في رحيل المناضل بهجت ابو غربية

السيرة الذاتية للفقيد بهجت أبو غربية

ولد بهجت عليان عبد العزيز عليان أبو غربية في بلدة خان يونس عام 1916، ينتمي إلى عائلة عريقة من مدينة الخليل، أمضى معظم حياته في القدس. يلقب بشيخ المناضلين الفلسطينيين، فقد اشترك في جميع مراحل النضال الفلسطيني المسلح، خصوصا ثورة (1936-1939) وحرب (1947-1949)، حيث كان أحد قادة جيش الجهاد المقدس وخاض معارك كثيرة منها معركة القسطل التي استشهد فيها القائد عبد القادر الحسيني، كما جرح عدة مرات، ودخل السجون والمعتقلات.
وفي عام 1949 انضم إلى حزب البعث العربي الاشتراكي في الأردن، وانتخب عضواً في القيادة القطرية (1951-1959) وقاد النضال السري للحزب (1957-1960).
وشارك بدور أساسي في تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية مع الرئيس أحمد الشقيري، كما شارك بدور أساسي أيضا في تأسيس جيش التحرير الفلسطيني وقوات التحرير الشعبية. انتخب عضواً في اللجنة التنفيذية للمنظمة ثلاث مرت قبل أن يتخلى عن عضوية اللجنة التنفيذية، وكان عضواً في المجلس الوطني الفلسطيني، والمجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية منذ تأسيسها عام 1964 حتى عام 1991، حين استقال احتجاجا على قبول المنظمة بقرار مجلس الأمن رقم 242 والاعتراف بدولة العدو.
صدر له عام 1993 القسم الأول من مذكراته ‘في خضم النضال العربي الفلسطينيوفي عام 2004 صدر له الجزء الثاني من مذكراته ‘من النكبة إلى الانتفاضة، وقد منعت دائرة المطبوعات والنشر الأردنية المذكرات لأسباب غير معلنة. وفيما يلي لمحة سريعة عن حياة المناضل بهجت أبو غربية:
أنهى تعليمه في المدرسة الرشيدية الثانوية بالقدس
أمضى معظم حياته في القدس
اشتغل في التعليم في الكلية الإبراهيمية بالقدس سنوات 36 – 57
عمل في الصحافة عام 1937م وكيلاً ومراسلاً لجريدة (الجامعة الإسلامية) في القدس
شارك في انتفاضة فلسطين عام 1933م
شارك بالسلاح في ثورة 1936 – 1939
سُجِنَ عدة مرات في عهد الانتداب البريطاني
انتسب إلى الحزب العربي الفلسطيني 1946 – 1949
شارك بالسلاح في حرب 1947 – 1949 في قيادة جيش الجهاد المقدس جرح خلالها في القدس (8) مرات وشارك في معركة القسطل التي استشهد فيها القائد عبد القادر الحسيني
انتسب إلى حزب البعث العربي الاشتراكي 1949 – 1959 وانتخب عضوا في القيادة القُطْرية للحزب في الأردن
اعتقل وسجن في الخمسينات عدة مرات في الأردن
اختفى في الأردن 1957 – 1959 ضمن القيادة القُطْرية السرية لحزب البعث العربي الاشتراكي
سجن في الأردن 1960 – 1962 بنفس الزنزانة مع قاسم الناصر وأُفرِج عنه ضمن عفو عام.
عضو هيئة إدارية – لنقابة عمال الفنادق في القدس 1962 – 1963.
عضو في اللجنة التنفيذية الأولى لمنظمة التحرير الفلسطينية 1964 – 1965
عضو في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير 67 – 69
عضو في قيادة الكفاح المسلح بعمَّان (العمل الفدائي) 68 – 71
عضو في قيادة جبهة النضال الشعبي الفلسطيني 1968 – 1991
عضو في المجلس الوطني الفلسطيني والمجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية 1964-1991 واستقال بسبب موافقة المجلس الوطني الفلسطيني عام (1991) على قرار (242) الذي يعترف بدولة العدو وموافقة المجلس الوطني على الدخول في مفاوضات مع اليهود.
عضو في التجمع القومي العربي الديمقراطي في الأردن عام 90 – 92
ترأس اللجنة العربية الأردنية لمجابهة الإذعان والتطبيع 93 – 95
حاليًا عضو في اللجنة التنفيذية للمؤتمر الوطني الأردني لحماية الوطن ومجابهة التطبيع
صدر له عام 1993 القسم الأول من مذكراته ‘في خضم النضال العربي الفلسطيني’ وفي عام 2004 صدر له الجزء الثاني من مذكراته ‘من النكبة إلى الانتفاضة
شريك ومدير شركة التوفيق للطباعة والنشر بعمان من 1971 حتى وفاته.

