د . نضال قبلان
قبل الولوج في تداعيات هذا اليوم التاريخي في مجلس الأمن أود أن أؤكد لكم أنني أضم صوتي وبقوة إلى أصواتكم المطالبة بضرورة الإسراع بالحسم العسكري خصوصاً في حمص الجريحة..لأن مجلس الأمن – على أهميته – لن يوقف الدماء البريئة الطاهرة لأهلنا في حمص وباقي مناطق التوتر الإرهابي على الأرض السورية…!!! وسأختصر في عناوين قراءتي:
أولاً ) سقطت الجزيرة واسيادها والعبرية وأسيادها وكل القنوات الشريكة في سفك الدم السوري، لأن الحرب علينا 90% منها إعلام…واليوم سقط الإعلام المعادي سقوطاً مدوياً وفشل في مهمته التي كلفت المليارات سقوطاً مدوياً.
ثانياً ) انتصر الحق على الظلم في عالم يسوده الظلم قانوناً وشريعةُ الغاب شريعةً…وعيد المولد النبوي الشريف حمل معه أكبر هدية لسورية تُنذر بسقوط المؤامرة…ما يعني ضمنياً بدايةَ بزوغ نظام عالمي جديد متعدد الأقطاب…وسورية في محوره…أي نهاية التفرّد الأمريكي بمصير العالم.
ثالثاً) زيارةُ وزير الخارجية الروسي ومدير الاستخبارات الروسية بعد يومين إلى دمشق، محطة هامة في الخروج من الأزمة…وعلى الأرجح أن يعقبها ويواكبها ربما تسريع الدولة في خطوات الإصلاح الجوهرية اللازمة…وهنا أعيد: الحسم الميداني مع الإرهابيين ضرورة حتمية وعاجلة (جداً)…!
رابعاً) التركي منكفئ على ذاته ..وكان يترقب نتائج آخر محاولات التدويل ( التي فشلت ) وسقطت إلى عير رجعة وأتوقع أن ينعكس ذلك على مستقبل مجلس اسطنبول الانتعالي بعدما صار عبئاً على تركيا…بكل ما يعنيه ذلك من اقتناع التركي بأن الحوار مع اللاعب الأول والساسي ( أي سورية ) لمحاولة أخيرة للحفاظ على ” شعرة معاوية ” التي اعتراها الشيبُ والاهتراء ( الشعرةُ هنا مجازاً طبعاً ) والبحث في مبادرة إقليمية / دولية بالتنسيق مع طهران وموسكو وبالشروط السورية هذه المرة..على أمل عدم نسف آخر الجسور الباقية بين البلدين….وثمن قبول التركي مجدداً معروفٌ…لنا ولهم..!!! ( مع التأكيد أن الأمور البينية لا يمكن أن تعود لما كانت عليه طالما ظلت حكومة أردوغان في السلطة..!!!
خامساً ) سيتقدم الدور السعودي والمصري مجددا تجاه سورية ( مع التوضيح أن سعود الهزاز لا يمثل المملكة ) ففيها تيارات مختلفة الرأي والتوجه والقوة…وقناعتي أنه وحمد النت ياهو سيكونان من أوائل الخاسرين الخارجين من المعادلة الجديدة …وكذلك اللانبيل اللاعربي والمغرب…!!!
سادساً) في لبنان الليلة..وعلى موقع تويتر Twitter وفي المختارة أيضاً، هناك من يلمّسُ على رأسه ويعيد حساباته وحجم خسائره…في مقابل معسكر المقاومة الذي يشعر بنشوة الانتصار….وحقّ له ذلك…وبالتالي ستنشأ خريطةٌ سياسية جديدة في لبنان في وقت ليس بعيداً…..ولن يثسمحَ لأحد بعد اليوم باستحدام لبنان – وشماله خصوصاً – منصةً أو منطلقاص للاعتداء على سورية بتهريب السلاح أو الإرهابيين…واجتماع المعنيين أمس بين البلدين نقل رسالة واضحة بهذا الخصوص، ومعلوماتٍ لا يمكن دحصُها أو تجاهلُها.
سابعاً ) الوضع الداخلي يبقى التحدي الأكبر في المرحلة المقبلة…ولكن ما حدث اليوم في مجلس الأمن يوففر مظلة كافية لتحسم الدولةُ أمرها مع الإرهابيين…وبسرعة قصوى…!!!
ولا بد أن تنتهي قبل مؤتمر الحزب المفصلي بعد 17 يوماً وإعلان حكومة وطنية تشارك فيها المعارضة والمستقلون بصورة فاعلة وحقيقية…وقبل الاستفتاء على الدستور الجديد للوطن.
عشتم وعاشت سورية الأبية…ومبروك لنا جميعاً هذا اليوم التاريخي
:::::
عن صفحة د نضال قبلان على الفيس بوك
الأحد 2012-02-05
http://www.syriandays.com/index.php?page=show_det&select_page=68&id=30085