الموقف السوري المقاطع لاجتماعي الرباط صائب والعروبة الحقيقية هي في دعم سورية والحوار والإصلاح فيها
قال عادل الجوجري رئيس تحرير جريدة الأنوار المصرية: إن الموقف السوري القائل بمقاطعة اجتماعي الرباط صائب وصحيح في مواجه جامعة لم تعد عربية بعد أن سمحت للدول الغربية الاستعمارية بالعدوان على بعض الدول العربية.
وأشار الجوجري في حديث للتلفزيون العربي السوري الليلة الماضية إلى أن الدعوة إلى اجتماعي الرباط كان لا بد أن تقدم بطريقة لائقة ولاسيما أن سورية تمثل المربع القوي للمقاومة العربية فهي التي ساهمت بالدم والمال والسلاح في انتصاري المقاومة اللبنانية عام 2006 والمقاومة الفلسطينية عام 2008 إضافة لمشاركتها الجيش المصري في حرب تشرين عام 1973.
الجوجري: العروبة الحقيقية هي في دعم سورية ودعم الحوار والإصلاح فيها
وأكد الجوجري أن العروبة الحقيقية هي في دعم سورية ودعم الحوار والإصلاح فيها وأن الشارع العربي يؤيد سورية قيادة وشعبا وأرضا لأن المستهدف ليس سورية النظام وإنما سورية الدور والمكانة والمقاومة والأرض والشعب والتاريخ.
وأوضح الجوجري أن هذه المواقف العروبية لسورية لا يمكن أن تقابل بهذا الموقف الهزيل من الجامعة العربية ومن أنظمة لم تظهر إلى الحياة السياسية إلا من فترة بسيطة ولا يوجد فيها أي مشهد من مشاهد الديمقراطية.
ولفت الجوجري إلى أن سورية تجاوبت مع المبادرة العربية منذ البداية واحترمت قاعدة العمل العربي المشترك ولكن بعض الأطراف الأجنبية المؤثرة على الدول العربية داخل الجامعة استطاعت أن تحقق الهدف الاستعماري بإصدار قرار ضد سورية فتماهى بذلك الدور الخارجي مع أطراف داخلية وعربية تحاول أن تهرب إلى الأمام بسبب عجزها الداخلي وإخفاقها وعدم ديمقراطيتها.
وأكد الجوجري أن القرار الصادر عن الجامعة مستهجن في أوساط المثقفين والنخب السياسية المصرية من كل ألوان الطيف نظرا لأن سورية دولة مؤسسة للجامعة العربية وعملت دائما من أجل العمل القومي العربي طوال تاريخها النضالي وهذا الموقف من الجامعة العربية غير مقبول.
خريس: قرار سورية بعدم المشاركة في اجتماعي الرباط هو قرار صحيح وسليم
بدوره اعتبر سميح خريس الأمين العام المساعد لاتحاد المحامين العرب أن قرار سورية بعدم المشاركة في اجتماعي الرباط هو قرار صحيح وسليم وينسجم مع احترام الذات ومع إرادة الشعب السوري الذي اتخذ موقفه الداعم لقراره المستقل والرافض للتدخل الأجنبي في شؤونه الداخلية.
وقال خريس: إن سورية مستهدفة منذ سايكس بيكو وهناك مشروعان في المنطقة الأول مشروع الاحتلال الإمبريالي الأمريكي الصهيوني والثاني مشروع المقاومة الذي تقوده وتحمل لواءه سورية.
وأكد خريس أن سورية حاملة لواء العروبة هي عنوان الحق طالما أنها تقف بوجه الولايات المتحدة ومشاريعها وأدواتها في المنطقة.
وأشار خريس إلى أن قرار الجامعة العربية المشؤءوم وغير الشرعي جاء بناء على طلب الإدارة الأمريكية والدول الغربية بعد انزعاجهم من موافقة سورية على المبادرة لأنهم كانوا يراهنون مع بعض الدول العربية على رفض سورية لها ما يجعل الجامعة العربية تستدعي التدخل الغربي عسكريا كما فعلوا مع دول أخرى.