قصيدة: القدس تعرفني والتاريخ يشهد

هذه القصيدة نظمها شيخ المجاهدين بهجت أبو غربية وهو في الرابعة والتسعين من العمر.
وهو هنا يستذكر دوره في الدفاع عن القدس عام 1947 – 1948م, ويشير في القصيدة إلى واقعة هامة وهي انه في الساعة الواحدة من بعد ظهر يوم السبت 15 أيار 1948 تلقى أمرا خطيا من الرئيس فاضل رشيد (عراقي) من قادة جيش الإنقاذ ووقع على الأمر أيضا الضابط جمال الصوفي نائب قائد الكتيبة (سوري) والشيخ مصطفى السباعي المراقب العام للأخوان المسلمين في (سوريا)…. بسحب مواقعه الواقعة شمال سور القدس إلى داخل السور في البلدة القديمة, يصدرون له الأمر وهو لم يتبع لقيادتهم، لأنه من قيادة الجهاد المقدس. فرفض أمر الانسحاب, واستمر صامدا مع رجاله، يقاتلون خارج السور إلى أن وصل الجيش العربي الأردني في 15 أيار 1948 لنجدتهم, وهذه الواقعة أخرت احتلال القدس الشرقية 20 عاما, حيث لو وافق شيخنا على تنفيذ أمر قيادة جيش الإنقاذ لتم احتلال القدس كاملة في العام 1948م.
القدس تعرف والتاريخ يشهد لي
أني فتاها قائد الشجعان
أقسمت بالأقصى المجيد وربه
أني الشهيد على ثراها القاني
فحملت رشاشي وحولي فتية
وقفوا معي صفا كما البنيان
تتحطم الهجمات عند صمودنا
ونبادر النيران بالنيران
ونكرر الهجمات ضد عدونا
فيفر منهزما بكل جبان
نار العدو تصيبني في مقتل
قبل الشفاء أعود للميدان
تتكاثر الأخطار عند خطوطنا
يتساقط الشهداء من إخواني
أمروا انسحب أمروا اعتصم بالسور فورا وانسحب
فرفضت أمرهم بقيت مكاني
لا عشت إن أخليت أرضك للعدى
يا قدسنا يا أقدس البلدان
جيش من الأردن ينجدنا
متأخرا بأوامر البريطاني
وتظل أرضي حرة عربية
على مدى جيل من الأزمان

* * *

جمعية مناهضة الصهيونية والعنصرية

بيان تعزية بوفاة شيخ المناضلين الفلسطينيين بهجت أبو غربية

بمزيد من الأسى تنعى إليكم جمعية مناهضة الصهيونية والعنصرية القائد بهجت أبو غربية، سنديانة فلسطين، وشيخ المناضلين.  وقد توفي المرحوم اليوم الخميس الموافق في 26/1/2012 عن تسعين عاماً ونيف قضاها في العمل العسكري والسياسي والثقافي من أجل فلسطين، وكان ممن نفذوا العمليات ضد الاحتلال البريطاني واليهودي لفلسطين، وممن دافعوا عن أسوار القدس عام 48، وممن شاركوا في انطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة في الستينات، وقد بقي مصراً على هوية فلسطين العربية من النهر إلى البحر، وعلى الكفاح المسلح طريقاً لتحريرها، وعلى خوض الصراع حتى النهاية، وكان الفقيد قومياً عربياً حتى النخاع، ورفض أن ينجر لترهات المقاومة السلمية أو تقديم التنازلات بذريعة كسب الرأي العام العالمي، أو تبني سخافات “الشرعية الدولية”، وكان من القلة الذين انتهوا كما بدأوا فلم يلعب بالشعارات ولا تقلب مع التيارات.

وسيبقى بهجت أبو غربية نموذجاً يحتذي لكل القابضين على جمر الثوابت، وللخط القومي العروبي في القضية الفلسطينية، ولمزاوجة البوصلة السياسية السليمة بالممارسة العملية على الأرض.

