بقلم: كلاديس مطر
مقدمة
يقول نعوم شوميسكي في مقالة له بعنوان: [1]“Can Revolutionary Pacifism Deliver Peace?”
” انه منذ عام 1945 اصبحت اوروبا داخليا المنطقة الاكثر سلمية في العالم، وبطرق كثيرة المنطقة الاكثر انسانية على الارض. وهذا يعود لكون اوروبا تنهج سياسة السلام الديمقراطي السلمي حيث وضعت حدا لعملية الاقتتال الداخلي بين دولها، “فالديمقراطيات لا تذبح بعضها البعض” فإن فعلت فانها تنتهي. ولهذا فانهم اكتفوا بتطوير” وسائل الدمار التي يمكن ان تستخدم ضد اولئك الذين هم اضعف منهم في النوع ليردوا عليهم وهذا ما تبدى في هذا الجزء من التاريخ المروع لسنوات ما بعد الحرب العالمية الثانية.”
ياله من اعتراف ! يالها من حقيقة !!
اذا، هو يقول ان الديمقراطية مقبولة خارج منطقة (الغربي الابيض) طالما تتفق مع أهدافه الاستراتيجية والاقتصادية فقط. واذا لم تتفق مع تلك الاهداف فان قتل الشعوب “الاضعف منه بالنوع ” يصبح أمرا عادلا. لهذا دعمت واشنطن ديكتاتوريات كثيرة لفترات كان وجودها دافعا ورافدا لاهدافها بينما تخلت عنها في لحظة وكأنها لم تكن تعرفها في يوم ما وحسني مبارك وفرديناندو ماركوس، وجان كلود دوفالييه، وتشون دو هوان، وسوهارتو والعديد غيرهم خير مثال على ذلك. كما ان اعتراف شومسكي يعني – وهذا ما يحصل على الارض – ان الشعوب التي يحاربها الغربي الابيض لكي يجتث قرارها المستقل انما تعتبر شعوب اضعف بالنوع وبالتالي يصبح ” ذبحها ” ودب الاقتتال فيما بينها وتمزيقها امرأ عادلا ضمن المنظومة التبريرية لمفهوم ” الحروب العادلة ” التي شرح الرئيس باراك اوباما فحواها تماما خلال تسلمه لجائزة نوبل للسلام بعد عام واحد فقط على رئاسته للولايات المتحدة، اذ قال:
” إن الصراع المسلح لن ينتهي «في حياتنا الحالية» إذ ستكون هناك أوقات تحتاج فيها الأمم إلى خوض حروب عادلة، وإن أميركا لن تقف مكتوفة الأيدي في مواجهة التهديدات للشعب الأميركي.” وأضاف «حيث تستوجب القوة، لدينا مصلحة أخلاقية واستراتيجية في إلزام أنفسنا بقواعد معينة للسلوك. وحتى عندما نواجه خصما شريرا لا يلتزم بأي قواعد أعتقد أن على الولايات المتحدة الأميركية أن تبقى حاملة لرسالة المعايير في سلوكيات الحرب“
الحرب العادلة
ولكن ما هو التهديد الذي يتعرض له الشعب الاميركي حقا؟ بل مما تخاف اميركا؟ ولما دعمت علنا وجهارا الاسلام المتطرف متمثلا في السعودية التي تعتبر المركز الايديولوجي له؟ ولما، بعد لحظات قصيرة من التأمل، نجد ان وثائق وكيلكس وحادثة الحادي عشر من ايلول قد خدمتا اميركا والغرب أجل خدمة حين اعطتها الذريعة لترويع الدنيا من اجل “مكافحة الارهاب” التي بقيت – اي اميركا – على علاقة طيبة مع جذوره، وايضا حيث سمحت ويكليكس لان تُظهر اميركا متوحدة تماما مع اهدافها.
اذا كانت اميركا، ورغم كل شيىء، مازالت تعتقد ان كل شيىء يمكن ان يكون تحت سيطرتها العسكرية والمخابراتيه بالرغم من تحول الدول التي غزتها الى حاقدة عليها، فاننا ندرك ان الخوف الاكبر لدى اميركا – ولكي اجيب على السؤال الذي طرحته سابقا – هو استقلالية القرار لدى الدول التي تدعم فيها مباشرة وعلى رؤوس الاشهاد الجماعات الارهابية وأن تتحالف مع رموز الديكتاتوريات التي تحمي اهدافها – مقابل اجر – ليلا نهارا. ما يخيف اميركا تماما هو حس الاستقلال و القومية العلمانية لدى الشعوب لانها تعني انها بقيت خارج ساحة اللعب في تلك الدول.
