ولذلك فإنَّه كانت تكفي بضعة أسابيع كي يتم من خلالها نسفها. ولكن هذا الخروج من المشهد لم يضع حدًّا لمحاكمات النوايا. الوصي الأخرق المدعو إلى العودة إلى بلاده، الأخ الأكبر سوريا تم تحويله إلى كبش فداء. “تحالف 14 آذار/ مارس” أضحى الآن جوقة مع القوى الغربية. هو يشوه سمعة سوريا، كما لو أنها تصنع كارثة وطنية أصبح فيها القادة الوطنيون هم زعماء الميليشيات السابقة، الذين هم رغم ذلك المسؤولون.

كان رحيل القوات السورية أمرًا لا بد منه. ولكن إصرار الأمم المتحدة على وصم سوريا كان جزءًا من إستراتيجية مواجهة محكوم عليها بالفشل. لا أحد يستطيع أنْ يمحو العلاقات التي حاكها التاريخ بين البلدين، وبالنسبة للعديد من اللبنانيين هناك شعب واحدٌ في دولتين. تلك الرؤية التي لا تتنافى مع سيادة مزدوجة موزعة على نطاق واسع هي بعيدة عن صفوف الحزب السوري القومي الاجتماعي، الحزب السياسي الذي أسسه أنطون سعادة* في 1932. هيبة حزب الله، الحليف الرئيسي لدمشق، مقرونة بحنكة سياسة الاستخبارات العامة للجنرال عون تشهد أنَّ السجل لم يغلق نهائيًّا.

ومن الواضح أنَّ سوريا مزعجة لأسياد العالم. رغم أنَّه وقع طردها من لبنان بنجاح، إلا أنَّها تبقى على خط نار المحور الأميركي- الإسرائيلي. دون شكٍّ، ذلك يعود لكونها الطفل الرهيب للقومية العربية، كما أنَّها آخر أثر من عصر كان فيه جمال عبد الناصر وحزب البعث يحثَّان على النضال ضد الإمبريالية والصهيونية. بما أنَّها واقعة في قبضة نظام تخفي استمراريته لفترة طويلة ضعفه، فإنها ظلَّت دائمة المقاومة رافضة للاستسلام على عكس أهم الدول العربية التي ركنت إلى الخضوع. ظلَّت سوريا مسورة بواسطة معارضتها الشرسة لإملاءات تحلم القوى العظمى بفرضها عليها.

من اليقين أنَّ المضاربات تسير بسرعة قصوى حول النفوذ المتنامي للمعارضة، بل هي تُسَرِّع الانهيار الوشيك للنظام البعثي. ولكن علينا أنْ نكون على قدر كبير من السذاجة كي نتصور أنَّ نظامًا سياسيًّا آخر سيوافق على التحالف مع إسرائيل طالما أنَّها تحتل الجولان. أو أنَّه سيرحب بوجود الأسطول العسكري الغربي المشارك في قتال حتى الموت ضد “الإرهاب” على أراضي جارته العراق. أنْ يكون النظام السوري نظامًا استبداديًّا وشرطيًّا لا يؤثر إطلاقًا على رؤيته للمصلحة الوطنية ولا يغير في شيء العوائق الجيوسياسية التي تتجاوزه كما تتجاوز الآخرين.

علاوة على ذلك، فإنّ سوريا لم تكن دائمًا عدوة للولايات المتحدة. أثناء حرب الخليج التي وضعت عراق صدام حسين في صراع مع تحالف دولي واسع النطاق عام 1991، وضعت دمشق نفسها، وبمهارة قصوى في جانب الأقوى. وافق حافظ الأسد حتى على المجيء إلى جنيف للتفاوض مع إيهود باراك تحت رعاية الرئيس كلينتون. لم يكن لدى محاوريه ما يقدمونه، ما جعله يعود من حيث أتى صفر اليدين. وقد خلصت آنذاك إلى أنَّ الدبلوماسية ذات الفرجة الكبيرة تظهر أقل تغذية للآمال بالسلام منها لخيبة الأمل المريرة. وبما أنّ إدارة بوش قد اختارت الحرب، في عرض كبير، ومن المنطقي إذن أنْ تضاعف دمشق حذرها.