جمعية مناهضة الصهيونية والعنصرية

عمان 26/1/2012

http://freearabvoice.org/?p=1642

* * *

المؤتمر العام للأحزاب العربية

نــعـــــي بهجت أبوغربية

أحد أبرز أعلام النضال العربي وشيخ المناضلين الفلسطينيين

حياته ومسيرته مدرسة ملهمة للأجيال من مناضلي فلسطين والأمة العربية

ينعى المؤتمر العام للأحزاب العربية بهجت أبوغربية أحد أبرز أعلام النضال العربي وشيخ المناضلين الفلسطينيين ، الذي رحل يوم الخميس (26 كانون الثاني / يناير الجاري) في مدينة عمان ووري الثرى فيها ملفوفاً بالكوفيتَين الفلسطينية والأردنية ،  وذلك عن عمر نضالي امتد ثمانين عاماً من عمره البالغ ستة وتسعين عاماً . فقد بدأ بهجت نضاله في القدس منخرطاً في الكفاح الفلسطيني المسلح في جميع مراحله منذ فتوَّته ، شارك في ثورة البراق عام 1929 ، ثم في الثورة الفلسطينية الكبرى 1936 – 1939 ، وفي حرب العام 1947 – 1948 التي كان فيها مساعداً للشهيد القائد عبدالقادر الحسيني شهيد معركة القسطل التي شارك فيها أبو غربية.

وفي هذه المرحلة من نضاله خاض معظم معارك القدس وجرح ثماني مرات ، وغادر الحياة يحمل في جسده بعض شظاياها.

كان أحد الطلائعيين الأوائل في حزب البعث العربي الاشتراكي في فلسطين والأردن منذ عام  1949 , وانتخب عضواً في القيادة القطرية حتى عام 1959 ، وشارك في قيادة النضال السري للحزب في الأردن منذ عام 1957 , وقد سجن منذ عهد الانتداب البريطاني مرات عديدة .

شارك في تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية , وشغل عضوية لجنتها التنفيذية ثلاث دورات ، كما كان عضواً في المجلس الوطني الفلسطيني والمجلس المركزي للمنظمة حتى عام 1991 حين استقال احتجاجاً على قبول المنظمة بقرار مجلس الأمن 242 والاعتراف بالكيان الصهيوني .

ويعدُّ بهجت أحد رواد الكفاح الفلسطيني المسلح بعد النكسة عام 1967 من خلال دوره في تأسيس جبهة النضال الشعبي التي تعدُّه الأب الفكري والقدوة النضالية لها .

عرف بهجت بمواقفه المبدئية الصلبة الثابتة التي تؤكد أن الكفاح المسلح هو الأسلوب الوحيد لاسترجاع فلسطين كل فلسطين ، ولذلك ناهض التسويات ، وأن تحرير فلسطين والوحدة العربية متلازمتان لا يجوز الفكاك بينهما ، وظلّ على هذا الإيمان معارضاً رافضاً بإيجابية وقوة اتفاقيات كامب ديفيد وأوسلو ووادي عربة وللتطبيع ، ولذلك انخرط بفعالية في جميع المؤسسات والمؤتمرات والأنشطة المناهضة للتسوية  على امتداد الوطن العربي وكل ما نجم عنها ولا سيما التطبيع مع الكيان الصهيوني .

رحم الله بهجت أبوغربية ، وعزاء فلسطين والأمة أنه خلّف وراءه مناضلين كثراً يحملون الشعلة في هذا الزمن العربي الأغبر .

كان في مسيرته وسيظل مدرسة نضالية ملهمة لأجيال فلسطين والأمة .

عمان 29/1/2012

عبد العزيز السيد، الأمين العام

* * *

تيار المقاومة والتحرير في نعي القائد أبو غربية:

كان قرنا من الوفاء لفلسطين

الجمعة 27 كانون الثاني (يناير) 2012

ينعي تيار المقاومة والتحرير في حركة التحرير الوطني الفلسطيني «فتح»، شيخ مجاهدي فلسطين وفتى القدس الفارس الذي ترجل أمس الخميس 26/1/2012 في عمان، القائد بهجت أبو غربية إلى الأمتين العربية والإسلامية.