ونظرة سريعة على النظام الانتخابي الاميركي تظهر كيف انه كتب بطريقة اقصى من ادبياته اية بدائل سياسية فعلية الامر الذي يعني ان الديمقراطية واستقلالية القرار الداخلي الاميركي بعيدة هي الاخرى عن اية ديمقراطية ذات معنى.
لقد كذب اوباما شمالا ويمينا في خطابه امام لجنة نوبل حين عمد الى تجميل العمى وتكحيله مدعيا ان سبب قوة اميركا هو اخلاقياتها بالذات حين اغلقت سجن غوانتانامو(وهي لم تغلقه الى هذه اللحظة) وحظرت التعذيب (وهي مازالت تمارسه في معتقلاتها الى هذه اللحظة) واعادت التأكيد على معاهدات جنيف ( واليوم يبول جنود المارينز الاميركي على ضحاياهم في الحروب). لقد كان يسخر من العالم بأسره، العالم الذي مازالت صور التعذيب في سجون العراق طرية في ذهنه. لقد سوق ” اخلاقيات اميركا و تعريفها للحروب العادلة في ذبح النوع ذاته ( اذا كان أضعف ) بطريقة لا يمكن لعاقل ان يقبلها متكأ على أنشودة الحرية المقيتة التي يتشدق بها والتي لا تعرف كيف تنتهي.
واليوم هو يدعي بأنه يقود حرباً عادلة في سوريا بل والشرق الاوسط كله و آسيا مشددا بعد تسليح كل عصابة قتل هنا وهناك، وبعد كل صاروخ عابر للمحيطات يسقط فوق “المدنيين” على ان اميركا لا يمكن – مهما انحط اخلاقيا الطرف الاخر الذي تقاتله– الا أنها تبقى ملتزمة بسلوكيات الحرب العادلة والضرورية !!! على حد قوله.
ان مفهوم “الحرب العادلة ” وذبح الاضعف من النوع ذاته إنما ليس ابن هذه اللحظة. لقد ذكر قبلا على لسان القديس توما الاكويني الذي برر الحرب بعدالة القضية وحسن النية في شنها، كما اكد القديس اغسطينوس على فضيلتها اذا ما كان وراءها مشيئة الهية. والتآمر وتحوير المسيحية بدأ قبلا حينما غدت دين الدولة فتحولت الى سوط كبير بل الراية التي تتقدم جيوش الإمبراطورية البيزنطية باتجاه حروبها العادلة و المقدسة. وهكذا انتقلت المسيحية من “احبوا اعدائكم”، “لا تقاوموا الشر”، “من لطمك على خدك الايمن در له الايسر” الى فلسفة الحروب العادلة بكل قسوة و مازالت الى الان تلقي بارثها على عقول الزعماء الغربيين المعمدين باصطلاحات اخلاقية كثيرة تركن تحتها اكثر العقائد القتالية فسقا. و كما برر اغسطينوس ان هذه الحروب انما تهدف الى وحدة الشعب المسيحي ولملمة المنشقين عنه كذلك يفعل زعماء النظام العالمي اليوم حين يتحركون من خلال هذه الحروب العادلة الى حتفهم هم بالذات ومن اجل ذرائع الهيمنة والاستكبار.
اما في التوراة فنعثر لا على التبرير للحرب العادلة فقط و انما على ضرورتها كجزء لازم من التركيبة الحيوية الاخلاقية للمجتمع الذي يتسع. ففي (سفر التثنية، الإصحاح العشرين، عدد عشرة) نقرأ التالي:
“حين تقترب من مدينة لكي تحاربها استدعها إلى الصلح، فإن أجابتك إلى الصلح وفتحت لك، فكل الشعب الموجود فيها يكون لك بالتسخير، ويستعبد إلى يدك، فأضرب جميع ذكورها بحد السيف، وأما النساء والأطفال والبهائم، وكل ما في المدينة، كل غنيمتها فتغتنمها لنفسك، وتأكل غنيمة أعدائك التي أعطاك الرب. “
وهذه الآية لا تناقش بالمطلق اذا كان الدخول الى اية مدينة لفتحها عملا اخلاقيا ام لا، فهذا امر منته ومقبول وانما تناقش سلوكيات (ما بعد الدخول اليها).