حسب رأي الجانب الأمريكي، على سوريا أنْ تدفع غرامة/ إتاوة بسبب ماضيها : ذلك المتعلق بالحروب العربية- الإسرائيلية. الهوس المضاد لسوريا من طرف المحافظين الجدد يتطابق مع وسواس محبتهم لإسرائيل. لأنَّه بالنسبة لواشنطن، تبقى دمشق هي الاستثناء المؤقت الذي يثبت القاعدة : إذ إنَّ جميع الدول العربية ستقبل في نهاية المطاف بالضم الإسرائيلي للأراضي العربية وإقامة الهيمنة الأمريكية في الشرق الأوسط بصفة نهائية. كلُّ الوسائل ستكون جيدة لإيصال هذه الدولة الصغيرة العنيدة العاقة إلى الاعتراف بالذنب والندم. صربيا الشرقية هذه التي ستنتهي هي الأخرى بالدخول إلى الصف عن طيب خاطر بالقوة.

وبالنظر إلى تاريخ العلاقات العربية الإسرائيلية، يمكن فهم أنَّ الصقور في واشنطن يحلمون بالفصم مع هذا النظام المرتاب. في مناسبتين، واجه الجيش السوري الجيش الإسرائيلي ببسالة. سنة 1967 لم يهزم الجيش السوري إلاّ لأنه أُخِذ على حين غرة… أمّا في سنة 1973 فقد كانت سوريا على بعد خطوتين من الانتصار: اندحار مصر، الذي تلاه طلب بوقف إطلاق النار من جانب واحد، جعلها تبقى وحيدة في مواجهة عدو مجهَّزٍ بدرجة كبيرة من قبل الولايات المتحدة التي مدته بمعدات فائقة الحداثة. هذا ومن الواضح أنَّ هذه الهزيمة المضاعفة أجبرت سوريا على تنقيح طموحاتها العسكرية، لكنها لم تقطع قط مع قراراتها السياسية ولا هي أدت بقادتها إلى توقيع اتفاقات سلام وهمية، والتي هي الأكثر خزيًا.

مع خضوع حلفائها القدماء أو منافسيها، ما زالت سوريا اليوم الدولة العربية الوحيدة الواقفة. والأفضل من ذلك، أنه قد تبلور حولها قوس مقاومة الهيمنة الأمريكية-الإسرائيلية: حماس – حزب الله- دمشق- طهران. متوجة في 2006 بانتصار مضاعف، سياسي مع حماس وعسكري مع حزب الله، أضحى قوس المقاومة كابوس المحافظين الأمريكيين الجدد. محور العصابي غير القابل للاختزال سوريا: قادة حركة حماس يفرون من القذائف الإسرائيلية إلى دمشق، كما أنَّ حزب الله يجد فيها دعمه الرئيس والإقليمي. في دمشق فقط، ظلَّ قلب العالم العربي المتصارع ضد أولئك الذين يريدون أن يفرضوا عليه هيمنهتم يدقة.

من الواضح أنَّ إيران هي القوة الرئيسية لهذا التحالف الدفاعي ضد العدوان الامبريالي، وهي القاعدة الخلفية والملاذ الأخير. متشجعة بانتصار حزب الله الذي شدَّ من عزمها، في صراعها مع الغرب حول المسألة النووية، أصبحت طهران اليوم حجر الزاوية في قوس المقاومة. وإذا قادتها العدوانية القوة العظمى ذات يوم إلى التسلح بترسانة تحميها من نفس المحنة التي مني بها النظام العراقي المتوفّى فليس ثمة من شكٍّ في أنَّ هذه الحماية سوف تمتد إلى دمشق. طهران، ستغلق حينها المصيدة التي مدها أعداؤها أنفسهم على امتداد العالم العربي الإسلامي بتفضيل الخيار العسكري على السياسي وخيار استخدام القوة عوضًا عن الامتثال للقانون.