لقد كان القائد الشهيد أبو غربية ليس فقط ضميراً حياً لقضية فلسطين ووصية تحريرها الشامل، بل أيضا مثالا ناصعاً للبقاء على عهدها وقسمها والوفاء لقدسها وكرامتها، وظل حتى آخر رمق ينادي بمواجهة عدوها المغتصب ورفض الخنوع له والقبول بواقع ظلمه وجبروته وغطرسته، ورفض التعاطي أيضا مع مسيرة الأوهام في التعامل مع أول الحقد العنصري في التاريخ وآخر العدوان الظالم في مشهد البشرية.

لقد أعطى القائد الشهيد أبو غربية مثالاً حياً مستمراً وثابتا، لم تنل منه سنوات عمره التي شارفت على قرن كامل، كيف يكون الولاء والمحبة واللقاء على فلسطين ومن أجلها، ولم يتوقف عن العطاء المخلص الأبي لحظة واحدة أو يتراجع قيد أنملة عن مسيرة العطاء والبذل التي تبقى نموذجاً لشباب فلسطين وأجيالها على طريق التحرير الشامل والعودة الناجزة، فإلى جنات الخلد أيها القائد العظيم مع النبيين والشهداء والصديقين ومن أوفى بعهد الله من لم يبدلوا تبديلا.

عاشت فلسطين حرة عربية كريمة والمجد لأبطالها وشهدائها المكرمين

وإنها لثورة حتى النصر،،،،،،،

قوّات العاصفة – تيار المقاومة والتحرير

* * *

الهيئة الوطنية لحماية الحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني

بيان نعي المناضل الكبير بهجت أبو غربية

ببالغ الحزن والأسى تنعي الهيئة الوطنية لحماية الحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني، إلى جماهير شعبنا الفلسطيني والعربي، القائد الكبير ” شيخ المناضلين ” الأستاذ بهجت أبو غربية، أحد أعلام الكفاح الوطني والقومي في مواجهة العدوان الإمبريالي / الصهيوني، رفيق ذلك الجيل من القادة العظام الذين تفخر بهم أمتنا، أمثال عبد القادر الحسيني وسعيد العاص وعبد الرحيم الحاج محمد، ، وغيرهم كثير ممن بذلوا أرواحهم كرمى عروبة فلسطين، وفي الدفاع عنها ضد جحافل الغزاة.

والمناضل الذي غيبه الموت اليوم، هو من أبرز أبطال الدفاع عن القدس، في معارك عام 1948، تعرفه أسوار المدينة وحاراتها العتيقة وبيوتها، مناضلا وقائدا في الميدان، ليس في قاموسه مكان لكلمة تراجع، ولا للفظة استسلام.

والمناضل الذي خاض معارك القدس ببسالة منقطعة النظير، ظل على صلابته دوما، كلما تعلق الأمر بفلسطين وهويتها وحريتها، لا بل زادته السنون صلابة، وتمسكا بحقوق شعبها وأمتها فيها. فوقف كالطود الشامخ، ومثل سنديان الجليل في وجه كل دعوة للتراجع أو الاستسلام، ورفض كل تسوية أو مساومة على الحقوق، مقدما درسا للأجيال من مناضل كان القول لديه مقترنا بالعمل. فما تأخر يوما ولا تقاعس عن أداء واجب، أو القيام بمهمة من أجل فلسطين وقضايا الأمة.

إن فلسطين والأمة تخسر خسارة كبيرة بغياب الرجل الذي علم أجيالا من أبناء شعبنا وأمتنا معنى الحرية والنضال والثبات على الموقف، ورفض المساومة ولو على شبر من أرض فلسطين والعرب.

رحل رجل المبادئ والأخلاق الثورية، في الذكرى الرابعة لغياب جسد الدكتور ” جورج حبش ” رفيق دربه في معركة تحرير فلسطين ووحدة الأمة. وَحَدُهما تاريخ الرحيل، كما جمعتهما أهداف التحرر في النضال من أجل استرداد فلسطين وحرية الوطن الكبير وكرامة أبنائه.

عهداً من كل رفاقك وتلاميذك، أن يستمروا في النضال من أجل الأهداف التي ناضلت لتحقيقها. فالوفاء لك، وللمبادئ التي قاتلت من اجلها، سيكون كما أحببت دوماً، مزيدا من التمسك بالحق، ومزيدا من الإصرار على الكفاح حتى تحرير فلسطين كل فلسطين. ومن الماء إلى الماء كما كنت تردد دائماً.

الهيئة الوطنية لحماية الحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني

26 / 1 / 2012