الإتفاق القطري ــــ الأميركي ــــ الإسرائيلي حول سورية:

الكواليس والتفاصيل

 

الاقتراح القطري بارسال قوات عربية الى سوريا، يعني الابقاء على الازمة مفتوحة في سوريا على ابواب المجهول، وهي دعوة لاقتتال عربي عربي، واشغال للامة العربية بالكامل توطئة لترتيبات مشبوهة وحلول تصفوية للصراع في المنطقة أعدت منذ زمن بعيد أمريكيا واسرائيليا وتمول خططها خليجيا باسناد تركي اوروبي، وركائز الاجهزة الاستخبارية المعادية في بعض الساحات كلبنان، وهي تشكل الخطوة الاولى لتدخل أطلسي في شؤون سوريا الداخلية، بعد أن فشلت حلقات التآمر المتعاقبة اعلاميا وارهابا وتجييشا وتحريضا.. والحلقة الجديدة تم اللجوء اليها بعد أن جرت الرياح بما لا تشتهي عندما ارسلت الجامعة العربية المراقبين الى سوريا وشاهدوا على ارض الواقع الاعمال الاجرامية للارهابيين الذين تجندهم وتمولهم بالمال والسلاح والاسناد أطراف المؤامرة في العديد من الدول، ورأس الحربة فيها قطر والسعودية الطامحتان الأخذ بالامة الى الهاوية، بعد شل أدوار الدول والقوى ذات التأثير، وتحول الرياض والدوحة الى ناطقتين باسم العروبة والاسلام وهما منهما براء.

هذا الاقتراح القطري هو خدعة امريكية اسرائيلية رسمت خطوطها في واشنطن خلال الزيارة المشبوهة التي قام بها حمد بن جاسم الى الولايات المتحدة التي وصل اليها قبل اقل من اسبوعين قادما من القاهرة حيث عقدت اللجنة الوزارية التابعة للجامعة العربية اجتماعا لها في العاصمة المصرية، وترافقت هذه الزيارة مع تحركات مريبة بدأها الامين العام للجامعة العربية الحالي نبيل العربي والسابق عمرو موسى في عدد من الدول العربية بتجنيد من قطر والسعودية للتسويق للاقتراح القطري، وكذلك ترافقت مع جولة امير قطر في عدد من الدول العربية لحثها على اقامة علاقات دبلوماسية مع اسرائيل.

(المنار) وعبر مراسلها في العاصمة الامريكية ونقلا عن مسؤولين دبلوماسيين كبار حصلت على تفاصيل اللقاءات الخطيرة المشبوهة التي عقدها حمد بن جاسم مع الدوائر الامريكية، ومسؤولين امنيين اسرائيليين في واشنطن.

زيارة المسؤول القطري جاءت بعد ورود تقارير تؤكد فشل المؤامرة على سوريا، واقتراب حسم القيادة السورية للازمة، ونجاحها في اسقاط المخطط الدموي ضد الشعب السوري، هذه التقارير دفعت الدوائرالاستخبارية الامريكية ووزيرة خارجية امريكا الى استدعاء حمد بن جاسم الى الولايات المتحدة الذي وصل اليها حاملا تفويض التحدث أيضا باسم السعودية أحد أطراف المؤامرة على سوريا، وفور وصول حمد بن جاسم الى العاصمة الامريكية انتقل الى مبنى وزارة الخارجية حيث ترأست هيلاري كلينتون لقاء ضم مسؤولين امنيين امريكيين بحضور قياديين اثنين من مجلس الامن القومي الاسرائيلي، تعرض خلاله حمد الى توبيخ على فشله واميره في اشعال حرب طائفية في سوريا، فطلب فترة اضافية للبدء بحلقة تآمرية جديدة مؤكدا من جديد انفاق المزيد من المليارات لتخريب الساحة السورية، مضيفا أن حكام قطر والسعودية وكافة دول الخليج باتوا في خطر داهم وتحديات رهيبة قد تشعل ساحات هذه الدول، حيث نجاح تصدي الشعب السوري وقيادته للمخطط الامريكي الاسرائيلي الخليجي التركي الاوروبي، يعني ضياع الانظمة الخليجية، وعرض حمد بن جاسم خدمات لتفجير الساحة اللبنانية والضغط على الفلسطينيين لتمرير الحلول التي تراها اسرائيل مناسبة لأمنها.

