يواصل التونسيون الإعراب عن استنكارهم الشديد لقرار الرئاسة التونسية المؤقتة إغلاق السفارة السورية في تونس على خلفية حملة مزاعم شنتها قنوات التحريض الإعلامي بتوجيه من أطراف المؤامرة على سورية في الوقت الذي ودع فيه مئات التونسيين والتونسيات البعثة الدبلوماسية السورية في مطار تونس قرطاج رافعين لافتة كبيرة كتب عليها عذرا سورية حكومتنا قطرائيلية.
فقد انتقد أحمد الكحلاوي عضو الأمانة العامة للمؤتمر القومي العربي رئيس هيئة دعم المقاومة العربية ومناهضة التطبيع والصهيونية في تونس قرار الرئاسة التونسية المؤقتة إغلاق السفارة السورية في تونس مشيرا إلى أن سورية لم تعتمد سفيرا آخر لها اصلا بعد انتهاء مهام سفيرها السابق.
وقال الكحلاوي في حديث لصحيفة الصريح التونسية أمس.. إنه كان الأحرى عدم اتخاذها هذا القرار والتثبت من خلفيات ما سمي عملية حمص المزعومة حيث كشفت بعض المنظمات الإنسانية والحقوقية ووسائل الإعلام المحايدة النقاب عن عملية التهويل والتزييف التي أحاطت بالأحداث التي جرت في حمص ثم تبين أن عددا من وسائل الإعلام الغربية والعربية قام بتهويل رقم القتلى وتصوير الاشتباكات بين الجيش والعصابات المسلحة.
وأضاف.. إنه اتضح بعد التحري أن الأمر كان معدا له مسبقا بطريقة محترفة جدا من قبل بعض القوى الاستعمارية الغربية والإقليمية بالتواطؤ مع ما يسمى قوى المعارضة السورية بهدف التأثير على الرأي العام العربي والعالمي والتأثير في مداولات مجلس الأمن تزامنا مع عرض الأزمة في سورية للتصويت.
وأكد الكحلاوي أن ما حدث في حمص لم يشذ عن قاعدة ما يحدث كل يوم فالحكاية لم تتعد كونها اشتباكات روتينية واعتيادية بين مجموعات مسلحة تهاجم والجيش السوري الذي يدافع مشيرا في هذا السياق إلى أن أهالي حمص تكلموا وسفهوا رواية المجزرة المزعومة ونفوا وجود مثل ذلك العدد المهول من القتلى علاوة على تكذيب الرواية التي تزعم بأن الجيش كان استهدف مستشفى ومراكز إغاثة مؤكدا أن ما روج له كاذب ولا أساس له من الصحة وتم توظيفه لخدمة أجندة خارجية تصب ضمن خانة تمهيد الطريق لتدخل عسكري غربي مثلما حدث في ليبيا.
وشدد على أن القرار التونسي بشأن اغلاق السفارة السورية غير صائب وستكون تداعياته خطرة على استقرار المنطقة متسائلا.. لمصلحة من هذا الدفع نحو إقحام سورية والمنطقة العربية عامة في أتون الاقتتال والتجزئة والحروب الأهلية وهي أمنية كل القوى الاستعمارية والإقليمية المتربصة بالوطن العربي.
وفي سياق متصل أشار تقرير نشرته أمس صحيفة الشروق التونسية إلى أن أغلب الصفحات ذات التوجه اليساري والمعارض على الموقع الاجتماعي الفيسبوك شنت منذ أيام هجوما كاسحا على الحكومة التونسية ووزير الخارجية والرئيس التونسي المؤقت احتجاجا على إغلاق السفارة السورية في تونس.
وأوضحت الصحيفة أن الهجوم اعتمد على حجة واضحة وهي أن مايحدث في سورية ليس إلا مؤامرة عالمية على اخر مركز ممانعة ورفض لمشروع الشرق الأوسط الجديد الذي تتحكم به إسرائيل وقطر والولايات المتحدة.
وقالت إن أغلب الناشطين اعتبروا إغلاق السفارة السورية عملا متسرعا ومرتجلا سوف تكون له نتائج كارثية على آلاف التونسيين المقيمين في سورية.
وأضافت الصحيفة إننا نكتشف في الصفحات التونسية أن عدد أنصار الدولة السورية ليس قليلا في تونس وينشرون وثائق جديرة بالاهتمام عن نيات أمريكية لتمزيق سورية والقضايا العربية وبخاصة القضية الفلسطينية.
وكان مئات التونسيين والتونسيات ودعوا البعثة الدبلوماسية السورية في مطار تونس قرطاج ملوحين بالأعلام السورية والتونسية ومرددين شعارات منددة بحركة النهضة وبقرار الحكومة والرئيس المؤقتين ورافعين لافتة كبيرة كتب عليها عذرا سورية حكومتنا قطرائيلية.
:::::
المصدر: سانا، 12 شباط 2012
http://www.sana.sy/ara/3/2012/02/12/399886.htm