اما في الاسلام فهناك مفهوم ” الجهاد “. وهذه الكلمة تعكس المشقة التي على المرء ان يشعر بها خلال القتال، فالحرب هنا مفروضة و هم لها كارهون، (سورة البقرة، الاية 126: كتب عليكم القتال وهو كره لكم..) ومع ذلك، وبعيدا عن الاسترسال في ذلك بسبب اطلاع اغلب القراء على تاريخ الحروب الاسلامية، اقول انه حتى حروبنا كان لها ” ضرورتها و عدالتها ” بالنسبة لنا. والحرب من وجهة النظر الاسلامية تعنى ” الصراع مع العدو من أجل ” تأمين الدعوة ” والذود عن حدود الوطن. وهي تعني حصرا هنا ” قتال المسلمين لغيرهم ” ولهذا فهي تسمى إصطلاحاً بالجهاد. أما قتال المسلمين لبعضهم البعض فيعتبر محرما – وذلك على عكس ما يحصل على ارض الواقع – وإن حصل فعلى الاطراف العمل فورا إما على: 1) الصلح، 2) مقاتلة الفئة الباغية حتى تفئى إلى امر الله و 3) اعتماد الصلح بعد الفئى.[2]
مع ذلك فالحروب الدينية ليست عادلة بالمطلق حتى ولو كان من ورائها نشر دين مثقل بالاخلاقيات والمثاليات. إن هذا الربط المريب بين الضرورة والتبرير الاخلاقي امر أدى الى مجازر لا نهائية في العالم والى خروج قيم اخلاقية دموية الى النور حيث اصبحت جزءاً لازما من الانظمة الليبرالية الغربية والعربية في العالم. وهكذا فحين نراهم يرددون ويتحدثون عن ” الواقعية السياسية” فانه علينا في الحال ان نترجم الكلمة الى “نفعية” لكي نرى الصورة بوضوحها وعلى حقيقتها.
ومع ذلك تعتبر اكثر الحروب عدالة على الاطلاق هي تلك التي تعمل على استعادة ارض مغتصبة كحل اخير و فلسطين المغتصبة اكبر مثال تاريخي واخلاقي على “حروب استعادة الارض” وذلك لانه في هذا المثال حصرا يُستبدل مفهوم الحرب بمفهوم المقاومة المُحقة.
الدرع
عندما اصبح فكر مكيافيللي[3] جزءا من عصر التنوير الاوروبي- بعد ان نُبذ واحرقت كتبه لسنوات طويلة – دخل العالم منعطفا كبيرا مقلقا اذ غدت مؤلفاته السياسية ( الامير وفن الحرب)، كتب “ما قبل النوم” بالنسبة لاكثر زعماء العالم طغيانا متل موسوليني وهتلر وبسمارك ونابوليون وآخرين.
لقد بين مكيافيلي ان الصراع في السياسة هو امر لازم في طبيعتها ولهذا فانه من الحتمي ان تعتمد الاطراف المقتتلة او المتصارعة كل الطرق و الوسائل التي تحقق لها الانتصار. لم يكتف مكيافيلي بذلك وانما اعتبر الامر نوعا من الحق في خضم الصراع باتجاه الحسم “
لقد مهدت هذه الفلسفة ايضا الى اعتبار الحروب وشنها من الضرورات اللازمة في النظام الراسمالي الاستعماري و جزء من عمليات الانتاج في المجتمع الليبرالي الغربي، كما غدت امراً شبه طبيعي و لازم في غالبية الانظمة السياسية في العالم و تحت ذرائع مختلفة.
بالنسبة للولايات المتحدة الاميركية التي تعتبر المرتع الايديولوجي للراسمالية المبنية و المستمرة على قاعدة شن الحروب، اعتبر عام 1983 منعطفا آخر في مسيرة العقيدة العسكرية الاميركية. فلقد اعلن الرئيس رونالد ريغان تبني الولايات المتحدة لعقيدة عسكرية دفاعية اكثر قوة حيث عمدت الى تركيب اجهزة مراقبة فى الفضاء قادرة على (التلصص) على اي بقعة على وجه الارض من خلال اجهزة في غاية الحساسية والدقة. سمي هذا البرنامج بحرب النجوم[4] و كذلك ايضا ” بالدرع ” وذلك لما كانت تهدف اليه اجهزة الاقمار الصناعية التي يتألف منها من قدرة على مسح لكل مواقع الصواريخ المعادية الموجه الى الولايات المتحدة من اجل رصد تحركاتها. لقد تم تزويد هذه الاقمار بخمسين مليون عدسة ضوئية لتغطي كل متر على سطح الكوكب كما تم تزويده بكومبيوتر فائق الدقة من اجل التنسيق بين الاسلحة الدفاعية التي يغطيها واجهزة الاحساس وتحديد مواقع الهجوم.