الشامي: المؤامرة التي تتعرض لها سورية باتت مكتملة الأبعاد والصور
من جهته قال غسان الشامي الكاتب والمحلل السياسي اللبناني إن المؤامرة التي تتعرض لها سورية باتت مكتملة الأبعاد والصور ولا يمكن لأحد إنكارها ولكنها لن تمر لأن سورية ليس كغيرها ففي سورية مؤسسات حقيقية كالجيش الذي نشأ على عقيدة وطنية قوية وصحيحة ولذلك هو مستهدف إضافة إلى مؤسسات الدولة التي أظهرت تماسكا قويا رغم ما بذلوه من ضغوط عليها كما أن الشباب السوري الذي نزل إلى الشارع أظهر قوة سورية وتماسكها.
وأشار الشامي إلى أن هناك محورين في هذه المنطقة محور يدعو للحوار وآخر ذاهب إلى الصدام الذي لن ينجو منه أحد ولكن محور المقاومة لن يتراجع أو يستسلم وسيتصدى لأي عدوان على دوله.
وقال الشامي إنه لم يعد هناك جامعة عربية بل مجلس تعاون خليجي بأمواله ونفطه ترتبط به المغرب والأردن وهو يفرض قراراته على الجامعة ما يعني ضرب العمل العربي المشترك الذي لم يعد موجودا اليوم.
وأضاف الشامي إن سورية تحاول رغم ذلك لملمة مفهوم العمل العربي المشترك الذي ضربته بعض الدول لأن الدبلوماسية السورية هادئة ورزينة ولا تريد أن تفرط بعروبتها وعلاقاتها.
وأوضح الشامي أن القرار الصادر عن الجامعة العربية ركب وصدر بطريقة لا تمت للأخلاق بصلة من قبل الدول العربية التي سبق وأن قدمت العراق لقمة سائغة للأمريكيين وتخلت عن قطاع غزة للاحتلال الإسرائيلي.
في حين اعتبرت بشرى الخليل عضو المكتب الدائم للحقوقيين العرب أن قرار الجامعة العربية مخز وليس له أي مبرر أو عذر وهو شرذمة العمل العربي المشترك وتفتيت للأمة العربية وتجزئتها واستقدام للدول الغربية إلى المنطقة للنيل من سورية وهو يكمل العدوان على الأمة العربية الذي بدأ باحتلال العراق.
وقالت الخليل إن ما تتعرض له سورية من مؤامرة هو بسبب احتضانها ودعمها المقاومة العربية فالمشروع الصهيوني يعمل على ضرب المواقع القوية والمقاومة لإحكام السيطرة على الأمة العربية. وأكدت الخليل أن سورية هي نقطة ارتكاز العمل العربي المشترك وأن وعي الشعب السوري وحسه الوطني وتأكيده على رفض التدخل الخارجي في شؤون الداخلية سيفشل هذه المؤامرة.
بدوره أكد وسيم بزي الكاتب والمحلل السياسي اللبناني أن ما يجري الآن هو عملية استخدام لاسم الجامعة العربية من قبل الولايات المتحدة الأمريكية التي تحرك مسرح العمليات من خلال بعض الدول العربية ذات الدور الوظيفي لكي تتكامل معاني المؤامرة.
وقال بزي إن ما تمر به الأمة العربية اليوم هو تزوير واضح وخطير في تاريخها المشرق لأنه لا وجود للجامعة العربية دون سورية ولا عمل عربي مشترك بدونها ورغم ذلك فإن سورية تثبت دائما تعاونها وعروبتها عبر مد يدها للعرب انطلاقا من قناعاتها ودورها التاريخي رغم الظلم الذي تتعرض له.
واعتبر بزي أن الجامعة العربية أصبحت مطية لمشاريع خارجية تريد النيل من سورية وشعبها ودورها وحضورها بعد أن فشلت الدول الغربية عبر مجلس الأمن في ذلك.
وأضاف بزي إن الشعوب العربية تراقب وتستنتج وتتفاعل ليتكامل مشهد الاحتضان الداخلي مع مشهد الاحتضان العربي ليؤسس ويقوي دعائم قدرة سورية على تجاوز الأزمة الحالية.
من جهته قال الدكتور حسن جوني أستاذ القانون الدولي في الجامعة اللبنانية إن قرار الجامعة العربية بحق سورية لا يحترم ميثاق الجامعة مؤكدا أن سورية لها مكانة قوية عند الشعوب العربية.
وأضاف جوني إن الشعوب العربية تقف إلى جانب سورية في هذه الظروف لما قامت به من مساندة للقضايا العربية فهي قلب العروبة النابض والمتراس الأخير من أجل القضية الفلسطينية.
:::::
16 تشرين الثاني , 2011
دمشق-سانا
http://www.sana.sy/ara/3/2011/11/16/381906.htm