الوزيرة الامريكية قالت في اللقاء المذكور ان المراقبين العرب قد يصدرون تقريرا لصالح النظام السوري، وشككت في تعهد المسؤول القطري بتجنيد المراقبين أو غالبيتهم لتقديم تقارير أعدت لهم سلفا، وتدخل المسؤول الامني الاسرائيلي وعرض تفاصيل حلقة تآمرية جديدة في ضوء عجز مجلس الامن الدولي عن اتخاذ قرار بتدخل عسكري في الشأن السوري، موجها سؤاله الى حمد بن جاسم بمدى قدرته على اقناع بعض الدول العربية لارسال قوات الى الاراضي السورية، وتنفذ تعليمات تتعلق بالمهام الحقيقية الموكلة اليهم، وهي اسناد الارهابيين والمسلحين والتنسيق معهم، والتزود باجهزة اتصال اكثر تطورا تمر مادتها واتصالاتها عبر محطات خاصة اقيمت في الاراضي التركية وفي احد المباني بشمال لبنان، وأبدت هيلاري كلينتون استحسانا للخطة الاسرائيلية، قائلة، أن وحدات هذه القوات عليها ان تشارك المسلحين جرائمهمه وفق آليات محددة وتعليمات واضحة واشعال كافة المناطق في سوريا، مشيرة الى أن المسلحين هم الآن في دائرة الخطر، فاما أن يقتلوا او يعتقلوا، فالنظام ما زال قويا وهو قادر على حسم الموقف لصالحه في أية لحظة.

المسؤول القطري تعهد بتمرير الاقتراح في الجامعة العربية، قائلا، أن عمرو موسى ونبيل العربي يشاطرانه الرأي ويتحركان لدعم الاقتراح، مبديا قلقه من الموقف المصري الرسمي والموقف العراقي طالبا الضغط عليهما، ومساعدة قطر والسعودية في الابقاء على عدم الاستقرار في الساحة المصرية، مطمئنا الحضور بأن السعودية تكثف من تجنيد ودعم الخلايا الارهابية للقيام بتفجيرات في الساحة العراقية، لتترافق مع خدمات يرويز مشرف المقيم في السعودية في تصعيد التفجيرات في الباكستان، وما تقوم به الرياض من تجنيد للعملاء والارهابيين والجواسيس وارسالهم بالتعاون مع أجهزة الأمن الاسرائيلية الى ايران، متهما مرة اخرى بضعف وعجز سعد الحريري عن اشعال الساحة اللبنانية، طالبا من كلينتون دفعه للعودة الى بيروت حيث ساحة لبنان مهمة لتنفيذ المخطط ضد سوريا، وتعهد المسؤول الاسرائيلي بتدريب المزيد من الارهابيين وارسال شحنات الاسلحة الى الاراضي السورية عبر الاراضي اللبنانية.

دبلوماسيون في العاصمة الامريكية كشفوا لـ (المنـار) تفاصيل الحلقة التآمرية الجديدة ضد سوريا وشعبها، وهي تتضمن البنود التالية:

ــــ تصعيد الحملات الاعلامية ضد القيادة السورية وفبركة المزيد من الأحداث.

ــــ السعي بكل الوسائل تهديدا وترغيبا لحمل موظفين وعسكريين الى الانشقاق ومغادرة سوريا لاستغلالهم اعلاميا.

ــــ العمل على دفع دبلوماسيون يعملون في سفارات سوريا بالخارج الى الانشقاق.

ــــ تجنيد المزيد من العناصر الارهابية والحاق اعداد منهم بما يسمى بـ “الجيش السوري الحر”.

ــــ تنفيذ تفجيرات في الميادين والمرافق العامة والمؤسسات الحكومية لاحداث خسائر كبيرة في صفوف المدنيين للضغط عليهم وتثويرهم ضد النظام القائم.

ــــ محاولة السيطرة من جانب المسلحين على بعض المناطق وخاصة الريفية منها.

