سوريا:

«إخوان الدم» يتبنون مجزرة دمشق 2012..

والجريمة تفتح ذاكرة ثلاثة عقود خلت

مجزرة المدفعية في حلب الأحد 17 حزيران 1979 “استشهاد 100 ضابط وصف ضابط دارس من مختلف الطوائف السورية وجرح مئات آخرين”.. مجزرة الأزبكية 29 تشرين الثاني من عام ١٩٨١، في دمشق “استشهاد 173 مواطن وجرح المئات”.. هذا إلى جانب ما قامت به جماعة «الإخوان المسلمون» الإرهابية أيضا بين عامي 1979 و1981 من اغتيالات طالت في حلب وحدها ما مجموعه ثلاثمئة شخص أغلبهم أعضاء حكومة وحزبيين ومهنيين ورجال الدين الذين استنكروا الاغتيالات… وغيرها الكثير من جرائم محفورة في ذاكرة السوريين ممن عايشوا هذه المجازر أو من تربوا على الوفاء لدماء من سقط فيهالتبقى سوريا شامخة.

هذه بعض وليس كل جرائم «الإخوان المسلمين» في الثمانينيات التي لم تندرج بعد في مصنفات التاريخ القديم لسوريا. فقبل ثلاثة عقود من الآن كانت سوريا تعيش هاجس المستقبل الذي هدد «إخوان الدم» هؤلاء بنحره.

اليوم وبعد أن مرت سنوات لا يراها السورين بعيدة يعود الإرهاب نفسه وبالأدوات نفسها مهددا مستقبل سوريا المشرق بالنحر والدم.

وبعد مايقارب 10 أشهر من التوترات الأمنية التي تعيشها سوريا والتي راح ضحيتها أكثر من 2000 شهيد بين مدنيين وعسكريين بأدوات زرعها الخارج لينال عبر أدوات تدعي “السورية” من موقف دولة أفشلت مخططاته لسنوات. 10 أشهر تدعي فيها أدوات الداخل بدعم مفضوح من أسيادها في الخارج أنها صاحبة فكر حديث يريد أن يجلب الحداثة والديموقراطية وأولا الحرية لبلد ادعوا أنه لم يعرف معاني هذه الأفكار من قبل، طوال الشهور الماضية بقي العالم بأسره يفاخر بأفعال أدواته في سوريا التي تنادي «بالحرية» التي تريد أن تتغذى على دماء السوريين.

رفضوا الاعتراف بجرائم يرتكبها “مسلحون” بحق شعب سوريا حتى أتى يوم 23 كانون الأول 2011، هذا اليوم الذي رآه السوريون يوما مجتزأ من ذاكرة عقود ثلاثة خلت.. تفجير فرع أمن الدولة وفرع المنطقة بدمشق، كان يجب أن يضاف إلى مقدمة المادة لأنه يظهر مشهدا جرميا مكررا من عصابة سبق أن طردها السوريون لمدة 30 عاما قبل أن تعود لتهدد مستقبله بمساعدة من لم ولن يهنأ له بال قبل أن يسقط سوريا.

44 شهيدا وأكثر من 166 جريح من السوريين الذين عاهدوا الله وعاهدوا الوطن على حماية بلادهم ولو بالدم، هي حصيلة جرائم «إخوان الدم» الممتدة منذ ثمانينيات القرن الماضي حتى الآن، إخوان الدم أو كما يدعون أنهم الـ«إخوان المسلمون» تبنوا اليوم عملهم الإجرامي متوعدين أبناء سوريا بالمزيد من سفك الدماء ووعود الويل والثبور وعظائم الأمور، حيث أعلن هؤلاء عبر موقعهم الالكتروني (اخوان-اس واي) أن “احدى كتائبنا الجهادية حزب السنة الغالبون تمكنت من استهداف مبنى ادارة امن الدولة في كفرسوسة بقلب عاصمة الامويين دمشق بعملية ناجحة”، وأوضح المجرمون عبر بيانهم أن 4 انتحاريين نفذوا هذه الجريمة البشعة.

لكن الجديد في إجرام «الإخوان» هو ما تعلموه من الوليد الجديد – نسبة لتاريخهم الحافل بسفك الدماء- «تنظيم القاعدة»، فبحديثنا عن جريمة الأمس نلمس فكر وأسلوب من عهدناهم يسفكون دماء السوريين ببصمات من تم إيجادهم منذ سنوات قليلة ربما لتنفيذ أجندات «الامبراطوريات» العظمى.

الجريمة الجديدة لـ«إخوان القاعدة» ستلاقي نفس الرد وسيلاقون هم مصير مشابه لمصير جرائمهم قبل عقود، فالسوريون يردون على وعيد هؤلاء عبر التمسك بحق والحياة.. حق المقاومة وحق الكرامة التي لطالما صدرتها سوريا لشعوب العالم المختلفة.

المصدر: موقع شوكوماكو، 24/12/2011

http://www.shukumaku.com/Content.php?id=38630