يدين كافة أشكال التطبيع مع الاحتلال ورموزه
تدين الأمانة العامة للإتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين، وبأشد العبارات، كافة أشكال التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، ومؤسساته الرسمية، ورموزه. ويحذّر الاتحاد العام الكتّاب والمثقفين والشباب والنخب الفكرية والسياسية الفلسطينية من المشاركة في المؤتمرات المشبوهة التي تعقد تحت يافطات متعدّدة، سواء تلك التي تعقد داخل فلسطين المحتلة العام 1948، أو تلك التي تعقد في الأراضي الفلسطينية المحتلة العام 1967، وفي مقدمتها مدينة القدس المحتلة، رمز العزة والكرامة والإباء والمقاومة والممانعة، والعصية على تزوير تاريخها وإرادتها، أو تلك التي تعقد في الخارج بمسميات مختلفة، وتجد هنا من يروّج لها.
إن الأمانة العامة للإتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين، والذي يتخذ موقفاً واضحاً وصريحاً وعنيداً من قضية التطبيع مع الاحتلال، تأسيساً على دوره الطبيعي في حماية الثقافة الوطنية الفلسطينية، بعمقها القومي وأبعادها الإنسانية، وفي حماية الذاكرة الجمعية لشعبنا من أية محاولات تزوير أو تزييف، لن يتوانى عن فضح كافة أشكال التطبيع مع الاحتلال ورموزه، وفضح رموز التطبيع وعرّابيه من الفلسطينيين مهما كانت الأعذار والأسباب التي يحاولون تسويقها على أبناء شعبنا.
إن عديداً من المؤتمرات والندوات والنشاطات الأخرى يعقد تحت عناوين لبحث قضايا سياسية، أو اقتصادية، أو ثقافية، أو مائية، أو زراعية، أو حقوقية، أو لنشر ما يسمّى بثقافة السلام والديمقراطية. وعادة ما يتذرع المشاركون فيها بأن هذه اللقاءات تشكّل فرصة للفلسطينيين لعرض وجهة نظرهم، وكأنّ وجهة النظر الفلسطينية غير معروفة لدى الطرف الآخر.
وقد عقد مؤخراً مؤتمر سياسي شبابي في فندق (روكي) برام الله نظمه (تحالف السلام الفلسطيني الإسرائيلي)، تحت عنوان: الشباب الفلسطيني ودوره في إحداث التغيير، ويثمّن الاتحاد العام الأرواح الحرّة من الشباب والطلبة الفلسطينيين (فلسطينيون ضدّ مبادرة جنيف) الذين قاموا بفضّ هذا الاجتماع الذي عقد شبيه له في فندق الإمبسادور، في الجزء الشرقيّ من مدينة القدس المحتلة، يضمّ نخباً فلسطينية وإسرائيلية، لبحث (آفاق السلام).
وتزامن عقد هذا المؤتمر مع اشتداد حملات الاحتلال الإسرائيلي لتهويد ما تبقى من المدينة. وتجلى ذلك في إعلان حكومة نتنياهو، وهي الحكومة الأكثر تطرفاً في إسرائيل، عن بناء آلاف الوحدات السكنية الاستيطانية في المستعمرات المقامة في مدينة القدس المحتلة وضواحيها، وإغلاق الجسر الخشبي المؤدي إلى باب المغاربة توطئة لبناء جسر حديدي مكانه، وإقامة مشاريع استيطانية في ساحة البراق، وتحويل حاجز شعفاط العسكري إلى معبر حدوديّ، لتكريس سياسات ضم المدينة وعزلها كلياً عن باقي الأراضي الفلسطينية التي احتلت في العام 1967.
وفضلاً عن ذلك، جاء الإعلان عن عقد المؤتمر المذكور في وقت تشهد فيه أراضي الضفة الغربية حالة فلتان وأعمال عربدة واعتداءات خطيرة وغير مسبوقة لغلاة المستوطنين. وفي الوقت ذاته الذي ترفض فيه حكومة الاحتلال الاعتراف بأدنى الحقوق المشروعة لشعبنا في تقرير مصيره، وإقامة دولته على جزء قليل من تراب فلسطين التاريخية.
لقد كانت آخر تلك المحاولات التطبيعية المدانة والكابية اللقاء الذي احتضنته مستوطنة (أرئيل) جنوب غرب نابلس، والذي يتكون من (30) فلسطينياً من الضفة الغربية، بالإضافة إلى (10) من العرب الفلسطينيين من فلسطين المحتلة العام 1948. وجاء هذا اللقاء تحت شعار (أفضل خطة للسلام) وتحت رعاية جامعة (أرئيل) (التي يقاطعها المثقفون الإسرائيليون أنفسهم) ومنظمة (الائتلاف الإسلامي الحرّ).
إن الأمانة العامة للإتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين، المنحاز دائماً لمقولة الثقافة المقاومة، والحامي الأمين للثقافة الوطنية الفلسطينية، وحارس ذاكرتنا الجمعية الفلسطينية من أي تشويه أو تزوير قد تتعرض له، إذ تؤكد رفضها لكافة أشكال التطبيع مع الاحتلال، ومع رموزه، ومؤسساته، فإنها، وباسم الاتحاد، لن تتوانى عن فضح أشكال التطبيع كافة ، وفضح رموزه، وتسمية الأشياء بأسمائها كلما لزم الأمر.
الأمانة العامة للإتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين
27/12/2011