مع ذلك، وبقدر ما يبدو هذا البرنامج مكلفا – 62 بليون دولار – ودرعا حاميا لنظام الدولة بقدر ما يمكن ان تطرح حوله الاسئلة اللانهائية. كيف يعمل هذا النظام اذا ما نشبت حرب نووية مثلا؟ وكيف يمكن ان تتم برمجة هذا الدرع بشكل يكون دفاعيا فقط، وما هي القدرة على عملية صيانته في حال تم استخدامه لفترات طويلة؟ بل كيف يمكنه ان يحدد الاهداف الحقيقية من تلك المخادعة وان لا ينزلق في تدمير مواقع لا يجب تدميرها مثلا؟ هل يمكن لهذا النظام ان يوجه ضربة ذاته؟ وهل هناك برامج قد تكون اقل كلفة منه قادرة على اختراقه؟ وهل يمكن تجريبه من دون ان يكون هناك هجوم ام انه لا يعمل الا اذا كان هناك هجوم حقيقي للدولة عندها يمكن ان يكون ردا واختبارا له في نفسه الوقت قد لا تحمد عقباه أو تُدرك نتائجه؟ وهذه الكلفة المهولة، كلفة بناءه وصيانته و كلفة الاخطاء الكارثية التي تترتب عليه من يتحمل تبعاتها؟؟ وما هي حاشية الخطأ المحسوبة والمسموحة اصلا؟ وهل مجرد الخطأ الصغير في هذا الدرع مقبولا بالاصل؟ واذا،أليس النوع هو المَُهدد من قبل النوع ذاته؟
صحيح ان مكيافيلي كان اول من وضع اسس التفكير الاستراتيجي فيما يتعلق بفن الحروب الحديثة حيث عكست افكاره هذا التطور البرجوازي الاولي بالنسبة لمفهوم السياسة و بناء الدولة و الصراعات، الا انه اخطا الخطأ الكبير حين اعتبرها امر طبيعيا وضروريا “بين الاحياء” وذلك لأنه مهد مرة اخرى لقتل النوع من قبل النوع ذاته.
الزعيم المعاصر: الذابح للنوع
ان الحروب الكارثية المدمرة، الحروب الضرورية التي تسير ” عبر سلوكيات معيارية اخلاقية محددة ” كما يدعي الراعون لها، بحاجة لقادة على صورتها ومثالها او”انبياء مسلحين” يسهرون على تنفيذها.
ولعل من اكثر الصفات التي لفتت نظري في اغلب اولئك “القادة” هي مقدرتهم العالية و من دون رفة جفن على التعاطي مع موضوع الخوف ؛ اي القدرة والمهارة في استثماره والتلاعب به من اجل التحكم بالشعوب. وبقدر ما كانت المواصفات الكلاسيكية القديمة للقائد تنطوي على ميزات الشجاعة وتحمل المسوؤلية و بعد النظر و الانتماء… الخ بقدر ما تبدلت هذه الصفات بشكل دراماتيكي لتصبح متوقفة على اشياء تشبه الدهاء واللف والدوران والمقدرة على حرف انتباه الشعب عن اهداف الامة الحقيقية وتسويق النظم والقيم والعادات التي تبقي الفرد والمجتمع في حالة من الخبل والغباء وتشجيع الاهتمامات المادية عن طريق آلة الاعلام الساحقة التي تتعاطى مع الراي العام بلغة تحتقر لديه قدراته العقلية التحليلية بحيث تثير فيه غرائزه وعاطفته بدلا من عقله، ناهيك عن صفات الابوة المتسلطة التي تقرر عن الابناء الذين يرزحون ليل نهار تحت اعباء نفسية اقلها الشعور بذنب لجرم افتراضي لم يُرتكب ابدا.
