إلى المطبعين عرباً وفلسطينيين

اعترفوا بخطيئتكم واعتذروا لشعوبكم كي لا تبقوا خارجين من جلودكم

منذ الاعلان رسميا عن الايذان ببدء التطبيع مع دويلة الاحتلال في أعقاب توقيع كامب ديفيد بين هذه الأخيرة والنظام الساداتي في جمهورية مصر العربية العام 1979، شهدت الساحات العربية ومنها الفلسطينية تهافت العديد من الأنظمة العربية المستبدة والمؤسسات الرسمية وبعض الأوساط الأكاديمية المتثاقفة، على التطبيع مع الاحتلال، متذرعين بضرورة “حوار العدو” لفهمه وصولاً إلى اسقاط كافة الحواجز الثقافية والنفسية التي تحول دون بناء الثقة بين المحتل الغاصب والشعب المقتلع، ولو كان ذلك على حساب أصحاب البلاد وحقوقهم التاريخية فيها.

وفي الوقت الذي تدعو فيه العديد من الفعاليات الوطنية والقومية والعالمية الى ضرورة مقاطة الاحتلال وفرض عقوبات عليه وسحب الاستثمارات منه على طريق محاصرته ومعاملته كنظام عنصري، ينشط أرباب التطبيع، عرب وفلسطينيين، على كافة المستويات وفي كل الاتجاهات السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية وحتى الفنية والرياضية، لدرجة بات معها التطبيع يسري في دمنا وينخر مجتمعنا ويزيد من شتاتنا، وفي الآونة الأخيرة لمسنا هجمة محمومة من المطبعين على الشباب، ظنا منهم، أي المطبعين، أن بإمكانهم التغرير بالشباب العرب والفلسطينيين ومن ثم احتوائهم واستخدامهم في ترويج مقولاتهم التطبيعية.

ولعل آخر ما تفتق عنه الذهن التطبيعي الانهزامي، والذي هو في حال طلاق بائن بينونة كبرى مع الثوابت الفلسطينية، التحضير لعقد مؤتمر حول ما يسمى “الكونفدرالية الاسرائيلية الفلسطينية”” أيام 12-13-14/12/2011 في القدس وبيت جالا وحيفا على التوالي، والقائم على المؤتمر مجموعة من الصهاينة بالاضافة الى أكاديميين فلسطينيين تلازمهم “عقدة الخواجا” ويعانون من خواء فكري وسياسي ويعتاشون على التمويل والتطبيع، يتزعمهم “البروفيسور” سري نسيبة صاحب الطروحات التصفوية والمعروف بمواقفه التطبيعية منذ سنين، والذي يشغل وللأسف رئاسة جامعة القدس، بعدما تمتع برغد العيش في “الكيبوتسات”.

هذا المؤتمر الذي هو شر مطلق يشكل امتداداً لحالات تطبيعية قديمة جديدة من قبيل مبادرة جنيف 1 و 2 وما يسمى تحالف السلام الفلسطيني الاسرائيلي بقيادة السيد ياسر عبد ربه “أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية” والذي من المفترض أن يكون مؤتمناً على حقوقنا الثابتة لا مفرطا بها، تلك المبادرات فشلت سابقاً وستفشل مستقبلاً طالما أنها تشكل خروجاً عن الثوابت وطعنة للحركة الوطنية الفلسطينية ولشعبنا الصامد.

ولأن شعبنا يقظ دوما، وشبابنا يعون مخاطر الانزلاق نحو هكذا طروحات، فقد بادر العديد من الشباب الفلسطيني للتظاهر والاحتجاج أمام انعقاد المؤتمر في القدس المحتلة ما استدعى من القائمين عليه الغاؤه، وبذات الطريقة سنعمل على افشال مؤتمري بيت جالا وحيفا.

مالم يستطع الاحتلال تحقيقه عبر آلته العسكرية المجنونة وجهازه الاكاديمي الاعلامي المخابراتي المنحاز لأساطير توراتية مصطنعة، يراد لهؤلاء المطبعين أن ينوبوا عنه بكلمات منمقة وبدون رصاص، وبذلك يفتحون الباب واسعاً أمام المطبعين العرب ومن لديه رغبة بالتطبيع ليقول: لن أكون فلسطينياً أكثر من الفلسطيني، وليبرر كل مطبع سقوطه المخزي.

لن نسمح كشباب عربي فلسطيني باستمرار الهرولة باتجاه التطبيع، ولذلك نهيب ببنات شعبنا وأبنائه، وبقواه الحية، وبمثقفينا الملتصقين بهموم شعبنا، إلى العمل على فضح وتعرية المطبعين، وذلك بالمشاركة في الوقفة الاحتجاجية أمام مدرسة طاليطا قومي في بيت جالا يوم غدٍ الثلاثاء ابتداء من الساعة العاشرة صباحاً.

معا نحو فلسطين خالية من المطبعين

فلسطينيون ضد التطبيع

12 كاون أول 2011