الهوامش:

* أنطون سعادة: آذار / مارس 1904 _ 8 تموز /يوليو 1949 هو سياسي أسس الحزب السوري القومي الاجتماعي وهو صحفي وفيلسوف لبناني. ولد بقرية شوير في جبل لبنان لعائلة مسيحية. هاجر بعد الحرب العالمية الأولى إلى الولايات المتحدة الأمريكية ثم التحق بوالده في البرازيل حيث عكف على التعلم ودراسة اللغات فأجاد الإنكليزية والإسبانية والبرتغالية والألمانية والفرنسية والروسية. أسس مع والده جريدة “الجريدة” ثم مجلة “المجلة”. كتب مقالات فضح فيها الاحتلال الفرنسي لسوريا وطالب باستقلال منطقة الشام. كما ألَّفَ في تلك الفترة رواية “فاجعة حب” التي نشرت فيما بعد في بيروت وأصدر بعدها روايته الثانية “سيدة صيدنايا”. في 16 تشرين الثاني / نوفمبر 1932، أسس الحزب السوري القومي الاجتماعي وهو حزب سياسي يعترض على الوجود الفرنسي في بلاد الشام ويدعو إلى وحدة المنطقة. ظلَّ الحزب سريًّا بسبب الاستعمار الفرنسي لسوريا آنذاك. ألَّفَ كتابه “نشوء الأمة” أثناء فترة اعتقاله بتهمة الإخلال بالأمن العام الممتدة من 16 تشرين الثاني / نوفمبر 1935 إلى 12 أيار/ مايو 1936. تكرر اعتقاله في عديد المرات إثر ذلك. أصدر جريدة النهضة التي لاقت اهتمامًا كبيًرا ومساندة لدى الأوساط الشبابية وأغلب الطوائف. غادر أنطون سعادة الوطن وبعد جولات في أنحاء عديدة من العالم استقر في سان باولو بالبرازيل التي غادرها إلى الأرجنتين بعد أن سجن فيها أيضًا لأنَّ فرنسا حرضت السلطات البرازيلية. أصدر في تلك الفترة جريدة “الزوبعة”. تمَّ إحباط كلِّ محاولات عودته إلى لبنان إثر انتهاء الانتداب الفرنسي ولما رجع تم إيقافه في مطار بيروت رغم أن شعبيته كانت في ذروتها. منعت الحكومة اللبنانية نشاطات حركة المواجهة القومية التي أنشأها أيام حرب فلسطين 1948 والتي ندَّدتْ بخطة تقسيم فلسطين وتدهور العلاقة بين لبنان وسوريا كما نادى من خلالها ببناء دولة لبنانية علمانية. وتمت ملاحقته بعد مواجهات مؤيدي الحزب مع السلطة. حضَّر لانقلاب ضد الحكومة والكتائب التي كانت تخطِّط لاغتياله، ولكن محاولة التمرد فشلت واعتقل خلالها المقاتلون الموالون له. هرب أنطون سعادة إلى دمشق واستقبله حسني الزعيم الذي سلَّمه للسلطات اللبنانية بعد ضغوطات. تمت محاكمته يوم 7 تموز/ يوليو وأعدم فجر اليوم التالي لمحاكمته رميًا بالرصاص. وكانت هذه كلماته الأخيرة: “إنني أموت، ولكن حزبي سوف يبقى على قيد الحياة”.

من أقواله:

– إذا أردنا أن يكون لبنان كيانًا واحدًا، ينبغي على الأقل أن يكون هذا الكيان مشتركًا بين جميع اللبنانيين وأنْ لا تنفرد فيه طائفة مهيمنة بالسلطة بأن تجعله مختزلاً فيها. إنَّنا نطالب بوضع حد لامتيازات مجرد طائفة دينية، وندين غطرسة الحزب الفاشي الذي أعلن أنَّه ممثله.

– الأمة هي نتيجة تزاوج مجموعة من البشر والأرض.

– الأمة لا تنتج عن اشتراك في الأصل العرقي، وإنَّما عن عملية توحيد البيئة الاجتماعية والطبيعية. هوية العرب ليست متأتية من حقيقة أنهم من نسل جد مشترك، بل لكونهم قد شكَّلتْهم البيئة الجغرافية: الصحراء العربية، آشور بالنسبة سوريا، والمغرب العربي. ( عن موقع ويكيبيديا بتصرف).

::::::

عن موقع أمة oumma.com