محمد كناعنة أبو أسعد
مُنذُ بداية الأحداث في سوريا لم نَتَرَدَّد بالقول ما قلناهُ على مدارِ عُقودٍ خَلَت، بأنَّ الديمقراطية هي ركيزة أساسية في مشروع الوحدة العربية، وعلى أثرِ ما يَحصَل اليوم نقول بأنَّ الإصلاحات السياسية – الإجتماعية هي الطريق الأسلم عَبرَ الحوار الوطني الشامل على قاعدة إطلاق الحُريات العامة وإحترام الإنسان وحُقوقهُ وكرامتهُ، وصولاً بهذا الحوار الى أرضية دُستورية يَحتكم إليها الشعب السوري بأطيافهِ السياسية والإجتماعية المُختلفة،واعتقدنا في حينهِ وما زلنا نعتقد أنَّ هُناكَ مُؤامرة خَطيرة تُحاكُ ضدّ سوريا، كَدولة مَركَزية في المنطقة وحاضنة لِقوى المُقاومة الفلسطينية وداعمة للمُقاومة اللبنانية ومُمانعة في وجهِ الحُلول التَصفَوية الإستسلامية، وعليه يُصبح رأس الهرم في هذه الدولة هو المُستهدف صُهيوأمريكياً وعلى قاعدة ما سَبق لا غَيرَ ذلك.
وعَليه فكُل الحجج والذرائع عن الديمقراطية والحُرية مَردودة الى نُحورِ هؤلاء، فَهُم أسيادُ الإرهاب والإستغلال، والدكتاتوريات من السعودية وقَطر والمغرب والأردن وغَيرهم وغَيرهم حَولَ العالم، وهُم من حَوَّل أفغانستان والعراق وغَزّة والصومال الى جَحيم وحُروبٍ طاحنة حَصَدت الملايين من بني البشر خِدمةً لمصالح رأس المال المالي الجَشع وليسَ حرباً على مَذبح الحُرية واليمقراطية، إنها كذبتهم التي صَدّقها البعضُ منا وانساقَ معها من حيثُ يَدرونَ أو لا..
وها هي مُؤسسةُ جامعة الدول العربية، والتي فَشلت في كل ما يَخُصُ فلسطين ولبنان والعراق ما عدا التآمُر، ها هي تُحاولُ إحكامَ الطوق على سوريا الشعب والنظام والمُقاومة، عَبرَ قرار ساقط دُستورياً وأخلاقياً، فَهؤلاء الذين يأتمرون من أسيادهم في واشنطن وتل أبيب، وهُم بَعيدونَ عن الديمقراطية والعُروبة بُعدَ السماءِ عن الأرض، لا تُشتَمُّ من تَفَوهاتهم إلاّ المُؤامرة، ” والمؤامرة لَيست فَزاعة كما يَحلوا لِبعض المُتفلسفين الجُدُد القول ” نَعم إنها مُؤامرة لإعادة صِياغة مشروع تَصفية كُل من يَقول ” لا ” ولو كانت صَغيرة لأمريكا وربيبتُها ” إسرائيل “، إنَّ هذا القرار ” العبري ” يُؤسس لِتَدَخُل وعُدوان عسكري إمبريالي صَهيوني – تُركي قَطري في سوريا على غِرار ليبيا والعراق وقَبل ذلك الصومال وأفغانستان وفيتنام وكوريا ولبنان وفنزويلا وبنما وتشيلي ونيكاراغوا والقائمة طويلة، إنها عَربدة أباطرة رأس المال وأعوانهم في الغرب وعَبيدهم العَرب.
فإذا كانَ الخَيارُ بَينَ ” الدكتاتور” بشار الأسد و” الديمُقراطي” باراك أوباما وحَمد بن جاسم وبيبي نتنياهو فَنحنُ حَتماً مع بشار الأسد، ومن هُنا نَدعوا كل الغَيورين على مَصلحة سوريا ووحدتها وشعبها أن يَصطفوا في خَندق المُواجهة مع المشروع الصُهيوأمريكي في المنطقة والتأسيس لِحوار وطني شامل يَدفع بإتجاه إصلاح سياسي دُستوري على كافة المُستَويات.
نعم لِتَتَوَّحَّد الصُفوف الشعبية من المُحيط الى الخليجِ وفي كلّ مكان حَولَ العالم لِدحرِ مُخَطّط الإمبريالية وَلِكسرِ شَوكَتَهُم وإفشالِ سيناريو ليبيا والعراق في سوريا الحبيبة.
معاً على الدرب
محمد كناعنة أبو أسعد
الأمين العام لحركة أبناء البلد، فلسطين المحتلة 1948
15-11-2011