سوريا: التيار الديمقراطي العلماني الاجتماعي

نبيل فياض:

المشكلة حمص حصراُ، إذا حلت المشكلة في حمص فستحل في مختلف أنحاء سوريا

تم أمس بدمشق إطلاق «التيار الديمقراطي العلماني الاجتماعي» الذي يشكل – بحسب مسودة الوثيقة التأسيسية- إطاراً فكرياً للمنضمين إليه وفق مجموعة القيم المشتركة وهي الديمقراطية باعتبارها مفهوماً ومرجعيتها المعرفة وليس أي مرجعية أخرى. فيما تعني العلمانية حيادية الدولة تجاه الأديان واعتبار أن المصلحة الاجتماعية هي محور علاقات اقتصادية أو سياسية يمكن بناؤها في سوريا.

وفيما يخص الأحداث الجارية في سوريا رأى التيار أن الأزمة الحالية في سوريا هي أزمة بنيوية تطال جميع الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية. مشدداً على أنه –التيار- ليس جهة قضائية أو مسؤولة عن أخطاء أي طرف من الأطراف وإنما يعي المتطلبات للخروج من الأزمة بأقل خسائر بشرية ومعنوية قد تطول الشعب السوري، وأنه يعمل لطرح حل شامل للأزمة السياسية فيما بين الأطراف التي أكد أنه يقف عل مسافة واحدة منها.

وأعلن التيار الأول من نوعه في سوريا أنه لا يرى منفعة من تدخل الأطراف الخارجية عربية كانت أم غربية، وذكر أن الحكومة والمعارضة مشتركتان في الحفاظ على سلامة وبقاء المواطن عند عتبة الحرية وفق الدستور.. وخلص البيان الإعلامي الأول للتيار أنه «جماعة ضغط» يعنى بجميع مناحي الحياة السياسية الراهنة بما يحقق فصل الدين عن الدولة وتحقيق نجاح عمل المؤسسات التي تمس المواطن أولاً.

ورأى الباحث السوري نبيل فياض منسق التيار أن المشكلة التي تعاني منها سوريا حالياً تكمن في «حمص حصراً»، معرباً عن اعتقاده أنه إذا حلت المشكلة في حمص فستحل في مختلف أنحاء سوريا لأنها بؤرة الحراك العنيف والطائفي.

ولفت فياض في تصريح لصحيفة «الوطن» على هامش إطلاق التيار إلى أن «الحل الأمني وإنهاء المظاهر المسلحة وطرد الجماعات المسلحة لا يكفي وحده»، موضحاً أنه «يجب أن يرافقه حل معرفي ثقافي، فهذا الإنسان المسلح قد تجبره أمنياً على عدم إشهار بندقيته بوجه ابن بلده، لكن إذا لم تقنعه ثقافياً وبمحبة وبخلق المبررات المعرفية والإنسانية التي تدفعه لعدم حمل البندقية فلن تحقق شيئاً»، وقال: «الحل الأمني غير كافٍ على الإطلاق ويجب أن يرافقه حل ثقافي ومعرفي وهذا ما نقوم به».

وأشار إلى أنه «يجب أن ينتقل البلد إلى ديمقراطية حقيقية فالنفس العام العالمي والدولي لا يتقبل أبداً النظم الأحادية، النظام الأحادي انتهى وبالتالي لابد من حل سياسي حقيقي»، لافتاً إلى أنه طرح إلغاء المادة الثامنة من الدستور منذ العام 2004 واشتبك مع عبد الحليم خدام وتم خطفه في ذلك الحين.

وحول رؤية التيار السياسية بشأن الأزمة الحالية، قال فياض: «لابد أن يخرج علينا المسؤولون في سوريا ويتحدثوا بصراحة تامة عن مشاكل الوطن وأزماته وعن الأزمات التي أدت لما حصل في البلد»، موضحاً أنه «يجب أن تريح الآخر الذي يقف في الخندق المعادي، ويجب التحدث معه بصراحة مطلقة عن سبب الأزمة وعن الأخطاء ومن ثم تبدأ المصالحة بين مكونات المجتمع السوري».

وتابع: «نحن بحاجة لديمقراطية حقيقية في المجتمع السوري، حتى الآن لا توجد ديمقراطية غير حقيقية» متسائلاً: لا أعرف لماذا يتردد النظام حيال الديمقراطية؟ وأضاف: «لدي إشارات، وهناك من يقول: إن الديمقراطية قادمة، مؤكداً: إن «هناك مسألة شك بين الأطراف فالنظام لا يثق بالمعارضة والمعارضة لا تثق بالنظام».

وانتقد فياض المعارضة، وقال: «هناك معارضات، لا توجد معارضة واحدة وللأسف المعارضة تحمل كل أمراض النظام»، وقال: «شاهدت الدعوات في حمص لقتل هيثم مناع عندما اختلف مع برهان غليون، هم إقصائيون وأمراض المنطقة كلها موجودة عند هذه المعارضة»، لافتاً إلى أنه تعرض لمحاولة اغتيال عقب تحدثه في إحدى الفضائيات عن وجود حالة طائفية وعصابات مسلحة في حمص، موضحاً: تم إحراق سيارته، وكذلك تم العبث بسيارته الأخرى تعرض إثرها لحادث واضطر لتغيير مكان إقامته.

صحف

::::

موقع “زنوبيا”،
http://www.znobia.com/?page=show_det&select_page=16&id=11136