ــــ استخدام معامل وأجهزة أكثر تطورا للتشويش على اجهزة الاتصالات السورية.

ــــ تنفيذ جرائم ضد الاطفال والنساء وشن المزيد من عمليات الخطف والاغتيال.

ــــ تزويد الارهابيين بصواريخ واطلاقها عن بعد على المؤسسات الحكومية.

ــــ خطف ابناء وعائلات الضباط والمسؤولين الكبار وأخذهم كرهائن.

ــــ تلغيم خطوط النقل ومحطات الوقود والكهرباء والمياه واستهداف المطارات والمراكز العسكرية.

ــــ الاسراع في توجيه أجنحة المعارضة وتهديدها بقطع الاموال عنها في حال استمر تصارعها.

ـــــ محاولة تجنيد الرعايا والطلبة السوريين في الخارج، وتنظيم المظاهرات والاعتصامات خارج سوريا وامام سفاراتها.

ــــ تهديد وسائل الاعلام داخل سوريا وخارجها لوقوفها الى جانب الشعب السوري وقيادته.

ــــ محاولة السيطرة على منطقة الحدود السورية مع لبنان.

ــــ الدعم المالي لمراكز التدريب والتجنيد التي تحتضنها تركيا.

ــــ زيادة أعداد الخلايا الارهابية لتنفيذ عمليات انتحارية.

ـــــ الاسراع في ترجمة قرارات الجامعة العربية بفرض عقوبات اقتصادية على سوريا وتهديد وتقويض الشركات التي تتعامل مع المؤسسات الاقتصادية السورية.

القيام بعمليات ارهابية تتسبب في تعليق الدراسة في المدارس والمعاهد والجامعات.

ـــــ الاعتداء على المساجد والكنائس ورجال السللك الدبلوماسي والتحريض ضد البعثات الدبلوماسية التي تقف بلادها مع الشعب السوري وقيادته.

أما بالنسبة للاقتراح الذي حمله رئيس وزراء قطر من واشنطن ليطرحه في الجامعة العربية، فيتضمن ارسال عشرين ألف جندي عربي ومن الوحدات الخاصة تحديدا كدفعه أولى سوريا، وانهاء مهمة المراقبين العرب، على أن تكون هذه الوحدات من جيوش دول تدعم المؤامرة على سوريا، وزج عناصر ارهابية من جنسيات مختلفة داخل هذه الوحدات، خضعت لتدريبات جيدة، وأن تتسلح عناصر هذه الوحدات بأسلحة ذات تأثير تتطلبها المؤامرة على سوريا، ورشحت وزيرة خارجية الولايات المتحدة ورئيس وزراء قطر السعودية والامارات والمغرب وليبيا والكويت وقطر والاردن تتألف من جيوشها هذه الوحدات التي ستسريل الى سوريا في حال اتخاذ الجامعة العربية قرارا بذلك.

وكشف رئيس وزراء قطر أمام المجتمعين عن أن قطر والسعودية تمولان عمليات تجنيد عناصر باكستانية ومن افغانستان ودول افريقية واصحاب سوابق في العديد من الدول وعناصر يجندها سمير جعجع مهمتها تنفيذ عمليات تفجيرية وانتحارية واغتيال داخل سوريا وخارجها، مشيرا الى التنسيق مع عناصر متطرفة من حركة طالبان ومجموعات تعمل تحت اسم القاعدة في الاراضي العراقية، وأن الرئيس الباكستاني السابق برويز مشرف يعمل منسقا لعمليات التجنيد هذه.

وفور مغادرة حمد بن جاسم الاراضي الامريكية، أجرى اتصالات هاتفية مع عدد من المسؤولين في دول عربية، وعمرو موسى ونبيل العربي للعمل على الفور لتمرير اقتراح ارسال قوات عربية الى سوريا، لأن في ذلك الابقاء على الازمة، بعد أن شارف النظام السوري وبفعل وعي وتعاون شعبه على اسقاط المؤامرة بكامل ذيولها.

:::::

المصدر: “التيار الحر”،

http://www.tayyar.org/Tayyar/News/PoliticalNews/ar-LB/qatar-israel-usa-zek-442.htm