لقد تبدلت صفات القائد العادل الوحدوي والقومي الى آخر اكثر اناقة ومماحكة ولطف وكياسة وديبلوماسية مملحة بكلمات “التنويه والاستطراد ولفت النظر والتمني….” الى اخر هذا القاموس الديمقراطي الغربي من الكلمات اللطيفة التي تفرش طريق الشعوب الى جهنم بالنوايا الحسنة. وبقدر ما بقيت “الطبقات الشعبية وحدوية القناعات واشتراكية المصلحة “[5] بقدر ما تفاقم هذا العارض المريب ؛ تبني ادبيات المجتمع الدولي في الغزو والتدخل وانشودة حقوق الانسان ورعاية المدنيين – لدى الطبقة الحاكمة وملحقاتها من مثقفين يثابرون على استبدال الدولة القومية المقاومة والممانعة باخرى رسمت خطوطها العريضة النظم الراسمالية المتحالفة مع التيارات الدينية التي تستثمر جيدا في السياسة.
اخيرا، نشهد اليوم ” انهيارا ” مهولا للمثقف العربي الذي ابتلي بعماء منعه من ان يرى صورة الكارثة امامه كاملة. فالطريق الى الحرية لا يمكن ان يمر بتصفية النوع و لا تقسيم الوطن او فرش دربه للغزاة وانما باستقلالية القرار والدفاع عن الحق. كما نشهد انهيار “السياسي” لا كما عرفته ادبيات الفلسفات القديمة و المعاصرة و انما ذاك العصي ” عن البيع والشراء ” مهما كلف الثمن و الذي لا يساوم على الشعب او الارض او الموقف القومي. وكذلك نعاين ” انهيار ” المواطن الذي ينجرف وراء الفتنة الطائفية والذي يعتقد ان الولاء للطائفة يأتي قبل الولاء للارض فيخسر بذلك طائفته والارض معا.
ونرى مرة اخرى “انهيار” المنظومة الاخلاقية للمجتمع التي تصعد و تهبط بحسب سلم الاقتصاد الموسيقي وحركة راس المال وتداعيها امام قيم “الثورات الجديدة المستوردة ” التي اتت بلبوس الطهارة بينما كانت تخبىء تحت بياض ثوبها اكثر القنابل دمارا للمجتمع والفرد.
[1] [1] Massachusetts Institute of Technology Professor Noam Chomsky has been awarded this year’s Sydney Peace Prize،Australia’s only international peace prize. He delivered his Lecture، “Revolutionary Pacifism: Choices and Prospects”، at the Sydney Peace Foundation.
[2] الفئى هو ما يأخذه المسلمون من اعدائهم من دون قتال او نزال.
[3] نيكولا دي برناردو دي ماكيافيلّي (بالإيطالية: Niccolò di Bernardo dei Machiavelli)، ولد في فلورنسا 3 مايو 1469، وتوفي في فلورنسا في 21 يونيو 1527، كان مفكرا وفيلسوفا سياسيا إيطاليا إبان عصر النهضة. أصبح مكيافيلي الشخصية الرئيسية والمؤسس للتنظير السياسي الواقعي، والذي أصبحت فيما بعد عصب دراسات العلم السياسي. أشهر كتبه على الإطلاق، كتاب الأمير، والذي كان عملاً هدف مكيافيلي منه أن يكتب تعليمات لحكام، نُشرَ الكتاب بعد موته، وأيد فيه فكرة أن ماهو مفيد فهو ضروري، والتي كان عبارة عن صورة مبكرة للنفعية والواقعية السياسية. ولقد فُصلت نظريات مكيافيلي في القرن العشرين.
عند ماكيافيلي المجتمع يتطور بأسباب طبيعية، فالقوى المحركة للتاريخ هي “المصلحة المادية” و”السلطة”. وقد لاحظ صراع المصالح بين جماهير الشعب والطبقات الحاكمة، وطالب ماكيافيلي بخلق دولة وطنية حرة من الصراعات الإقطاعية القاتلة، وقادرة على قمع الاضطرابات الشعبية. وكان يعتبر من المسموح به استخدام كل الوسائل في الصراع السياسي، فمكيافيلي القائل “الغاية تبرر الوسيلة” برر القسوة والوحشية في صراع الحكام على السلطة. وكانت أهمية ماكيافيلي التاريخية أنه كان واحدا من أوائل من رؤوا الدولة بعين إنسانية واستنبطوا قوانينها من العقل والخبرة وليس من اللاهوت.
ويكيبيديا
[5] انظر مقالة الدكتور عادل سمارة في عدد نشرة كنعان 2783 للسنة الثانية عشر – 13 كانون الثاني 2012 و التي بعنوان – الواقع العربي: المثقف العربي من المهرجان إلى الانتظام والاشتباك سوريا ملتقى الصدام ومحدِّدة المصير.